قلق أمريكي وأوروبي من تزايد النفوذ التركي في الصومال.. يتجاوز الحدود
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
تنظر الولايات المتحدة والدول الأوروبية بقلق بالغ إلى سياسة تركيا في بيع الأسلحة المتطورة لدول تقع في مناطق ذات حساسية استراتيجية، آخر هذه الخطوات تسليح الجيش الصومالي بطائرات مسيرة حديثة من طراز "بيرقدار أكينجي"، والتي تُستخدم في مواجهة مسلحي حركة الشباب، مما يمنح الصومال قوة عسكرية كبيرة.
وقد طورت شركة "بايكار" الدفاعية التركية هذه الطائرة المسيرة، التي تعد طائرة قتالية إستراتيجية بدون طيار، وتتفوق بقوة نيرانها على طراز "TB-2" الذي يتم استخدامها على نطاق واسع في مناطق النزاعات المختلفة.
وتتميز الطائرة بمدى طيران يتجاوز 24 ساعة، ومدى تشغيلي يصل إلى 6 آلاف كيلومتر، مع قدرة على التحليق حتى ارتفاع 30 ألف قدم.
كما أنها مجهزة بأنظمة اتصالات ثلاثية الأقمار الصناعية، وخط رؤية يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الإشارات والوعي الظرفي، بالإضافة إلى أنظمة تحكم آلي في الطيران والهبوط.
وعلى الأرض، يمثل وصول طائرات "أكينجي" قفزة نوعية في استراتيجية الحرب الجوية الصومالية. وكانت القوات الصومالية تعتمد سابقًا على طائرات "بيرقدار TB2" المسيرة، التي منحت مقديشو ميزة كبيرة في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بالإضافة إلى تنفيذ الضربات الدقيقة ضد مقاتلي حركة الشباب. إلا أن الطائرات الجديدة تمنح الصومال قوة تتجاوز حدودها الإقليمية.
ونقلت الجريدة الرقمية "توركيش مينيت" الأربعاء الماضي أن عملية تسليم الطائرات تمت يوم الثلاثاء الماضي، مع الإشارة إلى أن أنقرة قد تزيد من عدد الطائرات المسيرة المرسلة، حيث لم يتم الكشف عن العدد الدقيق حتى الآن.
وأكد وزير الموانئ والنقل البحري الصومالي، عبد القادر محمد نور، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن الصومال استلم طائرتين مسيرتين تركيتين، تم نقلهما عبر طائرة عسكرية تركية من طراز "A400M".
ويعد عبد القادر محمد نور، خريج جامعة أنقرة والمتحدث بطلاقة باللغة التركية، شخصية محورية في تعزيز العلاقات العسكرية بين الصومال وتركيا، حيث شغل سابقًا منصب وزير الدفاع الصومالي.
Recently dismissed Defence Minister Abdulkadir Mohamed Nur, a close ally of Türkiye, hailed the support, stating, “Türkiye has once again today provided aid that is one of its kind to the Somali people in their fight against the Khawarij.” pic.twitter.com/JYiJFkrT5E — SomaliSignal (@somalisignal) March 18, 2025
وكتب نور: "الشقيق الحقيقي يظهر في الأوقات الصعبة. لقد قدمت تركيا مرة أخرى مساعدات غير مسبوقة للشعب الصومالي الذي يواجه الغزاة الأجانب"، وهو تصريح يُعتقد أنه يحمل إشارات إلى تداعيات جيوسياسية أوسع تتجاوز مجرد التعاون العسكري.
من جانبها، أشارت مواقع متخصصة في الشؤون العسكرية مثل "غلاكسيا ميليتاري" إلى أن هذا التطور يعد ملفتًا للنظر، بينما علق موقع "ديفانس سيكوريتي آسيا" المتخصص في قضايا الدفاع بأن عملية تسليم هذه الطائرات المتطورة تمت في تحدٍ للولايات المتحدة التي عارضت هذه الخطوة.
وجاءت هذه العملية بعد أيام قليلة من إقالة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لعبد القادر محمد نور من منصب وزير الدفاع يوم الأحد الماضي، وتعيينه وزيرًا للنقل والموانئ، في خطوة يُعتقد أنها جاءت تحت ضغوط أمريكية بسبب دوره في تعزيز التعاون العسكري بين الصومال وتركيا.
ويُعد هذا التعاون العسكري بين أنقرة ومقديشيو ملفتًا للنظر، خاصة بعد توقيع اتفاقية بحرية ودفاعية بين البلدين في شباط/فبراير 2024، والتي منحت القوات البحرية والجوية التركية صلاحيات تأمين المياه الإقليمية الصومالية، وإنشاء قوة بحرية صومالية، بالإضافة إلى المساعدة في عمليات التنقيب عن الطاقة.
