الفاشر- قالت مصادر عسكرية إن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تمكنا من التصدي لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع أمس الخميس على مدينة المالحة، الواقعة في شمال مدينة الفاشر غرب السودان.

وأوضحت المصادر، للجزيرة نت، أن المواجهات كانت عنيفة، حيث استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة، في حين حاولت قوات الدعم السريع اقتحام المدينة من 3 محاور، وقد نجح الجيش السوداني وحلفاؤه في الاستيلاء على عدد من الآليات العسكرية وتدمير أخرى.

وقال عضو اللجنة الإعلامية للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة جمال عيساوي جوليس، للجزيرة نت: "لقد أسفر الهجوم عن مقتل 7 من أبرز قادة مليشيا الدعم السريع"، مؤكدا أن العملية أدت أيضا إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيا.

وأشار إلى أن قواتهم تمكنت من تنفيذ الهجوم بدقة، مما أسفر عن هروب أعداد كبيرة من المليشيا تاركين وراءهم جثث قتلاهم، مضيفا أن هذا الهجوم أظهر أن قواتنا قادرة على تحقيق انتصارات إستراتيجية و"إننا مستمرون في جهودنا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن هذه العمليات ستتواصل لتضييق الخناق على المليشيات في كافة المحاور".

معارك عنيفة جرت بين القوات السودانية والدعم السريع في المالحة (مواقع التواصل)

وبحسب إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر فإن القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية تصدت لهجوم على مدينة المالحة.

إعلان

وأوضحت، في بيان صحفي، أن أكثر من 93 عنصرًا من مليشيات الدعم السريع تم القضاء عليهم، من بينهم العقيد عيسى الحافظ فرح (قائد المحور الغربي) والمقدم جمعة أحمد بريمة، بالإضافة إلى الرائد المتمرد حافظ جمعة أحمد، فضلا عن إصابة 77 عنصرًا آخرين، بما في ذلك قائد المحور الجنوبي الشرقي، وتدمير 4 عربات قتالية، وعربة مصفحة، مؤكدة أن الوضع في المالحة بات تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة.

موقع المالحة

وتقع مدينة المالحة على بُعد 210 كيلومترات شمال مدينة الفاشر، وتجاور الحدود الليبية السودانية، وهي منطقة غنية بالموارد الحيوانية والمعادن، ويقدر عدد سكان المدينة بقرابة 166 ألف نسمة وفقا لآخر تعداد سكاني في البلاد.

وتمثل المالحة نقطة وصل حيوية بين السودان وليبيا، حيث تمر عبرها طرق تجارية تاريخية تربط البلدين عبر الصحراء الكبرى، كما تشكل ممرا رئيسيا لتبادل السلع والماشية، بالإضافة إلى كونها موطنا لنقطة جمارك نشطة تنظم حركة البضائع والأفراد.

وكانت منصات تابعة لقوات الدعم السريع قد نشرت مقاطع فيديو ومعلومات حول دخول قواتها إلى منطقة المالحة، كما أصدرت بيانًا يُنسب إليها يُعلن السيطرة على المعسكر الرئيسي للقوة المشتركة في المدينة واستلام كميات كبيرة من المركبات القتالية والأسلحة والذخائر.

ووفقًا لشهادات بعض السكان المحليين الذين تحدثوا للجزيرة نت: فإن قوات الدعم السريع اقتحمت المدينة من الجهة الشرقية، حيث توجد القوة المشتركة، وقد تمكنت قوات الاحتياطي المركزي التابعة للحكومة السودانية والمنتشرة في الاتجاهين الجنوبي والغربي، من صدهم، مُكبدة إياهم خسائر في الأرواح والممتلكات.

وأشار الشهود إلى أنهم استطاعوا صد 3 هجمات، ما أدى إلى إخراج قوات الدعم السريع من المدينة، بعد مقتل عدد من قادتها، بما في ذلك القائد أيوب الأحيمر.

مدينة المالحة تشكل ممرا رئيسيا لتبادل السلع والماشية (الجزيرة)  أهمية إستراتيجية

وبحسب المتحدث الرسمي لحركة العدالة والمساواة والمتحدث باسم الكتلة الديمقراطية الدكتور محمد زكريا فرج الله فإن مدينة المالحة تعد مركزا إستراتيجيا بالغ الأهمية في المنطقة، حيث تقع المدينة في نقطة حيوية على خطوط الإمداد في الصحراء.

إعلان

وأوضح فرج الله للجزيرة نت أن استهداف المليشيات لهذه المنطقة يهدف إلى فتح وتأمين طرق الإمداد اللازمة لجلب المرتزقة والعتاد العسكري من مناطق سيطرة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ومن تشاد، على حد قوله.

وأضاف فرج الله أن الهجوم يسعى أيضا إلى تعزيز خطط التمرد التي تستهدف الهجوم على مدينة الفاشر، مشددا على أن الهزيمة التي تعرضت لها تلك المليشيات في المنطقة قد أفشلت جميع خططها وأضعفت قوتها في شمال دارفور.

