كشفت عدة دراسات علمية عن الآثار الصحية-السلبية التي يتعرض لها رواد الفضاء، خاصة بعد رحلات الفضاء المأهولة، أو بعد البقاء لفترات طويلة في محطات الفضاء.

وفي هذا السياق، تشير دراسة حديثة أجريت على 14 رائد فضاء إلى أنه بينما يستنزف السفر إلى الفضاء خلايا الدم الحمراء والعظام، يمكن للجسم في النهاية تجديدها مرة أخرى على الأرض بمساعدة الدهون المخزنة في نخاع العظام.

وللدراسة، التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" يوم 9 أغسطس/ آب الجاري، آثارٌ مهمة على الصحة في الفضاء وعلى الأرض.

يقول الدكتور جاي ترودل كبير مؤلفي الدراسة وهو طبيب إعادة تأهيل وباحث في مستشفى أوتاوا وأستاذ في جامعة أوتاوا "وجدنا أن رواد الفضاء لديهم دهون أقل بكثير في نخاع عظامهم بعد حوالي شهر من عودتهم إلى الأرض، ونعتقد أن الجسم يستخدم هذه الدهون للمساعدة في استبدال خلايا الدم الحمراء وإعادة بناء العظام التي فقدت أثناء السفر إلى الفضاء".

وجد أن رواد الفضاء لديهم دهون أقل بكثير في نخاع عظامهم بعد حوالي شهر من عودتهم إلى الأرض (ناسا) فقر الدم الفضائي

تعتمد هذه الدراسة على بحث سابق للدكتور ترودل أظهر أنه أثناء السفر إلى الفضاء، دمرت أجسام رواد الفضاء خلايا دم حمراء أكثر بنسبة 54% بأكثر مما تفعله عادة على الأرض، مما أدى إلى ما يعرف باسم "فقر الدم الفضائي". ويعد هذا البحث جزءا من تجربة "مارو"، وهي تجربة تجرى في أوتاوا تبحث في صحة نخاع العظم وإنتاج الدم في الفضاء، بتمويل من وكالة الفضاء الكندية.

وقال الدكتور ترودل في البيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك ألرت" في 21 أغسطس/ آب الجاري "لحسن الحظ، لا يمثل فقر الدم مشكلة في الفضاء عندما يكون جسمك عديم الوزن، ولكن عند الهبوط على الأرض وربما على كواكب أو أقمار أخرى ذات جاذبية، فإن فقر الدم سيؤثر على الطاقة والقدرة على التحمل والقوة ويمكن أن يهدد أهداف المهمة، وإذا تمكنا من معرفة ما الذي يتحكم في فقر الدم هذا بالضبط، فقد نتمكن من تحسين الوقاية والعلاج".

تضمنت الدراسة الجديدة فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لنخاع عظام رواد الفضاء في نقاط زمنية متعددة قبل وبعد مهمة مدتها ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية. ووجد الباحثون انخفاضا بنسبة 4.2% في دهون نخاع العظم بعد حوالي شهر من عودتهم إلى الأرض، لكن الأمر عاد تدريجيا إلى المستويات الطبيعية وارتبط ارتباطا وثيقا بزيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء واستعادة العظام.

يستخدم الجسم الدهون الموجودة في نخاع العظم مصدرا للطاقة لتغذية خلايا الدم الحمراء وإنتاج العظام (بيكسابي) دهون النخاع العظمي

قال الدكتور ترودل "بما أن خلايا الدم الحمراء يتم تصنيعها في نخاع العظم والخلايا العظمية تحيط بنخاع العظم، فمن المنطقي أن يستخدم الجسم الدهون الموجودة في نخاع العظم مصدرا للطاقة لتغذية خلايا الدم الحمراء وإنتاج العظام، ونحن نتطلع إلى إجراء مزيد من التحقيق في هذا الأمر في مختلف الحالات السريرية على الأرض".

ويشير البحث أيضا إلى أن رواد الفضاء الأصغر سنا قد يكون لديهم قدرة متزايدة على تسخير الطاقة من دهون نخاع العظم، وأن دهون نخاع عظم رواد الفضاء زادت أكثر من المتوقع بعد عام.

