تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أثار مسلسل "لام شمسية" في موسم رمضان 2025، جدلاً واسعًا بتطرقه لقضية حساسة ونادرة الطرح في الدراما العربية، وهي "البيدوفيليا" أو التحرش الجنسي بالأطفال، وتناول المسلسل هذه القضية بجرأة، مما دفع المشاهدين والنقاد للتفاعل والنقاش حولها، وتقدم لكم “البوابة نيوز” فيما يلي نقاط تسلط الضوء على هذا الموضوع النادر الطرح بالدراما المصرية والعربية 

"لام شمسية".

. هل يكسر التابوهات ويتناول البيدوفيليا بجرأة؟

اضطراب الاشتهاء الجنسي للأطفال، هو ميل جنسي للبالغين نحو الأطفال الذين لم يبلغوا سن البلوغ، ويُعتبر هذا الاضطراب من المشكلات النفسية الخطيرة التي تتطلب تدخلاً وعلاجًا متخصصًا، وفي مسلسل "لام شمسية"، تتهم "نيللي" (أمينة خليل) صديق زوجها "وسام" (محمد شاهين) بالتحرش بابن زوجها "يوسف"، مما يفتح الباب لمناقشة قضية البيدوفيليا. 

فيما أكد المخرج كريم الشناوي  أن المسلسل لا يمكن اختزاله في قضية البيدوفيليا فقط، مشيرًا إلى أن العمل يتناول تجارب إنسانية متعددة الطبقات ولا يمكن تلخيصه في عنوان أو فكرة واحدة.

وقد لاقى المسلسل إشادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي لتناوله الجريء لقضية التحرش بالأطفال، مع إشادة بأداء الممثلين وعمق الطرح الدرامي، فيما يقوم تسليط الضوء على مثل هذه القضايا في الدراما يساهم في زيادة الوعي المجتمعي حول مخاطر البيدوفيليا وضرورة حماية الأطفال من التحرش، فقد أظهر مسلسل "لام شمسية" كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة فعّالة لفتح نقاشات مجتمعية حول موضوعات قد تكون مسكوتًا عنها، مما يعزز الوعي ويشجع على البحث عن حلول، كما يعرض المسلسل الصعوبات التي يواجهها ضحايا التحرش وأسرهم في التعامل مع المجتمع، مما يبرز الحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي لهم، ويُبرز دور المجتمع في حماية الأطفال، بدءًا من الأسرة وصولاً إلى المؤسسات التعليمية والدينية، وضرورة توفير بيئة آمنة لهم.

فيما تُظهر الأحداث أن التعامل مع المتحرشين يجب أن يشمل العقاب المناسب والتأهيل النفسي لمنع تكرار السلوك، وقد يشجع نجاح "لام شمسية" الدراما العربية على تناول مزيد من القضايا الحساسة بجرأة وموضوعية في المستقبل، فهو خطوة جريئة في الدراما العربية، مما يفتح المجال لنقاش أوسع حول كيفية حماية الأطفال وزيادة الوعي المجتمعي بهذه الظاهرة الخطيرة. 

 

د جمال فرويز من الضحية إلى الجاني.. كيف يؤثر الاعتداء على هوية الطفل وسلوكه

حذر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وطب المخ والاعصاب بجامعة عين شمس، من أن حالات التحرش بالأطفال غالبًا ما تبدأ من داخل نطاق الأسرة أو من المقربين، مثل الأصدقاء، الجيران، الخال، العم، أو حتى المدرس، حيث يستغل هؤلاء موقعهم القريب من الطفل والثقة التي يمنحهم إياها الأهل لتحقيق أهدافهم الدنيئة.  

وأوضح فزوير أن المعتدي غالبًا ما يستغل انشغال الأبوين، فيطلب الجلوس مع الطفل بحجة التسلية أو المساعدة، ثم يبدأ في فرض سيطرته من خلال التخويف والترهيب، مما يمنع الطفل من البوح بما يتعرض له، وأكد أن أحد أكبر الأخطاء التي تقع فيها الأمهات هو ترك الأطفال مع أشخاص مقربين دون تدقيق، سواء لتخفيف مسؤولياتهن أو بسبب ضغوط الحياة والعمل، وهو ما يعرض الطفل لخطر الاستغلال.  

وأشار إلى أن بعض الأطفال يظهرون رفضهم لهذا الأمر بالبكاء والصراخ، لكن بعض الأمهات قد يصررن على إرسالهم إلى الأقارب أو الجيران لإنجاز مهام المنزل، دون الالتفات إلى إشارات الخطر التي قد تصدر عن الطفل.  

وشدد “فرويز” على ضرورة توعية الأهل بأهمية حماية أطفالهم، ومراقبة تصرفاتهم وردود أفعالهم، وعدم الثقة العمياء في أي شخص مهما كانت درجة قرابته، مؤكدًا أن حماية الطفل تبدأ من إدراك الأهل للمخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وأوضح  أن الأطفال الذين يتعرضون للتحرش قد تظهر عليهم علامات صامتة لا ينتبه إليها الأهل في البداية، مثل الانطواء، السكوت المستمر دون مبرر، ضعف الانتباه والتركيز، مما يؤدي إلى تراجع في التحصيل الدراسي، إضافة إلى أعراض أخرى مثل الاكتئاب، اضطرابات النوم، وفقدان أو زيادة الشهية بشكل غير طبيعي.  

وأكد أن معظم الأهالي لا يلتفتون لهذه العلامات إلا عند ظهور آثار جسدية واضحة، مثل النزيف أو الجروح، وهو ما يعني أن الطفل يكون قد تعرض للأذى لفترة قبل أن يُدرك الأهل حجم الخطر.  

فيما شدد على ضرورة توعية الأطفال لحمايتهم من التحرش، من خلال تعلّيمهم تجنب الجلوس بمفردهم مع شخص غريب، أو الذهاب معه لأي مكان، أو الدخول إلى الحمام برفقة الآخرين، كما يجب تنبيههم لعدم الجلوس على أرجل الكبار أو السماح بلمس أجسادهم بشكل غير لائق.  

كما شدد على ضرورة غرس مفهوم حرمة الجسد لدى الطفل منذ الصغر، وتعويده على عدم تغيير ملابسه أمام الآخرين، أو الاستحمام المشترك حتى بين الإخوة، وذلك لحمايتهم من أي استغلال أو أذى نفسي قد يتعرضون له دون أن يدركوا حقيقته.

وفيما يخص ردود فعل الأطفال تجاه التحرش، أكد أن تعرض الطفل للتحرش بشكل متكرر قد يؤدي إلى ردود فعل متباينة، حيث ينقسم الأطفال إلى نوعين من الاستجابات النفسية والسلوكية، فبعض الأطفال يواجهون الصدمة بانغلاق تام على أنفسهم، فيميلون إلى العزلة، ويفقدون الثقة في الآخرين، مما قد يؤدي إلى مشاكل نفسية طويلة الأمد مثل القلق والاكتئاب، واضطرابات النوم، والتردد في التعامل مع الأشخاص حتى داخل الأسرة.  

وعلى الجانب الآخر، قد يظهر الطفل رد فعل عكسيًا من خلال السلوك العدواني، سواء تجاه أقرانه أو الكبار، كرد فعل دفاعي على ما تعرض له، وقد يتحول هذا الطفل في المستقبل إلى شخص يمارس العنف أو الاعتداء على الآخرين، سواء جسديًا أو نفسيًا.  

وحذر من أن هذه التأثيرات النفسية قد تستمر حتى مرحلة البلوغ، حيث قد يتحول الضحية إلى شخص يعاني من اضطرابات في الهوية الجنسية أو يتبنى سلوكًا عدوانيًا تجاه المجتمع، لذا، فإن التدخل المبكر من قبل الأهل والمتخصصين يعد ضروريًا لمنع تفاقم هذه التأثيرات، وذلك من خلال توفير الدعم النفسي المناسب للطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، واحتوائه عاطفيًا لمساعدته في تجاوز الصدمة. 

وأوضح “فرويز” أن الأطفال دون العشر سنوات يعتمدون نمط التفكير الكونكريتي (Concrete Thinking)، وهو التفكير الحرفي أو العياني، أي أن الطفل يفكر بطريقة مباشرة وملموسة، دون القدرة على التجريد أو فهم المعاني الرمزية والمفاهيم المعقدة، فعلى سبيل المثال، إذا قُلتَ لطفل صغير "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، فإنه لن يفهم المعنى المجازي، بل قد يتخيل أن الوقت شيء مادي يمكن حمله أو قطعه.  

