سبعة محاور استراتيجية تشمل الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني وتطورات معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس رئيس اللجنة التحضيرية الحمران : المؤتمر هذا العام يشتمل على خمس غرف عمل مخصصة لعرض الأبحاث التي تم قبولها من قبل اللجنة العلمية نائب رئيس اللجنة التحضيرية العرامي: عدد الأبحاث المقدمة أكثر من 200 بحث تم قبول 167 منها من 39 مؤسسة علمية وبحثية من مختلف الدول عضو اللجنة الإشرافية السفياني : العمل جارٍ على قدم وساق لاستقبال الوفود المشاركة من مختلف أنحاء العالم سواء من الدول الأوروبية أو العربية رئيس لجنة العلاقات الخارجية أبو الرجال: المؤتمر شهد مشاركة واسعة من مختلف القارات بما في ذلك أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا الناطق الإعلامي للمؤتمر حمود شرف الدين :   الترتيبات الإعلامية للمؤتمر ستكون شاملة  والعديد من القنوات العربية والعالمية قد أبدت استعدادها لنقل الحدث عضو فريق الترجمة حيدره: هناك فريق متخصص في الترجمة للأوراق الداخلية والخارجية التي ستُلقى خلال المؤتمر

 

الثورة /ماجد حميد الكحلاني

 

في ظل التحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية، تتهيأ العاصمة صنعاء لاستضافة المؤتمر العلمي الدولي الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية»، تحت شعار «لستم وحدكم»، الذي سيُعقد اليوم السبت ويستمر حتى 25 من رمضان الجاري، بمشاركة واسعة من شخصيات محلية وعربية وإسلامية ودولية، في وقت حساس للغاية حيث يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

هذا المؤتمر يُعتبر منصة هامة لتسليط الضوء على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وتعزيز التضامن الدولي مع قضيته العادلة. وفي إطار الإستعدادات الجارية، تواصل اللجنة التحضيرية جهودها المكثفة لضمان أن يظهر المؤتمر بالشكل الذي يليق بأهميته، بما في ذلك الترتيبات الخاصة بالجلسات، واللغات، وحضور الوفود، بالإضافة إلى تنظيم الأبحاث العلمية التي ستُعرض خلال فعالياته.

«الثورة» قامت بالنزول الميداني إلى موقع المؤتمر وألتقت هناك بالمعنيين لتسلط الضوء على الترتيبات والاستعدادات النهائية للمؤتمر، والتعرف على تفاصيل التحضيرات التي تساهم في نجاح هذا الحدث الهام، لدعم القضية الفلسطينية وإبرازها على الساحة الدولية.

 

 

في البداية التقينا برئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» الدكتور عبد الرحيم الحمران الذي تحدث عن التحضيرات والجهود المبذولة لعقد المؤتمر وأهمية هذا الحدث في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، قائلاً:

المؤتمر هذا العام يأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث يتم تسليط الضوء بشكل خاص على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهلنا في غزة وفي مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة>. مشيراً إلى أن المؤتمر يُعتبر الثالث على التوالي، وقد تم التخطيط له ليكون حدثاً سنوياً يُعقد في شهر رمضان المبارك تزامنًا مع يوم القدس العالمي.

وأوضح أن المؤتمر يعتمد على شقين رئيسيين: الأول سياسي وثقافي، حيث يتحدث المشاركون من مختلف أنحاء العالم عبر الزوم أو بشكل مباشر في جلسات خاصة. أما الشق الثاني، فهو علمي وبحثي، حيث تم فتح المجال للباحثين من الجامعات والمؤسسات العلمية في الداخل والخارج لتقديم بحوثهم ودراساتهم حول القضية الفلسطينية. وقد تم اختيار المواضيع بعناية لتتناول كافة جوانب الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مع التركيز على جرائم الاحتلال وأبعادها النفسية والاستراتيجية.

وأضاف الحمران أن المؤتمر هذا العام يشتمل على خمس غرف عمل مخصصة لعرض الأبحاث التي تم قبولها من قبل اللجنة العلمية. وستتم مناقشة هذه الأبحاث على مدار يومين، 23 و24 من شهر رمضان، مع التركيز على قضايا تتعلق بالاحتلال الصهيوني وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني. أما اليوم الأول من المؤتمر، فسيكون تدشينًا رسميًا يتضمن كلمات ترحيبية من كبار المسؤولين، بالإضافة إلى كلمات من ضيوف المؤتمر وعرض فلاشات من مختلف أنحاء العالم عبر الزوم.

