ماذا قال أهالي المعتقلين عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
نظّمت منظمة "كوميتي فور جستس" (لجنة العدالة) فعالية حقوقية بعنوان "مصر: ثمن الصمت – شهادات حول التكلفة البشرية للتقاعس عن معالجة أزمة حقوق الإنسان"، وذلك على هامش الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وخلال الفعالية، قدّمت أسر معتقلين في مصر شهاداتهم حول الانتهاكات التي يتعرض لها ذووهم داخل السجون المصرية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد المدير التنفيذي للمنظمة، أحمد مفرح، أن مصر تشهد تدهورًا غير مسبوق في أوضاع حقوق الإنسان، مشيرًا إلى استمرار القمع الممنهج، وغياب سيادة القانون، والتوسع في الاعتقالات التعسفية.
وأضاف أن السلطات المصرية تستخدم مؤسسات الدولة لإسكات الأصوات المعارضة، من نشطاء سياسيين وصحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، في ظل غياب ضغط دولي كافٍ لوقف هذه الانتهاكات.
وأشار مفرح إلى أن النظام المصري لم يكتفِ بإغلاق المساحات المدنية والسياسية، بل عمّق سياساته القمعية من خلال تشريعات صارمة، ومحاكمات غير عادلة، والتضييق على المجتمع المدني.
وفي المقابل، تواصل الحكومة تقديم تنازلات شكلية لاحتواء الانتقادات الدولية، دون التزام حقيقي بالإصلاح أو المساءلة.
شهادات مؤلمة عن المعتقلين
وشهدت الجلسة شهادات مؤثرة من أسر المعتقلين، من بينهم نجلاء سلامة، زوجة الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، الذي يقضي حاليًا 150 يومًا داخل السجن بسبب آرائه الاقتصادية الناقدة.
وأوضحت أن زوجها اعتمد في دراسته الأخيرة، التي وصفها بـ"سرقة القرن"، على بيانات رسمية، إلا أنه تعرّض للاعتقال بسبب كشفه ملفات فساد، مؤكدة تعرضه لانتهاكات خطيرة، منها العزل التام، والتضييق الطبي، رغم معاناته من أزمات قلبية وأمراض مزمنة.
كما تحدّثت رفيدة حمدي، زوجة الناشط السياسي محمد عادل، أحد مؤسسي حركة 6 أبريل، عن ظروف احتجازه منذ أكثر من 11 عامًا، بسبب آرائه السياسية، مؤكدة أنه يعاني من عزلة تامة داخل السجن، وتدهور حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي.
أما نهى قاسم، الناشطة في مجال الصحة النفسية وزوجة المعتقل السياسي محمود عبد المؤمن، فأشارت إلى التأثير النفسي العميق للاعتقالات التعسفية على المعتقلين وعائلاتهم، موضحة أن زوجها اعتقل منذ 10 سنوات وحوكم عسكريًا بتهم وُصفت بـ"العجيبة"، رغم عدم وجود أدلة ضده.
وأكدت أن استمرار احتجاز الأبرياء يؤدي إلى آثار نفسية كارثية على الأسر، حيث يعاني الأطفال من اضطرابات نفسية مثل التلعثم والقلق المزمن.
إعلاميون وحقوقيون يفضحون القمع
وسلط الصحفي الأسترالي بيتر جريست، الذي اعتُقل في مصر عام 2013 أثناء عمله مراسلًا لقناة الجزيرة، الضوء على الظروف القاسية داخل السجون المصرية، مؤكدًا أنه شهد انتهاكات واسعة بحق المعتقلين.
وأكد جريست أن اعتقال المعارضين "وسيلة لإسكات كل الأصوات الداعية إلى الديمقراطية".
وفي السياق ذاته، أشار الصحفي والناشر المصري هشام قاسم٬ إلى أن النظام الحالي في مصر هو امتداد لحكم عسكري مستمر منذ عام 1952، مؤكدًا أن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي منح الغطاء الكامل للأجهزة الأمنية لتنفيذ انتهاكات دون أي مساءلة، ما أدى إلى تصاعد غير مسبوق في حملات القمع السياسي.
من جهتها، حذّرت سمر الحسيني، ممثلة "المنبر المصري لحقوق الإنسان"، من تصاعد القمع العابر للحدود، حيث يتعرض المعارضون في الخارج لحملات تضييق قانوني ومضايقات أمنية، مستشهدة بقضية الناشط عبد الرحمن يوسف القرضاوي، الذي تم تسليمه من لبنان إلى الإمارات، ويواجه خطر الترحيل إلى مصر، حيث يُخشى أن يتعرض للاختفاء القسري.
دعوات للتحرك الدولي
وفي ختام الفعالية، شدّد المدير التنفيذي لـ"لجنة العدالة"، أحمد مفرح، على أن الأزمة الحقوقية في مصر لم تعد مجرد قضية داخلية، بل أصبحت مسؤولية دولية تتطلب تحركًا فوريًا، مؤكدًا أن استمرار القمع والانتهاكات الجسيمة لا يمكن أن يُواجه بالصمت أو التجاهل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات مصر حقوق الإنسان الاعتقالات السيسي مصر السيسي حقوق الإنسان التعذيب الاعتقال المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان فی مصر
إقرأ أيضاً:
مفوضية حقوق الإنسان: مقتل عشرات المدنيين في الخرطوم جراء تصاعد العنف
بحسب المفوضية عشرات المدنيين، من بينهم متطوعون محليون في المجال الإنساني، قُتِلوا جراء القصف المدفعي والغارات الجوية من قِبَل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
الخرطوم: التغيير
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها تلقت تقارير مقلقة حول تصاعد العنف ضد المدنيين في الخرطوم وسط أعمال عدائية مكثفة مستمرة.
وفي بيان صدر اليوم الخميس، قال المتحدث باسم المفوضية سيف ماغانغو، إن عشرات المدنيين، من بينهم متطوعون محليون في المجال الإنساني، قُتِلوا جراء القصف المدفعي والغارات الجوية من قِبَل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في شرق الخرطوم وشمال أم درمان منذ 12 مارس.
وأضاف أن تقارير موثوقة تشير إلى أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها داهمت منازل في شرق الخرطوم، ونفذت عمليات قتل بإجراءات موجزة واعتقالات تعسفية ونهبت إمدادات غذائية وطبية من مطابخ مجتمعية وعيادات.
وقال إن مكتب حقوق الإنسان تلقى مزاعم مثيرة للقلق حول وقوع عنف جنسي في حي الجريف غرب.
وأشار كذلك إلى تقارير أفادت بأن القوات المسلحة السودانية ومقاتلين تابعين لها انخرطوا في أعمال نهب وأنشطة إجرامية أُخرى في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في الخرطوم بحري وشرق النيل. وأضاف أن الاعتقالات التعسفية تستمر على نطاق واسع في شرق النيل.
ودعا ماغانغو مجددا كلا الطرفين – وجميع الدول التي لها تأثير عليهما – إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان الحماية الفعالة للمدنيين، ووضع حد لاستمرار غياب القانون والإفلات من العقاب.
الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة انتهاكات الجيش والدعم السريع مفوضية حقوق الإنسان