مجلس الشيوخ الألماني يقر مشروع قانون تاريخي للإنفاق الدفاعي
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
تم تمرير الحزمة، التي ستسمح بزيادة كبيرة في النفقات العسكرية، من خلال مجلس الولايات الألماني على الرغم من اعتراضات العديد من الأحزاب الصغيرة.
صوّت مجلس الشيوخ الألماني لصالح مشروع قانون تاريخي يخطط لفتح مئات المليارات من اليورو لمشاريع الدفاع والبنية التحتية.
وأيد المجلس الاتحادي الألماني (بوندسرات) هذا الإجراء بأغلبية أكثر من الثلثين يوم الجمعة، مما يمهد الطريق لإصلاح كبير لقواعد الاقتراض في البلاد.
وسيؤدي التشريع إلى تعديل القواعد المالية المنصوص عليها دستوريًا في البلاد والتي تسمح للحكومة بزيادة الإنفاق العسكري بشكلٍ كبير. كما سيتم إنشاء صندوق خاص بقيمة 500 مليار يورو لتمويل مشروعات البنية التحتية على مدار الاثني عشر عامًا المقبلة.
وكان المستشار المنتظر فريدريش ميرتس، الذي يتزعم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يسعى لتمرير الموافقة على الحزمة قبل بداية البرلمان المقبل في 25 مارس/آذار، خوفاً من أن يعرقلها حزب اليسار (دي لينكه) وحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، اللذين سيكون لهما حضور كبير في البرلمان الألماني المقبل.
وحصلت زيادة الإنفاق المقترحة على دعم "البوندستاغ" يوم الثلاثاء، قبل أن تشق طريقها إلى "البوندسرات"، وهي العقبة البرلمانية الأخيرة في طريقها لتصبح قانونًا.
لكن مع ذلك، لم يكن من المضمون أن يدعم البوندسرات، الذي يمثل حكومات الولايات الألمانية الستة عشر، مشروع القانون، حيث أعربت بعض الأحزاب الصغيرة عن اعتراضها عليه. ورغم هذه الاعتراضات فقد تم تمرير المشروع بأغلبية 53 صوتًا من أصل 69 صوتًا مؤيدًا، وهو ما يفوق بكثير الحد الأدنى المطلوب وهو 46 صوتًا.
في بافاريا، كانت هناك مخاوف من أن يعرقل حزب الناخبين الأحرار -الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم مع الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ- هذا الإجراء. وقد أعرب زعيم حزب الناخبين الأحرار هوبرت أيوانجر عن تحفظاته بشأن الحزمة، لكنه قال في النهاية إن حزبه سيوافق عليها.
وقال أيوانجر لإذاعة RTL Direkt: "المطالبة بالاستخدام المعقول لهذه الأموال أفضل دائمًا من القول بالفشل".
Relatedجيش ألمانيا في أزمة: تقدّمٌ في السن ونقصٌ شديد في العتاد وأعداد الجنودتحسن ثقة الاقتصاد في ألمانيا رغم تقلص الفائض التجاري لمنطقة اليورواتفاق تاريخي في ألمانيا حول الديون لبدء تمويل الإنفاق الدفاعيبروكسل تستضيف وزير الخارجية السوري.. وألمانيا تدعم سوريا بـ300 مليون يوروكما وافقت ولايتا بريمن ومكلنبورغ-فوربومرن الغربية على هذا الإجراء، على الرغم من أن حزب اليسار جزء من الائتلافات الحاكمة في كلا المنطقتين. وقد أعرب اليسار عن اعتراضه الشديد على الإنفاق الدفاعي الإضافي. وسيعني الاتفاق التاريخي إمكانية إنفاق مليارات اليورو الإضافية على قطاع الدفاع في ألمانيا.
وبموجب هذا التشريع، سيتم إعفاء الإنفاق الدفاعي الذي يزيد عن 1% من الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا من "كبح الديون" في البلاد، والذي تم تدوينه في الدستور في عام 2009. وبالإضافة إلى الصندوق الخاص البالغ 500 مليار يورو لمشروعات البنية التحتية، سيتم منح الولايات الألمانية الـ16 هامشاً أكبر لاقتراض ما يعادل حوالي 15 مليار يورو.
وبعد أن قدم ميرتس تنازلات للخضر لكسب دعمهم للصفقة، سيتم إدراج 100 مليار يورو من الاستثمارات المناخية في صندوق البنية التحتية على مدى الاثني عشر عامًا المقبلة.