ويظهر التفكير الكونكريتي بوضوح عند الأطفال في المراحل المبكرة من النمو، حيث يفهمون الأشياء بناءً على ما يرونه أو يختبرونه بشكل مباشر، دون تحليل عميق أو تأويلات مجردة، لذلك يقوم المتحرش بتخويفهم بعبارات مثل "لو حكيت هقطع لسانك أو أموتك أو أهلك هيكسروك من الضرب"،  لذلك يجب احتواء الأطفال توعية الأطفال بشأن الأمان الشخصي أو مخاطر التحرش، يجب استخدام لغة واضحة وبسيطة، تعتمد على أمثلة ملموسة وسهلة الفهم.

دراسات عربية حديثة تناولت قضية البيدوفيليا 

البيدوفيليا، أو اضطراب الاشتهاء الجنسي للأطفال، هو موضوع حساس وقليل الطرح في الأبحاث العربية، ومع ذلك، هناك بعض الدراسات العربية التي تناولت هذا الموضوع.

1- دراسة بعنوان "اضطراب البيدوفيليا: دراسة تحليلية في ضوء علم النفس الجنائي"

المؤلف: الدكتور محمد عبد الله العتيبي

الناشر: مجلة العلوم النفسية

العام: 2020

الملخص: تتناول الدراسة تحليل سلوك البيدوفيليا من منظور علم النفس الجنائي، مع التركيز على العوامل النفسية والاجتماعية المؤدية لهذا الاضطراب.

2- دراسة بعنوان "البيدوفيليا في المجتمعات العربية: الأسباب والتداعيات"

المؤلف: الدكتورة سعاد محمد الحربي

الناشر: مجلة العلوم الاجتماعية

العام: 2019

الملخص: تستعرض الدراسة انتشار ظاهرة البيدوفيليا في بعض المجتمعات العربية، مع التركيز على الأسباب والتداعيات الاجتماعية والنفسية.

3- دراسة بعنوان "العلاج النفسي لاضطراب البيدوفيليا: مقاربة معرفية سلوكية"

المؤلف: الدكتور أحمد خالد النجار

الناشر: مجلة العلاج النفسي

العام: 2021

الملخص: تقدم الدراسة استعراضًا لأساليب العلاج النفسي المعتمدة في معالجة اضطراب البيدوفيليا، مع التركيز على المقاربة المعرفية السلوكية. 

تحذيرات من تأثير لام شمسية على الأطفال.. هل نحتاج إلى إعادة ضبط المعروض على الشاشات؟

أكدت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على ضرورة إعادة النظر في الموضوعات التي تُعرض على الشاشات، خاصة تلك التي تتناول قضايا حساسة قد تؤثر سلبًا على الأطفال والمراهقين.

وأوضحت أن مناقشة مثل هذه الموضوعات علنًا قد يكون لها أضرار تفوق فوائد التوعية بها، حيث قد تثير فضول الأطفال والمراهقين، مما يدفعهم إلى محاولة استكشافها أو حتى تقليدها بدافع الفضول.  

وشددت على أن الإنسان بطبيعته ميّال إلى التقليد، خاصة عندما يتعلق الأمر بأشياء غير مألوفة أو محاطة بالغموض، مما قد يفتح الباب أمام سلوكيات خطيرة لم تكن موجودة من قبل، وأشارت إلى أهمية انتقاء المحتوى الإعلامي بعناية، وضبط ما يُعرض للأطفال والمراهقين، بحيث يكون هادفًا ومفيدًا دون التسبب في إثارة فضول غير مرغوب فيه.  

كما دعت إلى ضرورة وضع استراتيجيات واضحة لتقديم التوعية حول القضايا الحساسة، بحيث تتم مناقشتها بطرق مدروسة، بعيدًا عن الإثارة أو الترويج غير المباشر لها، مع التركيز على توعية الأهل بكيفية التعامل مع هذه القضايا بطريقة مناسبة لعمر الطفل ومستوى إدراكه.  

فيما أوضحت الدكتورة سامية، على أهمية التوعية السليمة والهادئة عند التعامل مع القضايا الحساسة، مشيرة إلى أن استخدام "القوى الناعمة" هو الأسلوب الأكثر فعالية في إيصال الرسائل التوعوية، خاصة داخل الأسرة، حيث تلعب الأسرة الدور الأكبر وربما الأوحد في توجيه الأطفال وتوعيتهم بالمخاطر المحتملة.  

وأشارت إلى أن التوعية لا يجب أن تكون مبنية على الترهيب أو الصدمة، بل يجب أن تعتمد على الحوار الهادئ والشرح المناسب لعمر الطفل، بحيث يفهم دون أن يتولد لديه خوف غير مبرر أو فضول غير مرغوب فيه، مضيفة أن الأهل يجب أن يكونوا المصدر الأول للمعلومات بالنسبة لأطفالهم، حتى لا يلجأوا إلى مصادر أخرى قد تكون غير موثوقة أو مضللة.  

وشددت على ضرورة تعزيز الثقة بين الأهل وأطفالهم، مما يسمح للأطفال بالتعبير عن مخاوفهم وتساؤلاتهم دون تردد، مؤكدة أن الأسرة الواعية هي الدرع الأول في حماية الطفل من أي تأثيرات سلبية قد يتعرض لها من محيطه أو وسائل الإعلام.

كما أكدت على أن مناقشة مثل هذه الموضوعات يجب أن تتم عبر خطط تربوية مدروسة توجه للآباء والأمهات، بدلاً من طرحها في مسلسلات تعرض خلال شهر رمضان، حيث إن هذه الحالات نادرة، ولا يجب تسليط الضوء عليها بشكل قد يثير الفضول أو القلق في المجتمع.  

وأضافت أن التركيز يجب أن يكون على إنتاج برامج توعوية موجهة للأطفال على غرار برامج الزمن الجميل مثل البرنامج الإذاعي بابا شارو ، الذي قدم محتوى تعليميًا وترفيهيًا يحمي الطفل من التعرض لأفكار غير مناسبة، مشددة على أن للأسرة الدور الأعظم في تنشئة الطفل سلوكيًا وأخلاقيًا، وأنه يجب منح كل طفل حقه في التربية والاهتمام، مع مراعاة الفروق العمرية بين الأبناء حتى لا يشعر أحدهم بالإهمال.  

وأوضحت أن صلاح الطفل أو فساده يبدأ من الأسرة، فإذا احتضنته عائلته ودعّمته عاطفيًا وفكريًا، فلن يكون عرضة للتأثر السلبي من محيطه، ولن يقع تحت تأثير الأشخاص السيئين، كما شددت على ضرورة الرقابة الجيدة على الأعمال الفنية، خاصة التي تتناول المناطق الشعبية، إذ تعكس الدراما في كثير من الأحيان صورة مغلوطة عن هذه البيئات، من خلال إبراز البلطجة والاعتداءات كجزء من الحياة اليومية فيها.  

كما انتقدت تقديم شخصية المتحرش في المسلسل باعتباره شخصًا ناجحًا اجتماعيًا وأكاديميًا، مثل كونه "دكتور جامعي محبوب وبارّ بأمه"، معتبرة أن ذلك يكسر بعض التابوهات بطريقة قد تؤدي إلى تشويه صورة النماذج الإيجابية في المجتمع، مشيرة إلى أن الدراسات تؤكد أن المتحرش غالبًا ما ينشأ في بيئة غير سوية، ويمر بظروف اجتماعية قاسية تؤثر على سلوكه، داعية إلى فرض رقابة أكثر صرامة على الدراما، وتوجيه صناع المحتوى نحو إنتاج أعمال تعزز القيم الإيجابية بدلاً من التركيز على الجوانب السلبية التي قد تؤدي إلى تطبيع بعض السلوكيات غير المرغوب فيها داخل المجتمع.

قبل لام شمسية.. أعمال درامية عالمية ناقشت ظاهرة البيدوفيليا 

فيلم "لوليتا" (1962 و1997): مستندًا إلى رواية فلاديمير نابوكوف، يتناول الفيلم العلاقة المثيرة للجدل بين رجل بالغ وفتاة في الثانية عشرة من عمرها، وقد أثار الفيلم نقاشات حول موضوع البيدوفيليا وكيفية تقديمه في السينما.

فيلم "Cuties" (2020): أثار الفيلم الفرنسي جدلاً واسعًا بعد عرضه على منصة نتفليكس، حيث اتُهم بالترويج لجنسنة الأطفال، وقد دافع البعض عن الفيلم باعتباره نقدًا للضغوط المجتمعية على الفتيات الصغيرات، بينما رأى آخرون أنه يساهم في تطبيع البيدوفيليا.

فيلم "صوت الحرية" (2024): يتناول الفيلم قضية الاستغلال الجنسي للأطفال وتجارة البشر، مسلطًا الضوء على الجهود المبذولة لمكافحة هذه الجرائم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: لام شمسية مسلسل لام شمسية أمينة خليل مسلسل لام شمسية البيدوفيليا موسم رمضان 2025 التحرش بالأطفال مع الترکیز على التعامل مع لام شمسیة على ضرورة الطفل من من خلال على أن إلى أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

"لام شمسية".. دراما نفسية جريئة تقتحم المحظور وتكشف المسكوت عنه

منذ عرض حلقاته الأولى في النصف الثاني من رمضان، فجّر مسلسل "لام شمسية" جدلاً واسعاً، بطرحه قضية التحرش بالأطفال في سياق درامي مشحون بالعاطفة والصراعات.

قصة مسلسل "لام شمسية"

تدور الأحداث حول نيللي (أمينة خليل)، معلمة أطفال تعمل في مدرسة دولية، تعيش حياة هادئة مع زوجها طارق (أحمد السعدني)، وابنهما ياسين (5 سنوات)، إلى جانب يوسف (9 سنوات)، ابن طارق من زواجه الأول.

تتغير حياتهم رأساً على عقب عندما تكتشف نيللي أن صديقهم المقرب ومعلم "يوسف"، وسام (محمد شاهين)، زوج صديقتها (يسرا اللوزي)، قد تحرش بيوسف. 

في لحظة غضب، يعتدي طارق على وسام بعنف، ما يدفع الأخير للدخول في غيبوبة، وينتهي الأمر بسجن طارق، لكن الأمور تأخذ منحى أكثر تعقيداً عندما يستفيق وسام، ويبدأ في قلب الطاولة، متهماً نيللي بأنها اختلقت القصة بأسرها!

دراما تثير الجدل وصدمة النقاش

منذ الحلقات الأولى، أشعل "لام شمسية" منصات التواصل الاجتماعي بنقاشات حادة حول جرأة الطرح، إذ وجد بعض المشاهدين صعوبة في تقبل القضية ضمن الدراما، بينما رأى آخرون أن تسليط الضوء على مثل هذه القضايا ضرورة مجتمعية.

وفي هذا السياق، صرّح الناقد الفني حاتم جمال لـ"24" قائلًا: "لا يمكن الحكم على العمل من الحلقات الأولى، لكنه بلا شك يحمل جرأة قد تصدم البعض، فالمخرج كريم الشناوي ترك القصة مفتوحة، مما يدفع المشاهدين للتساؤل خلال الحلقات المقبلة: هل ارتكب وسام الجريمة فعلًا أم أن نيللي تعاني من تهيؤات؟"

وأضاف أن المسلسل يحقق الهدف الأهم للدراما، وهو تسليط الضوء على القضايا الحساسة لتحفيز النقاش المجتمعي، معتبراً أن الطرح كان موفقاً للغاية.

أما عن الجدل الدائر عبر منصات التواصل الاجتماعي، صرّح حاتم جمال أن هذا الأمر طبيعي، لأن المسلسل يطرح قضية جدلية وجريئة، بالتالي فإن النقاش حول العمل يبقى مطروحاً وبديهياً.

وعلى صعيد الأداء، أثنى الناقد الفني على أداء أحمد السعدني، معتبراً أنه تجاوز مرحلة "النجومية" التقليدية، فيما قدمت أمينة خليل أداءً لافتاً جعل المسلسل محطة فارقة في مشوارها الفني.

