الهروب إلى الحرب.. هل تنقذ الجرائم حكومة نتنياهو؟
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
وفي هذا السياق، تحاول الجزيرة نت -عبر تحليلات وتقارير متخصصة- الكشف عن دوافع هذه الحرب الجديدة وما إذا كانت محاولة لإنقاذ حكومة نتنياهو من أزماتها الداخلية.
وقد بدأت الأحداث بتصريحات صادمة من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي هدد سكان غزة بقوله "إذا لم تطلق حماس الرهائن فورًا، ستفتح أبواب الجحيم".
وأضاف كاتس أن هذه الرسالة هي "الإنذار الأخير" داعيا إلى إعادة "المختطفين" والتخلص من حركة حماس، مع إعطاء خيارات أخرى للسكان، بما في ذلك مغادرة القطاع إلى أماكن أخرى في العالم.
وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة، حيث علق جيرار ديب أستاذ الفكر السياسي في الجامعة اللبنانية بأن عبارة "أبواب الجحيم" تبدو مستنسخة من خطاب الرئيس الأميركي الذي كان يهدد حماس بإطلاق الأسرى في السابق.
وردا على العدوان، دعت حماس الأمتين العربية والإسلامية إلى حصار السفارات الإسرائيلية والأميركية في جميع أنحاء العالم، وأكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي أن "العدو لن يحقق بالحرب والدمار ما عجز عن تحقيقه عبر المفاوضات".
وفي تحليل نشرته "الجزيرة نت" تم تسليط الضوء على مفترق الطرق الذي يواجهه نتنياهو، إما الاعتراف بالفشل في الحرب والبدء في مفاوضات قد تؤدي لوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، أو خرق الاتفاقيات والعودة إلى الحرب، مما قد يؤدي إلى ارتكاب مجازر جديدة.
إعلان نتنياهو وأزماته الداخليةمن جهته، أوضح رامي خريس مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة أن نتنياهو اعتاد الهروب من أزماته الداخلية بتصديرها إلى الخارج، خاصة محاولته التهرب من المسؤولية عن إخفاقات 7 أكتوبر، وتحويلها إلى فشل عسكري.
ومن جانبه قال المحلل السياسي والخبير بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إن نتنياهو يسعى إلى الاستمرار في موقفه التصعيدي ليظهر نفسه كبطل استطاع إسقاط حماس.
وأشار إلى أن أي فشل في تحقيق هذا الهدف سيكون ضربة قاضية لحياة نتنياهو السياسية، خاصة في ظل الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة.
كما نقلت "الجزيرة نت" موقف عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين عبروا عن غضبهم الشديد، واتهموا نتنياهو بالتضحية بأبنائهم من أجل البقاء في الحكم.
واعتبر قادة عسكريون سابقون أن استئناف الحرب "انعدام مطلق للمسؤولية" بل وصل الأمر إلى حد اتهام نتنياهو بـ"خيانة الجنود والأسرى المحتجزين".
وأجمع محللون وباحثون بالشأن الإسرائيلي على أن قرار العدوان تم بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، ويهدف إلى الضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل والولايات المتحدة في مفاوضات صفقة التبادل، بالإضافة إلى القضاء على حماس سياسيا وعسكريا.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا "هذا الجيش (الإسرائيلي) لم يحقق أهدافه خلال 15 شهرًا من العدوان، ولن يحققها هذه المرة أيضًا".
طوق نجاة لنتنياهوكما سرّع استئناف العدوان الإسرائيلي عودة حزب "عظمة يهودية" بقيادة إيتمار بن غفير إلى الحكومة.
ويرى محللون أن هذا الدعم يشكل طوق نجاة لحكومة نتنياهو في مواجهة التحديات الداخلية، مثل إقالة رئيس الشاباك رونين بار، وعزل المستشار القضائي للحكومة، وأزمة الموازنة، وإعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.
وقد حذر الباحث الفلسطيني ساري عرابي من أن ما يطلق عليه اليمين المتطرف في إسرائيل قد يستغل هذه الفرصة لتكريس وقائع جديدة بالضفة الغربية، مما يعزز هيمنة الاحتلال على المنطقة.
إعلانومن ناحية أخرى، قال محللون إن الإشكالية الحالية تكمن في أن نقض الاتفاق الحالي يعني عدم وجود ضمان لأي اتفاق قادم، ولذلك تتمسك حماس بتنفيذ الاتفاق السابق مع إبداء مرونة في آلياته وإجراءاته.
ومن زاوية أخرى، نقل مراسل الجزيرة نت في طهران رؤية إيرانية تعتبر أن من أهداف نتنياهو أيضا استدراج أميركا إلى حرب مع طهران، وذلك عبر تسخين جبهة اليمن، خاصة بعد تصريحات ترامب التي اعتبر فيها أن كل طلقة يطلقها الحوثيون من أسلحة إيرانية.
ورافق تجدد العدوان استنكار عربي ودولي واسع، بالإضافة إلى مظاهرات في عدة دول، وتنديد أممي. ومع ذلك، ظهر عجز المؤسسات الدولية عن ردع إسرائيل أو محاسبتها على جرائمها، مما يضع مستقبل المنطقة أمام تحديات وجودية، خاصة في ظل ما يوصف بتغيير وجه الشرق الأوسط.
وبهذا الصدد، قال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية "حكام إسرائيل لم يكونوا ليتجرؤوا على ارتكاب تلك المجازر لولا الصمت الدولي على جرائمهم، وضعف ردود الفعل العربية والإسلامية".
21/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
عائلات أسرى الاحتلال تدعو لمواصلة الاحتجاج ضد حكومة نتنياهو
دعت عائلات أسرى الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، اليوم السبت، إلى مواصلة التظاهر ضد حكومة بنيامين نتنياهو، من أجل إبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية لإعادة ذويهم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لأهالي الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عقد أمام مقر وزارة الحرب بتل أبيب.
وقالت قريبة أحد الأسرى الإسرائيليين خلال المؤتمر: "لا تتوقفوا عن الخروج إلى الشوارع، لا تفقدوا الأمل، حتى تعيد الحكومة أبناءنا جميعهم".
وأضافت أن "حكومة إسرائيل بقيادة نتنياهو، اختارت ممارسة السياسة على ظهر جميع المحتجزين".
وأردفت قريبة الأسير: "منذ أحداث السابع من أكتوبر، تقوم الحكومة بكل شيء للتضحية بالمحتجزين في غزة".
وتابعت: "نحن مطالبون بالنضال ضد حكومة قاسية القلب من أجل استعادة عائلاتنا، وللأسف، هذا لن يحدث بدون نضال حقيقي".
جاء ذلك بالتزامن مع رسالة نشرتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، للأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكساندر.
وقال الأسير المحتجز في قطاع غزة ألكساندر: "لا أحد منا مرغوب وأنت تتركنا هنا. وصلت إلى حالة انهيار بسبب (قرف) العالم و(قرف) حكومة إسرائيل. أنا كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل الديكتاتور وأنا انهرت جسديا وعقليا".
وتابع قائلا: "سمعت قبل ثلاثة أسابيع أن حماس كانت مستعدة لإطلاق سراحي، وأنتم رفضتم وتركتموني هنا. قولو لي لماذا؟ لماذا أنا هنا ولست في المنزل مع عائلتي وأصدقائي؟ لماذا أنا اليوم أصور الفيديو الثاني لي؟ لماذا؟".
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت الفصائل بغزة عشرات الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات على دفعات خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، واستأنف حرب الإبادة على غزة منذ 18 مارس/ آذار الماضي، ما أدى إلى استشهاد 1563 فلسطينيا وإصابة 4004، معظمهم أطفال ونساء ومسنون.
وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.