هل يستغلّ خصوم الحوثيين الضربات الأميركية للسيطرة على اليمن؟
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
دخلت الضربات الأميركية في اليمن مرحلة جديدة مع تصاعد التصريحات والعمليات العسكرية الأميركية، إذ هدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب جماعة الحوثي بـ"الإبادة التامة"، بالتزامن مع تكثيف الغارات الجوية على مواقعهم.
ورغم التصعيد العسكري وحدّة لهجة ترامب، بدت تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكثر هدوءاً، فأكد أن الضربات ستستمر حتى يفقد الحوثيون القدرة على تهديد الملاحة الدولية.
امتصاص القصف
يرى المحلل السياسي اليمني عبدالرقيب الهدياني، في حديث إلى "النهار"، أن الضربات الجوية الأميركية، مهما بلغت قوتها، لن تكون كافية لتغيير الواقع العسكري ما لم يتم التحرك ميدانياً.
ويضيف أن "الجماعة الحوثية لديها القدرة على امتصاص القصف واستيعابه، ثم الاستمرار في تهديد الملاحة الدولية وتنفيذ أجندتها الإقليمية المرتبطة بإيران. كما أن الضربات التي تستهدف مخازن السلاح والقيادات لن تؤدي إلى انهيار الحوثيين".
ويشير الهدياني إلى أن "الحوثيين نجحوا في بناء منظومة تصنيع عسكري محلية، عبر ورش سرية في كهوف وأنفاق محصنة بجبال صعدة. إضافة إلى ذلك، لا تزال قنوات التهريب تمدهم بالسلاح والصواريخ اللازمة لمواصلة القتال".
"معركة مع الجيش اليمني"
ويعتقد الهدياني أن الحل الوحيد "لكسر شوكة الحوثيين" هو التحرك العسكري البري عبر تشكيلات الجيش اليمني لاستعادة السيطرة على الأرض، مشيراً إلى وجود "مؤشرات حقيقية تفيد بوجود تحضيرات جادة لحرب برية وشيكة". ويتابع: "التطورات العسكرية والمواقف الصادرة عن مسؤولين يمنيين تؤكد أن الحوثيين في وضع أضعف مما كانوا عليه، خاصة مع تقلص النفوذ الإيراني في المنطقة".
ويلفت إلى أن تراجع دور إيران في سوريا ولبنان "أثّر على دعمها للحوثيين"، كما أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجماعة، إلى جانب الضربات الجوية الأميركية والغارات التي ينفذها التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية، زادت من الضغوط عليهم، مضيفاً أن "كل هذه العوامل تعزز الاعتقاد بأن المواجهة البرية قد تكون مقبلة".
عقبات أمام التدخل البري
من جانبه، يرى الصحافي ماجد الداعري، في حديث إلى "النهار"، أن "خيار المعركة البرية مطروح، لكنه يواجه تحديات كبيرة تحول دون تنفيذه في الوقت الراهن".
ويقول إن "غياب الدعم الأميركي والبريطاني، وضرورة الحصول على موافقة سعودية، يجعل من الصعب تنفيذ أي تحرك عسكري على الأرض. كما أن تصريحات وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث توضح أن واشنطن ليست معنية بخوض حرب برية في اليمن، إذ تقتصر استراتيجيتها الحالية على حماية الملاحة الدولية وتدمير القدرات العسكرية للحوثيين عبر الضربات الجوية".
ويتابع: "السعودية لا تبدو مستعدة للسماح بعملية برية حالياً، وهي تفضّل التركيز على استكمال تفاهماتها مع الحوثيين وتقليل التوترات. ويأتي ذلك في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى تصفير الأزمات الإقليمية والانشغال بالمشاريع التنموية".
ويرى الداعري أن "هذا الحرص السعودي على تجنب المواجهة المباشرة مع الحوثيين، إلى جانب عدم وجود دعم أميركي واضح لمعركة برية، يجعل من المستبعد تنفيذ مثل هذا الخيار في المستقبل القريب".
انشقاقات داخل الحوثيين؟
ويستبعد الداعري حدوث انشقاقات داخل جماعة الحوثي "بسبب الطبيعة العقائدية للجماعة، إلى جانب القبضة الأمنية المشددة التي تمنع أي قيادات أو عناصر ميدانية من الانشقاق".
كما أن غياب نموذج مشجع لدى الحكومة الشرعية، وعدم توفر بيئة آمنة للمنشقين، يجعل فرص حدوث انشقاقات كبيرة "شبه معدومة". ويشير الصحافي اليمني إلى أن "الجماعة الحوثية تعتمد على الولاء الأيديولوجي، وأي محاولة للانشقاق تواجه بعواقب وخيمة تمنع حدوثها بشكل واسع".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحكومة الحوثي الغارات الامريكية کما أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوعد الحوثيين بـ الإبادة التامة ويحذر إيران
صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته ضد جماعة الحوثي في اليمن، مهددًا إياهم بـ"الإبادة التامة"، في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقعهم، كما وجه تحذيرًا شديد اللهجة لإيران، التي تعتبر الداعم الرئيسي للحوثيين، بضرورة التوقف عن تزويدهم بالسلاح.
ضربات مكثفة على صنعاء وصعدةشنت القوات الأمريكية ضربات جوية مكثفة مساء الأربعاء، مستهدفة العاصمة صنعاء ومعقل الحوثيين في محافظة صعدة شمال غربي اليمن، وفقًا لما أوردته قناة المسيرة التابعة للجماعة. كما ذكرت القناة أن ضربات أخرى وقعت مساء الثلاثاء، في حين لم يقدم الجيش الأمريكي بيانًا تفصيليًا حول المواقع المستهدفة منذ بداية حملة القصف.
وبحسب التقارير الأولية، فإن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 53 شخصًا، بينهم أطفال، وإصابة آخرين، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط اليمنية والدولية.
عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال"، أكد ترامب أن الضربات الأمريكية ألحقت خسائر فادحة بجماعة الحوثي، مضيفًا أن الوضع "سيزداد سوءًا تدريجيًا"، مشيرًا إلى أن المواجهة بين الطرفين "ليست حتى معركة عادلة ولن تكون أبدًا... ستتم إبادتهم تمامًا"، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة لن تتهاون في القضاء على التهديدات الحوثية.
تحذير مباشر لإيرانبالتزامن مع الضربات، وجه ترامب تحذيرًا صريحًا لإيران، متهمًا إياها بمواصلة تزويد الحوثيين بالسلاح والمعدات العسكرية، رغم عدم تقديم أدلة على ذلك. كما زعم أن طهران "قلصت دعمها العسكري المباشر للحوثيين"، لكنه شدد على أن "إيران يجب أن تتوقف فورًا عن إرسال هذه الإمدادات"، ملمحًا إلى احتمال تصعيد العقوبات أو حتى التحرك العسكري ضدها إذا استمرت في دعم الجماعة.
يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت يشهد فيه البحر الأحمر توترات متزايدة، حيث تزايدت الهجمات الحوثية على السفن التجارية، مما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى تشكيل تحالف بحري لحماية الممرات المائية. ومن المرجح أن تؤدي الضربات الأمريكية وردود فعل الحوثيين إلى مزيد من التصعيد، وسط تحذيرات من امتداد النزاع إلى دول أخرى في المنطقة.