يسقط الأبيض والأسود
#فؤاد_البطاينة
فهمي أن مصطلح #الأبيض و #الأسود طورناه ليدل على التسمر عند موقف أو رأي أو #أيدولوجية ونبذ ما سواها. وأتكلم في هذا عن كل التيارات السياسية ومنها الإسلامية الشريحة الأوسع. دعونا نتكلم بخطورة هذا التمترس متعدد الجوانب بما فيها الاخلاقية، وذلك بمحاكاة بعض ما ندركه في الطبيعة المتوازنة ونتلمس منها سنة الخالق في كتابه الكريم لتتدبره العقول في كل الحقب والأزمان والأمكنة إلى يوم الدين.
فالعقل البشري مصنوع، وقاصر عن إدراك كل شيء أو الغيب، وجاء قاصراً عن تفسير آيات القرآن الكريم في زمن واحد، وقادراً بما يخص الزمن المعاش بأهله. فمن العبث والتضليل ان يأتي واحد من البشر ويفسر الكتاب كله في زمن واحد. ومن الصحة والعقلانية ضمن هذا الطرح أن يكون الدين نقلا لا عقلا فيما لا يستوعبه عقلنا، وأضرب مثلا في القول الكريم، مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، فهذا كان مصمماً لعقل إنسان القرن العشرين وليس لعقل يسبق هذا الزمن.
علمياً نرى في سماء الأرض ألوان الطيف تفتقد للأبيض والأسود. وتحجب ما تحت الأحمر وفوق البنفسجي عن بصر الإنسان وتحجب لقاءهما. وأتكلم هنا بالعلم وبالدين إن شئتم لنصل لنتيجة. فالأرض التي نعيش عليها كجزء من الكون ما كان لها أن تستقر بما عليها من مخلوقات إلّا بميزان التوازن ووقوده الحركة. وأن اختلال التوازن يؤدي الى الفشل والهلاك. فالعقل النير والمنفتح يُدرك خطر التجمد عند أحد من خطين كاليسار واليمين، إذ لا وجود لهما في عالم التوازن والبقاء، وكلاهما تطرف وتعصب وفي هذا العماء. لا شيء ثابت في هذا الكون. ولكن في التقدم للأمام نجاة وفي السير للخلف ضلال وهلاك.
الآن، إذا افترضنا أنفسنا مثقفين، فعلينا أن نكون باحثين بعقولنا للوصول الى الحقيقة لا مقلدين لمن سبقنا بما كانوا عليه، ولا متسمرين عنده أو عند رأي ما وكأنه الكمال. ولا حابسين العقل والتفكير على ما نعتقده الحقيقة. ومن غير المعقول أو المجدي أن نكون عبيدأ مُسخرين لفكرة أو أيدولوجيا اقتنعنا أو ارتبطنا بها ونواظب على خدمتها بينما الأصل أن نستخدمها أو نستثمرها لتكون هي في خدمتنا وفي نفع الناس.
أقول إذا كان المراد هو الحقيقة والصالح العام، وكانت القضية عامة ومشتركة، والوسيلة هي الحوار، فشرط هذا أن لا نركب رأسنا ولا نتخندق في كهف رأينا أو هوى النفس ولا نُقحم خصوصياتنا بالحوار، ولا نخلط بين المفاهيم والمسلمات. وأن نكون مرحبين بالرأي الأخر ولا نعادي صاحبه، بل نحاوره بخطاب حسن وبعيداً عن دور المعلم أو المحاضر في النقاش. فلا نقاش ولا حوار سليم أو منتج مع رهينة لأسود أو أبيض، ولا بين أيدولوجيتي اليسار واليمين ولا بين ملتزم وحر.
الإسلام ثورة إصلاح، والثورة سيرورة لا تتوقف، ومحطاتها للعِبر والعبور لا للترجل. يعلم الكثيرون، ولو قٌيض لنا الوصول بلحظة لنجم نراه يشع نورا فلن نجده في مكانه، فقد سار وارتحل، فكان القسم بمواقع النجوم. فلا شيء اسمه الجمود في الطبيعة، والوجهة الطبيعية هي للأمام. ومصطلح أو شعار العودة للإسلام غير دقيق كونه ثورة متطورة ومسيرتها للأمام فكيف نعود لمرحلة انتهت، والأصل أن يكون الشعار هو التقدم واللحاق بالإسلام ونكون جزءا من ثورته. ولا يمكن أن نكون أسرى لماضي الزمن ولا لرجال أزمانهم، ولا الاسلام توقف عندهم . ولا بد من تمحيص لمنظومة شيوخ حقبة الدولة العباسية التي ارست قواعد دين جله مسيس نعيش الكثير منه اليوم.
