حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تداعيات التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، خاصة مع استئناف الهجمات البرية والتهجير القسري الذي تتبناه قوات الاحتلال تحت ستار أوامر الإخلاء.

وشدد المرصد في بيان له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، على أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة وعمليات التهجير القسري تجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح مرة أخرى إلى مناطق تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وسط تدمير معظم المنازل والملاجئ في القطاع.



وأشار المرصد إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت عملية توغل جديدة في مناطق غربي بيت لاهيا مساء الخميس 20 مارس الجاري، في وقت كان يواصل فيه الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي المكثف، ما دفع الآلاف من المدنيين إلى النزوح مجددًا تحت القصف، وهم يعيشون في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. وترافق ذلك مع اقتحامات برية في مناطق أخرى، بما في ذلك رفح وشرق خانيونس ومدينة بيت حانون شمال القطاع، حيث تم إصدار أوامر إخلاء غير قانونية لسكان هذه المناطق.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أن التصعيد الإسرائيلي يتزامن مع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي "يسرائيل كاتس"، الذي أعلن عن خطط لتهجير الفلسطينيين قسرًا إلى مناطق أخرى في جنوب غزة، مدعيًا أنه يتم تنفيذ خطة "ترمب" المتعلقة بتهجير سكان غزة. ووصف المرصد هذه التصريحات بأنها تشير إلى نية إسرائيل المعلنة لفرض التهجير القسري كجزء من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع.

كما أشار المرصد إلى استمرار سياسة القصف الجوي العنيف، التي تستهدف منازل الفلسطينيين ومراكز إيواء النازحين في القطاع، مما يزيد من معاناتهم. وأكد أن هذه الهجمات ليست مجرد ردود فعل عسكرية، بل هي جزء من سياسة إسرائيل المنهجية لفرض ظروف قاسية على الفلسطينيين، تشمل التجويع والتدمير الممنهج للبنية التحتية.

في هذا السياق، أوضح المرصد أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي "كاتس" تمثل تهديدًا صارخًا بحقوق الفلسطينيين، حيث صرح بوضوح عن استخدام وسائل الضغط المدني والعسكري كافة في تنفيذ خطة تهجير السكان الفلسطينيين. واعتبر المرصد أن هذه التصريحات تفضح النية الإسرائيلية لتفريغ القطاع من سكانه الفلسطينيين، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن المجتمع الدولي مسؤول عن عجزه المستمر في اتخاذ إجراءات رادعة ضد هذه الجرائم، حيث توفر الولايات المتحدة الأمريكية غطاءً سياسيًا وعسكريًا للاحتلال الإسرائيلي، مما يشجع إسرائيل على مواصلة ارتكاب الجرائم في غزة. وأضاف المرصد أن صمت المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات يعد تفويضًا لها، ما يعكس فشلًا واضحًا في حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف التصعيد الإسرائيلي.

واختتم المرصد الأورومتوسطي بيانه بتوجيه دعوات عاجلة إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية لوقف التهجير القسري ورفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدًا ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وفرض عقوبات على إسرائيل. كما طالب بتسريع التحقيقات في الجرائم المرتكبة في غزة، مؤكدًا أن المحاسبة الدولية هي السبيل الوحيد لوقف هذه الانتهاكات وحماية الفلسطينيين من المزيد من المعاناة.




ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

وتتضمن الخطة العربية تشكيل لجنة "إدارة غزة"، لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاحتلال التهجير الفلسطينيين احتلال فلسطين غزة تهجير مخاوف المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی التهجیر القسری

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الاحتلال يضغط على شمال وجنوب غزة للضغط ولتهجير الفلسطينيين

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال وجنوب قطاع غزة تدخل في إطار الضغط العسكري على فصائل المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات، ولتهجير الفلسطينيين.

وأشار -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية كانت في جنوب قطاع غزة، حيث سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على ما يُعرف بمحور "موراغ"، والآن تقوم بالتصعيد في شمال القطاع، وقال إن الهدف هو تهجير السكان من خلال القصف الجوي والمدفعي.

كما يدفع جيش الاحتلال بقطاعات عسكرية باتجاه شارع صلاح الدين الذي يفصل غزة بين الشمال والجنوب، في محاولة لدفع المدنيين باتجاه البحر ومناطق أخرى في القطاع.

وأضاف أن المناطق التي بدأ يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في غزة هي مناطق واسعة جدا، منها رفح جنوبي القطاع والمنطقة العازلة.

وعن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن رفح باتت محاصرة وتهديده بضمها للمنطقة العازلة، أوضح العقيد الفلاحي أنه يحاول أن يسيطر على أكبر قدر من الأراضي، ولذلك هو يحاصر المنطقة ثم يقوم بقضمها والسيطرة عليها، وبعدها يقوم بالتفتيش والبحث عن الأنفاق.

إعلان

وقال إن الاحتلال يعتبر أن مدينة رفح باتت تشكل عمقا إستراتيجيا له خاصة على مستوى محور فيلادلفيا، مشيرا إلى أنه دفع بالسكان باتجاه خان يونس جنوبي القطاع للضغط على قيادات المقاومة، خصوصا في ظل المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى صفقة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق أنه وسع عمليته العسكرية في حيي الدرج والتفاح بمدينة غزة، وأشار إلى أن عملياته هناك تهدف لتوسيع المنطقة العازلة والسيطرة على مناطق أخرى.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن عمليات الجيش ستتوسع قريبا بقوة لتشمل مناطق أخرى في معظم أنحاء قطاع غزة.

رسالة واضحة

وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت أنها أطلقت رشقة صاروخية قصيرة المدى باتجاه مستوطنة نير إسحاق في غلاف غزة، في حين قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدية اعترضت 3 صواريخ من دون وقوع إصابات.

وفي تعليقه على هذه الخطوة، قال العقيد الفلاحي إن صواريخ المقاومة كانت محدودة العدد ومحدودة التأثير، لكنها تبعث برسالة واضحة بأن فصائل المقاومة لا تزال تمتلك قدرات وإمكانيات، مبرزا أن المقاومة لم تظهر حتى اللحظة إستراتيجيتها الحقيقية لمواجهة الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • الآلاف يتظاهرون في عدد من الدول تنديدا بجرائم إسرائيل في غزة
  • خبير عسكري: الاحتلال يضغط على شمال وجنوب غزة للضغط ولتهجير الفلسطينيين
  • الأطباء العرب يدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة ويطالب بهذه القرارات العاجلة
  • تصعيد يفاقم الأزمة الإنسانية.. إسرائيل تعتزم توسيع عمليات الاجتياح في غزة
  • مصر تقود خطة إعمار غزة .. عبد العاطي يطرح المبادرة العربية في أنطاليا ويرفض التهجير القسري
  • 26 شهيدًا جراء العدوان الإسرائيلي .. والصحة العالمية: إسرائيل تمنع 75 % من البعثات الأممية من دخول القطاع
  • وزير الخارجية والهجرة: نرفض خلق أي بيئة ضاغطة على الفلسطينيين من أجل التهجير
  • “الأورومتوسطي”: تصدير هولندا الكلاب البوليسية إلى “إسرائيل” يعرضها لمسؤولية جنائية دولية
  • الأورومتوسطي: هولندا تصدّر كلابًا عسكرية تُستخدم بتعذيب الفلسطينيين
  • الاعتقال في زمن الإبادة.. 800 معتقل في مارس وتصاعد الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين