خطة كايا كالاس لدعم أوكرانيا تتعثر في قمة الاتحاد الأوروبي وسط تحفظات سياسية واسعة
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
لم تنجح الخطة التي قدمتها مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الرامية إلى تأمين دعم عسكري بقيمة 40 مليار يورو لأوكرانيا، في كسب تأييد قادة الاتحاد خلال القمة التي انعقدت في بروكسل يوم الخميس.
ورغم إدراج مسألة الدعم العسكري ضمن جدول أعمال القمة، لم يتوصل القادة إلى توافق حول تخصيص مبلغ بقيمة 5 مليارات يورو لتوفير مليوني قذيفة مدفعية لأوكرانيا، وهو ما كانت كالاس تصفه بالعنصر "الأكثر واقعية" ضمن خطتها.
وانعكس هذا الإخفاق في الوثيقة الختامية الصادرة عن القمة، والتي اكتنفها الغموض. إذ اكتفت بالإشارة إلى مبادرة كالاس دون تحديد أي أرقام مالية، وهو ما جعل بعض الدبلوماسيين يرون فيها مؤشرًا على تعثّر المشروع، ولم يترددوا في وصف الخطة بأنها "وُلدت ميتة".
وجاء في نص الوثيقة، الذي وافقت عليه 26 دولة بينما استخدمت المجر حق النقض (الفيتو): "يذكّر المجلس الأوروبي بالمبادرات الرامية إلى تعزيز الدعم العسكري للاتحاد الأوروبي لأوكرانيا من قبل الدول الأعضاء والدول المشاركة الأخرى، على أساس طوعي".
وحين طُرحت تساؤلات حول غياب التفاصيل المتعلقة بالأرقام من النص الختامي، اكتفى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بالإشارة إلى أن الدول الأعضاء سبق أن تعهدت بدعم إضافي، ورجّح أن تُقدَّم تعهدات إضافية خلال الأسابيع المقبلة، ضمن إطار حزمة إعادة التسليح التي اقترحتها المفوضية الأوروبية.
وقال كوستا: "نواصل دراسة طرق أخرى لزيادة دعمنا لأوكرانيا. وسنستمر بثبات حتى نهاية هذه الحرب، وبعد ذلك، سنواصل دعم أوكرانيا من خلال ضمان تحقيق السلام، مع التركيز بشكل خاص على مسار انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي".
كالاس تدافع عن خطتها وزيلينسكي يوجه نداءً عاجلًاقبيل انطلاق القمة، حاولت كالاس الدفاع عن مبادرتها، وقالت لدى وصولها إلى القاعة: "أعتقد أنه من المهم أن تكون هناك نتيجة ملموسة. إذا تعذّر علينا الاتفاق على خطة تمتد لعام كامل، دعونا نحدد ما هي الاحتياجات العاجلة لأوكرانيا في الوقت الراهن، وخاصة في ما يتعلق بالذخيرة".
وفي السياق نفسه، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابًا عبر الفيديو إلى القادة الأوروبيين، دعا فيه إلى تخصيص دعم مالي عاجل لتأمين الذخائر.
وقال: "نحن بحاجة إلى أموال من أجل قذائف المدفعية، وسنقدّر حقًا دعم أوروبا بما لا يقل عن خمسة مليارات يورو في أقرب وقت ممكن".
اعتراضات على منهجية التمويللم يكن التعثر الذي واجهته خطة كالاس مفاجئًا في أروقة مقرّ الاتحاد، فخلال الأيام التي سبقت القمة، عبّر دبلوماسيون عن سلسلة من التحفظات والأسئلة حول تفاصيل المبادرة، واعتبرها بعضهم مبادرة "حسنة النية لكنها أُعدت على عجل".
ومن بين النقاط المثيرة للجدل كان اقتراح كالاس اعتماد مبدأ "الوزن الاقتصادي" عبر استخدام مؤشر الدخل القومي الإجمالي كمعيار لتوزيع المساهمات العسكرية، بهدف ضمان العدالة بين الدول، غير أن هذا الطرح قوبل برفض من قبل دول كبرى مثل فرنسا وإيطاليا، اللتين ستتحملان، بموجب هذا النموذج، أعباء مالية كبيرة.
وفي الوقت نفسه، أعربت عدة دول عن قلقها من الالتباس حول طريقة "احتساب التعهدات المقدّمة"، بما فيها الـ15 مليار يورو التي أشار إليها كوستا، وكذلك عن كيفية إشراك دول غير أعضاء في الاتحاد مثل المملكة المتحدة والنرويج ضمن هذه الجهود.
Relatedالإفراج عن المئات من أسرى الحرب في إطار عملية تبادل بين روسيا وأوكرانيارفض أوروبي طلب بوتين وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وأوربان يغرد خارج السرب"بوتين يلعب"... الزعماء الأوروبيون يرفضون مطالب موسكو بوقف المساعدات عن أوكرانيا ويتعهدون بدعمهاكما طالبت بعض العواصم الأوروبية بإيضاحات بشأن التداخل المحتمل بين خطة كالاس وحزمة الدعم الأخرى بقيمة 18 مليار يورو، والتي يعتزم الاتحاد الأوروبي تقديمها لأوكرانيا عبر قرض استثنائي مدعوم من الأرباح غير المتوقعة الناتجة عن تجميد الأصول الروسية، وهو بند أُدرج بالفعل ضمن وثيقة الاستنتاجات.
وتُضاف إلى ذلك تساؤلاتٌ حول فعالية المبادرة على المدى العملي، لا سيما وأنها صُممت كخطة طوعية لتجاوز الفيتو المجري، ما يضعف إلزاميتها ويثير الشكوك حول مدى قابليتها للتنفيذ. ورغم كل هذه العقبات، يرى بعض الدبلوماسيين أن المبادرة "لم تُدفن بعد"، ويعتقدون بإمكانية إنقاذها من خلال إدخال تعديلات استراتيجية، أبرزها إزالة مؤشر الدخل القومي الإجمالي من معادلة التوزيع.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كالاس لـ"يورونيوز": موسكو تسعى إلى زرع الانقسام بين واشنطن والأوروبيين.. لا تمنحوها ذلك زيلينسكي: العقوبات على موسكو وتعزيز حلف العالم الحر والضمانات الأمنية.. طريق أوكرانيا إلى السلام بعد خسارة بلدة سودجا.. أصبحت أوكرانيا تسيطر فقط على 10% من أراضي كورسك الروسية فولوديمير زيلينسكيروسياأوكرانياالسياسة الخارجية للإتحاد الأوروبيمؤتمر قمة الإتحاد الأوروبيالاتحاد الأوروبيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا قطاع غزة حركة حماس إسرائيل تركيا علم النفس روسيا قطاع غزة حركة حماس إسرائيل تركيا علم النفس فولوديمير زيلينسكي روسيا أوكرانيا السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي مؤتمر قمة الإتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي روسيا قطاع غزة حركة حماس إسرائيل تركيا علم النفس رجب طيب إردوغان سوريا بشار الأسد إيران الاتحاد الأوروبي فرنسا الاتحاد الأوروبی یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بحزمة 1.6 مليار يورو
بثت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الاتحاد الأوروبي، أعلن زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بحزمة 1.6 مليار يورو على مدى 3 سنوات.
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها فجرت منزلًا مفخخًا استُخدم لاستهداف قوة إسرائيلية خاصة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في وقت قال فيه الجيش الإسرائيلي إنه دمر نفقًا ممتدًا في شمال القطاع.
وذكرت الكتائب في بيان أن عناصرها قاموا بتفجير منزل كانت قد أعدته مسبقًا، بعد دخول قوة إسرائيلية إلى منطقة أبو الروس شرقي رفح، مؤكدة وقوع إصابات في صفوف القوات المستهدفة، دون تقديم تفاصيل إضافية.
ولم يصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أي تعليق فوري على هذا الإعلان.
في وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان إن قوات الفرقة 252 تواصل عملياتها في شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى تدمير نفق بطول 1.2 كيلومتر وعلى عمق 20 مترًا تحت الأرض، تم اكتشافه خلال الأيام الماضية.
وأضاف أدرعي أن القوات عثرت قرب مسار النفق على مستودع أسلحة، يحتوي على نحو 20 عبوة ناسفة وقاذفة صواريخ مضادة للدروع ووسائل قتالية أخرى، قال إنها كانت معدة لاستهداف القوات الإسرائيلية.
وبحسب البيان، فقد رصدت طائرة مسيّرة تابعة للجيش مجموعة من "المخربين" أثناء زرع عبوة ناسفة قرب القوات، ما دفع سلاح الجو إلى استهدافهم.
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع منذ استئنافها في 18 مارس، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، والذي تعثرت الجهود لتمديده.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأسبوع الماضي تنفيذ أكثر من 600 غارة جوية منذ استئناف العمليات، قال إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 250 من عناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة.