خبير عسكري: السيطرة على القصر الجمهوري تعيد التوازن لحرب السودان
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم تمثل إنجازا كبيرا للجيش السوداني بعد عامين من الصراع، مشيرا إلى أهميتها الإستراتيجية في قلب العاصمة.
وأفاد الفلاحي بأن مدينة الخرطوم تنقسم إلى 3 مناطق رئيسية هي: الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، موضحا أن السيطرة على العاصمة تعدّ عملية استبدال إستراتيجي للأولويات، وتمثل تحولا جوهريا في مسار المعركة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن السيطرة على القصر الجمهوري حدّت بشكل كبير من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم، حيث أصبحت أماكن سيطرتها "مناطق متفرقة غير مرتبطة جغرافيا"، مما أوجد صعوبة كبيرة في عملية الدعم اللوجستي للقوات الموجودة فيها.
وأضاف الفلاحي أن سيطرة الجيش على الجسور قطعت إمكانية الدعم اللوجستي والتواصل بين قوات الدعم السريع الموجودة في مناطق مختلفة، مما جعل العملية الحالية تتطور إلى "عملية عزل" لقوات الدعم السريع الموجودة في مدينة الخرطوم.
وفي تقييمه للخطوات المستقبلية، توقع الفلاحي أن يتقدم الجيش السوداني باتجاه المطار وجبل الأولياء، معتبرا إياهما "مناطق حاكمة وإستراتيجية"، خصوصا مع وجود سد في المنطقة.
إعلان
مناطق العمليات
وأوضح أن المنطقة التي تجري فيها العمليات العسكرية عند القصر الجمهوري هي منطقة الوزارات، وهي منطقة سيادية بامتياز بالنسبة للجيش السوداني، مما يعزز من أهمية هذا الإنجاز.
وكشف الفلاحي عن طبيعة القوات المشاركة في المعارك من الجانبين، مشيرا إلى أن القوات التي تقاتل مع الجيش السوداني تضم:
قوات المستنفرين التي يصل عددها إلى ما يقارب 100 ألف مقاتل. حركة العدل والمساواة. حركة تحرير السودان. قوات الجيش السوداني النظامية مع 22 فرقة تحت سيطرته وإمكانيات جوية وقدرات دعم لوجستي.أما على الجانب الآخر، فإن قوات الدعم السريع تضم:
ما بين 100 و120 ألف مقاتل. قوات جديدة تُسمى "الفزع" أو "الفزعة".وأشار الخبير العسكري إلى التباين الكبير في الإمكانيات العسكرية بين الطرفين، مع ميزة للجيش السوداني من حيث القدرات الجوية والدعم اللوجستي، مما يعزز موقفه الميداني بعد السيطرة على القصر الجمهوري.
ومؤخرا، بسط الجيش سيطرته على كل مدن ولاية الجزيرة وقراها باستثناء أجزاء صغيرة شمالي وشمالي غربي الجزيرة والمتاخمة لجنوبي الخرطوم والواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان السیطرة على القصر الجمهوری قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
الجيش يحاصر القصر الجمهوري ويطارد الدعم السريع وسط الخرطوم
ضيق الجيش الخناق على قوات الدعم السريع الموجودة بالقصر الرئيسي ووسط الخرطوم بعد شنه لهجمات جوية بالطيران المسير ومدفعية على عناصر هذه القوات التي حاولت الهروب من القصر الرئيسي عبر وسط الخرطوم مرورا بجسر الحرية مما أدى لتصاعد الألسنة الدخان من محيط القصر وبعض الأبنية المحيطة به.
معركة المسيراتوقال مصدر ميداني للجزيرة نت إن مساء الأربعاء وحتى فجر اليوم الخميس حاولت قوة من الدعم السريع الانسحاب من محيط القصر ومجمع الوزارات الحكومية بوسط العاصمة السودانية الخرطوم.
وأشار المصدر أن قوات الدعم السريع المنسحبة كانت تستخدم عربات دفع رباعي قتالية وبعض المدرعات الخفيفة والدراجات النارية.
وأكد المصدر أن القوة حاولت الانسحاب عبر شارع القصر لفتح مسار عبر جسر الحرية للهروب ولكن الجيش تعامل معها بالمسيرات وتمكن من تدمير أكثر من 30 سيارات دفع رباعي وعدد من الدرجات النارية فضلا عن قتل العشرات من عناصر الدعم السريع.
