واستضافت حلقة 2025/3/21 من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، أستاذ الحديث بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو الدكتور كنعان موسيتش، للحديث عن أحوال المسلمين في البوسنة والهرسك وعلاقتهم بدينهم وقضايا الأمة الإسلامية.

وأوضح موسيتش أن الإسلام دخل البوسنة مع الدولة العثمانية في القرنين الـ14 والـ15 الميلاديين، عندما دخلها السلطان محمد الفاتح فاتحا، مشيرا إلى أن المسلمين في البوسنة مروا بمراحل تاريخية متعددة:

مرحلة الحكم العثماني (استمرت حوالي 5 قرون): شهدت ازدهارا للإسلام ومؤسساته من مساجد ومدارس وأوقاف.

مرحلة الحكم النمساوي المجري (حوالي 50 عاما): تغيرت الظروف جذريا وتم تغيير الحروف من العربية إلى اللاتينية. مرحلة المملكة الصربية الكرواتية السلوفينية: شهدت ضغطا كبيرا على المسلمين. مرحلة يوغسلافيا الاشتراكية تحت حكم الزعيم الشيوعي تيتو: تم تهميش الجانب الديني وساد الخطاب الإلحادي. مرحلة ما بعد الانتخابات الحرة في أوائل التسعينيات: حصل المسلمون على حقوقهم السياسية.

العدوان الصربي

وتطرق موسيتش إلى فترة العدوان الصربي على البوسنة في التسعينيات، والذي استمر حوالي 4 سنوات، وذكر أن العديد من المدن والقرى تعرضت للتطهير العرقي، وقُتل عشرات الآلاف من المسلمين، وحوصرت سراييفو لأكثر من 1400 يوم.

إعلان

وأبرز موسيتش دور الرئيس الراحل علي عزت بيغوفيتش، الذي وصفه بأنه "سياسي محنك وإنسان متفان في خدمة دينه ومبادئه"، مشيرًا إلى أنه جدد للمسلمين خطابهم السياسي الذي يجمع بين القيم الإسلامية والقيم الإنسانية.

وبحسب المتحدث، يتمتع مسلمو البوسنة حاليا بكافة حقوقهم الشخصية وحرية إقامة الشعائر الدينية.

وذكر أن هناك أكثر من 1400 مسجد في البوسنة والهرسك، و6 مدارس ثانوية شرعية، وآلاف الأماكن لتعليم الأطفال ملحقة بالمساجد.

ووفق موسيتش، فإن الحياة الدينية تشرف عليها المشيخة الإسلامية التي يرأسها مفتي البوسنة والهرسك، وتقوم بتعيين الأئمة والأساتذة وإدارة المساجد والمدارس.

ورغم الاستقرار النسبي، أشار أستاذ الحديث بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو إلى وجود تهديدات من متطرفي الصرب الذين يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار في البوسنة إذ ألغوا بعض القوانين بطريقة غير شرعية.

الارتباط بقضايا الأمة

ووصف موسيتش أجواء شهر رمضان في البوسنة بأنها جميلة جدا، إذ تقام صلوات التراويح في جميع المساجد، ويوجد في سراييفو وحدها أكثر من 220 مسجدا وجامعا، إلى جانب جلسات لقراءة القرآن بعد صلاة الظهر أو العصر يوميا.

وتنظم إفطارات عامة في المساجد يحضرها المئات وأحيانا الآلاف من الأشخاص، في حين تزداد الصدقات والخيرات خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن غير المسلمين يحترمون هذا الشهر ولا يأكلون علنا.

وقال موسيتش إن ارتباط مسلمي البوسنة بقضايا الأمة الإسلامية وثيق جدا، خاصة مع القضية الفلسطينية، مستدلا بحملات خيرية لإغاثة الفلسطينيين في غزة، ووجود تعاطف كبير مع قضية فلسطين حتى من غير المسلمين.

ولفت إلى حملات المقاطعة لمنتجات الشركات الداعمة لإسرائيل، مؤكدا وجود انخفاض حاد في شراء هذه المنتجات، وتحدث أيضا عن التعاطف مع الشعب السوري وعن حملات رعاية الأيتام وبناء المدارس في سوريا.

