الجيش حقق انتصارات عسكرية أهم وأخطر من استعادة القصر الجمهوري
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
يبدو أن البشر بطبيعتهم يتفاعلون مع الرمزي أكثر من الحقيقي الواقعي. فالجيش حقق انتصارات عسكرية أهم وأخطر من استعادة القصر الجمهوري، مثل ربط المهندسين بوادي سيدنا، تحرير جبل مويا، عبور الجسور إلى الخرطوم وبحري، وتحرير مدني وفك الحصار عن القيادة، هذه كلها كانت انتصارات غيرت مسار المعركة وكل نصر منها كان مفتاح لما بعده.
من الناحية العسكرية تحرير القصر كأرض ليس بتلك الأهمية وكنت أتوقع أن المليشيا لن تتمسك به بعد التحول الواضح في المعركة لصالح الجيش، فمن المستحيل أن تصمد أي قوة في منطقة وسط الخرطوم بعد عبور الجيش من أم درمان وفك الحصار عن القيادة وانفتاح المدرعات شمالا. ولكن غباء قادة المليشيا ربما جعلهم يخلطون بين الأهمية العسكرية والأهمية الرمزية.
هناك مواقع مفتاحية أنت تتمسك بها لأهميتها الاستراتيجية مثل جسر مفتاحي أو مدينة على ملتقى طرق وما شابه. ولكن قصر ووزارات ومعسكر في قلب العاصمة تقول كل المؤشرات بأن السيطرة عليها من قبل الجيش مسألة وقت، لماذا تخسر قواتك فيها إن لم تكن مجرد مليشي أحمق؟
خروج حميدتي في تسجيل قبل أيام يتحدى فيه ويعلن تمسكلهم بمنطقة القصر والمقرن أعطى المعركة طابع التحدي وهي في الواقع لم تكن كذلك، إذ لا مجال للدخول في تحدي في معركة محسومة سلفا لصالح الجيش. فبالنسبة للجيش لا يوجد تحد يذكر في الاستيلاء على منطقة وسط الخرطوم. فهذه ليست منطقة جبل مويا ولا مصفاة الجيلي ولا الجزيرة؛ هي عبارة عن منطقة ضيقة محدودة يحدها مقرن النيلين من الشمال والغرب وجيش القيادة العامة من الشرق، أما جهة الجنوب حيث جيش المدرعات الذي استمر في الزحف فهي لم تكن مواجهة دفاعية للمليشيا بقدر ما هي بوابة هروب لم يستغلوها حتى وجدوا أنفسهم في حالة حصار كامل!
بالنسبة للمتابع البعيد تحرير القصر هو أهم لحظة بالطبع كتلخيص لانتصار الجيش السوداني. ولكن من الناحية العسكرية فإن استرداد القصر هو أشبه بلحظة التتويج النهائي بالفوز على المنصة، والتتويج هو حدث احتفالي ولكن الفوز قد حدث قبل ذلك في الميدان.
فالجيش قد كسب المعركة قبل ذلك وهو قد جاء ليحتفل في القصر الجمهوري. والمليشيا لم تكن لبقة بطبيعة الحال وحاولت إفساد الاحتفال ولكنها بذلك جعلته أكثر جلبة وأكثر إثارة.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: لم تکن
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن استعادة القصر الرئاسي
القاهرة "أ ب": أعلن الجيش السوداني أنه استعاد القصر الرئاسي في الخرطوم، والذي يعتبر آخر معاقل قوات الدعم السريع في العاصمة.
وقال وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر في منشور على منصة التواصل الاجتماعي، إكس إن الجيش استعاد القصر.
وأضاف وزير الإعلام "اليوم، ارتفع العلم، وعاد القصر، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر".
ويمثل سقوط القصر الجمهوري - وهو مجمع على ضفاف نهر النيل كان مقرا للحكومة قبل اندلاع الحرب.
وقد حقق الجيش السوداني تقدما مطردا في الأشهر الأخيرة بقيادة قائده العام الفريق عبد الفتاح البرهان ويعني ذلك أنه تم طرد قوات الدعم السريع المنافسة، بقيادة محمد حمدان دقلو(حميدتي)، من العاصمة الخرطوم بعد بدء الحرب في السودان في إبريل 2023.
ولم تقر قوات الدعم السريع فورا بخسارتها، الأمر الذي لن يوقف على الأرجح القتال في الحرب، إذ لا تزال الجماعة وحلفاؤها يسيطرون على أراض في مناطق أخرى بالسودان.
ووصف العميد نبيل عبد الله، المتحدث باسم الجيش السوداني قواته بأنها تسيطر على القصر الرئاسي ومباني الوزارات المحيطة به والسوق العربي إلى الجنوب من القصر.
يشار إلى أن مطار الخرطوم الدولي، الذي يبعد حوالي 5ر2 كيلومتر فقط(5ر1 ميل) جنوب شرق القصر، يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب.
واعترف سليمان صندل، السياسي المرتبط بقوات الدعم السريع بأن الحكومة سيطرت على القصر ووصف ذلك بأنه جزء من "صعود وهبوط التاريخ"
وأصدرت قوات الدعم السريع في وقت لاحق بيانا، زعمت فيه أن قواتها "مازالت متواجدة في محيط المنطقة وتقاتل بشجاعة" وأفادت تقارير بأن هجوما بطائرة مسيرة على القصر، يعتقد أن قوات الدعم السريع شنته، أسفر عن مقتل جنود وصحفيين من التلفزيون الحكومي السوداني.
وصرح رئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في وقت سابق بأن الصراع تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم.