دعا الكاتب المتخصص في شؤون الأمن القومي في واشنطن، دبليو جيه هينيغان، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التعامل مع إيران وبرنامجها النووي بالطرق الدبلوماسية "لا التهديد".

وقال هينيغان في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" وترجمته "عربي21"، إن ترامب كتب رسالة شخصية قبل أسبوعين إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على أمل بدء محادثات بشأن برنامج طهران النووي الذي يتطور بسرعة.

وأعقب هذه البادرة تحذيرا علنيا لطهران من عمل عسكري محتمل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. 

ثم جاءت جولة جديدة من العقوبات الاقتصادية على صناعة النفط الإيرانية. وأخيرا، في نهاية الأسبوع الماضي، أذن بشن غارات جوية على أهداف في اليمن يُزعم أنها خاضعة لسيطرة الحوثيين، وفقا للكاتب.

وأضاف هينيغان أن استراتيجية ترامب غير المتوقعة لاحتواء تكنولوجيا الصواريخ والأسلحة النووية الإيرانية، وضعت واشنطن وطهران على مسار تصادمي يحمل في طياته احتمال اندلاع أزمة أوسع نطاقا في الشرق الأوسط. إذا كان جادا في التوسط للتوصل إلى اتفاق لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني، فعلى إدارته التراجع عن التصعيد الحالي. 


وشدد على أنه من الواضح أن العنصر القسري في هذه الحملة لا يُجدي نفعا. أصبحت طهران الآن أبعد عن طاولة المفاوضات، والقيادة الإيرانية تبدي تحديا متزايدا بشأن المشاركة، واصفة إطار البيت الأبيض للمحادثات بأنه يتبع منطق الاستسلام وإلا. 

وأشار المقال إلى أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والمرشد الأعلى علي خامنئي رفضا رسالة ترامب علنا. وقال آية الله خامنئي، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إن "إصرار بعض الحكومات المتنمرة على المفاوضات لا يهدف إلى حل المشكلات. المحادثات بالنسبة لهم هي طريق لتقديم مطالب جديدة، ولا يقتصر الأمر على القضية النووية الإيرانية". 

وبحسب الكاتب، ربما رفضوا مبادرة  ترامب، لكن وزارة الخارجية الإيرانية قالت هذا الأسبوع إنها ستصدر ردا. 

وأوضح المقال أن هناك زخما جيوسياسيا يدفع إيران نحو التوصل إلى اتفاق. لقد كانت الحرب في غزة مدمرة لشبكة إيران من القوات بالوكالة في غزة وسوريا ولبنان. جعلت الدفاعات الجوية الأمريكية الإسرائيلية ترسانة الصواريخ الباليستية، التي كانت موضع خوف واسع النطاق، غير فعالة خلال هجومين إيرانيين كبيرين على إسرائيل. 

لعلّ أبرز ما يقلق إيران هو اقتصادها المتعثر. فقد انخفضت قيمة عملتها، الريال، إلى مستويات قياسية. وبلغ متوسط التضخم حوالي 40% سنويا خلال السنوات القليلة الماضية، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواطنين الإيرانيين. الوضع كارثي لدرجة أن البرلمان الإيراني أقال وزير المالية هذا الشهر. 

ساعد الاقتصاد المتدهور، والاضطرابات الداخلية التي صاحبته، في دفع إيران إلى التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015. وقد منح الاتفاق التاريخي، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، إيران تخفيفا شاملا للعقوبات الاقتصادية الغربية مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي، حسب المقال.

وبموجب شروط الاتفاق، حدّت إيران من تخصيب اليورانيوم، وحصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، على حق الوصول غير المقيد إلى منشآتها النووية المعروفة.

ووفقا للمقال، فإن كل ذلك تغير عندما انسحب ترامب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى كرئيس، على الرغم من أنه كان من المقبول على نطاق واسع أن إيران ملتزمة بالاتفاق؛ ضغطت جميع الدول الحليفة الرئيسية تقريبا على  ترامب للبقاء في الاتفاق. 