وتابع الحمران أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على جرائم الاحتلال، بما في ذلك الإبادة الجماعية، القتل الجماعي، والحصار المطبق على الشعب الفلسطيني، واستخدام كافة وسائل القمع من قبل الاحتلال. وأكد أن هذا المؤتمر يُعد خطوة مهمة لفضح ممارسات الكيان الصهيوني أمام العالم، ويشجع الأحرار في جميع أنحاء العالم على اتخاذ مواقف جادة تجاه هذه الجرائم، التي يتم ارتكابها أمام مرأى ومسمع من المنظمات الدولية والشعوب.

وأكد الحمران أن هذا الحدث سيعزز من دعم القضية الفلسطينية، وسيُسهم في تحفيز الأمة العربية والإسلامية للوقوف بجانب فلسطين في مواجهة هذا العدو المجرم، حيث أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية، ويجب أن تظل حاضرة في الوعي العالمي وفي قلب كل مسلم وعربي.

سبعة محاور استراتيجية

كما التقينا على هامش زيارتنا إلى موقع انعقاد المؤتمر، بنائب رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور أحمد العرامي، الذي أكد أن المؤتمر ينعقد في ظروف استثنائية، في ظل العدوان الأمريكي والصهيوني على اليمن، وهو نتيجة للموقف المشرف والحازم الذي اتخذته القيادة اليمنية بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حيث تم التأكيد على مساندة أهلنا في غزة ورفض الحصار والتجويع الذي يمارسه العدو.

وأضاف العرامي أن المؤتمر في دورته الثالثة، يعد تتويجاً للمواقف العسكرية والسياسية والشعبية التي اتخذها الشعب اليمني، ويعكس التزامه الثابت تجاه القضية الفلسطينية.. مشيراً إلى أن المؤتمر سيتناول سبعة محاور أساسية، تشمل الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني، تطورات عملية “طوفان الأقصى”، ودلالات معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، بالإضافة إلى تحليل الجوانب الحضارية والثقافية في الصراع.

قبول 167 بحثاً

وأكد الدكتور العرامي أن المؤتمر شهد مشاركات واسعة، حيث بلغ عدد الأبحاث المقدمة أكثر من 200 بحث، تم قبول 167 منها من 39 مؤسسة علمية وبحثية من مختلف الدول.

وفيما يتعلق بالدول المشاركة، أشار العرامي إلى أن المؤتمر يضم مشاركين من الهند وماليزيا ومصر وتونس وليبيا وفلسطين ولبنان واليمن. كما أشار إلى أن عدداً من الشخصيات السياسية من مختلف أنحاء العالم سيشاركون في المؤتمر إما بشكل مباشر في صنعاء أو عبر وسائل التواصل مثل الزوم.

وحول تأثير المؤتمر في تسليط الضوء على الموقف اليمني، أكد العرامي أن المؤتمر سيكون بمثابة منصة علمية وسياسية لتوضيح مظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني في مواجهة الاستكبار، مشيرًا إلى أن صنعاء قد أصبحت قبلة لكل أحرار العالم، الذين يأتون للتضامن مع قضية فلسطين.

وبخصوص مشاركة الشخصيات البارزة، أضاف العرامي أن وصول هؤلاء المشاركين إلى صنعاء يعد بمثابة شجاعة كبيرة، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي والحصار المفروض، وهذا يعكس تطابق أقوالهم وأفعالهم في دعم المظلومين ومواجهة التحديات.

وفيما يتعلق بالتطبيع المتسارع من قبل بعض الدول العربية والإسلامية، أكد العرامي أن المؤتمر سيعكس مخاطر التطبيع ويؤكد على أهمية المقاطعة الاقتصادية مع العدو. كما تناول المؤتمر مخاطر ما يسمى بـ “الإبراهيمية” ومحاولة التشويه التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الدين الإسلامي، مؤكدًا أن موقف المؤتمر كان ثابتًا منذ البداية، حيث تم إدانة التطبيع في المؤتمر الأول، وما زال الخيار صحيحًا، حيث تثبت الأيام صحة المواقف التي تم اتخاذها.

دعم فلسطين مهما كانت التحديات

في حديث للثورة حول الترتيبات التنظيمية للمؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية»، التقينا عضو اللجنة الإشرافية الأستاذ المجاهد طه السفياني، الذي تحدث بدوره قائلاً:

العمل جارٍ على قدم وساق لاستقبال الوفود المشاركة من مختلف أنحاء العالم، سواء من الدول الأوروبية أو العربية، بالإضافة إلى الضيوف المحليين الذين سيشاركون في هذا الحدث الهام.

وأوضح السفياني أن المؤتمر يعد جزءاً من التحركات اليمنية المستمرة لدعم القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الشعب اليمني قد قدم تضحيات كبيرة في سبيل الدفاع عن فلسطين، وأن هذه التضحيات انعكست في المواقف الواضحة التي يتبناها في مختلف المحافل الدولية.

وأشار السفياني إلى أن العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن، الذي يستهدف الشعب اليمني في مختلف المناطق، لن يثني هذا الشعب عن موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية، بل يعكس إصرار اليمن على دعم فلسطين مهما كانت التحديات أو الصعوبات.

وفيما يتعلق بالهدف من إقامة المؤتمر، أكد السفياني أن الهدف الرئيسي هو تذكير الأمة الإسلامية والعربية بمسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية. كما أضاف أن هذا المؤتمر يبعث برسالة قوية مفادها أن بوصلتنا جميعاً يجب أن تكون باتجاه القدس والأقصى، وأنه من الضروري أن تتحرك الشعوب الإسلامية والعربية، حتى بأقل الإمكانيات، لتفعيل هذه القضية وإحياء روح المقاومة في قلوب الأمة.

مشاركون من مختلف قارات العالم

حول المشاركات والجانب الدولي للمؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية»، التقينا لجنة العلاقات الخارجية للمؤتمر عبدالله محمد أبو الرجال الذي تحدث عن الأثر الكبير الذي أحدثه المؤتمر على الساحة الدولية.. مشيراً إلى أن هذا المؤتمر، بفضل الله وعزيمة قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد شهد مشاركة واسعة من شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم، على الرغم من التحديات التي تواجهها اليمن في ظل الظروف الصعبة.

وأوضح أبو الرجال أن اليمن، بفضل القيادة الحكيمة والموقف الثابت للشعب اليمني، استطاع أن يخلق تواصلًا قويًا مع الأحرار في مختلف القارات، بما في ذلك أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. مؤكداً أن العديد من الشخصيات البارزة من أعضاء البرلمان الأوروبي السابقين، رؤساء وزراء سابقين، ووزراء خارجية سابقين، قد قطعوا مسافات طويلة وتجاوزوا العديد من المخاطر للوصول إلى صنعاء والمشاركة في هذا المؤتمر الهام.

وأشار أبو الرجال إلى أن هناك محاولات واضحة لعرقلة حضور بعض المشاركين الدوليين، حيث تم إلغاء تذاكر سفر البعض في منتصف الطريق أو منعهم من السفر في بلدانهم مثل الهند، بينما تم إرسال تذاكر جديدة لهم من أجل استكمال مسارهم. ومع ذلك، أكد أبو الرجال أن عددًا كبيرًا من المشاركين استطاعوا الوصول إلى صنعاء، مع وصول المزيد من الوفود خلال الأيام المقبلة.

وفيما يخص المواقف المؤثرة للمشاركين الدوليين، أكد أبو الرجال أن هناك احترامًا كبيرًا من قبل هؤلاء الأحرار، حيث يعبرون عن تقديرهم الكبير للموقف اليمني، الذي يواصل دعمه لغزة والقضية الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني. وأشار إلى أن هناك شخصيات من الولايات المتحدة الأمريكية، رغم علمهم بالمخاطر التي قد يواجهونها عند عودتهم، إلا أنهم أصروا على المشاركة في المؤتمر احترامًا لدماء أطفال غزة وللموقف البطولي الذي تتبناه اليمن.

أما عن اختيار المشاركين، فقد أوضح أبو الرجال أن الدعوات كانت موجهة بشكل عام إلى الشخصيات الإنسانية والحقوقية في العالم، وقد لاقت تجاوبًا غير متوقع. وأكد أن المشاركين استجابوا بشكل كبير للمشاركة في المؤتمر، بما يعكس إيمانهم العميق بالقضية الفلسطينية وضرورة دعمها.

