ترامب يوجّه بتفكيك وزارة التعليم تنفيذا لوعد انتخابي قطعه أمام أنصاره
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتجه نحو تفكيك وزارة التعليم الأميركية، تنفيذًا لوعد انتخابي قديم يقضي بإلغاء هذه المؤسسة، التي تعد هدفًا رئيسيًا للمحافظين منذ سنوات.
وصف ترامب الوزارة بأنها بيروقراطية متضخمة ومشبعة بالأيديولوجيا الليبرالية، لكنه قد يواجه عقبات قانونية، إذ أن إغلاق الوزارة بالكامل يتطلب تشريعًا من الكونغرس، الذي أنشأها عام 1979.
وبحسب وثيقة رسمية صادرة عن البيت الأبيض، فإن الأمر التنفيذي سيوجه وزيرة التعليم ليندا مكماهون لاتخاذ "جميع الخطوات اللازمة" لإغلاق الوزارة وإعادة سلطة التعليم إلى الولايات، مع ضمان استمرار تقديم الخدمات التعليمية الأساسية.
ورداً على سؤال حول سبب تعيينه ليندا مكماهون وزيرة للتعليم طالما أنه ينوي التخلص من الوزارة، أجاب ترامب بالقول: "لأنني قلت لـ ليندا: آمل أن تقومي بعمل رائع وتنهي وظيفتك بنفسك. أريدها أن تضع نفسها خارج الوظيفة. وزارة التعليم، نحن في المرتبة 40 من بين 40 مدرسة، أليس كذلك؟"
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الوزارة ستُقلَّص بشكل كبير لكنها ستواصل إدارة القروض الطلابية الفيدرالية ومنح "بِل" للطلاب ذوي الدخل المنخفض، مضيفةً أن بعض المهام الأساسية مثل حماية الحقوق المدنية ستبقى قائمة، من دون تقديم تفاصيل واضحة حول كيفية تنفيذها.
جدل واسع ومعارضة من الديمقراطيينوأثار هذا القرار انتقادات واسعة من المدافعين عن المدارس العامة، الذين يرون أن إلغاء الوزارة سيضر بالتلاميذ في المناطق الفقيرة والريفية. وعلّق ديريك جونسون، رئيس الرابطة الوطنية لتقدم الملوّنين وهي منظمة أمريكية تُعنى بالحقوق المدنية ديريك جونسون، قائلًا: "هذا يوم مظلم لملايين الأطفال الأمريكيين الذين يعتمدون على التمويل الفيدرالي للحصول على تعليم جيد."
Related"الجميع سيعاني"..لاغارد تحذر من تداعيات اقتصادية جراء سياسات ترامب التجاريةترامب يقطع التمويل عن إذاعة صوت أمريكا وراديو أوروبا الحرة ويضع المئات في إجازة قسريةالذكاء الاصطناعي في التعليم: أداة لتحطيم الحواجز أمام الطلاب ذوي الإعاقاتكيف تستخدم قطر الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والفن والمركبات ذاتية القيادةمن جهته، اعتبر النائب الديمقراطي بوبي سكوت أن هذا القرار "خطير وغير قانوني"، محذرًا من أنه سيؤثر سلبًا على الطلاب ذوي الدخل المنخفض والأقليات وذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرًا إلى أن الوزارة أُنشئت جزئيًا لضمان حماية الحقوق المدنية للطلاب، بينما يسعى الجمهوريون لإعادتها إلى "سلطة الولايات" في خطوة تعيد إلى الأذهان سياساتالفصل العنصري.
في المقابل، رحبت بعض المجموعات المحافظة بقرار ترامب، حيث قالت تيفاني جاستيس، الشريكة المؤسسة لـ"أمهات من أجل الحرية": "انتهى عصر البيروقراطية المتضخمة التي تُملي على أطفالنا ماذا يتعلمون. الآن، الولايات والأسر ستقرر ما هو الأفضل."
ولم يوضح البيت الأبيض بعد كيفية إلغاء الوزارة أو إعادة توزيع صلاحياتها، لكن الوزيرة مكماهون أكدت خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ أنها ستحافظ على برامج رئيسية مثل التمويل المخصص للمدارس ذات الدخل المنخفض، مشيرةً إلى أن الهدف هو إدارة تعليمية أكثر كفاءة.
تُشرف وزارة التعليم الأمريكية على 1.6 تريليون دولار من القروض الطلابية وترسل مليارات الدولارات سنويًا للمدارس والجامعات، إضافة إلى برامج دعم الطلاب المشردين والتكفل بوجبات المدارس. في حين أن الولايات والمقاطعات تتحكم فعليًا بالمناهج الدراسية، إلا أن بعض الجمهوريين يسعون لإزالة القيود المرتبطة بالتمويل الفيدرالي ومنح الأموال للولايات كـ"منح كتلية" لاستخدامها وفق تقديرها الخاص.
ومع ذلك، أثار هذا المقترح مخاوف من خفض التمويل للمؤسسات التعليمية الفقيرة والطلاب ذوي الإعاقة، حيث تعتمد بعض المدارس والجامعات بشدة على التمويل الفيدرالي، لا سيما من خلال منح الأبحاث والمساعدات المالية للطلاب.
