لا تزال الرسالة التي وجّهها الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان إلى بعض النواب اللبنانيين تُثير ردود فعل سلبيّة، وخصوصاً من ناحيّة المعارضة التي لا تُحبّذ الذهاب لحوار مع "حزب الله"، طالما أنّه يتمسّك بإيصال رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة دون سواه. وقد خرجت أصوات من تكتّل "الجمهوريّة القويّة" لتُعلن رفضها الإجابة على أسئلة وزير الخارجية الفرنسيّة السابق، في دلالة على أنّ أفرقاء رفضوا المسعى الفرنسيّ الجديد قبل زيارة لودريان المرتقبة إلى لبنان، والتي حُكِيَ أيضاً أنّها ستتأجّل، بعد علم باريس أنّ هناك عقبات تُواجه مبادرتها، ولإعطاء المزيد من الوقت للإتّصالات التي تجري في بيروت بين الكتل النيابيّة المتحاورة.


 
ويُؤخذ على فرنسا وعلى موفدها لودريان، أنّهما لم يُبدّلا حتّى اللحظة طريقة معالجة المشاكل السياسيّة التي تُواجه اللبنانيين، فأتت الرسالة الفرنسيّة لتُجدّد طرح الحوار، وتُفضّل فريقاً على آخر. وتقول مصادر معارضة إنّ لودريان لم يُقدّم ضمانات لها بأنّ "الثنائيّ الشيعيّ" مستعدّ للتوافق، ولم يُقنعه أصلاً بالتنازل عن سليمان فرنجيّة، بل كان مستمعاً لكافة الأفرقاء، ولم يدخل في الأسماء، علماً أنّه يتفهمّ هواجس المعارضة بالإتيان برئيسٍ "ممانع" يُعادي الغرب والدول العربيّة، ويأخذ لبنان إلى الشرق وإيران، ويُعزّز من نفوذ "حزب الله" سياسيّاً وعسكريّاً، ويُقحم البلاد في محاور وحروب في المنطقة لا تعنيه.
 
وتُشير المصادر إلى أنّ فرنسا لا تزال أقرب إلى "حزب الله"، وهي تعمل على أخذ اللبنانيين للتحاور والتوافق على فرنجيّة، بدلاً من حثّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي على الدعوة إلى جلسات إقتراع مفتوحة لانتخاب الرئيس وإنهاء الفراغ الرئاسيّ. وتُضيف أنّ لودريان خرج عن بيان الإجتماع الخماسيّ حول لبنان، الذي شدّد على أهميّة تطبيق الدستور لانتخاب الرئيس، وهو انحاز لـ"الثنائيّ الشيعيّ" مرّة جديدة، ويُحاول تهيئة الظروف للحوار، من دون إقناع "حزب الله" و"حركة أمل" بأقلّه خيار ثالث.
 
ويبدو بحسب مراقبين، أنّ لبّ المشكلة السياسيّة هي عدم التوافق على هويّة الرئيس المقبل بين الجميع، ولودريان يُحاول جمع اللبنانيين لاختيار رئيسهم بشكلٍ توافقيّ، إلّا أنّ فشله يتمثّل بعدم تمنّيه على "حزب الله" بالتنازل عن فرنجيّة، فيما حارة حاريك وعين التينة لا مرشّح لهما غير رئيس "المردة"، وهما سيدعمانه أكثر بعد الذي حصل في الكحالة بين الأهالي وموكب "المقاومة" الذي كان يُرافق الشاحنة المحمّلة بالأسلحة. ويرى المراقبون أنّ فرنسا تُدرك أنّه من دون الحوار يستحيل إنتخاب أيّ مرشّح، لأنّ كلا الفريقين في مجلس النواب يملك القدرة على تطيير النصاب، فمن دون مباركتهما إنتخاب أيّ شخصيّة، لن تُحلّ الأزمة الرئاسيّة في القريب العاجل.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّه يتبيّن أنّه لم يتبقَ أمام فرنسا سوى توافق "حزب الله" مع "التيّار الوطنيّ الحرّ"، لزيادة رصيد فرنجيّة من الأصوات، فهي لا تستطيع أنّ تُقنع "الحزب" بالتخلّي عن رئيس "المردة"، لأنّ الأمر يحتاج إلى قرارٍ إيرانيّ، ولا قدرة لها على إقناع "المعارضة" بالذهاب إلى الحوار، فالأخيرة نجحت بإسقاط المبادرة الفرنسيّة الأولى، وقد وجّهت أوّل ضربة لرسالة لودريان، من خلال إنتقاد مضمونها، وعدم حماستها بالردّ عليها. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الله يستهدف تجمعات لجنود إسرائيليين.. وغارات جديدة على جنوب لبنان

شن حزب الله سلسلة من الهجمات على جيش الاحتلال الإسرائيلي ردا على العدوان المتواصل على لبنان، في حين أقر الاحتلال بإصابة جندي بجروح خطيرة خلال التوغل البري بالأراضي اللبنانية، زاعما قتل اثنين من عناصر حزب الله بعد تسللهم إلى "إسرائيل".

وقال حزب الله، في بيان، إن مقاتليه استهدفوا تجمعا لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس بصلية صاروخية، موضحا أن ذلك يأتي "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعا عن لبنان ‏وشعبه".

وأضاف في بيان ثاني، أن مقاتليه استهدفوا أيضا تجمعا لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في ثكنة "دوفيف" بصلية صاروخية ثانية.


في المقابل، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة جندي جديد بجروح خطيرة خلال عمليات التوغل البري في جنوب لبنان، ما يرفع حصيلة الجنود الإسرائيليين المصابين خلال الساعات الـ24 الأخيرة في لبنان إلى 10.

وتشير معطيات جيش الاحتلال إلى إصابة 5261 جنديا ومقتل 780 في كل من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة وجنوب لبنان منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، بينهم 368 قتيلا بالمعارك البرية مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وأفادت وسائل إعلام عبرية برصد الاحتلال 10 صواريخ جرى إطلاقها من لبنان باتجاه الجليل الأعلى، في حين قالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في سعسع ودوفيف ومحيطهما بالجليل الأعلى.

ولفت جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى رصد صاروخين اثنين و3 طائرات مسيرة أطلقت باتجاه مستوطنات الشمال وخليج حيفا من لبنان وسوريا وجهة الشرق. وعادة ما يشير الاحتلال بجهة الشرق إلى العراق.

وقال جيش الاحتلال في بيان، "بعد التنبيهات التي فُعّلت في (مستوطنتي) المطلة وكفر جلعادي، نجح سلاح الجو في اعتراض هدف جوي مشبوه (في إشارة إلى مسيرة) اجتاز الأراضي اللبنانية".

وأضاف "على إثر التنبيهات التي فُعلت في أودية الكرمل وخليج حيفا والمنشية، اعترض سلاح الجو قذيفتين اجتازتا الأراضي اللبنانية"، مشيرا إلى أنه "اعترض خلال الليل طائرة بدون طيار، دخلت أراضي دولة إسرائيل من اتجاه سوريا".

ولفت البيان الإسرائيلي إلى اعتراض مسيرة في جنوب البحر الميت تسللت من جهة الشرق، وذلك بالتزامن مع إعلان المقاومة الإسلامية في العراق عن مهاجمة 3 أهداف إسرائيلية حيوية في الأراضي المحتلة.

في سياق متصل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل اثنين من مقاتلي حزب الله بعد تسللهما إلى الأراضي المحتلة، دون الإشارة إلى تاريخ وقوع الحادثة.

وقال جيش الاحتلال في بيان مقتضب، إنه "قتل مسلحين من حزب الله يحملان جنسيتين آسيويتين تسللا إلى إسرائيل خلال الحرب".


يأتي ذلك على وقع استمرار مقاتلات الاحتلال الحربية في شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة من جنوب لبنان.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بشن الاحتلال الإسرائيلي غارات على أطراف بلدة الخرايب بقضاء صيدا في محافظة الجنوب، بالإضافة إلى استهداف منزل يعود إلى آل فقيه في بلدة كفر تبنيت بالنبطية، ما أدى إلى تدميره.

ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.

في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تهدد بعقوبات جديدة على المستوطنين الإسرائيليين
  • تصاعد التوتر بين فرنسا والاحتلال .. وتوقيف عنصرين من الدرك الفرنسي في القدس لهذا السبب
  • أمين الفتوى: الصلاة في أول وقتها أقرب الأعمال إلى رضا الله
  • بوادر أزمة دبلوماسية.. الشرطة الإسرائيلية توقف عنصرين من الدرك الفرنسي
  • حرائق في حيفا... ماذا أصابت الصواريخ التي أُطلِقَت من لبنان؟ (فيديو)
  • الرئيس الفرنسي يأمل تنظيم مؤتمر بغداد الثالث في أقرب وقت
  • مكتوبٌ على اللبنانيين أن ينتظروا...فهل يقدرون؟
  • نقيب الصحفيين اللبنانيين: تأتينا أيام عجاف وجولات من العنف تحت قيادة ترامب
  • غدا.. وزير الخارجية الفرنسي يزور الضفة الغربية وإسرائيل
  • حزب الله يستهدف تجمعات لجنود إسرائيليين.. وغارات جديدة على جنوب لبنان