عربي21:
2025-04-14@10:09:57 GMT

غزة.. والدماء المستباحة!

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

انتهاك الكيان الصهيونى فجأة لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، واستئناف عدوانه النازى مجددا على الفلسطينيين، يؤشر إلى أن الهدف الأساسى هذه المرة، العمل على تنفيذ مخطط التهجير الواسع عبر ارتكاب كم هائل من المذابح والمجازر فى حق المدنيين بالقطاع.

هذا التصور لا ينطوى بالتأكيد على أية مبالغة أو تهويل، إذ إن قادة الكيان الصهيونى لا يخفون ذلك فى تصريحاتهم العلنية، بل ويعتقدون أن الفرصة مواتية فى الوقت الراهن، لتنفيذ هذا المخطط فى ظل وجود رئيس أمريكى "يتفهم" ويبارك ويؤيد مثل هذه الخطوة، بل ويدعمها دبلوماسيا وسياسيا وأيضا عسكريا بشكل مطلق.



وزير الدفاع الصهيونى يسرائيل كاتس، كان واضحا جدا فى تحديد هدف العدوان الحالى، حيث قال فى تصريحات الأربعاء الماضى، إن «الهجوم الذى نفذته القوات الجوية الإسرائيلية - فجر الثلاثاء - ضد حماس كان مجرد الخطوة الأولى».

وتابع: «ما سيأتى سيكون أشد قسوة، وسيدفع الفلسطينيون الثمن بالكامل»، وأضاف: «قريبًا، سيُستأنف إخلاء السكان من مناطق القتال!!».

الجملة الأخيرة فى تصريحات كاتس تلخص القضية تماما، وتفضح الهدف الأساسى للعدوان الصهيونى، والمتمثل فى تهجير سكان قطاع غزة قسرا أو طواعية إلى الدول المجاورة، أو حتى إلى دول بعيدة نسبيا مثل الصومال، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.

مخطط تهجير وانتزاع الشعب الفلسطينى من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، عبر استباحة دماء الأبرياء فى قطاع غزة بالنار والدمار والمجازر اليومية، يشكل بلا شك خرقا صارخا وسافرا للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى ولأبسط حقوق المواطن الفلسطينى، وهو ما يتطلب التصدى له من جانب الدول العربية.. لكن كيف؟

لا يخفى على أحد أنه منذ بداية العدوان الصهيونى على قطاع غزة قبل ١٥ شهرا، وبالتحديد بعد هجوم طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر قبل الماضى، كان الموقف العربى منقسما إزاء طريقة التعامل مع ما يجرى، حيث كان قسما من العرب يعتبر أن ما يحدث على أرض غزة لا يخصه من قريب أو بعيد، بل هو مواجهة بين محورين يتصارعان على مجالات النفوذ والسيطرة فى المنطقة، أحدهما تقوده إيران ومعها الجماعات المتحالفة معها فى غزة واليمن ولبنان والعراق وسوريا، والثانى الكيان الصهيونى المدعوم من الغرب وتحديدا الولايات المتحدة، وبالتالى ليس من الحكمة التدخل لصالح إحدى الجبهتين، بل تركهما يصفيان حساباتهما مع بعضهما البعض، حتى لو كان ذلك يضاعف فى كل لحظة من فواتير الدم العربية.

القسم الثانى من العرب كان ينظر إلى ما يحدث بقلق وخشية وهواجس كبيرة، ويرى أن نتائج هذا الصراع لن تكون فى صالح العرب عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص، وسعى بكل يملك من أدوات سياسية ودبلوماسية إلى محاولة إيجاد حلول تسمح بتطويق ومحاصرة دائرة النار قبل اتساعها، واحتواء تداعيات الحرب حتى لا تفلت الأمور من عقالها، وتتضاعف خسائر العرب بما ينعكس سلبا على قضاياهم وحقوقهم المشروعة.

أما القسم الثالث والأخير من العرب، فكان منغمسا حتى أذنيه فى الحرائق والصراعات والانقسامات الداخلية التى تمزق أوطانه، وتضع مصيرها ومستقبلها فى مهب الريح، ومن ثم لم يتفاعل مع ما يحدث من جرائم على الأرض العربية، سوى ببيانات إدانة معلبة، وبعض الدعاء والرجاء من الله أن يرفع البلاء عن الفلسطينيين الذين تسحقهم آلة القتل الصهيونية.

فى المرحلة الثانية من العدوان، والتى بدأت الثلاثاء الماضى، بعد انقلاب نتنياهو وحكومته المتطرفة على اتفاق وقف النار الذى توسطت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة واستمر أكثر من ٤٠ يوما، تبدو الصورة الآن أكثر وضوحا لجهة الهدف الأهم، الذى يسعى إلى تحقيقه الكيان الصهيونى، والمتمثل فى تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتنفيذ مخطط التهجير، وتغيير وجه المنطقة بشكل كامل، وبالتالى ليس أمام العرب جميعا من خيار، سوى العمل الجماعى لوقف هذا السيناريو الكارثى، الذى يهدد أمنهم واستقرارهم ومصالحهم.

توجد بلاشك الكثير من الأدوات والأوراق المهمة فى يد الدول العربية، التى ينبغى عليها تفعيلها إن أرادت التصدى بحزم لهذا المخطط، أهمها على الإطلاق حظر التعامل الاقتصادى والأمنى مع الاحتلال، وتجميد علاقات التطبيع معه، والضغط جديا على داعميه الغربيين لوقف جرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقى التى ترتكبها قوات الاحتلال الصهيونية بحق الشعب الفلسطينى.

ليس هذا فحسب، بل على الدول العربية التكتل وراء الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع من دون تهجير سكانه، ومطالبة المجتمع الدولى التدخل لتحمل مسئوليته فى حماية المدنيين الفلسطينيين، وايجاد حل جذرى يسمح للشعب الفلسطينى بالحصول على حقه فى التحرر من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشريف.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة التهجير الاحتلال غزة الاحتلال تهجير مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

العرب الطلقاء

#العرب_الطلقاء

د. #عبدالله_البركات
مهما حصل للغزيين فلن ينقرضوا فهم باقون. ولكن كيف سيخرجون من هذه الحرب. هل سيخرجون ناقمين ليس على الصها ينة فحسب بل على امتهم العربية والاسلامية. بل وحتى على الفلسطينيين الذين لم ينصروهم. هل سيستثنون بعض العرب والمسلمين من نقمتهم وهل سيميزون بين من حارب معهم بصدق ومن مثل عليهم الدور. ام انهم سيعذرون المقصرين والمتآمرين والخوالف والمتربصين ويقولون كما قال يوسف عليه السلام (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين). وكما قال محمد صلى الله عليه وسلم (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وهل سيكون وسم الطلقاء حينها وسم فخر أم وسم عار ابدي.#

مقالات مشابهة

  • مظاهرة حاشدة فى الرباط دعمًا للشعب الفلسطينى ورفضًا لحرب الإبادة على غزة
  • أبو عبيدة:ما زال إخوان الصدق باليمن يصرون على شل قلب الكيان الصهيوني وقوفا لجانب غزة
  • الناطق العسكري لكتائب القسام: لا يزال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني وقوفاً إلى جانب غزة التي تتعرض لحرب إبادة شعواء
  • جيش العدو:إطلاق صاروخ من اليمن على وسط الكيان المحتل
  • جيش العدو:إطلاق صاروخ من اليمن على قلب الكيان الصهيوني
  • سياسي مصري: اليمن كسر الهيمنة الأمريكية وأربك الكيان الصهيوني في البحر الأحمر
  • “ميتا” حذفت 90 ألف منشور بطلب من الكيان الإسرائيلي
  • العرب الطلقاء
  • مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا باستمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا بجرائم الكيان في غزة