قال الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن صناعة الدراما في السينما والتليفزيون ووضعه استراتيجية واضحة لكل من يريد أن ينتج عملا سينمائيا أو تلفزيونيا يؤكد أن الدراما تلعب دورا محوريا في تشكيل الوعي المجتمعي ونقل القيم الثقافية، مما يجعل الالتزام بالقيم الأخلاقية في إنتاجها ضرورة لا غنى عنها.

وأضاف الدكتور عمرو الليثي - في مقاله بصحيفة "المصري اليوم" - "بينما يمكن للأعمال الدرامية أن تعكس الواقع الاجتماعي وتتناول قضاياه المختلفة، فإنها في الوقت ذاته تمتلك تأثيرا كبيرا على الجمهور، خاصة فئة الشباب، ما يستوجب تحلى صناعها بالمسؤولية الأخلاقية لضمان تقديم محتوى يثري المجتمع ولا يفسده".

وشدد على أهمية أن تكون الدراما صادقة في تصوير الواقع، لكن دون السقوط في فخ الإثارة الرخيصة أو المشاهد المفتعلة التي لا تخدم القصة بقدر ما تثير الجدل، فالواقعية يجب أن تقدم بذكاء وبأسلوب يحترم عقل المشاهد مع تجنب المشاهد الفجة أو الألفاظ غير اللائقة التي قد تؤثر سلبا على الذوق العام، كما ينبغي على الأعمال الدرامية أن تراعى خصوصية المجتمعات التي تخاطبها، فلا تروج لما يتعارض مع القيم الأخلاقية والدينية للمجتمع.

ولفت الليثى إلى أن هذا لا يعني أن الدراما يجب أن تكون وعظية، ولكن يجب أن يكون هناك وعي بحدود التأثير الذي تتركه على الجمهور، خاصة فيما يتعلق بنمط الحياة والقيم الأسرية.

وأوضح أن هناك الكثير من الأعمال الدرامية تتناول قضايا العنف والجريمة، لكن يجب أن يتم تقديم هذه الموضوعات بأسلوب لا يجعلها تبدو مبررة أو جاذبة للجمهور، بل ينبغي التركيز على العواقب السلبية لهذه السلوكيات.

ويرى الدكتور عمرو الليثي أن تقديم الجريمة على أنها وسيلة لتحقيق النجاح أو العنف كحل للمشاكل يُمكن أن يترك أثرًا سلبيًا كبيرًا، خاصة على الشباب، موضحا أنه يجب أن تسعى الأعمال الدرامية إلى تعزيز قيم مثل التعاون الصادق والعمل الجاد والتسامح، بدلاً من تكريس الإحباط واليأس.. مضيفا "ليست كل القصص بحاجة إلى نهاية سعيدة، ولكن يجب أن يكون هناك على الأقل رسالة إيجابية تشجع المشاهد على التفكير البناء والسعي نحو التغيير الإيجابي".

وتابع أن هناك أعمالا تستغل قضايا مثل الفقر والإدمان والاضطهاد بطرق سطحية، بهدف إثارة التعاطف اللحظي وجذب المشاهدات دون تقديم معالجة حقيقية لهذه القضايا، ومن الضروري أن يكون هناك وعي بمسؤولية الدراما في تقديم حلول واقعية وإثارة النقاش حول كيفية التعامل مع هذه المشكلات بدلا من مجرد استغلالها دراميا.

ولفت إلى أنه كثيرا ما تقع الدراما في فخ تقديم المرأة في أدوار تقليدية نمطية تحصرها في صورة الضحية أو الضعيفة أو المستغلة، في حين أن المجتمع يحتاج إلى نماذج قوية وملهمة للمرأة، لذلك يجب على صناع الدراما تقديم شخصيات نسائية أكثر تنوعا وواقعية تعكس دور المرأة الحقيقي في المجتمع.

ويرى الليثي أنه نظرًا لأن الدراما تصل إلى مختلف الفئات العمرية، فمن الضروري مراعاة تأثيرها على الأطفال والمراهقين سواء من خلال اختيار المواضيع المناسبة أو تجنب المشاهد العنيفة وغير اللائقة، كما أن تقديم قدوات إيجابية في الدراما يمكن أن يسهم في بناء شخصيات أكثر وعيًا ونضجًا بين الشباب.