يقول الدكتور ترودل "آمل أن يساعد هذا البحث الناس على التعافي من فقدان القدرة على الحركة على الأرض وكذلك في الفضاء، ويمكن أن يسلط بحثنا الضوء أيضا على أمراض مثل هشاشة العظام، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والشيخوخة، والسرطان، تلك التي ترتبط بزيادة الدهون في نخاع العظام".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: خلایا الدم الحمراء رواد الفضاء فی الفضاء على الأرض فقر الدم

إقرأ أيضاً:

تعرف إلى فوائد عشبة القمح وعلاقتها بالسرطان

كشفت أبحاث أن عشبة القمح، المعروفة علمياً باسم "Wheatgrass" والمستخلصة من العشب الصغير لنبات القمح الشائع "Triticum aestivum"، قد تلعب دوراً مهماً في إبطاء نمو الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى امتلاكها مجموعة واسعة من الفوائد الصحية.

وأشار الموقع الإلكتروني الرسمي لـ"مكتبة الطب الوطنية" في الولايات المتحدة إلى أن هذه العشبة تحتوي على مركبات غذائية فعّالة تساهم في تعزيز الصحة العامة.

أبرز المكونات والفوائد:

الكلوروفيل   يلعب الكلوروفيل، الموجود بكثرة في الفواكه والخضروات، دوراً محورياً في عملية التمثيل الضوئي، ويُعتبر عنصراً أساسياً في النظام الغذائي الصحي.

مركبات الفلافونويد
   تتواجد هذه المركبات بشكل طبيعي في العديد من الأغذية والمشروبات، وتُعرف بفوائدها الكبيرة لصحة الدماغ والقلب، وفقاً لموقع "Cleveland Clinic" الأمريكي.


فيتامين "سي"
   يساعد فيتامين "سي" على امتصاص الحديد من الطعام، وإنتاج الكولاجين، وإصلاح خلايا الدم الحمراء والعظام والأنسجة، بالإضافة إلى حماية القلب والحفاظ على صحة البشرة والعيون.

فيتامين "هـ"
   وفقاً لموقع وزارة الصحة السعودية، يعمل فيتامين "هـ" على تعزيز صحة الجلد والعين، وزيادة امتصاص فيتامين "أ"، كما يُعزز جهاز المناعة بفضل خصائصه المضادة للأكسدة.

خفض نسبة الكوليسترول
  أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن عشبة القمح قد تساهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم.

تقليل الالتهابات
تمتلك عشبة القمح خصائص مضادة للالتهابات، مما يجعلها مفيدة في علاج الالتهابات المزمنة.

تعزيز جهاز المناعة
بفضل احتوائها على مواد كيميائية نباتية، قد تساعد عشبة القمح في تقوية الجهاز المناعي.

استقرار كريات الدم الحمراء
  أشارت دراسات إلى أن تناول جرعة يومية من عصير عشبة القمح يمكن أن يساعد في استقرار عدد كريات الدم الحمراء.


مكافحة السرطان
  كشفت دراسات أن عصير عشبة القمح قد يُبطئ نمو الخلايا السرطانية، مثل خلايا سرطان الفم والقولون، كما أظهرت أبحاث أخرى إمكاناتها في مكافحة سرطان الدم.

الحد من آثار العلاج الكيميائي
  قد تساعد عشبة القمح في تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، وخاصة الشعور بالغثيان.

مقالات مشابهة

  • أول تحذير من هيئة الدواء في 2025.. عبوات مجهولة المصدر من جهاز عينات نخاع العظام
  • إيلون ماسك: رواد الفضاء الأمريكيين سيرفعون علمنا بالمريخ
  • تعرف على فوائد عشبة القمح وعلاقتها بالسرطان
  • تعرف إلى فوائد عشبة القمح وعلاقتها بالسرطان
  • مرصد الختم الفلكي ينضم إلى الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات
  • حسام موافي: الاستخدام المفرط للكورتيزون يهدد بمضاعفات خطيرة
  • 3 مشروبات طبيعية تقي من تصلب الشرايين وتمنع تراكم الدهون بنسبة كبيرة
  • ارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام والاكتئاب.. طبيب يحذر من فرط استخدام الكورتيزون (فيديو)
  • 10 أسباب تدفعك لإضافة الكركم إلى طعامك يوميا
  • دراسة تبين أن لحم البقر صحي ما لم تتم معالجته