في إطار فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أقيمت ندوة ثقافية مميزة بعنوان "رمضان في الذاكرة العربية"، بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية.
شهدت الندوة مشاركة نخبة من الباحثين والمثقفين، حيث تحدث خلالها الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب – جامعة القاهرة، إلى جانب الكاتب والناقد سيد رشاد، والروائي والباحث في التراث الثقافي فؤاد مرسي، وأدارتها الشاعرة إيمان السباعي.


افتتحت إيمان السباعي الندوة مؤكدةً على أهمية كتاب "رمضان في الذاكرة العربية"، الذي يُعد إضافة قيمة إلى المكتبة العربية، حيث يتناول العادات والتقاليد والفلكلور المرتبط بشهر رمضان، مسلطًا الضوء على الطقوس الرمضانية التي تشكل الهوية الثقافية العربية. كما أشارت إلى أن الكاتب فؤاد مرسي سبق له إصدار كتاب "معجم رمضان"، الذي يوثق تفاصيل الاحتفال بالشهر الكريم في مصر، متتبعًا تطور العادات والتقاليد عبر العصور، وهو ما يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي.
من جانبه، تحدث فؤاد مرسي عن العلاقة الخاصة التي تجمع الإنسان العربي بشهر رمضان، مشيرًا إلى أن الكثيرين يعيشون هذه التجربة دون إدراك سبب ارتباطهم العميق بها. كما قارن بين مشاعره في رمضان وتلك التي عاشها خلال أداء فريضة الحج، واصفًا كلا التجربتين بأنهما حالة روحانية فريدة لا تسير وفق قوانين الحياة المعتادة.
وأشار مرسي إلى أنه بدأ العمل على "معجم رمضان" عام 2009، بهدف توثيق تفاصيل الشهر الكريم، خاصة تلك المرتبطة بالطفولة. وسلط الضوء على بعض المظاهر التراثية الرمضانية، مثل الأغاني الرمضانية التي تناقلتها الأجيال، وأشهرها "وحوي يا وحوي"، إلى جانب الزينة الرمضانية التي تزين الشوارع. كما تطرق إلى التقاليد القديمة مثل مسابقات أجمل فانوس والتنافس على إقامة موائد الرحمن، التي تعكس روح التكافل الاجتماعي خلال الشهر المبارك.
أكد الدكتور خالد أبو الليل أن كتاب "رمضان في الذاكرة العربية" يقدم رؤية تحليلية للظواهر الثقافية والاجتماعية التي شكلت الهوية الثقافية الرمضانية في العالم العربي، مما يجعله مرجعًا مهمًا لفهم التقاليد المرتبطة بهذا الشهر الكريم. وأوضح أن الكتاب لا يقتصر على توثيق العادات، بل يشمل أيضًا الألعاب الشعبية، والفنون، والأهازيج، وطقوس السحور والفطور، مما يعكس التنوع الثقافي الغني في الدول العربية.
وأشار أبو الليل إلى أن مثل هذه الدراسات تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزز الوعي بأهميته، خاصة مع تغير الأزمان. وأكد أن رمضان ليس مجرد شهر ديني، بل يمثل حالة اجتماعية وثقافية متكاملة توحد الشعوب العربية.
بدوره، وصف سيد رشاد شهر رمضان بأنه نموذج راقٍ للتكافل والتكامل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على الصيام والعبادة، بل ينعكس على سلوك الأفراد والمجتمعات بشكل إيجابي. كما أشار إلى أن نسبة الجريمة تنخفض خلال الشهر بفضل الأجواء الروحانية التي تحث الناس على التسامح والتراحم.
وأضاف رشاد أن رمضان يظل الشهر الأجمل والأكثر تأثيرًا بين جميع شهور العام، لما يحمله من روحانية وعادات وتقاليد تميز المجتمعات العربية، وتجعل منه جزءًا أساسيًا من الذاكرة الثقافية العربية.
اختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية توثيق التراث الرمضاني، سواء من خلال الدراسات البحثية أو الأعمال الأدبية، للحفاظ على الهوية الثقافية العربية. كما تمت الإشارة إلى أن مثل هذه الندوات تساهم في تعزيز الوعي بالتراث الشعبي، وتفتح المجال لمزيد من الدراسات حول تأثير رمضان في تشكيل المجتمعات العربية عبر التاريخ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض فيصل الثالث عشر للكتاب الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين الدكتور أحمد فؤاد هنو المزيد التراث الثقافی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتفاء بالمرأة ودورها عبر العصور ضمن ليالي رمضان الثقافية بالفيوم| صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

واصل فرع ثقافة الفيوم فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برنامج وزارة الثقافة احتفالا بالشهر الكريم، وتستمر حتى ٢٤ رمضان.

تحت إشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، شهدت مكتبة الفيوم العامة احتفالية ثقافية فنية، نظمها قسم الجمعيات الثقافية، حول دور المرأة في كل العصور، بحضور ياسمين ضياء، المشرف على فرع ثقافة الفيوم، استهلها القاص عويس معوض بالحديث عن دور المرأة مستعرضا نماذج لشخصيات نسائية عبر التاريخ مؤكدا أن المرأة المصرية كانت ومازالت دائما رفيقة الدرب.

وفي كلمته، قال الروائي محمد جمال أن المرأة في كل زمان ومكان، منذ أن خلقها الله، ورافقت آدم في رحلته، هي ذلك النموذج الإنساني العظيم، ثم قدم عدة نماذج للمرأة منها؛ الملكة "إياح حتب" التي كانت الدعم والسند للملك أحمس في طرد الهكسوس من مصر

وأشار إلى السيدة خديجة التي مارست دور الأم والزوجة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت نموذج دافع وداعم قوي للرجل.

أعقب ذلك أمسية شعرية قدم فيها الشاعر مصطفى عبد الباقي قصيدة بعنوان "مريم" تتناول الوحدة الوطنية، وأخرى بعنوان "وأنا إيه يخليني انكسف لما اعترف"، ثم قصيدة "فينوس" للشاعر د.محمد ربيع هاشم، وأخرى للشاعر مجدي أحمد بعنوان "يا يوسف دبر حالك"، وقدم الشاعر عبد الكريم عبدالحميد قصيدة بعنوان "رحلة عمر".

اختتمت الفعاليات بعرض فني لفرقة كورال الطفل بقيادة المايسترو أبو المجد الكاشف، قدمت خلاله عددا من الأغنيات منها؛ "وحوي يا وحوي، يا حبيبتي يا مصر، في الكتب قرينا، يا بركة رمضان".

ورش حول الوطن في خيال الطفل

وعقد قسم الثقافة العامة بالفرع ورشة حكي بعنوان "الوطن في خيال الطفل"، بمكتبة الكعابي، قدمها الكاتب أحمد قرني، استهلها بعصف ذهني مع الأطفال حول معنى كلمة الوطن، ثم بدأ سرد حكاية "الحصان والثور" وطلب منهم التفكير في وضع نهايات أخرى للقصة، ثم ناقش الأطفال حول الدروس المستفادة ومنها؛ أهمية الجيش للحفاظ على الوطن، وأهمية تسليح هذا الجيش، والاعتماد على أنفسنا في الحفاظ على أرضنا،

وأشار إلى انتصار حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، وكيف اغتصب العدو قطعة من أرض مصر  وأن من استردها هو الجيش المصري؛ بالتفكير والتخطيط والشجاعة.

وعقدت الثقافة العامة ورشة حكي أخرى بعنوان "حكايات يكتبها ويحكيها الأطفال"، بمكتبة جرفس، قدمها الأديب د.عمر صوفي.

استهل "صوفي" حديثه مع الأطفال بمناقشتهم حول الاحتفالات التي يحتفل بها المصريون في شهر مارس، وأسباب اختيار يوم الشهيد في هذا التاريخ، أيضا سبب اختيار يوم ١٥ مارس عيدا قوميا للفيوم

واستعرض  طريقة كتابة القصة بشكل مبسط للأطفال، موضحا العناصر الهامة التي يجب مراعاتها عند الكتابة، وبعصف ذهني يثير خيال الأطفال، بدأ "صوفي" في تأليف قصة عن انقراض الديناصورات، واختار بداية جذابة، وبدأ الأطفال في إطلاق العنان لخيالهم وطرح أفكارهم لإختيار حدث يكون بداية للقصة.

البطل الشعبي في أدب الطفل

وضمن برنامج الليالي الرمضانية المقدمة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، شهدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس ندوة بعنوان "البطل الشعبي في أدب الطفل" قدمها الأدباء؛ أحمد طوسون، ود. عمر صوفي.

استهل "صوفي" الحديث عن البطل في أدب الطفل بوصفه ليس مجرد شخصية عادية عابرة بل محور القصة، ومن المهم أن يتم اختياره بعناية شديدة بحيث تتسق تفاصيله الشكلية والأخلاقية مع الحبكة الرئيسية للقصة، وأن يكون له القدرة على التأثير في عقل ونفس الطفل لإتخاذه قدوة ونموذجا.

وأضاف أن الأدب الشعبي غني بالأشعار والقصص التي تستند على أبطال شعبيين ملهمين للأطفال مثل؛ أغاني الأعراس والسير الشعبية والألغاز والنوادر الشعبية وحكايات الأمهات والجدات؛ بما تحويه جميعا من سير جذابة لأبطال شعبيين، كقصص وأبطال ألف ليلة وليلة والسيرة الهلالية، وسيرة على الزيبق والظاهر بيبرس وعنترة بن شداد، وسيف بن ذي يزن  وروبن هود وغيرهم.

 

وقال "طوسون" إن أدب الطفل يمكن اعتباره أقرب للأدب الشعبي، وغالبا ما تتماهى صورة البطل في قصة الطفل مع صورة البطل في الحكاية الشعبية، حيث يضفي عليهما السارد أو الراوي، المبالغات والخرافات، فسندباد وعلاء الدين بطل شعبي مغوار ونموذج لصورة البطل الشعبي الذي يخوض المعارك الكبرى مع الطبيعة والأعداء والطيور والحيوانات الخرافية، ولذلك الأبطال الشعبيين؛ كالزير سالم وعنترة وأبوزيد الهلالي وأدهم الشرقاوي وغيرهم، ويستعين كتاب أدب الطفل بالشعر في سرد القصص والحكايات لأن إيقاعه الموسيقي يكون أسهل للتلقي عند الطفل.

في الختام تم تنفيذ ورشة إعادة تدوير خامات البيئة، وتصميم برواز من الكرتون كهدية عيد الأم، إلى جانب معرض للمشغولات نتاج الورش المنفذة داخل المكتبة.

مقالات مشابهة

  • الاحتفاء بالمرأة ودورها عبر العصور ضمن ليالي رمضان الثقافية بالفيوم| صور
  • الفنانة "رأفة صادق" تسلط الضوء على دورها في مسلسل "طريق اجباري" الذي تبثه قناة "بلقيس"
  • معرض فيصل الثالث عشر للكتاب يحتفي بالشاعر إبراهيم عبد الفتاح
  • اللغة وتقبّل المجتمع أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية بألمانيا
  • البرنامج الثقافي لبينالي الفنون الإسلامية يُثري تجربة الزوار بفنون الطهي
  • مصطفى كامل للموسيقى العربية تختتم ليالي رمضان الثقافية والفنية ببرج العرب
  • قصر ثقافة الزقازيق ينظم فقرات وعروضا فى ختام ليالى رمضان الثقافية والفنية
  • "أبوظبي للغة العربية" يتعاون مع مكتبة الإسكندرية لإثراء الحراك الثقافي
  • حوارات ثقافية| الروائى اللبنانى أشرف المسمار لـ"البوابة نيوز": "ثالث ثلاثة- شظايا الذات" تسلط الضوء على صراع الهوية الجنسية بين الشرق والغرب.. ويكشف أبرز أزمات الأدب بلبنان