وأكد أن هذه التطورات تعزز من موقف القوات المسلحة والقوة المشتركة، مما يمهد الطريق لفك الحصار عن مدينة الفاشر الصامدة ويتيح المزيد من الفرص لتحسين الوضع الأمني في المنطقة.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تفرض قوات الدعم السريع حصارا على مدينة الفاشر التاريخية، وفي مايو/أيار الماضي، تصاعدت حدة المعارك في محاولة للسيطرة على الفاشر، ولكنها واجهت مقاومة قوية من الجيش وحلفائه.

وأدت هذه الاشتباكات إلى تدمير البنية التحتية للمدينة وتعطيل الخدمات الأساسية، كما تسببت في أضرار كبيرة للأسواق ومرافق الكهرباء والمياه، مما أثر بشكل كبير على المستشفيات والمدارس وغيرها من الخدمات الحيوية في المدينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان قوات الدعم السریع مدینة الفاشر للجزیرة نت فی المنطقة على مدینة

إقرأ أيضاً:

إعلام رسمي يكشف عن تطور بشأن سيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي من قبضة الدعم السريع

(CNN)-- ذكر التلفزيون الرسمي السوداني، الخميس، أن الجيش الحكومي السوداني يقترب من استعادة السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع شبه العسكرية، في خطوة فارقة في الصراع المتواصل منذ عامين والذي يهدد بتقسيم البلاد.

وكانت قوات الدعم السريع استولت بسرعة على القصر ومعظم العاصمة الخرطوم، عند اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، لكن القوات المسلحة السودانية الحكومية عادت في الأشهر الأخيرة وتقدمت ببطء نحو القصر على طول نهر النيل.

وتحتفظ قوات الدعم السريع، التي بدأت في وقت سابق من العام الجاري بتشكيل حكومة موازية، بالسيطرة على مناطق من الخرطوم وأم درمان المجاورة، بالإضافة إلى غرب السودان، حيث تقاتل للسيطرة على آخر معاقل الجيش في الفاشر بدارفور.

وقد تؤدي السيطرة على العاصمة إلى تسريع سيطرة الجيش على وسط السودان بشكل كامل، وتعمق الانقسام الإقليمي بين شرق البلاد وغربها.

وتعهد الجانبان بمواصلة القتال للسيطرة على ما تبقى من البلاد، ولم تُثمر أي جهود لمحادثات السلام.

واندلعت الحرب وسط صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل الانتقال إلى الحكم المدني.

وأسفر الصراع عن ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وتسبب في مجاعة في عدة مناطق وانتشار الأمراض في جميع أنحاء البلاد. واتُّهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بينما وُجهت كذلك إلى قوات الدعم السريع تهمة الإبادة الجماعية. ونفى كلا الجانبين هذه الاتهامات.

واحتدم القتال على القصر الرئاسي خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث خاضت قوات الدعم السريع معارك شرسة للحفاظ على سيطرتها عليه، بما في ذلك من خلال القناصة المنتشرين حول المباني المحيطة في وسط المدينة. وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أصدر تعليمات للقوات في وقت سابق من هذا الأسبوع بعدم التخلي عن القصر.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لوكالة "رويترز" إن انفجارات ناجمة عن غارات جوية وهجمات بطائرات مسيرة شنها الجيش استهدفت وسط الخرطوم، سمعت في وقت متأخر من يوم الأربعاء وحتى صباح الخميس.

ولا يزال الجيش السوداني يحافظ على تفوقه الجوي على قوات الدعم السريع، على الرغم من أن هذه المجموعة شبه العسكرية أظهرت مؤخرا إشارات على تزايد قدرات الطائرات المسيرة لديها.

وذكرت قوات الدعم السريع، عبر حسابها على تطبيق تيليغرام، أن قواتها تتقدم باتجاه القيادة العامة للجيش، التي توجد في وسط الخرطوم، وقال شهود عيان إن القوات تهاجم من جنوب الخرطوم.

وقد لاقى تقدم الجيش في وسط السودان منذ أواخر العام الماضي ترحيبا من العديد من الأشخاص الذين شردتهم قوات الدعم السريع، والتي اتُهمت بارتكاب أعمال نهب وقتل تعسفي على نطاق واسع، واحتلال منازل وأحياء.

ونفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وأكدت أنه سيتم تقديم الجناة للعدالة.

وعاد مئات آلاف الأشخاص إلى ديارهم في وسط السودان، على الرغم من أن ناشطين في أم درمان حذروا، الأربعاء الماضي، من تورط بعض الجنود في عمليات سطو. وقد نفى الجيش هذه المزاعم بشكل متكرر.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن استعادة القصر الرئاسي… و«الدعم السريع»: المعركة مستمرة
  • الجيش السوداني يعلن انتصاره على قوات "الدعم السريع" في معارك وسط الخرطوم
  • تطور مفاجئ في الخرطوم.. الجيش السوداني يسيطر على القصر الجمهوري وفرار قوات الدعم السريع
  • أول رد من ميليشيا الدعم السريع بعد سيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي
  • الجيش السوداني يعلن عن سحق قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري
  • الجيش السوداني يطرد قوات الدعم السريع من القصر الجمهوري في الخرطوم
  • إعلام رسمي يكشف عن تطور بشأن سيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي من قبضة الدعم السريع
  • قواتنا المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية الان في معارك شرسة قرب مدينة المالحة ضد مليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يحبط محاولة الدعم السريع لفك الحصار عن قواته في القصر