إسرائيل تهدد بالاستيلاء الدائم على أجزاء من غزة إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الجيش سيستولي بشكل دائم على أجزاء من قطاع غزة إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن المحتجزين.
وأضاف كاتس، في تصريحات - وفق ما نقلته صحيفة جيروزليم بوست، اليوم الجمعة - "لقد أمرت الجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على المزيد من المناطق في غزة، وإخلاء السكان، وتوسيع المناطق الأمنية حول غزة لحماية المجتمعات الإسرائيلية وجنود الجيش، كلما استمرت حماس في رفض الإفراج عن الرهائن، ستفقد المزيد من الأراضي التي سيتم ضمها إلى إسرائيل".
وأكد كاتس: "إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن، ستواصل إسرائيل استيلاء المزيد والمزيد من الأراضي في القطاع للسيطرة الدائمة".
ووافق كاتس أمس على استمرار العمليات العسكرية في غزة، مؤكدا أهمية استمرار الضغط العسكري على غزة حتى يتم إطلاق سراح الرهائن.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس أنه كان هناك أربع قوات منفصلة تعمل في وقت واحد في كل من المناطق الرئيسية في غزة، وجاء أول تحرك بري يوم الأربعاء عندما دخلت الدبابات والمشاة إلى وسط غزة عبر محور نتساريم، مما فصل شمال غزة عن جنوبها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كاتس الرهائن المحتجزين حماس غزة عن الرهائن
إقرأ أيضاً:
لماذا جددت إسرائيل غاراتها على غزة؟
شنت إسرائيل موجةً عنيفةً من الغارات الجوية والمُدَفعية على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني وإصابة المئات، بينهم قيادات في حركة حماس ومدنيون، وفقاً للسلطات الفلسطينية.
يُلمّح منتقدو نتانياهو إلى أن التصعيد الحالي يخدم مصالحه السياسية
وتفاقم الوضع الإنساني مع عجز المستشفيات عن استيعاب الضحايا، وفرضت إسرائيل أوامر إخلاء في شمال ووسط غزة، مما يشير إلى تحضيرات لعملية برية محتملة.
توقيت الهجوم ودوافعهوفي هذا الإطار، قال جيسون بيرك، مراسل الأمن الدولي لصحيفة "غارديان" إن الحكومة الإسرائيلية كانت تلوّح منذ أسابيع بنيّتها تنفيذ هذا الهجوم.
ويدّعي المسؤولون الإسرائيليون أن استهداف قيادة حماس سيساعد في تأمين إطلاق سراح مزيد من الرهائن الإسرائيليين. لكن العديد من عائلات الرهائن في إسرائيل يشككون في مثل هذه الادعاءات.
وأضاف الكاتب أن إسرائيل الآن في وضع أفضل من الناحية العسكرية لتنفيذ عملياتها مقارنةً بوضعها قبل ستة أسابيع. فقد أُعيد تزويد مخزوناتها من الذخيرة، خصوصاً من خلال الإمدادات الأمريكية، كما حُددت أهداف جديدة ضد قيادات حماس. وتم إصلاح الطائرات والمعدات العسكرية، ومنح الجنود فترة راحة لاستعادة جاهزيتهم القتالية.
تداعيات التصعيد على اتفاق وقف إطلاق الناريأتي التصعيد الإسرائيلي بعد 16 يوماً من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني).
كان الاتفاق مكوّناً من ثلاث مراحل، تهدف إلى إنهاء الحرب بالكامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس في هجومها المفاجئ في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين.
Why has Netanyahu broken the ceasefire? Why are Palestinian kids being slaughtered?
"Netanyahu needs support from rightwing allies to win crucial votes to maintain his grip on power. These allies have fiercely opposed an end to hostilities in Gaza."https://t.co/nyWylD9l7A
في المقابل، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 48,700 فلسطينياَ، غالبيتهم العظمى من المدنيين.
وكانت المحادثات غير المباشرة الرامية إلى منع تجدد العنف قد تعثرت. وتتهم حماس إسرائيل بانتهاك الاتفاق من خلال رفضها الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن.
في المقابل، اقترحت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى لمدة تتراوح بين 30 و60 يوماً، بهدف تأمين إطلاق سراح مزيد من الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وهو ما رفضته حماس. وتُصر الحكومة الإسرائيلية على أن حماس هي من أخلّت بالاتفاق بعدم الإفراج عن مزيد من الرهائن.
اعتبارات سياسية وراء التصعيدولفت الكاتب النظر إلى أن بعض منتقدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يرون أن هناك دوافع سياسية وراء هذا الهجوم، أو على الأقل توقيته.
إحدى الفرضيات المطروحة هي أن نتانياهو لم يكن ينوي مطلقاً الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، لأنها كانت ستجبره على سحب قواته من غزة، ما يعني ترك حماس حاكمةً للقطاع.
وتؤكد مصادر إنسانية أن حماس استعادت نفوذها في الأسابيع الأخيرة، حيث عاد مسؤولوها المدنيون إلى مناصبهم، في حين استطاعت كتائبها العسكرية تجنيد آلاف المقاتلين الجدد.
Why has Israel resumed large-scale airstrikes on Gaza? https://t.co/YlL6ilDPQe
— Prof Tahir Abbas (@TahirAbbas_) March 18, 2025وهناك أيضاً من يعتقد أن التغير في المناخ السياسي الأمريكي شجّع إسرائيل على استئناف عملياتها العسكرية ضد حماس.
وعلى الصعيد الداخلي، يُلمّح منتقدو نتانياهو إلى أن التصعيد يخدم مصالحه السياسية. فهو بحاجة إلى دعم حلفائه اليمينيين المتطرفين لضمان تمرير قرارات مصيرية في البرلمان الإسرائيلي خلال الأسابيع المقبلة، وهؤلاء الحلفاء يعارضون بشدة أي وقف دائم لإطلاق النار.
وقدم أحد الوزراء الإسرائيليين استقالته احتجاجاً على اتفاق يناير (كانون الثاني)، لكن مع استئناف العمليات العسكرية، يبدو أن نتانياهو ضمن ولاء هذه القوى – على الأقل في المستقبل القريب.
ويواجه نتانياهو أيضاً محاكمة بتهم الفساد، والتي قد تفضي إلى سجنه في حال إدانته. ووافقت محكمة إسرائيلية مؤخراً على طلبه بعدم حضور إحدى الجلسات بسبب "تجدد الحرب".
إضافة إلى ذلك، أعلن نتانياهو عن نيته إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، وهو ما عدّه البعض محاولةً لتعزيز قبضته على السلطة. ويُتوقع أن تشهد إسرائيل احتجاجات ضخمة على هذه الخطوة، غير أن نتانياهو وأنصاره قد يستغلون الحرب لتصوير أي معارضة على أنها عمل غير وطني.
أما عن الرأي العام الإسرائيلي، فتكشف استطلاعات حديثة أن غالبية الإسرائيليين تؤيد وقف إطلاق النار من أجل استعادة الرهائن الـ59 المتبقين، إلا أن دعم فكرة "النصر الكامل" على حماس ما يزال واسع النطاق.
وخلص الكاتب إلى أن الهدنة الهشة التي استمرت شهرين بين إسرائيل وحماس قد انهارت فعلياً، مستبعداً التوصل إلى اتفاق جديد قريباً. فقد أوضحت الحكومة الإسرائيلية أن الضربات الحالية ليست سوى بداية لحملة عسكرية أوسع، ستستمر حتى يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين، رغم أن أكثر من نصفهم يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.
وفي غضون ذلك، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. فعلى الرغم من تدفق المساعدات الإنسانية خلال وقف إطلاق النار، فرضت إسرائيل حصاراً كلياً على القطاع منذ أسبوعين، مدعيةً أن حماس تستغل المساعدات لأغراضها الخاصة.
غير أن حماس تنفي هذه الاتهامات، وتفيد منظمات الإغاثة بأن الإمدادات المتوفرة في غزة قد تكفي لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً، ولكن تجدد القتال سيجعل من الصعب إيصالها إلى المحتاجين.
وقال الكاتب إن الأيام القادمة ستشهد المزيد من القتلى المدنيين، وحركة نزوح جماعي، وموجات جديدة من الدمار في قطاع غزة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة.