بغداد اليوم -  متابعة

أكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أبو الفضل ظهره وند، مساء اليوم الجمعة (21 آذار 2025)، أن علاقة الجمهورية الإسلامية مع فصائل المقاومة في المنطقة تقوم على أسس من الأخوة والكرامة والاستقلال.

وشدد ظهوه وند في تصريح لوسائل إعلام إيرانية ترجمته "بغداد اليوم"، على أن هذه العلاقات ليست قائمة على المصالح السياسية أو الهيمنة.

 

وأضاف أن إيران تدعم حركات المقاومة في المنطقة وفقًا لمبادئ الحرية والعدالة، مؤكدًا على رفض بلاده لأي محاولات لتوصيف هذه الجماعات كقوى نيابية لها.

وقال أن إيران لن تتهاون في الرد على أي تهديد أمريكي، مشيراً إلى أن أي خطأ ترتكبه الولايات المتحدة سيُواجه بـ"صفعة قوية" من الجمهورية الإسلامية.

وعن العلاقات بين طهران والجماعات المقاومة بالمنطقة، أجاب النائب الإيراني "سياسة إيران تقوم على مبادئ الأخوّة والكرامة والاستقلال، وعلاقاتها مع اليمن وحزب الله ودول المنطقة تستند إلى هذه القيم".

واعتبر أن وصف القوى الغربية لفصائل المقاومة بأنها "قوات نيابية لإيران" يُعد خطأً كبيراً وإساءة لهذه الجماعات المقاومة.

وتابع النائب ظهره وند " إيران لن تكون البادئة بأي حرب، لكن أي اعتداء عليها سيقابل برد حاسم، وفقًا لتوجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي".

وفي تصريح جديد، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أن إيران ليست بحاجة إلى "وكلاء" في المنطقة، مشيراً إلى أن وصف القوى الغربية لجماعات المقاومة بـ"القوات النيابية" هو إهانة لها.

وقال خامنئي اليوم الجمعة في خطاب بثه التلفزيون الرسمي "إيران لا تحتاج إلى وكلاء"، في إشارة إلى الحركات التي تدعمها طهران في المنطقة.

وأضاف "وصف السياسيين الأمريكيين والأوروبيين لهذه الفصائل بأنها "قوات نيابية لإيران" خطأ كبير وإهانة لهذه الجماعات، وإيران تعتبر هذه الحركات "مراكز مقاومة" وليست قوى تعمل بالوكالة عنها.

يأتي هذا التصريح في وقت تصاعدت فيه التوترات الإقليمية، حيث تسعى إيران إلى التأكيد على استقلالية حلفائها في المنطقة، فيما تتبنى الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية سردية بأن هذه الفصائل تعمل وفق مصالح إيران.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

حرب نتنياهو العبثية

وهكذا، اختار نتنياهو تمزيق اتفاق الهدنة مع حماس، واستئناف عدوانه على قطاع غزة.

تجاهل نتنياهو وفريقه الموغل في التطرف الإجابة عن سؤال: إذا كان الاحتلال الإسرائيلي بكل جبروته وقوته، مدعوما بالقوة العالمية الكبرى الولايات المتحدة وعدد من الحلفاء الكبار الغربيين فشلوا بعد 471 يوما من العدوان والمعارك في كسر حماس وكسر شوكة المقاومة، فما الجديد الذي سيحققه في عدوانه الجديد؟!

وإذا كانت الكوارث الإنسانية الهائلة التي تسبَّب بها العدوان الوحشي والمجازر البشعة، واستشهاد أكثر من 60 ألفا وجرح أكثر من 115 ألفا، بما في ذلك استشهاد نحو 18 ألف طفل و12 ألف امرأة، وتدمير أكثر من 300 ألف منزل وشقة، وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والبنى التحتية.. كل ذلك لم يمنع الحاضنة الشعبية من الالتفاف حول المقاومة، وزادت تمسكا بالأرض ورفضا للتهجير.. فما الجديد الذي سيفعله، حيث لم تبق طريقة وحشية إلا سلكها وجرّبها؟!

ومنذ إنشاء الكيان الصهيوني قبل 77 عاما، فشلت كل محاولات تطويع الشعب الفلسطيني، وفشلت كل محاولات إغلاق الملف الفلسطيني.. ومع الزمن ازدادت المقاومة قوة وعنفوانا وإبداعا. صحيح أن الأثمان والتضحيات تزايدت، لكن خيار المقاومة صار هو الخيار الذي يلتف حوله الشعب الفلسطيني أكثر وأكثر، بينما تراجع وسقط خيار التسوية السلمية.

* * *

في هذه الجولة، يحاول نتنياهو تعويض الشعور بالفشل تجاه عدم تحقيق أهدافه من حربه على غزة، وتسجيل عدد من النقاط لصالحه، ومحاولة استعادة زمام المبادرة لفرض شروط جديدة. وسيسعى للهرب من استحقاق إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع؛ وسيستفيد من الغطاء الأمريكي لجرائمه ووحشيته، كما سيستفيد من بيئة العجز العربي والإسلامي والدولي غير القادرة على وقف عدوانه ومجازره؛ بل سيستفيد من تواطؤ بعض الأنظمة العربية المشاركة في الحصار والراغبة في سحق حماس، وكل ما يَمتُّ إلى المقاومة وإلى "الإسلام السياسي".

