في مفاجأة دبلوماسية، اجتمع الرئيسان الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي الثلاثاء الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، تحت رعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وجاء اللقاء في إطار محاولة لإيجاد حلول للنزاع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تتهم رواندا بدعم حركة التمرد "إم 23".

وفي هذا الصدد، أجرت إذاعة فرنسا الدولية حوارا مع بنيامين أوغي، الباحث المشارك في مركز أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، الذي اعتبر أن قطر قامت بخطوة دبلوماسية لافتة، وتدين الدوحة بهذا إلى العلاقات الجيدة التي تحافظ عليها مع كل من رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في وقت واحد.

وأشار الباحث بنيامين أوغي إلى أن قطر تعمل على هذا الملف منذ سنوات، فقد عُقدت لقاءات عدة منذ بداية عام 2023 في كل من قطر وباريس، تحت رعاية أمير قطر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنها لم تفض إلى نتائج ملموسة حتى الآن.

وقال إن قطر تتميز برغبتها المستمرة في تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، بما يتناغم مع سياستها الخارجية الهادفة إلى تقديم نفسها كوسيط محايد في النزاعات الدولية.

إعلان لماذا قطر؟

يرى أوغي أن اهتمام قطر المتزايد بكل من رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية يعود إلى متانة العلاقات الاقتصادية بين الدوحة ودولتي وسط أفريقيا. ففي رواندا، تستعد قطر لتنفيذ أكبر استثمار لها في القارة، من خلال بناء مطار دولي جديد في ضواحي العاصمة كيغالي تصل قيمته إلى 1.6 مليار دولار.

أما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فأبدت الدوحة اهتماما كبيرا بتطوير مشاريع البنية التحتية في مجالي الموانئ والمطارات، مما يُعزّز من حضورها الاقتصادي في البلاد. وهكذا، فإن هذا التوازن في العلاقات السياسية والاقتصادية جعل من قطر طرفا فاعلا قادرا على جمع الجانبين على طاولة الحوار.

جنود كونغوليون خلال دوريات في بلدة روتشورو بشرق الكونغو (رويترز)

وتعد قطر، وفقًا لأوغي، دولة لا تحمل أجندات سياسية خفية، وذلك يمنحها مصداقية كوسيط نزيه. ويضيف أن قطر لا تكتفي بتوفير أرضية ملائمة للمفاوضات، بل تسعى أيضا لتقديم الموارد المالية اللازمة لدعم الحوار، فإذا تطلب الأمر استثمارات إضافية في كيغالي أو كينشاسا فإن قطر مستعدة لتقديم الدعم، وهو ما يعكس التزامها بالمضي قدما في العملية، حتى إن استغرقت وقتا طويلا.

وعلى الرغم من أن البيان الصادر عن قمة 18 مارس/آذار لم يحمل جديدا كبيرا مقارنة بالبيانات السابقة، فإن الوساطة القطرية قد تلعب دورا محوريا في تنسيق الجهود المختلفة القائمة في القارة الأفريقية، على غرار جهود الاتحاد الأفريقي، وجماعة شرق أفريقيا، والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي.

فقطر، حسب أوغي، لا تسعى لتولي زمام المبادرة أو منافسة هذه الأطراف، بل تركز على تعزيز التنسيق فيما بينها، بهدف تسهيل التوصل إلى اتفاق حقيقي بين الجانبين.

قطر وأفريقيا

في السابق، سعت قطر إلى توسيع دورها كوسيط في عدد من النزاعات الأفريقية، مثل النزاع في دارفور وجهود التهدئة في تشاد. ويشير أوغي إلى أن الدوحة خفّفت من وتيرة حضورها في القضايا الأفريقية مؤخرا، نتيجة انشغالها بملفات إقليمية ودولية، في مقدمتها الوضع في غزة.

إعلان

ومع ذلك، تبقى قطر على استعداد للتدخل متى طُلب منها ذلك، كما حدث في حالة النزاع بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وبغض النظر عن نتائج الوساطة الحالية، تظل قطر، وفقًا للباحث بنيامين أوغي، لاعبا مهما في جهود حل النزاع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. فقد تمكنت من جمع الزعيمين في وقت فشلت فيه العديد من المبادرات الأخرى، مما يدل على قدرتها على تقديم نفسها كوسيط محايد وفعّال في القضايا الدولية.

ومع استمرار الأزمة في شرق الكونغو، فإن الوساطة القطرية قد تُشكّل مفتاحًا لحل هذا النزاع الطويل الأمد، شريطة ترجمة أي اتفاق يُتوصل إليه إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الکونغو الدیمقراطیة

إقرأ أيضاً:

الذهب يتجه لمكاسب أسبوعية وسط آمال بخفض الفائدة

تراجعت أسعار الذهب اليوم الجمعة وسط قوة الدولار إلا أنها تتجه لتسجيل مكاسب للأسبوع الثالث بعد إشارات من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن خفض أسعار الفائدة هذا العام.

وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 3029.86 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0500 بتوقيت جرينتش. ووصل الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3057.21 دولار للأوقية في الجلسة السابقة. وزاد بنحو 1.5 بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن.
كما نزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 3037.50 دولار.
وأبقى المركزي الأميركي يوم الأربعاء معدل الفائدة الرئيسي لليلة واحدة ثابتا عند نطاق 4.25-4.50 بالمئة. ويتوقع صناع السياسات أن يخفض البنك المركزي الفائدة مرتين وبمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما بنهاية العام.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 1.2 بالمئة إلى 33.13 دولار للأوقية وهبط البلاتين 0.4 بالمئة إلى 980.75 دولار ونزل البلاديوم 0.6 بالمئة إلى 946.01 دولار. وتتجه المعادن الثلاثة لخسارة أسبوعية.

أخبار ذات صلة الذهب يحلق لمستوى قياسي جديد الذهب عند أعلى مستوى على الإطلاق المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الكونغو الديمقراطية تعتزم تمديد حظر تصدير الكوبالت
  • تفاقم أزمة النزوح في الكونغو الديمقراطية بسبب فجوات التمويل
  • الكونغو الديمقراطية: ثوران بركان نيامولاجيرا.. ولا يوجد خطر مباشر على السكان
  • الكونغو الديمقراطية: تسجيل 200 حالة مشتبه بإصابتها بجدري القرود منذ بداية العام في موبا
  • الذهب يتجه لمكاسب أسبوعية وسط آمال بخفض الفائدة
  • وول ستريت جورنال: رئيس الكونغو عرض على ترامب اتفاقية معادن مقابل الأمن
  • ترحيب دولي بالوساطة القطرية التي جمعت الكونغو الديمقراطية ورواندا
  • صحيفة لبنانية: وفد نيابي زار قطر لبحث دعم المكون السني
  • متمردو حركة إم 23 يدخلون مدينة جديدة بشرق الكونغو