وقد أثار هذا التحالف مخاوف في واشنطن وعواصم غربية أخرى مثل باريس، بالإضافة إلى دول عربية مثل أبوظبي والقاهرة. وتواصل تركيا استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية والدفاع في الصومال، مع التزامها بدعم جهود مكافحة الإرهاب.
ويسلط "غلاكسيا ميليتاري" الضوء على أن هذا التحول الجيوسياسي بين تركيا والصومال يعكس النفوذ المتزايد لأنقرة في القارة الإفريقية. كما يبرز الدور المتعاظم للطائرات القتالية بدون طيار في الحروب الحديثة من خلال مشاركة تركيا الفاعلة في الصومال، مما يوضح كيف تؤثر التكنولوجيا العسكرية المتقدمة على ديناميكيات الأمن والعلاقات الدولية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تركيا الصومالي امريكا تركيا الصومال بيرقدار اكينجي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالإضافة إلى وزیر ا
إقرأ أيضاً:
رموا موكبه بالقنابل.. مسلّحو «حركة الشباب» يحاولون اغتيال الرئيس الصومالي
تعرض موكب الرئيس الصومالي حسن شيخ، لعملية تفجير بالقرب من القصر الرئاسي، أمس الثلاثاء، وفق ما كشفت وزارة الخارجية، فيما قالت “حركة الشباب” الصومالية، “إن مسلحين منها استهدفوا الرئيس الصومالي في هجوم بالقنابل على موكبه، لدى مروره بالعاصمة مقديشو”.
ونشرت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، بيانا على قناة تابعة لها على “تلغرام”، جاء فيه: “استهدف مقاتلونا موكبا من المركبات يقل حسن شيخ محمود خلال مغادرته القصر الرئاسي متجها إلى المطار”.
في السياق، قالت الخارجية الصومالية، في بيان لها: :حوالي الساعة 10:32 صباحً أمس، استهدف انفجار موكب الرئيس في ناحية “حمر ججب” بمقديشو، بينما كان في طريقه للانضمام إلى قوات الخطوط الأمامية في ولاية هرشبيلي لتناول افطار رمضان مع الجنود”.
وأكدت الخارجية الصومالية أن “الرئيس شيخ محمود، نجا من محاولة اغتياله وعملية تفجير موكبه وواصل طريقه دون أي عائق”.
وأوضحت أن “هذا العمل اليائس والذي أسفر بشكل مأساوي عن سقوط ضحايا مدنيين، يبرز تراجع قدرات الإرهابيين في ظل الهزائم المتتالية التي يتكبدونها على يد الجيش الوطني الصومالي”.
وأشارت الخارجية الصومالية إلى “أن الأجهزة الأمنية تجري تحقيقا شاملا وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل في الوقت المناسب”.
وشددت على أن “مهاجمة الرئيس الصومالي تزامنت مع مواصلة الجيش الوطني الصومالي تقدمه في عملياته العسكرية ضد “حركة الشباب”، طاردا الإرهابيين من مخابئهم المتبقية في إقليم شبيلي الوسطى، وتحقيق القوات الوطنية انتصارات حاسمة”.
وأكدت الخارجية الصومالية “على أن عزم الصومال على مكافحة الإرهاب لا يتزعزع، وأنه بوحدة الأمة ودعم الشركاء الدوليين الراسخ، سيتم التغلب على قوى التطرف بشكل حاسم، مما يمهد الطريق لمستقبل يسوده السلام والاستقرار”.
هذا “واعتادت “حركة الشباب” شن هجمات في الصومال في إطار حملتها المستمرة منذ عقود للإطاحة بالحكومة، وهجوم أمس الثلاثاء هو أول هجوم يستهدف الرئيس محمود بشكل مباشر منذ 2014، خلال فترة ولايته الأولى، عندما قصفت الحركة فندقا كان يتحدث فيه”.
إن عزم الصومال على مكافحة الإرهاب لا يتزعزع، فبوحدة الأمة ودعم الشركاء الدوليين الراسخ، سيتم التغلب على قوى التطرف بشكل حاسم، مما يمهد الطريق لمستقبل يسوده السلام والاستقرار. وتعرب الحكومة عن تقديرها العميق لأصدقاء #الصومال وشركائه لوقوفهم إلى جانب البلاد في هذه المعركة الحاسمة. pic.twitter.com/Gj8AoaWdrl
— Ministry of Foreign Affairs ???????? (@MOFASomalia) March 18, 2025