وسيتابع نتنياهو عدوانه ونقضه للهدنة، للمحافظة على حكومته والإبقاء على سموتريتش ولعودة بن غفير إليها، ولتمرير ميزانية الحكومة، وللهرب من إجراءات محاكمته، ولمتابعة برنامج الليكود والصهيونية الدينية في السيطرة على مفاصل "دولة الاحتلال" في صيغتها "اليهودية القومية" المتطرفة. ولكن إلى أي مدى يستطيع نتنياهو الهرب من الاستحقاقات الداخلية؟ حيث تتصاعد عليه الضغوط من كل الاتجاهات، مع تزايد القناعات لدى التجمع الصهيوني بأن العدوان على غزة محكوم بأجندة نتنياهو وفريقه، وليس بالضرورة المصالح الاستراتيجية للمشروع الاستيطاني في فلسطين المحتلة. وبعد الخسائر العسكرية الكبيرة، والنزيف الاقتصادي الشديد، وحالة فقدان الأمن، فإن أغلبية إسرائيلية واضحة وفق استطلاعات الرأي لا ترغب في استئناف الحرب على غزة، وترغب في الدخول في المرحلة الثانية من الهدنة، وبالتالي سيجد نفسه عاجلا أم آجلا أنه مجبر للذهاب لخيار وقف الحرب والعودة لترتيبات الهدنة من جديد.

كان من الواضح أصلا أن نتنياهو ليس جادا في تطبيق اتفاق الهدنة، وأنه يستخدم سيطرته على المعابر والتحكّم في دخول احتياجات قطاع غزة كأداة ابتزاز، وتحول الأمر إلى حالة وقحة مكشوفة مع الإغلاق الكامل للمعابر. ولعله وجد فيما جمعه من معلومات استخبارية جديدة فرصة لضرب قيادات وكوادر في حماس اضطرت في إطار العمل المدني للتحرك والظهور لترتيب الحياة اليومية في القطاع؛ أو أي كوادر عسكرية وأمنية توصل إلى معلومات عنها. وربما حقق بعض النقاط في عدوانه الجديد الواسع، مترافقا مع استشهاد نحو 700 فلسطيني وجرح 900 آخرين. ولكن بنك أهداف نتنياهو سرعان ما سينضب، وسيعود إلى دائرته العبثية المفرغة من جديد، بما في ذلك استنزاف جيشه وإمكاناته، بلا أفق يضمن له نتائج حاسمة.

يتجاهل نتنياهو طبيعة حماس والجهاد الإسلامي كحركات مقاومة إسلامية عقائدية ذات أيديولوجية صلبة، وقائمة على أسس فكرية وحضارية وتاريخية وثقافية عميقة في وجدان الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية؛ وأن محاولات سحقها واجتثاثها محكوم عليها بالفشل، وأن مراكمتها لشهدائها وتضحياتها يزيدها مصداقية وقوة وتجذُّرا.

وسيحاول نتنياهو استخدام أساليب الاستعمار التقليدية في قتل المدنيين والضغط على الحاضنة الشعبية، وسيكون هدفه المرحلي ليس فقط تحرير أسراه، وإنما نزع أسلحة المقاومة، وربما تهجير من استطاع من أهل القطاع. غير أن رصيد التجربة يثبت أنه سينتقل من فشل إلى فشل. وصحيح أن ثمة المزيد من الآلام والتضحيات وسفك دماء الأبرياء؛ لكن ذلك كله سيوجد مبررات أقوى لتصاعد العمل المقاوم، وليس للاستسلام لإرادة الاحتلال.

ولعل نتنياهو يتطلع إلى تغيير خريطة المنطقة، وإعادة تشكيلها أمنيا بما يتناسب مع المصالح الإسرائيلية، وفرض التطبيع وإغلاق ملف المقاومة؛ غير أنّ رغباته وتطلعاته لا تتناسب مع قدراته وإمكاناته. وبالرغم من الغطاء الأمريكي ومن العجز العربي الرسمي؛ إلا أنّ المنطقة تموج بأجواء التغيير، وتتراكم فيها العناصر نفسها التي أدت إلى موجة "الربيع العربي"؛ وما زالت تعيش حالة من التّشكل وإعادة التّشكُّل، وما نموذج سوريا عنا ببعيد. وما زالت شعوب المنطقة شعوبا حية تُجمع على رفض التطبيع وعلى دعم المقاومة، وإن محاولة نتنياهو فرض مزيد من شروط الإذلال على البيئة العربية لن يزيد إلا من عناصر التفجير في المنطقة. وبالتالي، فإن تحريك ملفات التهجير وضم الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة وتهويد الأقصى والقدس، سيصب في اتخاذ الصراع مسارات حاسمة تُسقط مسارات التسوية، وتدعم خيارات المقاومة باعتبارها اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال.

وفي النهاية، فإذا كان نتنياهو وفريقه يتجهون نحو محاولة "حسم" الصراع، فإنما هم في الحقيقة يتجهون إلى تسريع "حسم" عملية إنهاء احتلالهم لفلسطين.

x.com/mohsenmsaleh1

مقالات مشابهة

  • خامنئي يتنصل عن الحوثيين بعد تهديدات ترامب
  • خامنئي: الشعب اليمني يمتلك الدافع كما أن مراكز المقاومة تمتلك الدافع
  • خامنئي يرد على ترامب: التهديدات الأمريكية ضد إيران لن تجدي ولن تحقق أي نتائج
  • حرب نتنياهو العبثية
  • بعد تنصل خامنئي من حلفاؤه.. رسالة من بوتين لـ قيادات إيران
  • خامنئي: طهران ليس لها وكلاء في المنطقة
  • خامنئي يتحدى تهديدات ترامب: ستتلقون صفعة قوية إذا تحركتم ضد إيران
  • إيران تتنصل من حلفائها.. خامنئي ليس لنا وكلاء بالمنطقة
  • العلاقة بين إيران وحماس: هل يصلح هذا النموذج لمواجهة الفتنة اليوم؟