الفن بين الواقع والمجتمع

أثار العمل نقاشاً أوسع حول دور الدراما في مناقشة القضايا المجتمعية، وهل يجب على الأعمال الفنية تسليط الضوء على القضايا المسكوت عنها، أم تجنبها حفاظاً على راحة الجمهور؟

وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة ميادة لطفي، الباحثة في علم الاجتماع، لـ"24" أن العلاقة بين الفن والمجتمع تبادلية، قائلة: "الدراما لا تعكس الواقع فحسب، بل تؤثر فيه أيضاً، القضايا الشائكة، مثل التحرش بالأطفال، يجب أن تُطرح بعناية ومسؤولية، لضمان توعية المجتمع دون إثارة الفزع أو تقديم صورة مشوهة".

وأضافت أنه عند تناول أزمات نفسية أو اجتماعية، يجب أن يكون هناك رؤية واضحة، حتى لا يترك العمل تأثيراً سلبياً على الجمهور، بل يساعد في تعزيز الوعي المجتمعي.

حماية الأطفال على الشاشة

نظراً لحساسية الموضوع، جرت نقاشات موسّعة بين الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما حول مدى التأثير النفسي على الطفل الذي يجسد دور "يوسف" خلال العمل، ما دفع صُنّاع المسلسل للتأكيد على أنهم اتخذوا إجراءات صارمة لحماية الأطفال المشاركين في العمل نفسياً.

كما أشار المخرج كريم الشناوي إلى أن فريق الإنتاج استعان بسارة عزيز، مديرة ومؤسسة منظمة Safe Egypt وعضو مجلس إدارة المجلس القومي للأمومة والطفولة، لضمان تأهيل الطفل الذي قدم دور "يوسف" نفسياً قبل تصوير المشاهد الحساسة.

وعن أهمية هذه الإجراءات، علّقت الدكتورة ميادة لطفي قائلة: "عند التعامل مع قضايا حساسة في الدراما، من الضروري الالتزام بمعايير دقيقة، لضمان ألا تتحول المشاهد إلى عامل ضغط نفسي على الأطفال المشاركين أو المشاهدين الصغار".

كيف نحمي أطفالنا من التحرش؟

بصرف النظر عن الجدل الدرامي، يفتح "لام شمسية" نقاشاً مهماً حول دور الآباء في حماية أطفالهم من التحرش، وهو ما تؤكد عليه ميادة لطفي، مشيرة إلى أهمية التواصل الفعّال مع الأطفال وتعليمهم كيفية التحدث عن أي موقف غير مريح يتعرضون له.

وأوضحت أن هناك علامات قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش، منها فقدان الثقة بالنفس، اضطرابات النوم والكوابيس المتكررة، التبول اللاإرادي المفاجئ، السلوك العدواني أو الانطوائي المفرط، تغيرات في الشهية سواء بفقدانها أو الإفراط في تناول الطعام، وشكاوى جسدية متكررة دون سبب طبي واضح.

كما شددت على أن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة مثل الاكتئاب واضطرابات الشخصية، لذلك يُنصح باللجوء إلى مختصين نفسيين لضمان تعافي الطفل بشكل صحي وسليم.

مقالات مشابهة

  • "لام شمسية".. دراما نفسية جريئة تقتحم المحظور وتكشف المسكوت عنه
  • بين الإشادة والانتقاد.. هل نجح لام شمسية في كسر التابوهات الدرامية؟
  • تطرق له مسلسل لام شمسية.. علامات تدل على تعرض طفلك للتحـ رش
  • يسبب مضاعفات خطيرة.. اكتشف أعراض مرض الهربس عند الأطفال
  • تطور جديد في قضية اعتداء نجل محمد رمضان على طفل
  • أحمد نجم يكتب: العادات السيئة عند الأطفال
  • بعد تسليط الضوء على قضية التحرش في لام شمسية.. استشاري نفسي يقدم نصائح لحماية الأطفال
  • نداء عاجل من مؤلفة “لام شمسية” للإعلام
  • كيف ناقش مسلسل لام شمسية مرض «البيدوفيليا»؟.. قضية حساسة ومسكوت عنها دائمًا.. وأخصائي نفسي يشرح كيفية التعامل مع الأمر دون نقل شعور الاكتئاب أو الذنب للطفل المعتدى عليه