شدد الدبلوماسي التركي إردام أوزان على وجود ما وصفه بـ"المفارقة الجيوسياسية في سوريا"، حيث تواجه الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع معارضة من كل من إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن هذا التوافق النادر بين العدوين اللدودين ينبع من مخاوفهما الاستراتيجية.

وقال أوزان في مقال نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن سوريا كانت تمثل "ركيزة أساسية في ‘محور المقاومة’"، وتُعتبر جسرا بريا حيويا لحزب الله وبوابةً لبسط نفوذها في بلاد الشام.



وأضاف أن سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي هدد هيمنة إيران الراسخة. ورغم تراجع نفوذها، أكد أوزان أن طهران لا تزال ملتزمة بعدم التخلي عن سوريا سريعًا.


وأشار الكاتب التركي إلى مشاركة الميليشيات المدعومة من إيران في أعمال العنف الساحلية الأخيرة، ما يُظهر عزم طهران على الحفاظ على أهميتها الاستراتيجية، حتى لو أدى ذلك إلى تقويض المرحلة الانتقالية الهشة في سوريا.

وبالنسبة لدولة الاحتلال، فقد شدد الكاتب التركي على أن المخاوف الأمنية لدى "تل أبيب" تتركز حول "وجود وكلاء إيرانيين على طول حدود إسرائيل".

وأشار إلى أن أحمد الشرع، القائد السابق لجماعة جهادية مسلحة، يمثل تحديات جديدة لإسرائيل، حيث يخشى المسؤولون الإسرائيليون من عدم قدرة أو رغبة قيادته في كبح النفوذ المتنامي لهيئة تحرير الشام.

ولفت أوزان إلى تأكيد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على ضرورة نزع السلاح من جنوب سوريا لمنع هيئة تحرير الشام والجماعات الإسلامية الأخرى من ترسيخ وجودها قرب الحدود الإسرائيلية.

وأضاف أن إسرائيل تعتمد استراتيجية مزدوجة: احتواء الصعود الإيراني، وضرب معاقل الإسلاميين استباقيا لضمان عدم حصول أي من الطرفين على موطئ قدم حاسم.

وفيما يتعلق بالتداعيات الإقليمية، لفت أوزان إلى أن مستقبل سوريا لا يزال موضع خلاف بين قوى إقليمية أخرى، موضحا أن تركيا دعمت الاتفاقات بين الحكومة الانتقالية والقوات الكردية، وهي خطوة نظرت إليها إسرائيل بعين الريبة.

وأضاف أن إسرائيل اتخذت خطوات لحماية الأقلية الدرزية في جنوب سوريا، لافتا إلى أن عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية واستغلال خلاياه النائمة للمرحلة الانتقالية الفوضوية لاستعادة زخمها في وسط وشرق سوريا، يزيد من تعقيد المشهد.

كما أوضح الكاتب التركي أن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي الغامض يفاقم حالة عدم الاستقرار، تاركا مصير سوريا معلقا في الميزان، حسب وصفه.

وفي ختام مقاله، أكد أوزان على ضرورة اتباع نهج جديد في الحكم والدبلوماسية لضمان استقرار سوريا، داعيا إلى "جهود خفض التصعيد الإقليمية" من خلال تسهيل المفاوضات المباشرة بين أصحاب المصلحة الرئيسيين: تركيا، إسرائيل، إيران، روسيا، ودول الخليج.


وأوضح الدبلوماسي التركي أن ذلك التفاوض يهدف إلى إنشاء إطار لخفض التصعيد يعالج المخاوف الأمنية مع الحد من التدخل الأجنبي.

كما شدد على أهمية "انتقال سياسي سليم" يلبي توقعات السوريين، محذرا من أن غياب الإصلاحات الهيكلية والتمثيل السياسي الواسع قد يبقي سوريا مجزأة وساحةً للصراعات بالوكالة، بدلًا من التحول إلى دولة فاعلة.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد أنه إلى أن تُتخذ هذه الخطوات، سيظل مستقبل سوريا رهنا بالتنافسات الخارجية بدلًا من التعافي الداخلي، موضحا أن مفارقة وقوف إسرائيل وإيران ضد الحكومة نفسها ليست سوى فصل آخر من فصل من فصول صراع تميزه التناقضات، وتغيره التحالفات، ودورة حرب لا نهاية لها على ما يبدو، حسب قوله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية سوريا الشرع إيران الاحتلال تركيا إيران سوريا تركيا الاحتلال الشرع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماجد المصري: لهذا السبب وافقت على “إش إش”

متابعة بتجــرد: وسط النجاح الكبير لمسلسل “إش إش” وتصدره التريند، كشف الفنان ماجد المصري عن أسباب مشاركته في العمل، مؤكداً أنه وافق فوراً على الدور بمجرد حديثه مع المخرج محمد سامي.

وفي تصريح لموقع “عرب وود”، قال المصري: “بحب الشغل مع محمد سامي، وبحب دماغه ورؤيته وصدقه، ونجاحاتنا مع بعض كثيرة”، مشيراً إلى أنه لم يتردد لحظة في قبول الدور بعد غياب 10 سنوات عن التعاون مع سامي. وأضاف: “تحدث معي في الهاتف عن فكرة العمل، فقلت له: محمد، أنا مضيت المسلسل!”.

عن مسلسل “إش إش”

يُعرض العمل ضمن مسلسلات رمضان 2025، وهو من بطولة مي عمر، ماجد المصري، هالة صدقي، ندى موسى، شيماء سيف، إدوارد، محمد الشرنوبي، انتصار، دينا، عصام السقا، إيهاب فهمي، علاء مرسي، طارق النهري، وحمدي هيكل، إلى جانب ضيوف الشرف كريم فهمي، خالد الصاوي، أحمد زاهر، محمد ممدوح، ومحمد عبدالرحمن “توتا”، ومن تأليف وإخراج محمد سامي.

تدور أحداث المسلسل حول راقصة تدعى “إش إش” (مي عمر)، تحاول النجاة وسط ظروف صعبة، لكنها تواجه تحديات مع رجب الجريتلي (ماجد المصري)، الرجل النافذ الذي يسعى للتقرب منها، ليجد نفسه في مواجهة غير متوقعة مع المكائد والمصاعب التي تُحاك ضده.

View this post on Instagram

A post shared by ArabWood (@arabwoodtv)

main 2025-03-20Bitajarod

مقالات مشابهة

  • لهذا السبب.. الحزن يعمّ الوسط الإعلامي في لبنان!
  • قطع المياه في منطقة باب الخلق لهذا السبب
  • رأي.. إردام أوزان يكتب لـCNN عن المفارقة الجيوسياسية في سوريا: لماذا تعارض إسرائيل وإيران الشرع؟
  • معلومة تكشف.. لهذا السبب مُنع سلام من السفر!
  • للعام الثامن| فنلندا أسعد دولة في العالم.. لهذا السبب
  • مجلس الأمن القومي التركي: سنواصل دعم جهود الإدارة الجديدة في سوريا لضمان السلام والاستقرار
  • إيران تستدعي سفير ألمانيا والقائم بالأعمال البريطاني لهذا السبب
  • ماجد المصري: لهذا السبب وافقت على “إش إش”
  • لهذا السبب.. رئيس الوزراء العراقي السابق يصل صنعاء