واختتم الدكتور عمرو الليثي مقاله بالتأكيد على أن الدراما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هى قوة ناعمة تؤثر على تشكيل وعي الأفراد والمجتمع، لذا، فإن الالتزام بالقيم الأخلاقية في إنتاج الأعمال الدرامية ليس تقييدا للإبداع، بل هو توجيه له نحو تقديم محتوى يثري العقول ويرتقي بالمجتمع، بدلا من أن يكون مجرد وسيلة لتحقيق الربح أو الشهرة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي عمرو الليثي دول منظمة التعاون الإسلامي الدراما التليفزيونية اتحاد إذاعات وتلفزيونات الدکتور عمرو اللیثی الأعمال الدرامیة أن الدراما أن یکون یجب أن

إقرأ أيضاً:

أشرف عبد الباقي: البساطة والتفاصيل الواقعية سر نجاح قلبي ومفتاحه.. تامر محسن صاحب رؤية فنية واضحة.. ولم أتوقع ما حققه المسلسل.. حوار

أشرف عبد الباقي: غيابى عن الساحة الفنية لا يعني توقفي عن العمل التعاون مع آسر ياسين والمخرج تامر محسن ممتعاضفت لشخصية شناوي بعض التفاصيل فى الشكل والمضمون  استطاع الفنان أشرف عبد الباقي أن يحقق نجاحا كبيرا من خلال شخصية “شناوي” فى مسلسل “قلبي ومفتاحه”، وذلك من خلال أدائه السلس والبسيط، وتفاعل عدد كبير من الجمهور مع شخصيته فى العمل،  وخاصة أن الشخصية مليئة بالتفاصيل والأحداث المتداخلة مع الشخصيات المحيطة به. وكشف أشرف عبد الباقى عن كثير من التفاصيل الخاصة بمسلسل “قلبي ومفتاحه”، كما تحدث عن كواليس تعاونه مع فريق العمل ككل والمخرج تامر محسن. حدثنا عن ردود الفعل اتجاه دورك فى مسلسل “قلبي ومفتاحه” 

سعدت للغاية بردود الفعل الإيجابية التى تلقيتها عن العمل ككل، وأيضا عن شخصية شناوي التى قمت بتجسيدها، ولعل من أبرز هذه التعليقات أن العمل واقعي ويعبر عن مشاعر وأحاسيس حقيقية لناس بسيطة، وهو ما يؤكد ان الجمهور يميل للعمل الجيد والذى يعبر عنهم ويمس مشاعرهم. 

وهل كنت تتوقع كل هذا النجاح الذى حققه العمل؟ 

من الصعب أن تتوقع نجاح عمل أو فشله، ولكن كل ما يمكن فعله أن تتمنى للعمل النجاح، وهو ما تمنيته للعمل بجميع عناصره، خاصة أن هناك جهدا كبيرا مبذولا من أجل تقديم عمل يحترم عقلية المشاهد، ويقدم له وجبة فنية يلامس مشاعره، وتعبر عن قضاياهم الاجتماعية المختلفة. 

أشرف عبد الباقيهل كانت هناك تحضيرات خاصة بشخصية شناوي فى العمل؟ 

ليس هناك أى تحضيرات خاصة بالشخصية، ولكن هناك بعض التفاصيل الخاصة التى تم تنفيذها على الشكل الخارجي للشخصية، حتى يتلاءم مع الحالة الاجتماعية التى يعيشها شناوي المحامي الغلبان الذى يعتمد على دخل ضعيف ربما يصرفه كله على بناته اللاتى يحبهن كثيرا، وبالتالى طرأ عليه بعض التغيرات الاجتماعية عندما عمل مع أسعد "بدأ تظهر عليه بعض النعم. 

كيف ترى علاقة شناوي ومهجة والتى بدأت عن طريق الخطأ وانتهت بحالة حب ورفض الطلاق؟ 

العلاقات الزوجية التى تشبه علاقة شناوي ومهجة، هى علاقات زوجية بهدف إيجاد ونيس، ليس أكثر لأن الحب يأتى فى مرحلة الشباب، ومع مرور الوقت يتحول هذا الحب إلى حالة من التعود أو الونس، وهنا شناوي لم يخطط للزواج منها بل تم إجباره على الزواج متورطا فيها ليحمي صديقه بائع الطعمية. 

أشرف عبد الباقيماذا عن المشاهد الصعبة فى هذا العمل ؟ 

ليس هناك مشاهد صعبة بالمعني المفهوم، وأرى من وجهة نظري أن العمل ككل كان صعبا لأنه رغم فكرته البسيطة إلا أن العمل يقدم دراما اجتماعية متشابكة مع الواقع، وتجد حتى فى أسماء الأبطال أن العمل قريب من الناس جدا، وهذا ساهم فى نجاحه، لأنه يقدم دراما تمس الجمهور وتلامس مشاعرهم. 

ماذا عن كواليس العمل ؟ 

كواليس العمل كانت أكثر من رائعة، وكان هناك حالة من التفاهم الكبيرة بين جميع عناصر العمل الفني، وأتصور أن حالة الحب التى سادت داخل لوكيشن تصوير العمل ساهمت بشكل كبير أيضا فى ظهور أبطال العمل بهذه الصورة الجميلة. 

ماذا عن التعاون مع كل من آسر ياسين ومي عز الدين ومحمود عزب وعايدة رياض؟ 

سعيد بالعمل مع هذه الكوكبة من النجوم الذين قدموا افضل ما لديهم من أداء فني وقد تعاونت من قبل مع الفنان آسر ياسين فى فيلم “على جنب يا أسطي” وكان بداية انطلاقة قوية له فى السينما. 

وماذا عن التعاون مع المخرج تامر محسن ؟ 

تامر محسن من المخرجين الكبار الذين يمتلكون موهبة حقيقية وله رؤية واضحة وعمق فني، كما أنه حرص فى هذا العمل على ان تكون كل المشاهد حقيقية فكان التصوير داخل بعض المناطق والأحياء لتضفى حالة من المصداقية، كما قدم مشاهد العلاقة الحميمية بين الزوجين محمد وميار بكل رقى وعزوبة حقيقية. 

أخيرا ما سبب غيابك عن المشاركة فى أعمال فنية خاصة بعد نجاح مسلسل “جولة أخيرة”؟ 

غيابي عن الأعمال الفنية لا يعنى أنى لا أعمل بل أنا فى حالة عمل مستمرة، وهو أمر فعله بشكل يومي، وأما عن مشاركتى فى أعمال فنية، فإننى أحرص على تقديم اعمال فنية تناسبنى، وقدمت مؤخرا شخصية “تامبى” فى مسلسل “جولة أخيرة” والذى لقى نجاحا كبيرا عند عرض المسلسل على إحدى المنصات الرقمية.  

أشرف عبد الباقي

مقالات مشابهة

  • أمنيتها تطلع عمرة.. فرحة سيدة مصرية بلقاء عمرو الليثي في أجمل ناس
  • عمرو الليثي يلتقي مع العاملين بمحل مكواة.. ويقدم لهم جوائز مالية
  • سعدي: في البام، نتطلع إلى قيادة حكومة 2026.. ولدينا رؤية واضحة لفعلها
  • عمرو الليثي يجبر بخاطر بائعة مناديل ويهديها 7 آلاف جنيه
  • عمرو الليثي يلتقي سائقي التاكسي ويقدم لهم مسابقات وجوائز
  • بسبب الأعمال الدرامية..السيسي يوجه بتشكيل لجان إعلامية لتعزيز الهوية المصرية
  • الإصلاح والنهضة يشيد بتوجيهات الرئيس السيسي بشأن إعادة صياغة رؤية مستقبلية للإعلام والدراما
  • تسعى لرعاية أهلها.. عمرو الليثي يهدي سيدة 7 آلاف جنيه
  • أشرف عبد الباقي: البساطة والتفاصيل الواقعية سر نجاح قلبي ومفتاحه.. تامر محسن صاحب رؤية فنية واضحة.. ولم أتوقع ما حققه المسلسل.. حوار