وفي ختام حديثه، أضاف أبو الرجال أن هذا المؤتمر يعكس الموقف العظيم لليمن، الذي يتصدر المشهد الدولي في دعم القضايا العادلة، وخاصة القضية الفلسطينية.

ترتيبات إعلامية واسعة

في إطار التحضيرات لانعقاد المؤتمر الدولي الثالث لفلسطين، الذي يعقد تحت شعار “فلسطين قضية الأمة المركزية” التقت الصحيفة أيضا بالناطق الرسمي باسم المؤتمر الإعلامي حمود محمد شرف، الذي أكد أن المؤتمر يهدف إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية. أولاً، تعزيز الرؤية القرآنية تجاه الصراع مع العدو الصهيوني. ثانياً، تسليط الضوء على مظلومية الشعب الفلسطيني ووسائل العدو في تعميق هذه المظلوميات، فضلاً عن التطرق لمخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة الاقتصادية لبضائع الأعداء. ثالثاً، يركز المؤتمر على تحليل الأبعاد الاستراتيجية لعملية “طوفان الأقصى”، واستعراض أبعاد المعركة الحضارية والدينية والثقافية المتعلقة بمعركة الفتح الموعود والمقدس والجهاد. وأخيراً، يناقش المؤتمر انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية، مع كشف زيف الديمقراطية المزعومة في الغرب.

أما عن مشاركة الشخصيات البارزة في المؤتمر، أشار شرف إلى أن هذا الحدث سيشهد حضور وفود عربية ودولية بارزة، مما سيعزز من التأثير العالمي والإقليمي لقضية فلسطين. وأكد أن مشاركة هذه الوفود، وبالأخص من اليمن، سيكون له أصداء كبيرة على مستوى العالم، حيث يعكس الموقف اليمني الثابت في مواجهة الضغوطات الأمريكية والصهيونية، ويعزز من رسالة الجهاد والمقاومة. وأوضح أن هذا المؤتمر سيوجه رسالة قوية إلى العالم حول الشرعية الحقيقية المتجسدة في جهاد ومقاومة اليمن، ودور العرب والمسلمين في التصدي للمشاريع الاستكبارية العالمية.

وفيما يخص التغطية الإعلامية لهذا الحدث، كشف شرف أن الترتيبات الإعلامية للمؤتمر ستكون شاملة، حيث سيتم نقل فعالياته على الهواء مباشرة عبر التلفزيونات المحلية والعربية والدولية، بالتعاون مع اللجنة الإعلامية في اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وأكد أن العديد من القنوات العربية والعالمية قد أبدت استعدادها نقل الحدث، بما في ذلك قنوات تابعة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية. وبالنظر إلى الحضور الكبير لشخصيات مرموقة، مثل حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والبرلمانيين الأفارقة والأوروبيين، ستكون أنظار العالم متجهة إلى صنعاء خلال الفترة 20 – 25 مارس.

فريق متخصص في الترجمة

كما حاولنا خلال الزيارة أن نلتقي بأحد المشاركين ضمن اللجنة في جانب الترجمة، للتحدث عن الترتيبات الخاصة بالترجمة في المؤتمر الأخ هادي صالح حيدرة، مترجم اللغة الإسبانية، الذي تحدث عن دور لجنة الترجمة في ضمان نجاح المؤتمر وإظهاره بالشكل المناسب للعالم. موضحاً أن اللجنة التي يرأسها الدكتور محمد شرف الدين، تشمل فريقا متخصصاً في الترجمة للأوراق الداخلية والخارجية التي ستُلقى خلال المؤتمر، بما في ذلك الترجمة إلى اللغات الأساسية مثل الإسبانية، الفرنسية، التركية، الإنجليزية، بالإضافة إلى العربية كلغة رسمية للمؤتمر. وأكد أن المؤتمر سيستضيف ضيوفًا يتحدثون بلغات متعددة، حيث ستكون الترجمة ضرورية لضمان تواصل فعّال بين المشاركين من مختلف أنحاء العالم.

وفيما يخص رسالته إلى العالم باللغة الإسبانية، أكد حيدرة أن هذه الفرصة تُعتبر مهمة جدًا لإبراز القضية الفلسطينية على المستوى الدولي. وقال: “نحن هنا لندعوهم للحضور والمشاركة في دعم القضية الفلسطينية وإظهار حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، فضلاً عن تسليط الضوء على العدوان الصهيوني الشرس الذي يتعرض له أبناء غزة”. وأوضح أن من خلال هذا المؤتمر، سيتسنى للعالم أن يعرف حقيقة ما يعانيه الفلسطينيون، وكيف أن اليمن، من موقعه المحوري، يقف بجانبهم في هذه المعركة الكبرى من أجل الحرية والكرامة. ج

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما الذي يحدث في العالم ؟

 

نحن اليوم أمام سؤال كبير لن ندركه بكل أبعاده طالما ونمط التفكير الذي يسيطر في التفاعل مع الأحداث هو نفسه دون تغيير، ثمة أحداث مماثلة قد حدثت في سياق التاريخ البشري حملت إجابات واضحة، لكننا ما نزال نتعامل مع القضايا الكبرى في حياتنا بذات نمط التفكير القديم الذي يؤمن بالكليات دون تحليل، أو تدقيق، أو معرفة الأبعاد والآثار، التي تترك ظلالا على الحياة بكل تموجاتها، ولذلك نجد التاريخ يتكرر في حياتنا، وتتكرر كل مآسيه وأحداثه دون وعي منا أو إدراك.

القضية ليست انسياباً وجدانياً، ولا الحياة عاطفة وطاقات إيمانية، ولكنها نظام دقيق، وقانون أكثر دقة، من أدرك تفاصيله وأبعاده استطاع البناء، وحقق وجودا فاعلا ومؤثرا في الحياة، وربما وجدنا في التاريخ القريب والبعيد ما يؤيد ذلك من خلال التأمل والتفكير، فمثلا في وقعة الخندق لم يمنع القوة الإيمانية من التعامل والتفاعل مع تجارب الأمم الأخرى، فكان الخندق فكرة جديدة غيرت مسارا وأحدثت متغيرا في النتائج، وفي الحديبية كانت هناك قوة مؤمنة ضاربة قادرة على الغلبة لكنها مالت إلى العقل، وقبلت ببنود صلح مجحفة فكان الانتصار من حيث ظن الكثير الهزيمة والهوان، فالعقل هو القوة الموازية للقوة الإيمانية وبتظافرهما يتحقق الوجود، وتنتصر إرادة الخير والعدل في المجتمعات الإنسانية .

والعالم اليوم يخوض صراعا وجوديا في مستويات متعددة ذات أبعاد وثقافات وتغاير كبير، ففي المستوى الحضاري حدث انفجار كبير جعل العالم يبدو كقرية صغيرة، وفي المستوى الثقافي المتعدد والمتنوع تاهت الحقائق والمسلمات ولم تعد هناك من ثوابت بل كادت الرياح أن تموج بكل القضايا ذات المنطق السليم، وقد تعددت وسائل التفاعل الاجتماعي والوسائط، حتى وصل الفرد إلى مرحلة الضياع والتيه، وتعززت قيم جديدة، وضاعت قيم كانت من الثوابت الجامعة للمجتمع البشري، وسادت نظم ثقافة التفاهة والانحطاط، وكل مشاهير الزمن اليوم والمؤثرين من الرعاع وعوام الناس من الذين لا يملكون فكرة أو معرفة سوى فكرة الابتذال والسقوط القيمي والأخلاقي، أما الجانب الاقتصادي فقد تبدلت وتغيرت كل أدواته وعلاقاته وبشكل متسارع وكبير فالغني بين غمضة عين وافتتاحها قد يصبح فقيرا، والفقير قد يصبح غنيا، والصراع اليوم على أشده في العالم، وبالعودة إلى زمن الدولة العربية القديم وتحديدا في زمن الدولة العباسية، نجد اتساع الدولة، وهذا الاتساع في الجغرافيا فرض اتساعا في التفاعل مع الثقافات، ولذلك نشأت مدارس فقهية متعددة تتعاطى مع الواقع الجديد وتدرسه وتحاول أن تشرعنه بالدليل النصي، أو النقلي، أو العقلي، أو الاجتهادي، حتى أصبحت الدولة ذات شأن عظيم يخافها الأعداء ويرسلون الهدايا تودداً إليها، فكان وجود الدولة الإسلامية قويا وقائدا للمجتمع الإنساني والحضاري والثقافي والتقني والعلمي، وبعد أن دبَّ الضعف في أركانها وتشتت أمرها بزغت الحضارة الغربية على أنقاضها واستفادت من العلوم والمعارف التي تركتها بين ظهرانينا، فكان العلماء المسلمون هم النبراس الذي أضاء مسالك الحضارة المعاصرة، وقد أضافوا إلى تلك المعارف معارف وعلوما جديدة فاشتغلوا دون ملل أو كلل ومال المسلمون إلى الدعة والسكينة دون أن يحققوا وجودا حضاريا وثقافيا جديدا على الرغم من أنهم يحملون رسالة الخيرية إلى البشرية جمعاء .