أنادي بدولة الحكم الصالح بدون تفصيلات، فشكلها لا يهم. لأن العدل هو الأساس فيها، وفي إحقاق الحقوق ومحاربة الفساد السياسي أولاً. فالعدل بين الناس يحقق مفهوم الوطن والمواطنة، ويصنع الأمة والإنتماء للدولة ويؤهل لبناء قوتها وتنميتها المستدامة والقدرة على الصمود. هو سيد المصطلحات. ولا تأويل له ولا مساومة عليه ولا هوى فيه. وما دونه، وما يقترن به من مصطلحات سامية مطلوبة، لا تستوي على إطلاقها، بل تستوي علميا ومنطقياً بضابط العدل.
وأختم بشيء من مجمل ما سبق بالقول، دعونا لا نكره شيئا ولا يتزعزع إيماننا، فلعل ما يجري في فلسطين مما لا يتقبله عقل أو منطق فيه خير لنا، فالصراع بين الخير والشر طويل، وفي محطاته حِكم ربانية ولا نعلم، والله وحده يعلم، ويعلم في أي محطة نحن الآن. وليكن شعارنا الآن حي على الجهاد حي على العمل. وفي اليأس موت واستسلام للشيطان وشيء من الكفر.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأبيض الأسود أيدولوجية أن نکون
إقرأ أيضاً:
سلاف فواخرجي: بعض مشاهد صيدنايا "مفبركة" والشائعات طمست الحقيقة
تحدثت الفنانة السورية سلاف فواخرجي، لأول مرة عن الأوضاع في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، والانتهاكات في سجن صيدنايا.
خلال استضافتها في برنامج "أسرار" على قناة "النهار" المصرية، صرّحت سلاف فواخرجي بأن مشاهد سجن صيدنايا مؤلمة، مشيرةً إلى أنهم سمعوا كثيراً عن وجود مخالفات وانتهاكات، لكنهم لم يكونوا على دراية كاملة بما يجري داخله، مؤكدةً أن الحقائق بدأت تتكشف الآن.
وأشارت إلى أن بعض الأشخاص الذين خرجوا من السجون كانوا متهمين في قضايا مختلفة، من بينها القتل، السرقة، والاغتصاب وغيرها من الجرائم.
ولفتت سلاف إلى أن بعض المشاهد المتداولة عن سجن صيدنايا "مفبركة"، مما أدى إلى طمس الحقيقة وإثارة الجدل.
وأوضحت أن التشكيك بدأ بعد انتشار مزاعم بوجود طبقات تحت الأرض داخل السجن، وهو ما تبيّن لاحقًا عدم صحته.
وأشارت إلى أن مثل هذه الشائعات السابقة انتشرت وضاعت معها الحقائق.
وعن صور بشار الأسد التي انتشرت في سوريا قبل سقوطه وكُتب عليها "سوريا الأسد"، علقت سلاف، بأن "الناس هم من يصنعون هذه الحالة الألوهية".
وأضافت: "المشكلة ليست في الحاكم، ولكن الشعب، فهناك ملايين ضد بشار الأسد ويرفضون، وأيضاً يوجد ملايين يؤيدونه".
وأوضحت أن بشار الأسد كان يعيش حياة بسيطة، مشددةً على أنه مثّل صمام الأمان للبلاد لمدة 14 عاماً، وعكس سيادتها واستقرارها.
وتابعت: " أيام الثورة السورية الأولى كانت جيدة ولكن حدث التفاف عليها من تيارات دينية"، مضيفة: "سوريا لا تُحكم بالدين ولكن بالسياسة، وبشار الأسد كان يحكمها بالسياسة من خلال وجود دولة ومؤسسات وجيش".