إن دفعة الإنفاق الهائلة التي قام بها ميرتز هي انعكاس صارخ عن التحفظ المالي السابق في البلاد وانعطاف لحزبه، الذي عارض في السابق أي إصلاح لـ "مكابح الديون". ويوم الجمعة، قال ميرتز عن مشروع القانون: "نحن نضع الأساس لاستثمارات مستهدفة في الحرية والتقدم. نحن نتحمل مسؤولية ألمانيا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ألمانيا تعيد فتح سفارتها في دمشق وسط تحسن حذر في العلاقات مع الزعماء الإسلاميين اتفاق تاريخي في ألمانيا حول الديون لبدء تمويل الإنفاق الدفاعي جيش ألمانيا في أزمة: تقدّمٌ في السن ونقصٌ شديد في العتاد وأعداد الجنود ألمانياألمانيا- ميزانيةسباق التسلحأمنالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب تركيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي رجب طيب إردوغان روسيا دونالد ترامب تركيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي رجب طيب إردوغان روسيا ألمانيا ألمانيا ميزانية سباق التسلح أمن دونالد ترامب تركيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي رجب طيب إردوغان روسيا معارضة الحرب في أوكرانيا غزة فولوديمير زيلينسكي قطاع غزة محادثات مفاوضات الإنفاق الدفاعی یعرض الآنNext ملیار یورو فی ألمانیا فی البلاد
إقرأ أيضاً:
مجلس الشيوخ الفرنسي يكشف تأثير الإعلام الجديد للإخوان على الشباب
بفضل مقاطع الفيديو الجاذبة، والنبرة الفكاهية، والأسلوب التحريري الذي يدّعون أنّه علماني تحرري، تجذب قنوات فيديو المزيد من الشباب في أوروبا، إلا أنّ خبراء إعلاميين فرنسيين خلصوا إلى أنّه يقف خلف واجهات تلك القنوات التي تبدو وكأنها مُنفتحة على العالم، داعمون لتنظيم الإخوان المُسلمين الإرهابي، يهدفون لإيصال أفكارهم بشكل مخفي وغير مباشر.
وفي مُذكّرة قُدّمت مؤخراً ضمن طاولة حوار مُستديرة في مجلس الشيوخ الفرنسي بعنوان "الإخوان المسلمون، ما هو تأثيرهم على الشباب في فرنسا؟"، قدّم أوليفييه فيال، مدير مركز الدراسات والبحوث الجامعية، المسؤول عن برنامج "التطرّف عبر الإعلام"، تحليلاً مُعمّقاً لاستراتيجيات التخريب التي تستخدمها هذه الوسائط للتأثير على أجيال الشباب في الغرب، مُثبتة أنّها أداة قوية لزعزعة استقرار المُجتمعات، وسلاح أيديولوجي للتدخل في شؤون الدول.
وحسب ما خلص إليه مرصد الصحافة الفرنسي، فإنّه مُنذ ما يقرب من 8 سنوات، تنتشر كالنار في الهشيم مقاطع فيديو من وسائل إعلامية مُبتكرة، خاصة من مؤسسة AJ+ بعدّة لغات أوروبية، على وسائل التواصل الاجتماعي في فرنسا، مُستهدفة الشباب بشكل مُذهل، مع عدّة ملايين من المُشتركين والمُتابعين. ومع ذلك فهي لا تزال مجهولة تقريباً لدى صانعي القرار السياسي والإعلامي.
خط تحريري مُتناقض وخطير!وبحسب أوليفييه فيال، تتمتع هذه المؤسسة الإعلامية بخط تحريري مُتناقض للغاية، فمن ناحية، تستخدم رموزاً رسومية حديثة جداً وحيوية، بينما تُدافع من جهة أخرى عن المواقف المُحافظة للإسلام السياسي المُتطرّف القريب من جماعة الإخوان الإرهابية. وقد بدا التمازج بين هاتين الهويتين مُدهشاً وخطيراً في آن واحد، لدرجة يصعب معها استيعاب التناقض الموجود في هذه الوسيلة.
ويبدو هذا الأمر مُفاجئاً للغاية، حيث أنّه بعد بثّ بضعة مقاطع فيديو عادية أو حتى منفتحة ومتحررة، ستعمل نفس هذه الوسيلة الإعلامية بعد لحظات على الترويج لأطروحات مُواتية لجميع الحركات المُتشددة القريبة من الإخوان، بحيث يتم إرباك العقل الكلاسيكي للمُتلقّي.
وللتوضيح، فعندما يقوم شخص ما بالإعجاب بفيديو مُقترح له، فسوف يدخل هذه الفقاعة ويتلقى المزيد من مقاطع الفيديو من وسائل الإعلام على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة به. وهذا ما يسمح بالسيطرة عليه. وتهدف مقاطع الفيديو التي سترسلها له القناة المذكورة عبر الخوارزميات إلى إثارة الاستياء لديه، والنفور من ثقافة وحضارة البلد الذي يعيش فيه ذلك الشاب.