إعلان

وختم موسيتش الحلقة بالتأكيد على أن رسالة الإسلام هي "دعوة إلى العدل والسلام وإلى محاربة المجرمين والأعداء ومقاومة العدوان على الشعوب البريئة".

الصادق البديري21/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان فی البوسنة

إقرأ أيضاً:

الجزائر تندد برفض فرنسا تسليمها وزيرا متهما بقضايا فساد

ندّدت الجزائر الخميس بـ"الغياب التام لتعاون الحكومة الفرنسية" في مجال المساعدة القضائية المتبادلة بعدما رفض القضاء الفرنسي تسليمها وزيرا سابقا في عهد بوتفليقة حكم عليه في الجزائر بتهم فساد، وفق بيان للخارجية الجزائرية.

وفي أكتوبر 2023، قدّمت الجزائر ستة طلبات تسليم في حقّ عبد السلام بوشوارب (72 عاما) وزير الصناعة والمناجم من 2014 إلى 2017 في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وقد حكم على الوزير السابق الذي يعيش في جنوب شرق فرنسا منذ 2019 بخمس عقوبات سجن في الجزائر مدّة كلّ منها عشرون عاما، وهو يلاحق في دعوى سادسة على خلفية مخالفات اقتصادية ومالية.

غير أن الدائرة التمهيدية في محكمة الاستئناف في اكس-آن-بروفاس أغلقت ملفّ الطلب نهائيا صباح الأربعاء.

وهي ردّت التماس الجزائر، مشيرة إلى "تداعيات ذات خطورة استثنائية" قد تنجم عن تسليمه بسبب سنّه ووضعه الصحّي.

 وجاء في بيان الخارجية الجزائرية "أخذت الحكومة الجزائرية علما بقرار القضاء الفرنسي رفض طلب تسليم عبد السلام بوشوارب الذي أدانه القضاء الجزائري في عدد من قضايا الفساد والاختلاس واستغلال النفوذ التي كبدت الخزينة العمومية الجزائرية خسائر مُعتبرة".

وندّدت الخارجية في بيانها بـ"لغياب التام لتعاون الحكومة الفرنسية مع الطرف الجزائري في مجال المُساعدة القضائية المُتبادلة، على الرغم من وجود العديد من الاتفاقيات الدولية والثنائية المُخصصة لهذا الغرض"، مذكّرة بحقّ الجزائر "المشروع في اللجوء إلى سُبل الانتصاف القانونية الأخرى الممكنة".

واعتبرت الوزارة في بيانها أن "الموقف الفرنسي يتفردّ ويختلف عن مواقف الشركاء الأوروبيين الآخرين الذين يتعاونون مع السلطات الجزائرية بكل إخلاص وصدق ودون أي خلفيات أو دوافع خفية بخصوص مسألة الأملاك المكتسبة بطرق غير شرعية وهي المسألة التي يُدركون أنها تحظى بأهمية خاصة وحساسية بالغة بالنسبة للجزائر".

مقالات مشابهة

  • الجزائر تندد برفض فرنسا تسليمها وزيرا متهما بقضايا فساد
  • مع زيادة ساعات التغذية.. كيف ينظر أهالي دمشق إلى التغير في واقع الكهرباء؟
  • ضبط حوالي 95 ألف قرص مخدر بحوزة شقيقين في وزان
  • كيف يبدو واقع صناعة الدواجن بمصر وما أسباب ارتفاع الأسعار في رمضان؟
  • “الشؤون الإسلامية” تقيم مأدبة إفطار للصائمين لـ 12 ألف مستفيد في الكاميرون
  • “الشؤون الإسلامية” تقيم موائد لتفطير الصائمين بالسودان استفاد منها 15 ألف مستفيد
  • 15 عامًا على تولي الإمام الطيب مشيخة الأزهر.. مسيرة بدأت من قلب الصعيد إلى قيادة الأمة الإسلامية
  • على خطى شفيع الأمة..
  • «خيرية الشارقة» تنفذ مشروع «الإفطار الجوال» في البوسنة والهرسك