يمانيون:
2025-03-22@06:35:29 GMT

القوات المسلحة اليمنية وتحدي الهيمنة

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

القوات المسلحة اليمنية وتحدي الهيمنة

يمانيون/ كتابات/ الشيخ: وضاح بن مسعود

في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، برزت القوات المسلحة اليمنية (صنعاء) كفاعل استراتيجي غير مألوف، قادر على إعادة تشكيل موازين القوى العسكرية بعد ثورة 21 سبتمبر 2014 بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله لقد نجحت هذه القوات في تحويل التحديات إلى فرص، مستخدمةً إمكانيات محدودة مقارنةً بالقوى العظمى، لكنها استطاعت فرض معادلة جديدة في الصراع، خاصةً بعد تدخلها المباشر لدعم المقاومة الإسلامية في غزة عبر استهداف السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي وحتى العمق الصهيوني

ان التطور النوعي في القدرات العسكرية لم تكن اليمن قبل ثورة سبتمبر تمتلك استراتيجية عسكرية مُعلنة لمواجهة الهيمنة الأمريكية أو الصهيونية لكن التغيير الجذري في الرؤية القيادية بعد الثورة أدى إلى تطوير منظومة دفاعية هجومية تعتمد على الابتكار والتصنيع المحلي والتكنولوجيا المتطورة حسب الإمكانيات، مثل الصواريخ الفرط صوتية والباليستية والمسيّرات القتالية ذات المدى البعيد بالإضافة إلى ترسانة من الأسلحة البحرية مثل الغواصات المفخخة والزوارق الانقضاضية وقد أثبتت هذه الأسلحة فاعليتها في استهداف السفن الحربية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، وتعطيل حركة الملاحة البحرية المرتبطة بإسرائيل، بل ووصول ضرباتها إلى موانئ إيلات وأهداف داخل الكيان المحتل، مما أظهر قدرة غير متوقعة على اختراق الأنظمة الدفاعية المتطورة

استراتيجية الحرب غير المتماثلة: تحدي الهيمنة البحرية
لطالما سيطرت الولايات المتحدة على الممرات البحرية العالمية بقواتها الضخمة، لكن اليمن أعاد تعريف قواعد الاشتباك عبر استراتيجية “الحرب غير المتماثلة” التي تعتمد على عنصر المفاجأة وتكلفة الحرب المنخفضة مقابل الخسائر الكبيرة للعدو فاستخدام الزوارق السريعة المزودة بأسلحة متطورة ، والطائرات المسيرة التي تُحلق تحت رادارات العدو، بالإضافة إلى الصواريخ المُصممة لمهاجمة نقاط الضعف في الدفاعات البحرية جعل التكلفة الاستراتيجية للوجود الأمريكي في المنطقة باهظة وهذا ما أكده رد فعل واشنطن خصوصا بعد الهجمات المتواصلة على حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان رغم امتلاكها ترسانة عسكرية هائلة الا انها تراجعت مسافات كبيرة هربا من الاستهداف

الضربات في العمق: اختراق الحصون الصهيونية
لم يكن أحد يتخيل أن قوة عسكرية من دولة تعاني من حرب مستمرة منذ سنوات تستطيع تهديد الكيان الصهيوني في عمقه، لكن الصواريخ والمسيّرات اليمنية وصلت إلى أراضي فلسطين المحتلة مراراً، مما أجبر إسرائيل على تفعيل أنظمتها الدفاعية بشكل مكثف وكشف عن هشاشة أمنها رغم الدعم الأمريكي غير المحدود، هذه الضربات لم تكن عسكرية فحسب بل سياسية أيضاً حيث نقلت الصراع إلى قلب الكيان المحتل،

تراجع الهيمنة الأمريكية: قراءة في المشهد الجديد
النجاحات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية لم تُضعف هيبة أمريكا عسكرياً فحسب، بل كشفت عن تراجع نفوذها الاستراتيجي فالعالم يشهد تحولاً تاريخياً تنتقل فيه القوة من القطب الأحادي إلى فواعل غير تقليدية تستطيع استخدام التكنولوجيا والإرادة الشعبية لفرض وجودها واليمن، برغم الحصار، قدم نموذجاً لكيفية تحويل الإيمان القومي والديني إلى قوة ردع، حيث باتت واشنطن تُعيد حساب انتشارها العسكري خوفاً من استنزاف مواردها ومخزونها الاستراتيجي من الصواريخ والتجهيزات في مواجهة قد تطول دون تحقيق نتائج ملموسة

اليوم وبفضل الله تعالى ثم الصمود اليمني والقيادة الربانية، لم تعد الهيمنة العسكرية الأمريكية مطلقة، بل إن منطق القوة الأخلاقية والمقاومة الشعبية قد حقق انتصارات ميدانية التحدي اليمني أثبت أن الشعوب المُسلحة بإرادتها وقدراتها الابتكارية تستطيع إعادة رسم خريطة النفوذ العالمي وبينما تترنح أمريكا تحت وطأة تكاليف حروب وخسائر لا تنتهي، فإن اليمن يسير بثبات نحو فرض شروط جديدة للصراع، تؤكد أن عصر الهيمنة الأحادية قد ولى، وأن زمن القوى الصاعدة القادرة على قلب المعادلات قد أطلّ بقيادة رجال آمنوا بأن النصر صناعة إلهية وإرادة إنسانية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الصواريخ اليمنية لا تتوقف عند عواء ترامب وضجيج طائراته

يمانيون/ تقارير

تتواتر التقارير الدولية وفي معظمها أمريكية لتؤكد بأن قوة الردع في البحر الأحمر وأن توجيه الأحداث في المنطقة، باتت تتسرب من يد الجيش الأمريكي، يأتي هذا الإقرار، المباشر أحيانا، والضمني أحيانا إثر هذا التتابع المثير للعمليات اليمنية سواء في البحر الأحمر أو في عمق العدو الإسرائيلي.

الإدارة الأمريكية وعلى لسان وزير دفاعها وصف فعلا اليمن بـ”المرعب”، ما يشير إلى أن الغارات التي تشنها طائرات البنتاغون على المنشآت اليمنية ليست إلا مكابرة يحاول من خلالها ترامب الحفاظ على تماسكه أمام العالم وهو الذي بدأ عنيفا في إطلاق تهديداته ووعيده هنا وهناك بما في ذلك للشرق الأوسط.

حتى الآن يبدو أن ترامب لم يفق بعد من صدمة المفاجأة التي لم يتوقعها من اليمن، إذ ظل يتوعد بتدفيعه الثمن الباهض وهو الثمن الذي أراده تأديبيا على المشاركة اليمنية الإسنادية للفلسطينيين في غزة خلال عدوان الـ(15) شهرا. ظن ترامب أن إطلاق التهديد ثم شن عدد من الغارات سيكون كافيا لارتداع اليمن بحيث لا يكون له بعدها موقف مشابه لما كان عليه، مع أي عدوان إسرائيلي جديد على غزة.

المفاجأة التي أربكت ترامب أن اليمن أثبت بأنه ليس بتلك الروحية التي يمكن أن تنهزم مع مجرد الوعيد أو حتى مع التعرض لأي هجوم غادر، لذلك كررت الطائرات الأمريكية غاراتها لتعود لتقصف ما قد تم قصفه، ومقابل ذلك كان اليمن يسير في المسار الطبيعي سواء في الدفاع عن النفس أو الدفاع عن الشعب الفلسطيني المستضعف في غزة، دون أن يعير عواء ترامب وأزيز طائراته أي اهتمام.

فضرَب حاملة الطائرات الأمريكية عدة مرات كرد طبيعي على العدوان على المحافظات اليمنية، وقصف عمق الكيان الإسرائيلي عملا بالالتزام الديني والإنساني والأخلاقي، كما وفي الوقت ذاته لا يزال يؤكد على أن حظر حركة الملاحة الإسرائيلية قرار لا رجعة عنه.

ولا يزال الكيان الأمريكي يحاول فهم ما يحدث، أو كيفية التعامل معه، فالهيبة الأمريكية غرقت في وحل البحر، بما يعنيه ذلك من فقدان كثير من المصالح في المنطقة أبرزها استمرار قوة “العسكري الإسرائيلي” الذي يريده الأمريكي عامل ردع وإرهاب في المنطقة لتغذية اقتصاد الولايات المتحدة من ثرواتها.

هجمات ووعيد بالتصعيد

نجح اليمن في أن يفرض حقيقة في الذهنية الأمريكية بأنه قد أمسك خيوط الردع، وزوبعة ترامب لا تخيف، ودعم ذلك باستمرار عملياته الهجومية في الاتجاهين أمريكا في البحر وكيان العدو وزد على ذلك تهديده بالتصعيد أكثر.

لا تأتي صدمة واشنطن هنا في جرأة اليمن على تجاوز كذبة الردع الأمريكية، لا بل في القدرة على الاستمرار رغم الضربات التي كان يفترض حسب تصور ترامب أن تشل من قدرات القوات اليمنية ولو نسبيا بحيث لا يمكن لها على الأقل أن تبقى في ذات المستوى من التحدي والجرأة وفي توجيه الضربات والتهديد بالتصعيد.

ترامب قرر الانتحار يوم تحرك عمليا للدفاع عن الكيان الصهيوني بعد أن فشل في تحقيق ذلك بتصريحاته العبثية الحمقاء، وأصبح الأكيد أن استمراره في خوض هذه المغامرة ستفقد بلاده الكثير من التأثير على دول العالم والتي اعتمد فيها على الدعاية. ولذلك حذرت الكثير من المؤسسات البحثية والنخب الأمريكية من الاستمرار في هذا الطريق الطائش بعد أن ثبت أنه لا جدوى منه وأن نهايته ستكون الضعف في مواجهة خصوم كالصين.

