حين يسرق اللصوص تضحيات الأبطال: دفاعاً عن كرامة الوطن
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
#سواليف
حين يسرق #اللصوص #تضحيات_الأبطال: دفاعاً عن #كرامة_الوطن
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في مثل هذا اليوم من كل عام، يغمرني شعور لا يوصف بالفخر والاعتزاز، وأنا أستذكر والدي، ذاك الرجل الصلب الذي كان جزءًا من أنقى الصفحات وأشرفها في تاريخ هذا الوطن العظيم. والدي لم يكن مجرد جندي في معركة، بل كان شاهدًا حيًّا على زمن البطولة والرجولة، ممن خاضوا معارك الشرف في الكرامة، وقبلها في القدس عام 1967، مدافعًا عن الكرامة والسيادة والحق، بروحه وجسده، لا يبحث عن مجد شخصي ولا أضواء، بل عن وطن يظل عزيزًا مرفوع الرأس.
قاتل والدي، كما قاتل الآلاف من الأردنيين الأحرار، دون أن ينتظر وسامًا ولا تصفيقًا، حمل روحه على كتفه، وجعل من كل لحظة في خدمته العسكرية عهدًا لفداء تراب الأردن الطهور. لم يكن وحده، بل كان أحد أولئك الرجال الذين نذروا أعمارهم لوطنهم، فكتبوا التاريخ بالدم، لا بالحبر الرخيص ولا بالشعارات الزائفة.
لكن، ويا للأسى، في زمن يتصدر فيه التافهون المشهد، ويُمنح فيه المتسلقون مواقع أكبر من أحجامهم، هناك من يسرق تضحيات هؤلاء الأبطال، ممن لا همّ لهم سوى مصالحهم الضيقة، وتكديس المناصب والمكاسب، ولو على حساب الكرامة الوطنية. لصوص المبادئ وتجار الأوطان هؤلاء، يعتلون المنابر بأصوات عالية ووجوه براقة، لكنهم خواء من الداخل، يبيعون المواقف كما تُباع السلع، ويزايدون على الشرفاء بوطنية معلبة، لا تمُت إلى الحقيقة بصلة.
إن هؤلاء الذين امتهنوا بيع الكلام، وتزييف التاريخ، لا يعرفون معنى أن تدفع ثمن الوطن من عمرك ودمك وكرامتك. هم يحسبون الوطنية تصريحًا إعلاميًا أو لافتة في مهرجان، بينما هي في حقيقتها دم يسيل في الخنادق، وروح تُزهق دفاعًا عن الأرض والعرض.
أما أولئك الذين يزايدون علينا اليوم بوطنية معلبة ومواقف مستأجرة، فنقول لهم: اسكتوا، فإن صوت البندقية أطهر من خطاباتكم، وإن دماء الجنود في الخنادق أشرف من وجوهكم على الشاشات. أنتم تجار أوطان ومبادئ، تحسبون الوطنية تصريحًا إعلاميًا أو صفقة مربحة، ونحن نعرف الوطن في وجوه آبائنا المقاتلين، لا في وجوه المتسلقين. فإلى كل من باع مبدأه مقابل حفنة من المناصب أو التصفيق الرخيص: لا تزايدوا على من دفع ثمن الوطن من عمره ودمه وكرامته.”
إلى كل من باع مبدؤه مقابل حفنة من المال أو منصب زائل أو تصفيق مزيّف: كفّوا عن المتاجرة بالوطن، فلا أنتم من بناه، ولا أنتم من حماه، ولا أنتم من يستحق أن يتحدث باسمه. نحن أبناء الأردن، نؤمن بوطننا وبأهله، نؤمن بعروبتنا، وبقيمة النخوة والمروءة، نؤمن أن الكرامة لا تُستعطى، بل تُنتزع بالثبات والإخلاص.
إن أصحاب الحق لا يهنوا، لا يضعفوا، لا يبدلوا، ولا يتلونوا. يبقون على عهدهم مع الوطن، أوفياء لما قدمه الآباء والأجداد، لا تنحني جباههم، ولا تشتريهم المنافع. سيبقى الأردن بخير، ما دام فيه رجال صادقون، وجنود أوفياء، وأحرار لا يبيعون وطنًا ولا مبدأ.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف اللصوص تضحيات الأبطال كرامة الوطن
إقرأ أيضاً:
"فتح" تتحدث في الذكرى الـ(57) لمعركة الكرامة الخالدة
أكدت حركة "فتح" أنّ معركة الكرامة شكّلت علامة ساطعة في تاريخ شعبنا النضالي، وتحولا تاريخيا في مسيرته الكفاحية نحو الحُرية والاستقلال، ومثّلت انبثاقا لإرادته الحرة ورفضه للاستسلام أو الهزيمة.
وقالت "فتح" في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الجمعة 21 مارس 2025، لمناسبة الذكرى الـ(57) لمعركة الكرامة المجيدة، إن دماء شهداء الثورة الفلسطينية والجيش العربيّ الأردنيّ استطاعت أن تحقق نصرا تاريخيا للأمّة العربيّة جمعاء بعد معركة ملحميّة مع الآلة العسكرية الإسرائيلية المتغطرسة، مبينة أنّ معركة الكرامة التي جاءت بعد نكسة الرابع من حزيران عام (1967)، برهنت أنّ شعار "الجيش الذي لا يقهر" ليس إلّا استعلاء دعائيّ دحضته تضحيات وبطولات مقاتلي الثورة الفلسطينيّة وأشقائهم في الجيش العربيّ الأردنيّ، مستشهدة بانسحاب جيش الاحتلال جارا أذيال الهزيمة بعد معركة ظلّت حيّة في وجدان أمتنا العربيّة.
وأضافت "فتح"، أن هذه المناسبة تتزامن وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من حرب إبادة يشنّها جيش الاحتلال، والتي نجم عنها استشهاد الآلاف المؤلفة من المدنيين، وتدمير الأحياء السكنية، ودور العبادة، ومراكز الإيواء، والمستشفيات، وكل مرافق الحياة، يُضاف إلى ذلك، سياسة التجويع الممنهج، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وأكدت أن منظومة الاحتلال الاستعمارية تسعى إلى تطبيق جوهر مشروعها التهجيريّ لشعبنا الذي سيظل متشبثا بأرضه كما تشبث بها المقاتلون في أرض (الكرامة)، رافضين التقهقر أو الانسحاب، مردفة أن مسيرة الكفاح الوطني لشعبنا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك إصراره على مواصلته للنضال والمقاومة حتى انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
وبيّنت "فتح" أن شعبنا اتخذ مع طلائعه من المناضلين المبادرة في الدفاع عن حقوقه ووجوده إبّان معركة الكرامة، ممارسا حقه في تقرير المصير، ومحافظا على قراره الوطني المستقل، مشيرة إلى أن قيادة الثورة الفلسطينيّة، وفي مقدمتها الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات كانت مع مقاتليها في خنادق الاشتباك الملحميّ، رافضة الانسحاب أو التراجع حتّى دحر جيش الاحتلال.
ووجّهت "فتح" التحايا المملوءة بالفخر والاعتداد إلى أرواح شهداء معركة الكرامة من مقاتلي الثورة الفلسطينيّة والجيش العربيّ الأردنيّ، وكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم قربانً لحريّة فلسطين واستقلالها وانعتاقها من آخر احتلال في العالم.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يغلق حاجز المربعة العسكري جنوب نابلس 80 ألفا يؤدون الجمعة الثالثة من رمضان في الأقصى مصر تعقب على أنباء عزمها نقل نصف مليون فلسطيني إلى سيناء الأكثر قراءة دولة أوروبية جديدة تؤيد الخطة العربية لإعادة إعمار غزة إصابات خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس محدث: 4 شهداء وإصابات بقصف إسرائيلي استهدف مواطنين في قطاع غزة مكتب نتنياهو: حماس لم تُغير مواقفها رغم قبولنا مقترح ويتكوف عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025