استطلاع دولي: المغاربة الأكثر وعياً بأزمة نقص المياه في المنطقة
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
كشف استطلاع رأي أجراه عملاق تكنولوجيا المياه “GROHE” لعام 2025، شمل أكثر من 20,000 مستهلك من مختلف أنحاء العالم، أن المستهلكين في المغرب ومنطقة الشرق الأوسط يعدون من بين الأكثر وعياً بأزمة نقص المياه وحلول الحفاظ عليها.
الاستطلاع، الذي استهدف تقييم الوعي العالمي بأزمة الجفاف وتأثيراتها على الحياة اليومية، أظهر أن المغاربة يتصدرون قائمة الدول الأكثر إدراكاً لأهمية المياه، حيث أشار أكثر من 75% من المشاركين إلى أن قضايا المياه تُعد أولوية في حياتهم اليومية.
وقد أظهرت النتائج أن المستهلكين المغاربة يتبنون حلولاً مبتكرة ومتنوعة لتقليص استهلاك المياه في المنزل، مثل استخدام تقنيات توفير المياه في الحمام والمطبخ، وتركيب أنظمة الري الذكية في الحدائق.
كما أشار التقرير إلى أن 60% من المغاربة يفضلون شراء الأجهزة المنزلية الموفرة للطاقة والمياه، مثل صنابير المياه الذكية ومعدات الاستحمام الموفرة.
وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، كشف الاستطلاع أن الوعي البيئي يزداد بشكل ملحوظ، حيث أبدى 68% من المستهلكين في المنطقة اهتمامًا بالحلول المستدامة لترشيد استهلاك المياه. وتُعتبر هذه النسب دليلاً على التوجه المتزايد نحو تبني تقنيات وممارسات مبتكرة للحد من هدر المياه، خاصة في دول تشهد تحديات مائية كبيرة.
ووفقاً للاستطلاع، فإن الاهتمام المتزايد بالموارد المائية يعكس تحولاً إيجابياً نحو الاستدامة في المغرب ومنطقة الشرق الأوسط.
ويشدد تقرير “GROHE” على ضرورة تبني حلول شاملة ومستدامة على مستوى الأفراد والمجتمعات للحفاظ على الموارد المائية وضمان استدامتها للأجيال القادمة، خصوصاً في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تواجهها المنطقة.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: أزمة نقص المياه الاستدامة الاستدامة البيئية الجفاف الحفاظ على المياه الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.
قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية. سارت حينها في فلك يخدم أجندات الفوضى الخلاقة، وسخّرت أدواتها الإعلامية لضرب استقرار الدول. لكن المعادلة تغيرت، وبفضل القيادة السياسية المصرية، نجحت القاهرة في تفكيك ذلك المشروع، وإعادة ضبط العلاقة مع قطر. اليوم، لم تعد الدوحة في موقع الخصومة، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وأداة فاعلة ضمن مساعي إنهاء الحرب في غزة، في تنسيق مصري- قطري يعكس نضجًا سياسيًا يُحسب للطرفين.
أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.
ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.
الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.
الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.
ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.
بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.