ثم فرض ترامب حوالي 1500 عقوبة ضد الشركات والأفراد الذين يتعاملون مع إيران. كان يأمل أن يدفع ذلك البلاد إلى اتفاق يضع قيودا إضافية على برنامجها الصاروخي ودعمها المالي لحماس وحزب الله وجماعات أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لكن ذلك لم ينجح.

تلت ذلك سلسلة من التصعيدات العسكرية المتبادلة التي شملت وكلاء، مما جعل إيران والولايات المتحدة أقرب إلى الصراع، ودفعت إيران برنامجها النووي إلى آفاق جديدة. والآن عدنا إلى البداية. 

وأوضح الكاتب أن طهران تصر على أنها تسعى إلى التكنولوجيا السلمية، لكنها تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60% (مقارنة بنسبة 3.67% في الاتفاق الأصلي)، وهي نسبة غير مبررة للاستخدام المدني، موضحا أنها على بعد خطوة تقنية واحدة فقط من 90% من وقود القنابل. 

وقال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي، إن مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% نمت بشكل كبير خلال الربع الأخير، إلى 275 كيلوغراما ــ أو ما يكفي من المواد، إذا تم تخصيبها أكثر، لبناء نحو ستة قنابل نووية. 

ولفت الكاتب إلى أن امتلاك إيران للسلاح النووي كابوس حقيقي، بالنظر إلى أنها رعت الإرهاب ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة لأكثر من 40 عاما. 


وصرح مستشار الأمن القومي لترامب، مايكل والتز، الأحد في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة "ABC" الإخبارية: "جميع الخيارات مطروحة".

وعندما سُئل عما يتعين على إيران التخلي عنه، قال: "الصواريخ، والتسليح، والتخصيب" في البرنامج النووي. وقد أظهر ذلك مدى التباعد بين الجانبين. ولم يُبدِ الإيرانيون أي اهتمام بالتفاوض على التخلي عن برنامجهم الصاروخي، لذا فمن غير المنطقي المراهنة على صفقة "الكل أو لا شيء". 

وأوضح الكاتب أن إدارة ترامب لا تواجه أي خيارات عسكرية جيدة في إيران. وقد حاول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط على ترامب لتدمير منشآت الأسلحة النووية الإيرانية في عملية جوية مشتركة. ويرى نتنياهو أن هذا هو الوقت الأمثل، لأن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت محطات الرادار والدفاعات الجوية خلال غارة جوية في تشرين الأول/ أكتوبر. 

لكن من غير المرجح، بحسب المقال، أن تُلحق ضربة عسكرية بالبنية التحتية النووية الإيرانية، التي يقع معظمها في أعماق الأرض، أضرارا لا رجعة فيها. ثم هناك خطر إضافي يتمثل في بدء حرب أوسع. 

يواجه المسؤولون الإيرانيون معضلة خاصة بهم. فتسليح برنامجهم النووي سيُخالف الالتزامات المُتعهد بها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، التي لم تنتهكها سوى كوريا الشمالية خلال نصف قرن. وقد يُجبر ذلك خصوما مثل السعودية ومصر وتركيا على التفكير في تطوير برامج قنابل نووية خاصة بهم. كما قد يُثير هجوما من قِبل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو كليهما، على الرغم من تسامح أمريكا السابق. 

وأشار الكاتب إلى أن حصول إيران على قنبلة نووية أو تعرضها للقصف خياران سيئان. فكيف يُمكن إجبارهم على كبح جماح البرنامج؟ 

لم تُجرِ إيران مفاوضات مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين منذ أن ألغت الولايات المتحدة الاتفاق. لكن هناك الآن أصوات أكثر اعتدالا في إيران، بما في ذلك صوت الرئيس بيزيشكيان، تحدثت بإيجابية عن إمكانية إجراء مفاوضات، طالما أوقفت الإدارة حملة "الضغط الأقصى".

