???? معركة القصر… انتصرت إرادة الأمة
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
????معركة القصر… انتصرت إرادة الأمة..
✒️غاندي إبراهيم… يكتب..
⭕مرحلة جديدة من تاريخ الأمة السودانية بدأت اليوم، بإسترداد قوات الشعب المسلحة لمباني القصر الجمهوري لما تمثله من رمزية.
⭕ولأنها لحظة كان ينتظرها كل الشعب السوداني، الذي كان يحسب كل متر مربع تتقدمه قوات الجيش في معركة الاسترداد، فجاء الانتصار في ليلة الجمعة المباركة اول ليلة من العشر الأواخر من رمضان، استجابة لدعوات الملايين من أبناء الأمة السودانية.
⭕لم يكن الوصول للقصر سهلا، فلقد قدم أبطال القوات المسلحة والأجهزة النظامية المساندة أرواحهم مهرا لذلك، فكان التصميم والإرادة والفدائية هما السمة الغالبة في نفوس كل الجنود.
⭕الوصول الي القصر هو فتح جديد في تاريخ الأمة السودانية تغسل به نفسها من درن الجنجويد الذي اقعد الأمة وعمل على طمس هويتها، وتدمير ارثها الحضاري والثقافي والسياسي، واحدث شرخا اجتماعيا في عقيدة الشعب السودان.
⭕لم يكن استرداد القصر ابدا عمل عسكري عابر، وإنما كان يعني عودة حياة الأمة السودانية لتبعث من جديد، وتدب الروح في كامل الجسد السوداني، فكان التحرير هو عودة الروح للجسد.
⭕كنا نتابع هذه المعركة باهتمام بالغ وهناك حدثين سبقا تحرير القصر، اطمئنينا عبرهم على ان تحرير القصر لم يتبقى له غير صبر ساعة، والحدثين هما التحام قوات المدرعات بالقيادة العامة وتحرير العمارة الكويتية التي كانت بورة تجمع لقناصة مرتزقة المليشيا.
⭕تحرير العمارة الكويتية مهد الطريق لدخول جحافل جيوش الشراقة والكدرو وبحري، الذين اصابوا المليشيا في رعب ورهبة، فتقدمت الجيوش من ثلاث محاور، ودارت معركة كبيرة في تخوم القصر، قتل فيها عدد كبير من الجنجويد، ليهرب الباقي في اتجاه المقرن وتوتي، في انتظار حتفهم هناك حيث لا مخرج ولا أمل في خروج.
⭕كما مثل تحرير القصر رسالة إلى كل العالم وخاصة دويلة إمارات الشر لعنة الله على بن زائد وكل قيادتها، أن إرادة الشعوب لا تقهر وان الشعب السوداني عصى على التركيع والاذلال.
⭕ومن الرسائل المهمة التي أرسلتها معركة القصر انه وبرغم الاشتباكات العنيفة وبالاسلحة الثقيلة، والتدمير الذي لحق ببوابة القصر، الا أن صقر الجديان كان واقفا شامخا وباذخا ولم يسقط او يخترقه الرصاص.
⭕وبعد تحرير القصر نقول للجميع أنه الان فقط نعلن لكم تشييع المخطط الإماراتي الخبيث الذي اتخذ من مليشيا الجنجويد ذريعة ليغتال به عزة وكرامة الأمة السودانية، وان القادم أفضل بالتأكيد.
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأمة السودانیة تحریر القصر
إقرأ أيضاً:
الطاهر التوم يكتب: تقبيل التراب… عودة وعي
توقفتُ طويلاً عند مشهد التقطته كاميرا أحد جنود القوات المسلحة خلال عملية تحرير الجزيرة من مليشيا آل دقلو المجرمة. كانت الصورة من داخل سيارة عسكرية تشق طريقها وسط حشدٍ من المواطنين المبتهجين، يهتفون ويهللون للنصر. وفي لحظةٍ عابرة، انحنى أحد المواطنين نحو الأرض والتقط قبضةً من التراب ثم قبّلها.
هذه اللقطة، بكل بساطتها، اختزلت لي معنى لطالما غاب عنّا وتوارى عن مفرداتنا، بل عن وعينا الوطني نفسه: قيمة هذه الأرض في نفوسنا. فهي ليست مجرد ذرّات رمل، بل هي الانتماء والارتباط والجذور.
نعم، عاد القصر الجمهوري، معلنًا طيَّ فصلٍ مهمٍّ من فصول هذه المعركة الشرسة. ومن يدرك مدى تعقيد هذه الفصول وتشعّب تفاصيلها، يفهم لماذا خرج حميدتي في تسجيله الأخير ليعلن تمسّكه بالبقاء في القصر وعدم مغادرة الخرطوم. فهو، أو من دفعه لخوض هذه الحرب، يعي تمامًا ما يعنيه أن يستردّ الجيش القصر الجمهوري والخرطوم.
في هذا القصر، رُفع علم الاستقلال لأول مرة في تاريخنا، إعلانًا لميلاد دولة ذات سيادة. واليوم، نعود إليه لنرفع العلم من جديد، ربما على السارية نفسها، لكن بعد أن نزفنا دماءً غاليةً ودفنّا في ثرى هذه الأرض آلافًا من أبناء الوطن المخلصين .
كلفة الوصول إلى القصر عام 1956 لم تكن كمثيلتها عام 2025. هذه المرة كانت الكلفة أكبر وأثقل، دمًا ودمعًا وخرابًا. لذلك، فإن الوعي الذي يولد فينا بعد هذا المسير الشاق لا ينبغي أن يكون عابرًا أو سطحيًا.
لو عدنا من هذا المسير الشلق والمؤلم بصورة ذلك المواطن الذي قبض في كفّه ذرات التراب ثم قبّلها، بما حملته تلك الصورة من وعيٍ ودلالةٍ ومعنى، لكفانا.
الطاهر التوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب
بكلمات مؤثرة إعلاميون وسياسيون يودعون الزميلة هدى شديد.. وهذا موعد الجنازة