والسؤال اليوم الذي يجب أن نقف أمامه هو : ما الذي جعلنا نبدو في تصور العالم أننا أمة متوحشة تشكل عبئا على الحضارة الإنسانية المعاصرة وعلى الرفاه والحياة الكريمة ؟ هذا السؤال هو نفسه الذي يبعث فينا روح الهزيمة، وفي السياق روح الانتصار على الذات المنكسرة في كوامن انفسنا، فنحن نملك مقومات الحياة والرفاه ومقومات الحياة الكريمة للإنسان ونملك مقومات الانتصار للإنسان الذي يؤكد ديننا على حريته وتعزيز عوامل التكريم فيه، ويرفض استغلاله واستعباده والحط من قدره أو النيل من آدميته وبشريته، فالإسلام جاء من أجل تحرير الإنسان من عبادة البشر ومن استغلال البشر لبعضهم ليكون إنسانا حرا كريما، ومسار التاريخ الإسلامي وشواهده وقصصه وأخباره كثيرة وهي مبثوثة في التراث الثقافي الذي أم نعد نقرأه، وفي المقابل نجد تاريخ الأمم الأخرى التي توازى وجودها مع بزوع الحضارة الإسلامية يتحدث عن استغلال واستعباد للإنسان بل كادت بعض الأمم أن تأكل بعضها بعضا ولا ترى للبشر أي قيمة أو معنى سوى أنهم موجودون لخدمة أسيادهم الذين امتازوا عليهم بالثروة والسلطة والقوة، هذه الصورة تغايرت مع الضعف الذي أصاب المسلمين وضياع أمرهم وشتاته، ولعل أبلغ عبارة موجزة في هذا الأمر ما قاله أحد أقطاب عصر النهضة العربية الشيخ محمد عبده حين عاد من الغرب فقال : “ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين وعدت للشرق فوجدت مسلمين ولم أجد إسلاما ” وهنا تكمن الإشكالية للسؤال الذي علينا أن نبحث له عن إجابة في عالم اليوم الذي نعيش فيه ونشعر بعدم وجودنا فيه .

اليوم الأمة تباد في الشرق، تباد في فلسطين، وفي لبنان، وفي سوريا، وفي اليمن، وشتاتها وضياعها واضح للعيان، وقضية وجودها في خارطة العالم الجديد لا قيمة ولا معنى له بل هناك من يساهم ويعزز هذا الضياع من بني جلدتنا ممن يتحدثون بلساننا ويؤمنون بديننا ولا سبيل لنا إلا بالعودة إلى مقومات وجودنا الثقافية والحضارية وبدون ذلك سنكون ضحايا هذا العالم المتغطرس والمستغل .

مقالات مشابهة

  • تظاهرة حاشدة في مأرب تضامنا مع فلسطين وللمطالبة بوقف العدوان على غزة
  • ما الذي يحدث في العالم؟
  • الخارجية الفلسطينية: الاحتلال يستغل الأعياد اليهودية لتصعيد إجراءاته الاستعمارية
  • إصابة جندي صهيوني بجروح خطيرة خلال اشتباك مع المقاومة الفلسطينية جنوبي قطاع غزة
  • مُؤْتَمَرُ لَنْدَن وَتَرسِيْخُ المَسَارِ الثَالِث
  • ما الذي يحدث في العالم ؟
  • البرلمان العربي يدعو لموقف دولي حازم ضد جرائم الاحتلال في فلسطين
  • ما هي الورقة التي حذر “الحوثي” من تفعيلها ان مضت واشنطن في حماقتها 
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب “السلطة الفلسطينية” والأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة
  • صنعاء.. اجتماع يناقش سبل تطوير الأداء الإعلامي ومواجهة الشائعات التي يبثها العدو