يحذر خبراء عسكريون من حرب استنزاف طويلة الأمد، لموارد البحرية الأمريكية  في البحر الأحمر. وتؤكد مجلة “فورين بوليسي”، بأن عمليات القصف الجوي وإطلاق صواريخ كروز المكلفة مثل “توماهوك” قد تؤدي إلى استهلاك سريع لمخزونات الذخائر الأمريكية، مما قد يضعف قدرة واشنطن على الاستجابة لصراعات أخرى محتملة، خصوصا في ظل تصاعد التوتر مع الصين في المحيط الهادئ.

 

“القوة المميتة” ترتد على ترامب

ترامب بحديثه عن استخدام “القوة المميتة الساحقة” ضد اليمن، أصبح مثيرا لسخرية حتى الأصدقاء، خصوصا بعد أن جاء رد اليمن سريعا باستهداف “ترومان” وتراجع حاملة الطائرات إلى أقصى شمال البحر الأحمر، مع استمرار الهجمات اليمنية.. تتساءل صحيفة “ديلي ميل” البريطانية “لماذا تخسر البحرية الأمريكية أمام الحوثيين في الشرق الأوسط”؟ وهو عنوان لتقرير نشرته الصحيفة وذكر أن أحد أبرز أسباب فشل أمريكا “يكمن في عدم نجاح ما تسمى بعملية “حارس الرخاء”، التي أطلقتها واشنطن في ديسمبر 2023 بالتعاون مع بريطانيا ودول غربية أخرى، في استعادة الأمن بالممرات البحرية. وبعد غارات جوية مباشرة بدأت في يناير 2024، ظلت حركة الشحن عبر قناة السويس منخفضة بنسبة 50% مقارنة بما قبل نوفمبر 2023، ولم تعد السفن الأمريكية قادرة على العبور بسلام منذ أكثر من عام وأن هذا الفشل يعود إلى صمود الحوثيين وقدرتهم على استمرار الهجمات رغم القوة العسكرية الأمريكية الهائلة”، حسب تعبير الصحيفة.

كما لفت التقرير إلى سبب آخر لعجز أمريكا، وهو “التكلفة الباهظة للتصدي لهجمات الحوثيين، حيث تتراوح تكلفة اعتراض طائرة مسيرة بـ50 ألف دولار بين مئات الآلاف و3 ملايين دولار لكل صاروخ أمريكي، فيما ترتفع تكاليف نشر حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة إلى مليارات الدولارات”. بينما أكد موقع “ريسبونسبل ستيتكرافت” الأمريكي بأن الضربات لم ولن تضعف أنصار الله الذين صمدوا أمام القصف السعودي لسنوات. فيما ذكرت مجلة “Sourcing Journal” أن تجدد الضربات الأمريكية على اليمن يزيد من “احتمالية تصعيد اليمنيين هجماتهم ضد الأصول البحرية الأمريكية”.

وقالت وكالة بلومبرج إن “واشنطن فشلت سابقا في إيقاف عمليات القوات اليمنية عبر القصف الجوي”، مشيرة إلى أن “سنوات من الغارات لم تؤثر على قدرة اليمنيين في تنفيذ عملياتهم”

وذكرت صحيفة Indian Express الهندية أن “الحوثيين، منذ عام 2015، اعتمدوا على قوة صاروخية وطائرات مسيّرة. لذا، ورغم استمرار القصف الجوي من قِبل عدة قوى أجنبية، بما فيها الولايات المتحدة، فإن معيار نجاحهم يتمثل في الحفاظ على قدراتهم العملياتية وبالنظر إلى استمرار هجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ على السفن العسكرية والتجارية، فمن الواضح أن هذه القدرة لا تزال قائمة”.

كل هذه الاستخلاصات القائمة على دراسة المعطيات تُبين كيف أن الخناق يشتد على ترامب وقد بات في موقف لا يُحسد عليه، واستمراره في تنفيذ عمليات ضد اليمن إنما تنفيس ومكابرة.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تستهدف مطار “بن غوريون” وعددا من القطع الحربية الأمريكية
  • الصواريخ اليمنية لا تتوقف عند عواء ترامب وضجيج طائراته
  • القوات الروسية تنفذ 13 ضربة مشتركة على أهداف استراتيجية عسكرية أوكرانية خلال أسبوع
  • القوات المسلحة اليمنية تقصف هدفا عسكريا جنوب تل أبيب بصاروخ باليستي
  • الصومال.. إحباط هجوم لـ«الشباب» على مواقع عسكرية
  • القوات اليمنية تستهدف تل أبيب وتطارد الحربيات الأمريكية في البحر الأحمر
  • صور- وزير الدفاع يشارك مقاتلو القوات البحرية وجبة إفطار رمضان
  • وزير الدفاع يتناول وجبة الأفطار مع مقاتلي القوات البحرية والمنطقة الشمالية العسكرية.. صور
  • نيران اليمن تستهدف المقاتلات الأمريكية وتفشل هجوماً جوياً مضاداً (فيديو)