وعلى الجانب الآخر من الطيف، تستهدف AJ+ أيضاً الشباب من العائلات الأكثر ثراءً، والذين ستُطوّر معهم خطاباً مُختلفاً، هدفه خلق شعور بالذنب ليرفضوا ثقافتهم الغربية. والهدف على المدى الطويل هو أن يتبنّى هؤلاء الأطروحات حول "العنصرية المنهجية، وعنف الشرطة"، وما إلى ذلك.
????"L'objectif d'AJ+ est de déstabiliser nos sociétés occidentales en apprenant à la jeunesse à détester le pays dans lequel elle vit" : le directeur du CERU Olivier Vial dénonce le "double visage" du média qatari qui se sert du wokisme pour défendre des thèses islamistes. pic.twitter.com/5nWGEmZZQ9
— Observatoire du journalisme (Ojim) (@ojim_france) March 8, 2025 ضربات قوية لصالح الإخوانومن خلال استهداف هذين المُجتمعين على وجه التحديد، تقوم AJ+ بتوجيه ضربة للهوية وثقافة البلدان الأوروبية، حيث تزرع لدى النُخب المُستقبلية كراهية ثقافتهم، وفي ذات الوقت تقوم بتعليم الشباب من أصول مُهاجرة على كراهية البلد الذي يعيشون فيه. وفي أحيان كثيرة تكون الضربات قوية لصالح الإسلام المُتطرّف المُمثّل في جماعة الإخوان.
ويرى لورينزو فيدينو، مدير الأبحاث حول التطرّف في جامعة جورج واشنطن، أنّ الوعي الديني يُشكّل "ناقلاً سياسياً مثالياً للإسلامويين"، بحيث يتم تحفيز الشباب على اعتناق النظريات المُتشددة.
????Découvrez notre entretien complet avec Olivier Vial sur la stratégie de subversion du média islamo-wokiste AJ+ : https://t.co/IcOK9FApJG
— Observatoire du journalisme (Ojim) (@ojim_france) March 8, 2025 مصيدة العسلوباتّباع أسلوب مصيدة العسل، تجتذب قناة AJ+ الأشخاص، وخاصة النُّخبة الطلابية، بأسلوب تحرري شيّق، وبُمجرّد أن يصبحوا "مُدمني محتوى"، سوف يقبلون الخطابات والمفاهيم المختلفة التي يتم الترويج لها من قبل جهات تقف خلف تلك القنوات التي تُشكّل "نواقل سياسية مثالية للإسلامويين" لأنها وسيلة لإذابة الثقافة الغربية. وبمُجرّد أن تذوب ثقافة المُجتمع، فإنّها تترك مجالاً أكبر بكثير لأولئك الذين يُريدون اقتراح ثقافة مُضادة يُمكن أن تتأثر بالإسلام السياسي. وبحيث يتم القضاء على المقاومة الثقافية لقطاع الشباب والنخبة المُجتمعية، وتفتح الطريق لغزو ثقافات أخرى.
Entretien avec Olivier Vial du CERU : comment le média islamo-wokiste AJ+ influence la jeunesse pour déstabiliser la France et l'Europe, https://t.co/M4FiVjwPms via @ojim_france
— Claude Chollet (@ClaudeChollet) March 8, 2025 البحث عن تدابير وقائيةوتختار AJ+ خبراءها بمهارة عالية، فهم، حسب أوليفييه فيال، مُتشددون ومُلتزمون للغاية ولكن يتم تقديمهم كأشخاص مُحايدين تماماً. فعلى سبيل المثال يتم تقديم فرانسوا بورجيه على أنّه عالم إسلامي متواضع ويساري بسيط التأثير، بينما هو في الواقع مدير سابق للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي ومعروف بقربه الشديد من طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان. وعلى وجه الخصوص، فقد أدلى بورجيه بتصريحات مؤيدة جداً للإسلام المُتطرّف.
ويُشدّد مدير مركز الدراسات والبحوث الجامعية على ضرورة أن تتخذ السلطات الفرنسية التدابير اللازمة لمواجهة هذا النفوذ الخبيث، وابتكار التدابير اللازمة لتنظيم تأثير تلك القنوات أو حتى حظرها. ولكن ما يجعل المهمّة مُعقّدة في فرنسا هو أنّها تُدافع عن حرية التعبير. ومع ذلك يجب أن يتم العمل على هذه القضية مع البرلمانيين والمُحامين للعثور على الأداة القانونية التي ستسمح بذلك بدون وجود تأثير سلبي على وسائل الإعلام أو حرية التعبير.