احتجاجات غير مسبوقة لمدمني المخدرات في شوارع المغرب
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
شهدت مدينة طنجة المغربية احتجاجات غير مسبوقة، حيث أقدم عشرات المرضى المدمنين على إغلاق شارع رئيسي في حي بئر الشفاء بمقاطعة بني مكادة، وذلك احتجاجاً على نفاد دواء "الميثادون"، الذي يُستخدم في علاج الإدمان على المواد الأفيونية، وخاصة الهيروين.
وتجمّع المحتجون أمام مركز طب الإدمان في المنطقة، وسط حالة من الغضب والتوتر، بعدما أُبلغوا باستحالة الحصول على جرعاتهم من الدواء في الوقت الحالي.
وردّدوا شعارات غاضبة طالبوا خلالها السلطات المعنية بالتدخل العاجل لتوفير الدواء، معبّرين عن قلقهم من الانتكاسات الصحية الخطيرة التي قد يواجهونها في حال استمرار الأزمة.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد دخل بعض المرضى في نوبات من الهيجان والانفعال الشديد، خاصة بعد تأكيد مسؤولي المركز عدم توفر الجرعات في الأيام المقبلة.
كما شهدت الاحتجاجات مشاركة نساء مدمنات، مما يعكس مدى خطورة الوضع الصحي والاجتماعي المرتبط بالإدمان في المنطقة.
من جانبها، تدخلت عناصر الشرطة والسلطات المحلية بسرعة، لمنع تفاقم الأوضاع، ومحاولة فتح الطريق أمام حركة السير في الشارع.
وبعد مفاوضات مع المحتجين، تم احتواء الموقف جزئياً، لكن الغضب لا يزال متصاعداً بين المرضى، الذين أكدوا عزمهم على مواصلة الاحتجاجات يومياً حتى يتم تزويدهم بالدواء.
وتأتي هذه الاحتجاجات وسط تحذيرات من جمعيات معنية بالصحة العامة، التي نبهت إلى أن الغياب المستمر للميثادون يهدد ليس فقط باستفحال ظاهرة الإدمان، بل أيضاً بتفاقم المشاكل الصحية والاجتماعية، لا سيما بالنسبة للمرضى المتعايشين مع الإيدز والتهاب الكبد.
وأكدت الجمعيات أن نقص الدواء أدى في الأسابيع الماضية إلى وقوع أحداث عنف ومحاولات انتحار في كل من طنجة وتطوان، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من وزارة الصحة، لضمان استمرارية العلاج، وتفادي أزمة قد تخرج عن السيطرة.
يُذكر أن طنجة ليست وحدها التي تواجه هذه الأزمة في المغرب، فقد شهد مستشفى تطوان مؤخراً احتجاجات مشابهة، حيث قام عدد من المرضى المدمنين بالاعتداء على الأطقم الصحية، بعدما لم يتم تمكينهم من الجرعات المطلوبة بسبب نفاد الدواء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المغرب المخدرات
إقرأ أيضاً:
«خطورة الإدمان والجريمة» ندوة ضمن فعاليات معرض فيصل للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظّمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة بعنوان «خطورة الإدمان والجريمة»، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وذلك ضمن فعاليات معرض فيصل للكتاب في دورته الثالثة عشرة.
شارك في الندوة نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين، وهم: الدكتور عبده العشري، أستاذ القانون المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتور عمرو غنيم، أستاذ علم الاجتماع المساعد بالمركز، والدكتورة مروة مدحت، أستاذ الفارماكولوجي، وأدارت الندوة الدكتورة إيناس الجعفراوي، الرئيس السابق لشعبة البحوث الكيميائية والبيولوجية.
الإدمان: أسبابه وتأثيراته
استهلت الدكتورة إيناس الجعفراوي حديثها عن الإدمان، مشيرة إلى أنه مرض مزمن يؤثر على المخ والعقل، تمامًا كما تؤثر الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم على صحة الإنسان.
وشدّدت على أهمية احتواء المتعافين من الإدمان ومتابعتهم لتفادي الانتكاسة، مع ضرورة تفهّم المراهقين والحرص على مراقبة سلوكياتهم لحمايتهم من الوقوع في فخ الإدمان.
أسباب انتشار المخدرات
تحدث الدكتور عمرو غنيم عن العوامل التي تؤدي إلى انتشار تعاطي المخدرات، والتي تنقسم إلى:
أسباب حضارية: مثل نقص الوعي، والتطور السريع في أنواع المخدرات، وقصور مؤسسات التنشئة.
أسباب أسرية: كالتفكك الأسري، وانشغال الأهل عن الأبناء، وتعاطي أحد الوالدين، وغياب الرقابة الأسرية المباشرة.
أسباب شخصية: مثل الشعور بالوحدة، وعدم الثقة بالنفس، والاضطرابات النفسية.
الآثار السلبية للإدمان
تطرق غنيم إلى الأضرار التي يسببها الإدمان، ومنها: الآثار الاجتماعية: انهيار العلاقات الأسرية، وزيادة الجريمة، والعزلة الاجتماعية.
الآثار الصحية: تلف الجهاز العصبي، أمراض الكبد والقلب، واضطرابات نفسية.
الآثار الاقتصادية: استنزاف الموارد المالية، وتراجع الإنتاجية.
الآثار القانونية: التعرض للمساءلة القانونية، وفقدان فرص العمل.
القوانين المتعلقة بمكافحة الإدمان
استعرض الدكتور عبده العشري بعض مواد قانون مكافحة المخدرات، مشيرًا إلى: عقوبات تعاطي المخدرات التي تصل إلى السجن المشدد والغرامة المالية.
إمكانية إيداع المدمن في مصحة علاجية بدلًا من الحبس في حال ثبت أنه مريض بالإدمان، مؤكدا أن القانون رقم 73 لسنة 2021 الذي ينص على إنهاء خدمة الموظفين في حال ثبوت تعاطيهم المخدرات.
الإعفاء من العقوبة لمن يتقدم طوعًا للعلاج، في إطار جهود الدولة لمساعدة المدمنين على التعافي، وغيره من العقوبات.
المخدرات وتأثيرها على المراهقين
أكدت الدكتورة مروة مدحت أن الفئة العمرية الأكثر عرضة لخطر الإدمان هي المراهقون بين 13 و21 عامًا، حيث يكون المخ في مرحلة النمو، مما يجعل تعاطي المخدرات في هذه السن خطرًا مضاعفًا على القدرات العقلية واتخاذ القرارات.
كما أوضحت أن بعض المخدرات قد تسبب الإدمان من الجرعة الأولى، مثل: الميثامفيتامين (الشابو) الذي يحفّز إفراز الدوبامين بقوة، والفنتانيل والمخدرات الأفيونية التي تؤدي إلى التعلق السريع.
التشريعات الدينية بشأن المخدرات
اختتمت الندوة بتوضيح الموقف الديني من تعاطي المخدرات، حيث أكدت الشريعة الإسلامية تحريمها لكونها تذهب بالعقل، كما جاء في الحديث النبوي: «لا ضرر ولا ضرار»، كذلك، أشارت التعاليم المسيحية إلى أضرار الإدمان، كما ورد في سفر الأمثال 23:31: «لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تظهر حبابتها في الكأس، وساغت مرقرقة، في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان»
أكد المشاركون في الندوة أن الإدمان ليس مجرد سلوك خاطئ، بل مرض يحتاج إلى علاج ورعاية، مشددين على دور الأسرة، والمجتمع، والتشريعات القانونية في مكافحة هذه الظاهرة وحماية الشباب من مخاطرها.