وفقا للمقال، فقد لا يتمكن الجانبان من إعادة عقارب الساعة عشر سنوات إلى الوراء، أي إلى الاتفاق النووي الأصلي. لكن يمكن، بل ينبغي، أن يتمحور اتفاق جديد حول المبادئ البسيطة نفسها: تخلي إيران عن برنامجها النووي لإنتاج مواد انشطارية صالحة للأسلحة مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية. 

وقال الكاتب إن على إيران العودة إلى حدودها القصوى للتخصيب، والسماح للمفتشين بالعودة إلى منشآتها، وعرض التخلص من مخزونها المتنامي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% على الأقل. في المقابل، على الولايات المتحدة تخفيف حملة الضغط عليها وإفساح المجال أمام استثمارات الشركات التي لا ترغب في المخاطرة بعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية في إيران. 


لقد تجاهلت إيران في الماضي أو تحدت قرارات الأمم المتحدة التي تهدف إلى تقييد برامجها النووية والصاروخية. ومع ذلك، فقد اعتُبرت ملتزمة بالاتفاق النووي لعام 2015 حتى انسحاب ترامب منه بعد ثلاث سنوات. ولا يزال للدول الموقعة الأخرى التي ساعدت في التفاوض على هذا الاتفاق - بريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين - دورٌ مهمٌ تؤديه. 

لدى الدول حتى 18 تشرين الأول/ أكتوبر لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، التي رُفعت، إذا وجدت "عدم وفاء كبير" بالالتزامات. تقدم ما يسمى بآلية "العودة السريعة"، التي تم إنشاؤها بموجب الاتفاق، جدولا زمنيا طبيعيا لإيران لمعالجة المخاوف بشأن تخصيب اليورانيوم قبل أن يتعرض اقتصادها المتعثر لمزيد من الضغط: تقديم تنازلات قبل سبعة أشهر من الموعد النهائي. 

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن التوترات بين واشنطن وطهران لم تكن بهذا الارتفاع منذ عام 2020، عندما أسقطت صواريخ أطلقتها القوات العسكرية الإيرانية طائرة ركاب أوكرانية تقل 176 شخصا، على ما يبدو لأنهم ظنوا أن الطائرة صاروخ كروز أمريكي. هناك اعتراف من جميع الأطراف - على الأقل في الوقت الحالي - بأن الصراع الإقليمي ليس في مصلحة أحد. إن تأمين صفقة هو أفضل طريقة لتجنبه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب إيران خامنئي الولايات المتحدة إيران الولايات المتحدة خامنئي ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النوویة الإیرانیة الولایات المتحدة برنامجها النووی إلى اتفاق إلى أن

إقرأ أيضاً:

حوارات ثقافية| الكاتب أحمد عبدالعليم يكشف لـ «البوابة نيوز» استعدادات «القومي لثقافة الطفل» لشهر رمضان وعيد الفطر المبارك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

_ «ليالي رمضان» وجبة ثقافية تعزز روح الشهر الكريم

_ عروض مسرحية وموسيقية وأراجوز وماريونيت وفعاليات خاصة للأطفال ذوى الإعاقة فى عيد الفطر

_ استراتيجية المركز تستهدف تنمية الموهوبين وتطويرالنشر والبنية التحتية والتقنية والتعاون مع المؤسسات التعليمية 

_ «ملتقى أطفال مصر» مشروع جديد للمركز قريبًا بأنحاء الجمهورية 

كرس الكاتب أحمد عبد العليم جزءًا كبيرًا من حياته المهنية للعمل فى مجال الطفولة وثقافة الطفل، فهو حاصل على درجة الماجستير فى الفلسفة من كلية الآداب بجامعة الزقازيق. وتم تعيينه فى أغسطس 2024، لمنصب رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، خلفًا للكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، تلك المؤسسة الثقافية التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، التابع لوزارة الثقافة ، والذى يهدف بشكل مباشر إلى تنمية وعى الأطفال وتعزيز قدراتهم الإبداعية من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات، مثل الورش الفنية، والعروض المسرحية، والمهرجانات الثقافية، وإصدارات الكتب والمجلات الموجهة للأطفال، كما يعمل المركز على إعداد دراسات وأبحاث متعلقة بثقافة الطفل، بالإضافة إلى التعاون مع الهيئات المحلية والدولية المهتمة بشؤون الطفولة، للمساهمة فى بناء جيل مثقف وواعٍ.

التقت «البوابة نيوز» أحمد عبدالعليم، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، للكشف عن كيفية احياء لـ«ليالى رمضان» واحتفالات عيد الفطر المبارك، وجوانب أخرى فى الحوار التالى. 

 

 

 

الكاتب احمد عبدالعليم 

 

■ فعاليات ثقافية وفنية لـ«ليالى رمضان» ينظمها المركز.. حدثنا عنها؟

يطلق المركز القومى لثقافة الطفل فعاليات ليالى رمضان الثقافية «أهلا رمضان» للعام ٢٠٢٥، والتى تقام فى الحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب، وتتضمن هذه الفعاليات مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية الموجهة للأطفال والكبار، وتهدف إلى تعزيز الوعى الثقافى والفنى لديهم وتقديم وجبة ثقافية تعزز من روح هذا الشهر الكريم الذى يتسم بالتسامح والكرم خلال الشهر المبارك. ومن أبرز الفعاليات ندوات لقاءات من بينها صالون فى محبة الوطن والذى تلتقى فيه الأسرة المصرية بواحد من علمائنا الأجلاء ليتواصلوا حول قضايا إنسانية واجتماعية مثل التسامح، الكرم، الكلمة الطيبة والتواصل الإيجابى وغيرها من القيم الإنسانية، كما يلتقى أطفالنا مع أحد الأطفال المبدعين وعرض موهبته وذلك تشجيعا للأطفال على تنمية مواهبهم، وحكواتى رمضان والتى يتحدث فيها أحد كتاب وأدباء ثقافة الطفل حول موضوع يتعلق بالشهر المبارك، ووبرنامج حكايات من بلادى والذى يعرض لمنطقة أو معلم أو حكاية من تاريخنا العريق والمتد على مدار آلاف السنين.

وتوجد عروض مسرحية متنوعة تجمع بين العروض العرائسية والبشرية تناسب اهتمامات الأطفال وتساهم فى تنمية مهاراتهم الفنية، ومن بينها عروض بمشاركة الأطفال.

كما توجد ورش فنية وإبداعية فى مجالات الرسم، الحرف اليدوية، والأنشطة الإبداعية الأخرى لتعزيز مهارات الأطفال. بالإضافة لعروض الأراجوز وعرائس الماريونيت حيث يتم تقديم عروض تقليدية تجذب الأطفال وتعرفهم على جزء من التراث الثقافى المصري؛ وأمسيات موسيقية وغنائية؛ إقامة حفلات موسيقية تتناسب مع أجواء الشهر الفضيل بالإضافة إلى فرق الإنشاد الديني، والفرق الغنائية والاستعراضية؛ بالإضافة إلى معرض لكتب الأطفال، والمنتجات الفنية الإبداعية؛ وتهدف هذه الفعاليات إلى توفير بيئة تعليمية وترفيهية للأطفال خلال شهر رمضان، وتعزيز ارتباطهم بالثقافة والفنون، بالإضافة إلى ارتباطهم بتراثهم الثقافى وتعزيز روح الانتماء. وتأتى ليالى رمضان الثقافية بشراكة العديد من المؤسسات الثقافية من بينها الهيئة العامة لقصور الثقافة، البيت الفنى للفنون الشعبية، قطاع الإنتاج الثاقفي، قطاع الفنون التشكيلية، ودار الكتب والوثائق القومية، والهيئة المصرية العامة للكتاب.

■ وماذا عن استعدادات المركز القومى لثقافة الطفل للاحتفال بعيد الفطر؟                                        

يستعد المركز القومى لثقافة الطفل لتقديم مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية احتفالًا بعيد الفطر، بما يتناسب مع اهتمامات الأطفال ويعزز وعيهم الثقافى ومن بينها: عروض المسرحية والموسيقية: تقديم مسرحيات للأطفال تحمل طابعًا احتفاليًا وتعليميًا، وحفلات غنائية تتضمن أغانى العيد والموسيقى التراثية المناسبة للأطفال، وورش فنية وإبداعية: ورش للرسم والتلوين تعبر عن أجواء العيد، ورش لتصميم بطاقات التهنئة بالعيد وصنع الديكورات الاحتفالية، ورش الأشغال اليدوية مثل صناعة الدمى أو الحرف الورقية، بالإضافة إلى عروض الأراجوز وعرائس الماريونيت، عروض ترفيهية للأطفال تعكس أجواء العيد بروح فكاهية وتعليمية، ومسابقات ثقافية وترفيهية فى المعلومات العامة تتعلق بالعيد والتراث، وألعاب حركية وترفيهية جماعية، وتوزيع والهدايا على الأطفال لتعزيز فرحة العيد لديهم. وفعاليات خاصة للأطفال من ذوى الإعاقة لضمان تكامل الاحتفال ومن بينها: تنظيم معارض لأعمال الأطفال التى تعكس فرحتهم بالعيد، عرض أفلام قصيرة أو رسوم متحركة ذات طابع احتفالى وقيم تعليمية.

■ ما هى التحديات التى يواجهها المركز؟ 

يواجه المركز القومى لثقافة الطفل تحديات كبيرة حيث يسعى للوصول إلى شريحة واسعة من الأطفال فى مختلف المناطق، وهو ما يتطلب تمويلاً مستدامًا لضمان استمرارية الفعاليات بجودة عالية، فالمركز لا يخدم منطقة محددة فقط، بل يسعى للوصول إلى الأطفال فى مختلف المحافظات، وخاصة المناطق النائية، ومن هذه التحديات، تحديات الوصول الرقمي: توفير محتوى رقمى تعليمى وثقافى للأطفال فى ظل التوجه نحو التكنولوجيا يحتاج إلى منصات متطورة وتمويل إضافي، ومحدودية الموارد مقارنة بالاحتياجات الفعلية للمركز، لتلبية احتياجات الفئات المستهدفة، مايقارب الأربعين مليون طفلا، الأسر المصرية، العاملين والمتخصصين فى مجال ثقافة الطفل وغيرهم، ويواجه المركز هذا التحدى من خلال بناء الشركات وتقديم حلول ابتكارية مثل:

العمل على إقامة تعاون مع الشركات المهتمة بالمسئولية الاجتماعية لدعم الفعاليات والأنشطة. والبحث عن منح ثقافية وتعليمية من جهات دولية ومحلية تدعم تنمية الطفولة.

وإطلاق مشاريع اقتصادية مصغرة: مثل بيع كتب الأطفال، تنظيم معارض فنية، أو ورش مدفوعة يمكن أن تسهم فى تمويل الأنشطة المجانية الأخرى. وتعزيز التعاون مع وزارة التربية والتعليم لضمان وصول الأنشطة الثقافية إلى المدارس، مما يسهل انتشار الفعاليات دون الحاجة إلى تكاليف كبيرة إضافية.وتفعيل المنصات الرقمية: تقديم ورش وتدريبات أونلاين قد يساعد فى الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال بتكلفة أقل.

بالتالي، تحقيق التمويل المستدام هو عنصر أساسى لضمان نجاح المركز فى تغطية المساحة الكبيرة التى يطمح إليها مع الحفاظ على جودة المحتوى الثقافى المقدم للأطفال.

■ هل هناك استراتيجية لتطوير أداء المركز لخدمة الجمهور؟                                                   

يعمل المركز القومى لثقافة الطفل على تطوير أدائه لخدمة جمهوره من خلال استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز ثقافة الطفل المصري، وتتضمن هذه الاستراتيجية عدة محاور رئيسية:

تنمية الموهوبين من خلال: اكتشاف المواهب: يتم ذلك عبر الورش اليومية التى تُقام فى مقرات المركز بالهرم والسيدة زينب. وتطوير المهارات: تقديم دورات متخصصة فى مجالات مثل الكتابة، الإعلام، النحت، والسيناريو، بإشراف مبدعين متخصصين.

