NYT: ما هي فرص عودة الملاحة البحرية العالمية للبحر الاحمر بعد الغارات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعده بيتر إيفيس قال فيه إن شركات الشحن البحري الكبرى لا تخطط للعودة إلى البحر الأحمر بسبب عودة الحرب وستواصل الدوران حول أفريقيا.
وقالت إن الرئيس دونالد ترامب عندما أمر بضرب الحوثيين في اليمن نهاية الأسبوع الماضي، برره ذلك بهجمات الحركة المستمرة على الشحن البحري في البحري الأحمر التي قال أنها أضرت بالتجارة العالمية.
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال" قال: "هذه الهجمات المستمرة كلفت الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي مليارات الدولارات، وعرضت في نفس الوقت حياة الأبرياء للخطر".
وتعلق الصحيفة إن إعادة شركات الشحن إلى البحر الأحمر وقناة السويس قد تستغرق عدة أشهر، ومن المرجح أن تتطلب أكثر من مجرد غارات جوية ضد الحوثيين.
فقد تجنبت شركات النقل البحري ولأكثر من عام البحر الأحمر وبشكل كبير وأجبرت على إرسال سفنها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا للوصول من آسيا إلى أوروبا، وهي رحلة تمتد لحوالي 3,500 ميلا بحريا وتستغرق 10 أيام أطول.
وتقول الصحيفة إن قطاع الشحن البحري تكيف إلى حد كبير مع هذا التعطيل، بل واستفاد من ارتفاع أسعار الشحن بعد أن بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية أواخر عام 2023 دعما للفلسطينيين في غزة بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع في أعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويقول مسؤولو الشحن البحري إنهم لا يخططون للعودة إلى البحر الأحمر حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط يشمل الحوثيين أو هزيمة حاسمة للحركة التي تدعمها إيران.
وقال فينسنت كليرك، المدير التنفيذي لشركة ميرسك، وهي شركة شحن مقرها كوبنهاغن، في شباط/ فبراير أنه سيعود حالة حصل: "إضعاف كامل لقدراتهم أو وجد نوع من الاتفاق".
وبعد الضربات الأمريكية هذا الأسبوع، قالت ميرسك إنها لا تزال غير مستعدة للعودة. وقال متحدث باسمها: "مع إعطاء الأولوية لسلامة الطاقم وضمان سلسلة التوريد وقابليتها للتنبؤ، سنواصل الإبحار حول إفريقيا حتى يعتبر المرور الآمن عبر المنطقة أكثر ديمومة".
وقالت شركة أم أس سي وهي شركة شحن بحري كبرى أخرى: "لضمان سلامة بحارتنا واتساق الخدمة وقابليتها للتنبؤ لعملائنا"، فإنها أيضا ستواصل إرسال السفن حول إفريقيا.
ويظل السؤال حول قدرة الأمريكيين على قمع الحركة الحوثية وبشكل حاسم وما يحتاجونه من وقت لإعادة الهدوء إلى مياه البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال أليكسوس جي. غرينكويش، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة، إن الهجمات الأخيرة كانت " أوسع بكثير" من الضربات التي شنت خلال إدارة بايدن، كما شكك في قدرات الحوثيين العسكرية.
لكن خبراء الشرق الأوسط قالوا إن الحوثيين أظهروا قدرتهم على مقاومة قوات أكبر بكثير والتصرف بشكل مستقل عن رعاتهم الإيرانيين.
ونقلت الصحيفة عن جاك كيندي، رئيس مؤسسة المخاطر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا " أس أند بي غلوبال ماركيت إنتليجنس" إنه من غير المرجح أن يكون الحل العسكري وحده، وتحديدا الحل الذي يركز على الضربات الجوية كافيا لهزيمة الحوثيين ووقف نشاطهم للأبد".
وأعلن الحوثيون أنهم خفضوا من هجماتهم على السفن التجارية بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في كانون الثاني/يناير، ولم تشن الحركة أي هجمات على السفن التجارية منذ كانون الأول/ديسمبر حسب مركز بيانات من مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة، وهي منظمة لرصد الأزمات.
ومع ذلك، لم تعد شركات الشحن البحري إلى البحر الأحمر وبأعداد كبيرة.
وعبرت في شباط/فبراير ما يقرب من 200 سفينة حاويات عبر مضيق باب المندب، وهو المنفذ الواقع جنوب البحر الأحمر حيث ركز الحوثيون هجماتهم. وكان هذا العدد أعلى من 144 سفينة في شباط/فبراير 2024، ولكنه أقل بكثير من أكثر من 500 سفينة قبل بدء هجمات الحوثيين، حسب بيانات من شركة" لويدز ليست إنتليجنس" وهي شركة تحليل للشحن البحري.
وقد تجنبت الشركات الكبرى البحر الأحمر، باستثناء الشركة الفرنسية سي أم إي سي جي أم، مع أن حضورها كان محدودا. ولم تسرع السفن في العودة لأن المسؤولين التنفيذيين يخشون من اضطرارهم لإجراء تغييرات باهظة الثمن وفجائية على عملياتهم إذا أصبح البحر الأحمر خطيرا مرة أخرى.
وقد عزز الالتفاف حول أفريقيا، على الرغم من كل ما ينطوي عليه من إزعاج وتكاليف إضافية، أرباح شركات الشحن. وكانت الشركات قد طلبت مئات السفن الجديدة عندما كانت تتمتع بوفرة من السيولة النقدية نتيجة ازدهار التجارة العالمية خلال وباء كورونا. وعادة ما يؤدي وفرة السفن إلى خفض أسعار الشحن. لكن هذا لم يحدث هذه المرة لأن السفن اضطرت إلى استخدام طريق أفريقيا، مما زاد من الحاجة إلى السفن ورفع الأسعار على جميع طرق الشحن العالمية الكبرى.
وفي الشهر الماضي، توقعت شركة ميرسك أن أرباحها ستكون أعلى على الأرجح إذا فتح البحر الأحمر في نهاية هذا العام بدلا من منتصفه. مع ذلك، انخفضت أسعار الشحن من آسيا إلى شمال أوروبا مؤخرا إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2023، وفقا لبيانات "فريتوس" وهي شركة شحن رقمية.
وقال ريكو لومان كبير الإقتصاديين للنقل والخدمات اللوجيستية والسيارات في "أي أن جي ريسريتش" ، بأن الأسعار انخفضت نظرا لانخفاض شحنات البضائع في بداية العام. وأضاف أن موجة الواردات المفاجئة إلى الولايات المتحدة قبيل فرض رسوم ترامب الجمركية تبدو على وشك الانتهاء. وقد لا تطلب الشركات كميات كبيرة من السلع لأنها تتوقع تراجع طلب المستهلكين في الأشهر المقبلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الحوثيين ميرسك التجارة اقتصاد امريكا تجارة البحر الاحمر الحوثي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى البحر الأحمر الشحن البحری شرکات الشحن وهی شرکة
إقرأ أيضاً:
بيان حوثي: مستمرون بمنع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر
أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، صباح الخميس، مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ بالستي استهدف مطار بن غوريون في إسرائيل، مؤكدة أنها "ستمنع الملاحة الإسرائيلية" في البحر الأحمر.
كما قال الحوثيون في بيان إن قوات الجماعة "صعدت استهداف القطع الحربية المعادية في البحر الأحمر، ومنها حاملة الطائرات الأميركية (يو إس إس هاري ترومان)، والقطع الحربية التابعة لها".
وأوضح البيان أن الهجوم نفذ بعدد من الصواريخ البالستية والمجنحة، والطائرات المسيّرة.
وأضاف أن الضربات الأميركية "ستفشل في منع اليمن من استهداف العدو الإسرائيلي، ردا على مجازره بحق إخواننا في غزة".
كما أكد الحوثيون، المدعومون من إيران، أنهم "مستمرون في منع الملاحة الإسرائيلية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه اعترض فجر الخميس صاروخا أطلق من اليمن، قبل أن يخترق أجواء إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة "إكس"، إن "سلاح الجو اعترض قبل قليل الصاروخ الذي أطلق من اليمن قبل اختراقه الأجواء الإسرائيلية".
والأربعاء أفادت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين بتعرض مناطق يمنية عدة لضربات أميركية جديدة.
وأوردت القناة أن "عدوانا أميركيا استهدف صنعاء ومحيط مدينة صعدة"، قبل أن تشير لاحقا إلى ضربات طالت "مديرية السوادية في محافظة البيضاء".
وأكدت أن الضربة على صنعاء "استهدفت صالة للمناسبات قيد الإنشاء في مديرية الثورة، مما أدى إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة"، لافتة إلى أن "الدفاع المدني يعمل على إخماد الحرائق الناجمة عن العدوان".
وتصاعدت النيران وأعمدة الدخان في سماء العاصمة اليمنية، بينما ضربت الشرطة طوقا أمنيا في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي في منشور على منصة "إكس"، إن الضربة على صنعاء أدت إلى إصابة 7 نساء وطفلين في حصيلة غير نهائية.
وأفادت قناة "المسيرة" في وقت لاحق، أن "عدوانا أميركيا يستهدف مديرية الحزم" في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة، لافتة إلى أن الضربة طالت "مزرعة الشعب للماشية والأغنام مما أدى إلى نفوق أعداد منها".
ومنذ نهاية الأسبوع الماضي تشن واشنطن حملة جوية على الحوثيين أسفرت السبت عن مقتل 53 شخصا وإصابة 98 آخرين، وفق الجماعة التي قالت إنها ردت باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.
وتزامنا مع هذه الضربات، توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحوثيين الأربعاء بـ"القضاء عليهم تماما".
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال"، أن "أضرارا كبيرة لحقت بالهمجيين الحوثيين. راقبوا كيف سيتدهور الوضع تدريجيا. هذه ليست معركة عادلة ولن تكون أبدا على هذا النحو. سيتم القضاء عليهم تماما".
وإضافة إلى إعلانهم استهداف حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" 4 مرات في البحر الأحمر، تبنى الحوثيون الثلاثاء إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل اعترضته دفاعاتها الجوية قبل أن يدخل أجواءها، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وكان ذلك أول هجوم صاروخي يستهدف إسرائيل من اليمن منذ بدء سريان الهدنة في غزة في 19 يناير الماضي، علما أن هذا التصعيد حدث بعيد سلسلة ضربات إسرائيلية كثيفة على القطاع.