عقد الجامع الأزهر، ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية المعاصرة، الجمعة، عقب صلاة التراويح، وجاء موضوعه تحت عنوان: "حقوق الوالدين في الإسلام"، وذلك بحضور الدكتور صابر طه عميد كلية الدعوة الأسبق، والدكتور حبيب الله حسن أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وتقديم الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.

المفتي: برُّ الوالدين من أعظم القيم الأخلاقية في الإسلام.. فيديوالمفتي عن بر الوالدين: القرآن الكريم شدد على هذا الأمر في أكثر من موضع

في بداية اللقاء، أوضح الدكتور، هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن إرادة الله تعالى شاءت أن يكون القرآن الكريم هو المعجزة الباقية إلى أن تقوم الساعة، مبينا أننا عندما نتأمل في آيات القرآن الكريم نجد أن الله- تعالى- وضع التشريعات والواجبات التي من شأنها أن يستقيم المجتمع كله في ضوئها، كما جاءت السنة النبوية الشريفة لتؤكد ما جاء في القرآن الكريم، أو لتبين ما يحتاج إلى إيضاح، أو لتفصل ما أُجمل من الأمور.

وأكد مدير الجامع الأزهر، أن حقوق الوالدين في الإسلام هي قضية غاية في الأهمية، حيث أكد عليها القرآن الكريم في أكثر من موضع، وكأنه يكشف عن أمر في غاية العظمة، من حيث أن الإنسان مأمور بأن يعبد الله الذي خلقه، وأن يكون وفاؤه لوالديه اللذان كانا سببا في وجوده.

من جهته، قال الدكتور صابر طه، عميد كلية الدعوة الأسبق، إن الله- تعالى- أمرنا ببر الوالدين في 7 مواضع في القرآن الكريم، 5 منها جاءت مقرونة بالدعوة إلى توحيد الله- عز وجل-، كما في قوله- تعالى-: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا»، موضحا أن من شكر الله دون أن يشكر والديه؛ لن يُقبل منه عمل، كما أن بر الوالدين من صفات الأنبياء- عليهم السلام-.

وبيّن عميد كلية الدعوة الأسبق، أن القرآن الكريم حدد حقوق الوالدين في أطر رئيسة في سورة الإسراء في قوله- تعالى-: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾.

ولفت إلى أن كثير منا يظن أن حقوق الوالدين تقتصر على الدنيا فقط، موضحا أن لهما أيضا حقوق حتى بعد مماتهما، بأن نقضي دينهما ونتصدق عنهما ونستغفر لهما وندعو لهما، وأن نكرم أصدقائهما ونصل أرحامهما، أما في الدنيا فيجب على الإنسان أن ينفق على والديه، وألا يسبق أبويه في السير، وألا يجلس قبله، وألا يناديه باسمه، وألا يعرضه للسباب أو الشتيمة.

ومن جهته، أكد الدكتور حبيب الله حسن، أن حقوق الوالدين ببرهما والتحذير من عقوقهما، أمر اتفقت عليه شرائع السماء، والتقت عليه حكمة الحكماء.

وأوضح أن حكمة العقلاء لا تختلف عن شرائع السماء في البر، وفي صلة من أمر الله بهم أن يوصلوا، مؤكدا أن الأم وصلتها وبرها له خصوصية خاصة في الإسلام، تلك الخصوصية زائدة على عموم البر بالوالدين والإحسان إليهما.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر صلاة التراويح حقوق الوالدين الإسلام الدعوة المزيد حقوق الوالدین القرآن الکریم الجامع الأزهر بر الوالدین الوالدین فی فی الإسلام

إقرأ أيضاً:

خالد القاضي مُمثلاً عن مصر في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بجدة

يشارك الدكتور خالد القاضي، غداً الجمعة، فى التصفيات الأولية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم بجدة بالمملكة العربية السعودية، التي تذاع على إحدى القنوات الفضائية السعودية على الهواء مباشرة الساعة 10 ونصف مساء بتوقيت مكة المكرمة، التاسعة ونصف بتوقيت القاهرة.

 الدكتور خالد محيي الدين جعفر القاضي

قال الدكتور خالد محيي الدين جعفر القاضي الحائز على إجازة الحرمين الشريفين في القرآن الكريم، من مواليد محافظة قنا، بدأت حفظ القرآن الكريم منذ الصغر وتحديدًا في سن الـ 12 عامًا واتممته بفضل الله في الثانوية العامة بعمر 17 عامًا.

الحائز على إجازة الحرمين الشريفين في القرآن

وعن رحلته إلى الإجازة قال بدأت بقراءة وحفظ القرآن على يد الشيخان دياب الرفاعي، عثمان الدقاق، ثم انتقلت إلى الشيخة سلوى البارودي للحصول على الإجازة، ومنها إلى الشيخ محمد فؤاد عبدالكريم مدير مركز الدكتور المعصراوي، من أجل نيل الإجازة والإسناد العالي برواية حفص وشعبة، وأتم الله علي الحصول على تلك الإجازات.

وتابع الحائز على إجازة الحرمين الشريفين في القرآن الكريم خلال حواره الخاص مع موقع «صدى البلد»: «انتقلت للسفر والعمل بالخارج للممارسة العمل بالصيدلة، وربنا أتم عليّ بنعمة التوفيق في حفظ القرآن الكريم، ثم بدأت رحلتي مع إجازة الحرمين الشريفين برئاسة الدكتور عبدالرحمن السديس وتحت إشراف الدكتور تامر إسماعيل المقرئ بشعبة الإجازات بالحرم النبوي الشريف، العام الماضي في شهر يناير فبدأت برواية عاصم من خلال شعبة وحفص.

العشر الأواخر من رمضان فضلها وكيفية إحيائها.. 3 أمور فعلها النبي لإدراك ليلة القدردعاء ليلة القدر مستجاب.. اللهم لا تصرفني منها إلا مغفور الذنبقد تكون الآن ليلة القدر 2025.. ردد أفضل الأدعية المستجابة المأثورة عن النبيدعاء اليوم الحادي والعشرين من رمضان .. ردده الآن في ليلة القدر 21 لمغفرة الذنوب

وشدد: «ربنا أتم عليّ نعمته بأن أكون قارئًا معتمدًا من الحرمين، ويحق لي القراءة والعمل بالقرآن، وفي العام الجاري حصلت على الإجازة المنحة القرآنية التي تتيحها المملكة للمقيمين للدراسة بالحرمين الشريفين من خلال كلتي الحرم المكي أو المدني».

وعن أمنياته قال القارئ الطبيب خالد القاضي: «بسعى للارتقاء إلى أعلى القمم في مجال حفظ القرآن، ونقل التجربة التي شرفت بإنجازها إلى بلدي».

ما تيسر من سورة الفتح بصوت خاشع للدكتور خالد القاضي

وقدم الدكتور خالد القاضي خلال حواره لموقع صدى البلد تلاوة قرآنية مباركة لآيات سورة الفتح، وهي سورة مدنية، عدد آياتها 29 آية، نزلت في العام السادس من الهجرة، وكان نزولها بعد سورة الجمعة، ويسبقها من حيث الترتيب في المصحف سورة محمد، وقد بدأت السورة بالحديث عن بشارة للنبي - صلى الله عليه وسلم- بفتح مكة.


فضل حافظ القرآن الكريم

أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرُ الأمة؛ فقال: «خَيْرُكُمْ -وفي رواية: إِنَّ أَفْضَلَكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.

قال الإمام أبو الحسن بن بطال في "شرح البخاري" (10/ 256، ط. مكتبة الرشد): [حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دلَّ ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا] .


وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن حافظ القرآن وقارئَه مع الملائكة في المنزلة؛ فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.


وحافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار] اهـ. نقلًا عن "الآداب الشرعية" للعلامة ابن مفلح (2/ 33، ط. عالم الكتب).


 

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: التاريخ لا يعرف نظامًا كرَّمَ الأم مثلما جاءت به شريعة الإسلام
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: العبادة بلا إخلاص لا قيمة لها
  • أوقاف الشرقية: الإسلام أوصى ببر الوالدين والإحسان إليهما
  • أزلية لا تُحدَث.. شيخ الأزهر يحذر من نسب الصفات الحادثة لله تعالى
  • خالد القاضي مُمثلاً عن مصر في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بجدة
  • دعاء ختم القرآن الكريم.. اللهم اجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا
  • شيخ الأزهر: الحسن الإلهي موجود في كل شيء خلقه الله تعالى
  • لماذا رفض سيدنا النبي تسمية اسم الحكم على أحد الصحابة؟ شيخ الأزهر يجيب
  • شيخ الأزهر: حكمة الله في الخلق تتجاوز الإدراك