تشجيع الإبداع: تنظيم مسابقات متنوعة فى مختلف مجالات الإبداع لتعزيز روح التنافس الإيجابى بين الأطفال.

تعزيز القيم الإيجابية وبناء الهوية المصرية من خلال: إحياء التراث و العمل على إحياء فنون تقليدية مثل «خيال الظل» و«فن الأراجوز» لتعريف الأطفال بتراثهم الثقافي.

الصالونات والندوات: تنظيم فعاليات مثل صالون "فى محبة الوطن" لتعزيز روح الانتماء، وصالون "حوار الأجيال" الذى يهدف إلى خلق حوار بناء بين الأطفال وأولياء أمورهم بحضور كتاب وباحثين.

المبدع الصغير: صالون يُناقش فيه أعمال الأطفال الإبداعية لتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم. صالون فى محبة الوطن: لتعزيز القيم الإيجابية. وتطوير مجال النشر للكبار: إصدار كتب ودراسات متخصصة من خلال سلسلة "بحوث ودراسات الطفل" ومجلة «ثقافة الطفل»؛ وشر أعمال أدبية مثل المسرحيات، الروايات، والقصص التى تناسب مختلف الأعمار، بالإضافة إلى نشر إبداعات الأطفال أنفسهم.

تطوير البنية التحتية والتقنية تحديث المرافق و العمل على تحسين المرافق والتجهيزات لضمان بيئة تفاعلية وآمنة للأطفال. التحول الرقمي: تقديم محتوى رقمى تعليمى وثقافى عبر المنصات الإلكترونية للوصول إلى شريحة أكبر من الأطفال. وتعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية لنشر الوعى بأهمية البرامج الثقافية وتوسيع نطاق المستفيدين. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى توفير بيئة ثقافية وتعليمية شاملة تساهم فى تنمية مهارات الأطفال وتعزيز هويتهم الثقافية، وتعزيز الانتماء الوطني.

■ ماذا يقدم المركز القومى لثقافة الطفل للجمهور؟

يقدم المركز القومى لثقافة الطفل مجموعة متنوعة من الخدمات الثقافية والفنية والتعليمية للجمهور، وخصوصًا للأطفال، بهدف تنمية وعيهم وتعزيز قدراتهم الإبداعية. وتوجد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية منها : مسرحيات للأطفال تتناول موضوعات تربوية وتعليمية ترفيهية. وعروض الأراجوز وخيال الظل للحفاظ على التراث الشعبي. ورش الرسم والتلوين والنحت لتنمية الإبداع البصرى لدى الأطفال.

وحلقات الحكى والقصص التفاعلية التى تنمى الخيال وتعلم القيم الأخلاقية. وصالونات ثقافية مثل «حوار الأجيال» و«المبدع الصغير»، التى تشجع الأطفال على التعبير عن آرائهم ومواهبهم. ودورات تدريبية للأطفال فى الكتابة الإبداعية، السيناريو، والمسرح. ومحاضرات وندوات تثقيفية لأولياء الأمور حول تربية الأطفال وتنمية مهاراتهم. وبرامج خاصة لتنمية مهارات الأطفال ذوى الهمم ودمجهم فى الأنشطة الثقافية والفنية.

اما عن النشر والإنتاج الثقافى فيوجد إصدار كتب وقصص موجهة للأطفال فى مجالات الأدب والتاريخ والثقافة العامة. ونشر أبحاث ودراسات متخصصة عن ثقافة الطفل وسلوكيات. وإصدار مجلة «ثقافة الطفل» التى تحتوى على مواد تعليمية وترفيهية للعاملين مع الأطفال.

كما يتم تنظيم احتفالات خاصة بالمناسبات الدينية والوطنية مثل شهر رمضان، عيد الفطر، يوم التسامح، يوم الطفل، ويوم المرأة، ويوم الطفل العامل، وغيرخا.

واستضافة فعاليات مثل «ليالى رمضان الثقافية»، والتى تتضمن عروضًا فنية وترفيهية للأطفال، وملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية، وغيرها.

اما عن الأنشطة الرقمية والتكنولوجيا فيتم تقديم محتوى تعليمى وترفيهى رقمى عبر الموقع الإلكترونى ووسائل التواصل الاجتماعي. وتوفير تطبيقات إلكترونية تعليمية للأطفال «اسأل تحوت». وبث ورش وعروض مباشرة عبر الإنترنت لضمان وصول الأنشطة للأطفال فى مختلف المحافظات والتعاون مع المؤسسات الحكومية، والجمعيات الأهلية والمؤسسات الثقافية لتقديم خدمات ثقافية متميزة وقادرة على تلبية احتياجات الأطفال، وتوفير المناخ المناسب لبناء الطفل المصري، ويسعى المركز القومى لثقافة الطفل ليكون مساحة تفاعلية تجمع بين الترفيه والتعليم، بهدف خلق جيل واعٍ مثقف قادر على المشاركة الفعالة فى بناء مجتمعه.

■ نشاط المركز فى القاهرة والجيزة.. ماذا عن المحافظات؟

يعمل القومى لثقافة الطفل على توسيع نطاق خدماته ليشمل محافظات مصر المختلفة من خلال تنظيم قوافل ثقافية تجوب الأقاليم، خاصة فى قرى مبادرة «حياة كريمة» والمناطق الريفية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والهيئة العامة لقصور الثقافة والمحافظات المختلفة، وتهدف هذه القوافل إلى تقديم أنشطة ثقافية وفنية متنوعة للأطفال فى المناطق النائية، مما يساهم فى تعزيز الوعى الثقافى وتنمية المهارات الإبداعية لديهم. كما يسعى المركز إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات المحلية لضمان استمرارية هذه الأنشطة وتوسيع نطاقها لتشمل أكبر عدد ممكن من الأطفال فى مختلف محافظات مصر. ويستعد المركز القومى لثقافة الطفل لإطلاق مشروع جديد بعنوان "ملتقى أطفال مصر.. الثقافة تذهب إلى الأطفال"، وهو مبادرة تهدف إلى توسيع نطاق الأنشطة الثقافية والفنية لتصل إلى الأطفال فى مختلف أنحاء الجمهورية، خاصة فى المناطق النائية والريفية.

يهدف المشروع إلى توفير الأنشطة الثقافية والفنية للأطفال فى المناطق البعيدة عن المراكز الثقافية الرئيسية، وتنمية مهارات الأطفال الإبداعية والفنية وتعزيز وعيهم الثقافي، بالإضافة إلى تقديم محتوى ترفيهى وتعليمى يساهم فى بناء شخصية الطفل المصري.

وتتضمن مكونات المشروع قوافل ثقافية متنقلة: تنظيم قوافل تجوب المحافظات، تقدم ورش عمل فى الرسم، الموسيقى، الحكي، والمسرح. عروض فنية: تقديم عروض مسرحية، عروض الأراجوز، وعرائس الماريونيت لتعريف الأطفال بفنونهم التراثية.

ومعارض فنية: عرض أعمال الأطفال الموهوبين فى مجالات الرسم والتصوير والنحت.ورش تدريبية: تقديم ورش لتعليم مهارات جديدة مثل الحرف اليدوية، الكتابة الإبداعية، والتصوير الفوتوغرافي.

وسيتم التنسيق مع المدارس، مراكز الشباب، والجمعيات الأهلية فى المحافظات المستهدفة لضمان تحقيق أكبر استفادة ممكنة والوصول إلى أكبر عدد من الأطفال، ويسعى المركز لبناء شراكة قوية مع مكتبات مصر العامة وهيئة قصور الثقافة وغيرها من مؤسسات وزارة الثقافة، إذ يعد هذا المشروع خطوة هامة نحو تحقيق العدالة الثقافية وضمان وصول الخدمات الثقافية والفنية إلى جميع أطفال مصر، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.