ورغم تأييد الجمهوريين التقليدي لتقليص دور الحكومة الفيدرالية في التعليم، إلا أن بعضهم يشككون في قدرة ترامب على حل الوزارة من دون تدخل الكونغرس. ففي عام 2023، رفض 60 نائبًا جمهوريًا تعديلًا في مجلس النواب كان يهدف لإغلاق الوزارة. كما أن محاولات وزيرة التعليم السابقة بيتسي ديفوس تقليص ميزانية الوزارة وتحويل تمويل المدارس إلى منح كتلية باءت بالفشل بعد معارضة بعض الجمهوريين.
Relatedحرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامبتسلا تخسر 50 مليار دولار.. وترامب يظهر دعمه لماسك بشراء سيارة بشيك شخصي وبدون خصومات!مزاد التعريفات الجمركية.. ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم بنسبة 200% على المشروبات الكحوليةفي الوقت نفسه، لم يتردد ترامب في استخدام سلطة وزارة التعليم للتأثير على سياساته الأخرى، حيث استغل مكتب الحقوق المدنية داخل الوزارة للضغط على المدارس والجامعات بشأن قضايا تخص مثلا مشاركة الرياضيين المتحولين جنسيًا في المسابقات النسائية، والنشاطات المؤيدة لفلسطين، وبرامج التنوع والشمول.
جدل حول نوايا ترامب الحقيقيةيرى البعض أن خطوة ترامب تهدف في المقام الأول إلى تعزيز سيطرته على التعليم بدلًا من تفكيك الوزارة بالكامل، حيث قالت السيناتورة الديمقراطية باتي موراي: "بينما يدّعي ترامب أنه يعيد التعليم إلى الولايات، فإنه في الواقع يحاول فرض مزيد من السيطرة على المدارس المحلية وتقييد حرية التدريس."
في ظل هذه الانقسامات، لا يزال مستقبل وزارة التعليم الأمريكية غير واضح، لكن ما يبدو مؤكدًا هو أن معركة قانونية وسياسية ستدور في الكونغرس والمحاكم حول هذا القرار، في وقت تزداد فيه الضغوط على ترامب من خصومه السياسيين وحتى من بعض حلفائه داخل الحزب الجمهوري.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مكالمة بوتين وترامب تشعل الجدل: هل تلوح فرصة للسلام أم استمرار للأزمة؟ إدارة ترامب تنشر دفعة جديدة من أرشيف اغتيال الرئيس جون إف كينيدي "وول ستريت جورنال": ترامب أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لاستئناف الحرب الولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبالحزب الجمهوريالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا تركيا قطاع غزة رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي دراسة روسيا تركيا قطاع غزة رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي دراسة الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الحزب الجمهوري روسيا تركيا قطاع غزة رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي معارضة دراسة فولوديمير زيلينسكي علم النفس حركة حماس سوريا بشار الأسد التمویل الفیدرالی وزارة التعلیم یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يتهم وزارة التعليم الأمريكية بسرقة أموال دافعي الضرائب
بغداد اليوم- متابعة
اتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، اليوم الخميس، (20 آذار 2025)، وزارة التعليم الأمريكية، التي يخطط الرئيس دونالد ترامب لإلغائها، بسرقة أموال دافعي الضرائب على حساب تعليم الأطفال.
وقالت ليفيت في مقابلة على قناة "فوكس نيوز": "وزارة التعليم لم تعلم طفلا واحدا. كل ما فعلته هو سرقة أموال دافعي الضرائب لفرض المزيد من التنظيمات التي تضر بتعليم أطفالنا".
وأضافت أنه تم إنفاق أكثر من ثلاثة تريليونات دولار على أنشطة الوزارة الفيدرالية منذ إنشائها في عام 1979.
واليوم الخميس، أكدت ليفيت التوقيع المخطط له من قبل ترامب على أمر تنفيذي يهدف إلى إلغاء وزارة التعليم الأمريكية. وأوضحت أن التوقيع على الأمر مقرر في الساعة 16:00 بالتوقيت الشرقي (23:00 بتوقيت بغداد).
وفي وقت سابق، أفادت قناة "سي إن إن" نقلا عن مصادر أن ترامب سيوقع يوم الخميس أمرا تنفيذيا لبدء عملية إلغاء وزارة التعليم الأمريكية.
وتمت الإشارة إلى أن ترامب سيحتاج إلى موافقة الكونغرس لإغلاق وزارة التعليم بشكل كامل. ولهذا السبب، يعتزم رئيس البيت الأبيض إصدار تعليمات لرئيسة الوزارة ليندا مكماهون باتخاذ "جميع الخطوات اللازمة لتسهيل إغلاق الوزارة وإعادة الصلاحيات في مجال التعليم إلى الولايات".
وفي مارس آذار الجاري، قالت مكماهون في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن عمليات التسريح الجماعي القادمة لموظفي وزارة التعليم الأمريكية هي الخطوة الأولى نحو الإغلاق الكامل للوزارة.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة التعليم الأمريكية عن تسريح 50% من موظفيها. ومن بين 4.1 ألف موظف، سيتبقى حوالي 2.2 ألف موظف.
وكان ترامب، الذي أعرب عن استيائه من مؤشرات التعليم الأمريكية، قد هدد سابقا بإغلاق الوزارة بالكامل.