الدهون في نخاع العظم توفر حلا لاستنزاف خلايا الدم الحمراء والعظام في رحلات الفضاء
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
كشفت عدة دراسات علمية عن الآثار الصحية-السلبية التي يتعرض لها رواد الفضاء، خاصة بعد رحلات الفضاء المأهولة، أو بعد البقاء لفترات طويلة في محطات الفضاء.
وفي هذا السياق، تشير دراسة حديثة أجريت على 14 رائد فضاء إلى أنه بينما يستنزف السفر إلى الفضاء خلايا الدم الحمراء والعظام، يمكن للجسم في النهاية تجديدها مرة أخرى على الأرض بمساعدة الدهون المخزنة في نخاع العظام.
وللدراسة، التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" يوم 9 أغسطس/ آب الجاري، آثارٌ مهمة على الصحة في الفضاء وعلى الأرض.
يقول الدكتور جاي ترودل كبير مؤلفي الدراسة وهو طبيب إعادة تأهيل وباحث في مستشفى أوتاوا وأستاذ في جامعة أوتاوا "وجدنا أن رواد الفضاء لديهم دهون أقل بكثير في نخاع عظامهم بعد حوالي شهر من عودتهم إلى الأرض، ونعتقد أن الجسم يستخدم هذه الدهون للمساعدة في استبدال خلايا الدم الحمراء وإعادة بناء العظام التي فقدت أثناء السفر إلى الفضاء".
تعتمد هذه الدراسة على بحث سابق للدكتور ترودل أظهر أنه أثناء السفر إلى الفضاء، دمرت أجسام رواد الفضاء خلايا دم حمراء أكثر بنسبة 54% بأكثر مما تفعله عادة على الأرض، مما أدى إلى ما يعرف باسم "فقر الدم الفضائي". ويعد هذا البحث جزءا من تجربة "مارو"، وهي تجربة تجرى في أوتاوا تبحث في صحة نخاع العظم وإنتاج الدم في الفضاء، بتمويل من وكالة الفضاء الكندية.
وقال الدكتور ترودل في البيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك ألرت" في 21 أغسطس/ آب الجاري "لحسن الحظ، لا يمثل فقر الدم مشكلة في الفضاء عندما يكون جسمك عديم الوزن، ولكن عند الهبوط على الأرض وربما على كواكب أو أقمار أخرى ذات جاذبية، فإن فقر الدم سيؤثر على الطاقة والقدرة على التحمل والقوة ويمكن أن يهدد أهداف المهمة، وإذا تمكنا من معرفة ما الذي يتحكم في فقر الدم هذا بالضبط، فقد نتمكن من تحسين الوقاية والعلاج".
تضمنت الدراسة الجديدة فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لنخاع عظام رواد الفضاء في نقاط زمنية متعددة قبل وبعد مهمة مدتها ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية. ووجد الباحثون انخفاضا بنسبة 4.2% في دهون نخاع العظم بعد حوالي شهر من عودتهم إلى الأرض، لكن الأمر عاد تدريجيا إلى المستويات الطبيعية وارتبط ارتباطا وثيقا بزيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء واستعادة العظام.
قال الدكتور ترودل "بما أن خلايا الدم الحمراء يتم تصنيعها في نخاع العظم والخلايا العظمية تحيط بنخاع العظم، فمن المنطقي أن يستخدم الجسم الدهون الموجودة في نخاع العظم مصدرا للطاقة لتغذية خلايا الدم الحمراء وإنتاج العظام، ونحن نتطلع إلى إجراء مزيد من التحقيق في هذا الأمر في مختلف الحالات السريرية على الأرض".
ويشير البحث أيضا إلى أن رواد الفضاء الأصغر سنا قد يكون لديهم قدرة متزايدة على تسخير الطاقة من دهون نخاع العظم، وأن دهون نخاع عظم رواد الفضاء زادت أكثر من المتوقع بعد عام.
يقول الدكتور ترودل "آمل أن يساعد هذا البحث الناس على التعافي من فقدان القدرة على الحركة على الأرض وكذلك في الفضاء، ويمكن أن يسلط بحثنا الضوء أيضا على أمراض مثل هشاشة العظام، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والشيخوخة، والسرطان، تلك التي ترتبط بزيادة الدهون في نخاع العظام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خلایا الدم الحمراء رواد الفضاء فی الفضاء على الأرض فقر الدم
إقرأ أيضاً:
بعد تسعة أشهر .. رائدان عالقان في محطة الفضاء يغادران إلى الأرض
غادر رائدا الفضاء الأميركيان العالقان منذ أكثر من تسعة أشهر في محطة الفضاء الدولية، المختبر المداري في وقت مبكر من الثلاثاء، وهي المحطة الأخيرة في رحلة عودتهما التي تثير اهتمامًًا واسعًا.
وقد غادر بوتش ويلمور وسوني وليامز محطة الفضاء الدولية عند الساعة 05,05 بتوقيت غرينتش عبر المركبة الفضائية "كرو دراغون" التابعة لشركة "سبايس إكس" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، على ما أظهرت مشاهد عرضتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مباشرة على الهواء.
أخبار متعلقة دون وقوع خسائر.. زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب جنوبي الأرجنتينإندونيسيا.. زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب مقاطعة سومطرة الشماليةوأوضحت ناسا أنه يفترض أن يهبطا برفقة رائد فضاء أميركي آخر ورائد فضاء روسي قبالة ساحل فلوريدا الثلاثاء قرابة الساعة العاشرة مساء بتوقيت غرينتش.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رواد الفضاء - أرشيفية اليوم مهمة قصيرة
كان ويلمور وليامز، وهما رائدا فضاء من ذوي الخبرة في ناسا، قد انطلقا في يونيو إلى المحطة الفضائية في مهمة مدتها ثمانية أيام، لكن إقامتهما طالت بسبب أعطال رُصدت في مركبة "ستارلاينر" التي نقلتهما.
وقد فضّلت ناسا إعادة المركبة التي صنّعتها شركة "بوينج"، فارغة كإجراء احترازي، وإسناد مهمة إعادتهما إلى شركة "سبايس إكس".الرقم القياسي
على الرغم من طول مدة إقامتهما في الفضاء، لم يتجاوز بوتش ويلمور وسوني وليامز بعد الرقم القياسي الذي سجله رائد الفضاء الأميركي فرانك روبيو.
وأمضى الأخير 371 يوما في محطة الفضاء الدولية عام 2023، بدلا من الأشهر الستة التي كان مخططا لها في البداية، بسبب تسرب سائل تبريد في المركبة الفضائية الروسية التي كان مقررا استخدامها في رحلة العودة.
ولا يزال الروسي فاليري بولياكوف الذي أمضى 437 يوما على التوالي في المحطة الفضائية السابقة "مير" خلال مرحلة 1994-1995، يحمل الرقم القياسي المطلق لأطول إقامة فردية في الفضاء.