■ ماذا عن ذوى الاحتياجات الخاصة؟

يُولى المركز القومى لثقافة الطفل اهتمامًا خاصًا بالأطفال من ذوى الإعاقة، حيث يعمل على دمجهم فى الأنشطة الثقافية والفنية وتقديم برامج متخصصة تلبى احتياجاتهم، وذلك ضمن استراتيجية شاملة لضمان العدالة الثقافية لجميع الأطفال، ومن أهم المبادرات والأنشطة المقدمة: الورش الفنية والإبداعية: ورش الرسم والتلوين باستخدام تقنيات تناسب الأطفال من ذوى الإعاقات البصرية والحركية، ورش الأشغال اليدوية مثل النحت وصناعة الحُلى لمساعدتهم على تنمية المهارات الحسية والحركية، وورش المسرح والموسيقى لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحفيز قدراتهم التعبيرية. ويوجد العروض الفنية والتثقيفية منها: عروض الأراجوز وخيال الظل بتقديم قصص توعوية بلغة الإشارة، عروض مسرحية موجهة للأطفال الصم والمكفوفين، تتضمن لغة الإشارة والشرح الصوتي، وتنظيم فعاليات ثقافية دورية تشمل عروضًا فنية تناسب الأطفال من ذوى التحديات الذهنية. ومبادرات لدعم الدمج الثقافى منها: برنامج «بنكمل بعض»، الذى يهدف إلى تمكين الأطفال من ذوى القدرات الخاصة من خلال الفنون، والذى نتج عنه فريق بنكمل بعض الاستعراضي، وفريق كورال بنكمل بعض. وورش تدريبية لأولياء الأمور والمعلمين حول كيفية التعامل مع الأطفال ذوى الهمم وتنمية مهاراتهم الثقافية. كما يتم تخصيص أيام للاحتفال بالأطفال من ذوى الهمم ضمن الفعاليات الكبرى مثل يوم الطفل العالمي، وتنظيم مهرجانات ثقافية تجمع بين الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة وغيرهم لتعزيز الدمج المجتمعي. واستخدام التكنولوجيا لخدمتهم بتطوير تطبيقات إلكترونية تسهل الوصول إلى المحتوى الثقافى للأطفال ذوى الإعاقات المختلفة، وتقديم ورش تفاعلية عبر الإنترنت لمساعدتهم على التعلم وتنمية مهاراتهم عن بُعد.

ويسعى المركز القومى لثقافة الطفل إلى جعل الثقافة والفنون فى متناول جميع الأطفال، بغض النظر عن التحديات التى يواجهونها، وذلك إيمانًا بحقهم فى الإبداع والتعبير عن أنفسهم، مثلما يسعى إلى أن يقدم خدمة ثقافية متميزة من خلال تقديم النماذج والأفكار المبتكرة للعمل مع الأطفال فى كل المراكز الثقافية بوصفه بيت الخبرة فى هذا المجال.

                     

                                                                                                                            

 

 

484039784_1176755700605477_7757873021806323989_n

مقالات مشابهة

  • خبير دولي يؤكد عجز البحرية الأمريكية في حماية الملاحة الى الكيان
  • واشنطن: اتفاق إستراتيجي مع أوكرانيا لاستغلال المعادن النادرة
  • تعرف على الأهداف العسكرية الإيرانية التي حددتها أمريكا وإسرائيل لقصفها
  • إيران: سنرد "قريبًا" على "الفرص والتهديدات" في رسالة ترامب
  • مساعد وزير الخارجية: السودان يرتبط بالأمن القومي المصري.. ونرفض إي إملاءات على شعبه
  • ترامب يمهل إيران شهرين للتفاوض بشأن برنامجها النووي أو استهدافه
  • سيُقضى على الحوثيين بالكامل..ترامب يدعو إيران للتوقف عن دعمهم فوراً
  • واشنطن تقلّص جهود مكافحة حملات التهديد الروسي وسط تقارب ترامب مع موسكو
  • حوارات ثقافية| الكاتب أحمد عبدالعليم يكشف لـ «البوابة نيوز» استعدادات «القومي لثقافة الطفل» لشهر رمضان وعيد الفطر المبارك