وأوضح المصدر أن شارع القصر وتحديدا المنطقة مابين معمل استاك الطبي وفندق مريديان شهد مقتل العشرات من جنود الدعم السريع وتدمير سياراتهم بالمسيرات.
إعلانوأكد المصدر أن الجيش تحكم في كل الطرق المؤدية للقصر بعد غلقها بالمشاة وتغطيتها المسيرات بدأ من غرب الخرطوم حيث المنطقة الصناعية وشرقا حيث أبراج النيلين وجنوبا حتى مقرن النيلين وشمالا مدينة بحري.
وقال المصدر إن محاولات الانسحاب التي تقوم بها قوات الدعم السريع أشبه بالانتحار لجهة أحاكم الجيش سيطرته على كل المنافذ وسط الخرطوم.
معركة وسط الخرطوموبات وسط العاصمة السودانية ساحة يومية للمعارك الضارية بين الجيش قوات الدعم السريع.
وتضم منطقة وسط الخرطوم معظم المقرات السيادية والوزارية والمدنية والأسواق والمستشفيات الكبرى والبنوك والمصارف.
مؤخرا بدأ الجيش التوغل في وسط الخرطوم وسيطر على عدة مواقع من بينها مستشفيات وفنادق ومحطات نقل كانت تتحصن بها قوات الدعم السريع وهو في طريقه للسيطرة على القصر الرئاسي الخاضع لسيطرة الدعم السريع منذ أبريل / نيسان 2023.
ويقول مهند فضل أحد المقاتلين في وسط الخرطوم للجزيرة نت إن الجيش وضع خطة استراتيجية للسيطرة على وسط العاصمة بأقل الخسائر تتمثل في محاصرة الدعم السريع بكل الآليات العسكرية.
وأضاف أن العملية انطلقت من المنطقة الصناعية وصولا للقيادة العامة وإغلاق المنافذ العامة ومحاصرة الدعم السريع في السوق العربي والقصر الرئاسي. وقال مهند إن الدعم السريع حاول استغلال بعض القوارب في النيل الأبيض للهروب وتم التعامل معها وكذلك تم إحكام إغلاق الشوارع المؤدية للقصر مما أفشل كل محاولتهم لفك الحصار المفروض عليهم.
فيما اكتفى أحد الضباط الدعم السريع بوسط الخرطوم بنفي خسارتهم لمعركة وسط الخرطوم أثناء حديثه المقتضب للجزيرة نت
عقبات في طريق القصر
يرى مراقبون أن ثمة عوائق ساهمت في تاخير اقتحام الجيش للقصر الرئاسي من بينها انتشار قوات الدعم السريع وسط الخرطوم خاصة الأبنية الشاهقة واتخاذها مكانا للقنص.
يقول أحد ضباط سلاح المدرعات فضل حجب اسمه للجزيرة نت إن أكثر الأشياء التي أعاقت وصول الجيش للقصر هي العمارات الشاهقة وسط العاصمة مثل مباني شركة زين للاتصالات وأبراج بنك السودان المركزي وأبراج النيل للبترول وبرج الفاتح وقاعة الصداقة.
وقال المصدر إن قوات الدعم السريع اتخذت هذه المواقع أماكن للقنص ويستخدم قناصوه أحدث الأسلحة من بينها سلاح الكورنيت المضاد للدروع الذي يستخدم كسلاح للقنص سيما في منطقة مقر النيلين بالخرطوم.
واشار المصدر أن تواجد قوات الدعم السريع في مقر الكتبية الاستراتيجية بوسط الخرطوم أيضا يعتبر عائقا لتقدم الجيش من الجنوب حيث سلاح المدرعات.
وقال إن الجيش بعد حصار وسط الخرطوم قادر على تحييد كل العمارات والأبنية الشاهقة والسيطرة على القصر الرئاسي.
ماذا تبقى من القصريقول مصدر بالجيش السوداني للجزيرة نت إن ما يفصل الجيش عن القصر مساحة لا تزيد عن أمتار مشيرا إلى أن الجيش يسعى لتكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبير في الأرواح والمعدات عبر سلاح المسيرات قبل الاقتحام البري للقصر.
وقال المصدر إن عملية استعادة القصر باتت في حكم المؤكد بعد فرض طوق من الحصار على قوات الدعم السريع بالسوق العربي والقصر الرئاسي وإغلاق كل المنافذ البرية والبحرية.