القضم التدريجي .. تكتيك (إسرائيلي) جديد لإعادة رسم قطاع غزة
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
سرايا - تسير على خطى مدروسة في تنفيذ استراتيجية "القضم التدريجي" داخل قطاع غزة، حيث تتوسع عملياتها العسكرية ببطء، دون الدخول في مواجهة شاملة، لكنها في الوقت ذاته تعيد رسم خريطة السيطرة في القطاع.
ومنذ استئناف القتال، عززت القوات الإسرائيلية مواقعها في محاور رئيسية مثل وفيلادلفيا، متبعة تكتيكا يجمع بين الضغط العسكري والتضليل السياسي.
ويرى محللون أن هذا النهج يهدف إلى فرض واقع جديد، يضع حماس أمام تحديات معقدة، سواء على طاولة المفاوضات أو في ساحة المعركة. فإسرائيل تراهن على توسيع نفوذها العسكري دون استنزاف كبير، بينما تحافظ على وتيرة متدرجة تُبقي الخيارات مفتوحة أمامها، من وقف النار إلى تصعيد أوسع إذا اقتضت الحاجة.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس كشف عن توجيهات لقواته بالسيطرة على مزيد من الأراضي داخل القطاع، في خطوة يراها المحللون جزءا من استراتيجية تهدف إلى الضغط على حركة حماس وإعادة رسم الخريطة الميدانية للصراع.
خطة متدرجة
ويرى الخبير في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي، أن "إسرائيل تنفذ خطة متدرجة لاستئناف القتال في غزة"، وذلك في إطار تحقيق هدفين رئيسيين، الأول زيادة الضغط على حماس لإجبارها على تقديم تنازلات بمفاوضات التهدئة".
وقال الشرقاوي لـ"إرم نيوز"، أن "الهدف الثاني يتمثل في تضليل جميع الأطراف بشأن المخطط الرئيسي لإسرائيل، والمتعلق بإعادة احتلال القطاع، والضغط على سكانه من أجل تنفيذ مخطط الهجرة الطوعية لخارج غزة".
وأضاف أن "التقدم الإسرائيلي في عدد من المحاور الرئيسية مثل نتساريم وفيلادلفيا وشمال القطاع، يشير إلى أن الجيش يقوم بعملية إعادة تموضع تضمن له إحكام السيطرة على القطاع بدون أي توغلات برية واسعة النطاق".
وتابع الشرقاوي: "بتقديري إسرائيل معنية في المرحلة الأولى من التصعيد بعمليات محدودة سواء بريًا أو بالهجمات الصاروخية؛ إلا أن إصرار حماس على موقفها من وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن سيدفع إسرائيل نحو عملية عسكرية واسعة تصل إلى عمق قطاع غزة ولمناطق جديدة سواء بغزة أو وسط القطاع".
"الخيار الأمثل"
بدوره، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي أيمن يوسف، أن "العمليات العسكرية المحدودة هي الخيار الأمثل للجيش الإسرائيلي في عملياته القتالية الجديدة ضد غزة"، لافتًا إلى أنها أقل تكلفة من مختلف النواحي وخاصة البشرية.
وقال يوسف لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذه العمليات التي تتزامن مع حصار مشدد على القطاع ومنع إدخال المساعدات يمكن أن يحقق لإسرائيل أهدافها من الضغط العسكري الحالي، ويدفع حماس للتنازل عن شروطها بشأن تمديد وقف إطلاق النار".
واعتبر أن "استراتيجية العمليات المحدودة تحول دون استدعاء الجيش الإسرائيلي لجنود من الاحتياط، وهو الأمر الذي تواجه على إثره القيادة السياسية ضغطًا داخليًا رافضًا لذلك، ويعفي تلك القيادة من إمكانية تمرد جنود وضباط الاحتياط".
وأضاف يوسف، أن "هذه العمليات تقلل الخسائر المالية والبشرية في المواجهة المحتملة مع حماس، خاصة وأن الحركة لا تزال تمتلك بعض الأدوات القتالية التي يمكن من خلالها أن تواصل العمل العسكري ضد الجنود الإسرائيليين".
وبين أن "العمليات المحدودة تتوافق مع الرغبة الإسرائيلية بضرورة العمل من أجل الإفراج عن جميع الرهائن، وعدم مقتل أي منهم"، مشددًا على أن "الولايات المتحدة معنية بصفقة للإفراج عن الرهائن ما يرفع من مكاسب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسية".إقرأ أيضاً : وزير الدفاع الأميركي سيقوم بأول زيارة رسمية إلى آسيا الأسبوع المقبلإقرأ أيضاً : حماس تبحث مقترح ويتكوف والاحتلال الإسرائيلي يكثف ضرباته على غزةإقرأ أيضاً : واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط و تمدد وجود حاملة طائرات أخرى
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#العمل#الدفاع#غزة#الثاني#الرئيس#القوات#القطاع
طباعة المشاهدات: 629
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 22-03-2025 01:36 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القوات الدفاع الثاني القطاع غزة القطاع العمل العمل الرئيس ترامب ترامب العمل الدفاع غزة الثاني الرئيس القوات القطاع
إقرأ أيضاً:
بعد قصف إسرائيلي مُدمّر .. خروج مستشفى المعمداني في غزة عن الخدمة
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأحد، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت قصفًا مباشرًا استهدف المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، مُخلّفة دمارًا واسعًا في أحد أقدم وأهم المرافق الصحية في القطاع، وذلك في وقت يعاني فيه النظام الصحي من انهيار شبه تام نتيجة الحرب المستمرة والحصار الخانق.
وفي بيان رسمي، قال المكتب الإعلامي إن طائرات الاحتلال أطلقت أكثر من صاروخ بشكل مباشر على المستشفى، الذي كان يضم مئات المرضى والجرحى، إلى جانب الطواقم الطبية والمرافقين.
وأكد أن المستشفى المعمداني يؤدي دورًا حيويًا في تقديم خدمات الرعاية الصحية لأكثر من مليون فلسطيني في محافظتي غزة وشمال غزة، وهو ما يجعل استهدافه بمثابة "جريمة حرب مكتملة الأركان" في ظل ما وصفه بـ "الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها السكان المدنيون في القطاع.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سبق له أن دمّر 34 مستشفى في قطاع غزة وأخرجها عن الخدمة بالكامل، في إطار ما وصفه بـ "خطة ممنهجة" للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي، بالإضافة إلى قصف عشرات المراكز الطبية والمؤسسات الصحية، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف والمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية تحت أي ظرف.
ويأتي هذا القصف في سياق تصعيد عسكري جديد بدأته إسرائيل منذ 18 مارس الماضي، بعد توقف دام نحو شهرين منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، دون أن تتمكن الأطراف من التوصل إلى تفاهمات لتمديده أو الانتقال إلى مرحلته الثانية.
تصعيد عسكري وإعادة احتلال محتملةرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في وقت سابق أنه أصدر تعليمات للجيش بتنفيذ "إجراء قوي" ضد حركة "حماس"، على خلفية ما وصفه برفض الأخيرة إطلاق سراح الرهائن وعدم التجاوب مع مقترحات وقف إطلاق النار.
وقد تبع هذا التصريح إعلان من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن توسيع نطاق العملية العسكرية، كاشفًا عن وجود خطط تهدف إلى السيطرة على مساحات واسعة من قطاع غزة وضمّها إلى ما سماها "منطقة التأمين الدفاعية" في جنوب القطاع.
من جهتها، حمّلت حركة "حماس" الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو كامل المسؤولية عن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، واتهمتها بـ"الانقلاب على التفاهمات"، مما يعرض حياة الأسرى في غزة لـ"مصير مجهول"، وفق تعبيرها. وتوعدت الحركة بردّ مناسب على استمرار العدوان، في حين تتزايد التحذيرات الدولية من انهيار شامل للأوضاع الإنسانية في القطاع.
ويُعد القصف الأخير الذي استهدف المستشفى المعمداني مؤشرًا خطيرًا على تدهور غير مسبوق في الوضع الصحي والإنساني في غزة، وسط تزايد الدعوات الدولية بضرورة وقف الحرب وإنهاء استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية.