ما مصير مجموعة فاغنر بعد مصرع يفغيني بريغوجين؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
اهتمت جميع الصحف البريطانية بلا استثناء بخبر مصرع قائد مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، وجميع من كانوا معه، في حادث تحطم طائرة كانت تقلهم شمال موسكو. وكتبت الصحف في افتتاحيتها وعنونت في مواضيع أخرى عن قائد المجموعة وتاريخها ومصيرها بعد وفاة قائدها وتأثير ذلك عليها. فقد نشرت صحيفة الغارديان مقالا تحليليا كتبه بيتر بومنت حول الحادث بعنوان "ما هو مصير مجموعة فاغنر بعد مقتل يفغيني بريغوجين ؟".
يقول الكاتب إنه في أعقاب "المسيرة التي قام بها بريغوجين إلى موسكو" قبل شهرين، توقع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، في منتدى أسبن للأمن في يوليو/ تموز، أن يأخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وقته في الانتقام.
ويضيف أنه في حين أن تفاصيل ما حدث بالضبط لا تزال غامضة في أعقاب وفاة زعيم المرتزقة في حادث تحطم طائرة، فإن الأمر الواضح هو أن فاغنر - منظمة المرتزقة التي بناها بريغوجين - جرى احتواؤها أولاً ثم قطع رأسها.
ويوضح بومنت أنه ومع تقليص دور فاغنر البارز في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل كبير بالفعل في أعقاب مسيرة الانقلاب الفاشلة التي قام بها نحو موسكو، والتي أحرجت بوتين والكرملين، بدا – ولو للحظة واحدة فقط – أن بريغوجين كان يحاول استعادة بعض النفزذ الذي اكتسبه من خلال عمليته في أفريقيا بناء على طلب الكرملين.
كان بريغوجين يحلق فوق منطقة بالقرب من موسكو مع كبار قادة فاغنر الآخرين عندما سقطت طائرته الخاصة من السماء فوق روسيا – ووفقًا لبعض التقارير، من أسقطها الدفاعات الجوية الروسية، حسب الكاتب.
ولم يكن بريغوجين وحده من لقي حتفه في الحادث. كان معه ديمتري أوتكين، أحد أقرب حلفائه وشخصية رئيسية أخرى في فاغنر. ضابط سابق في المخابرات العسكرية الروسية، ومتورط أيضا في تنظيم قافلة الانقلاب الفاشل نحو مقر القيادة في موسكو.
تقول الصحيفة إن التقارير تشير إلى أن فاغنر، كما كانت في السابق، لم تعد موجودة. المئات من مقاتلي فاغنر الذين نُفوا إلى قواعد في بيلاروسيا غادروها، بينما انتقل آخرون للعمل في غرب أفريقيا. وانخفض عدد القوة هناك، من أكثر من 5000، بنحو الربع.
وفي روسيا، تضيف، أن عمليات المجموعة توقفت خلال الشهرين الماضيين، كما خرجت فاغنر من أوكرانيا بعد نشر مقاتليها كوقود للمدافع في معركة باخموت. وعلى الرغم من أن الأسماء، التي ذكرت على سبيل التخمين كبدائل محتملة لبريغوجين، فإن قدرة أي منهم على شغل مكانه، أمر غير مؤكد.
وينقل الكاتب عن نائب المارشال الجوي السابق في القوات الجوية الملكية البريطانية، شون بيل، والذي يعمل حاليا محللا عسكريا لشبكة سكاي نيوز، قوله في يونيو/ حزيران في أعقاب مسيرة فاغنر إلى موسكو، "من دون بريغوجين، فاغنر لا شيء". مضيفا "إذا كانت مجموعة فاغنر هي يفغيني بريغوجين، فمن الصعب جدا أن تنجو. إنها النهاية كما نعرفها".
ونبقي في صحيفة الغارديان أيضا، ومقال آخر كتبه بيوتر سوير بعنوان "وفاة بريغوجين ستترك أثرا دائما على الجيش الروسي والنخبة".
يقول الكاتب إنه منذ الانقلاب الفاشل لفاغنر على موسكو، كانت التكهنات تشير إلى أن يفغيني بريغوجين يعيش في الوقت الضائع. الأمر الذي دفع الكثير للتساؤل كيف سيكون رد فعل الزعيم الروسي.
ويضيف أن التمرد، الذي أسقط طائرتين هليكوبتر على الأقل وقتل حوالي 15 من أفراد الخدمة الروسية، العديد منهم من الطيارين، ووصل إلى ضواحي موسكو، كشف عن هشاشة النظام الروسي الذي يعتبره الكثيرون مستقرا.
فالرئيس بوتين، بحسب المقال، لا يتعامل مع الخيانة بسهولة، ومن المعروف أنه يقسم معارضيه إلى فئتين: أعداء وخونة. ولا شك أن "انتفاضة" بريغوجين وضعته في الفئة الثانية.
لكن رد فعل بوتين الأولي على التمرد ترك كثيرين في حيرة من أمرهم، يمضي الكاتب، فعلى الرغم من وعده "بتصفية الخائن" في خطاب متلفز للأمة، سمح بوتين لبريغوجين بإبرام صفقة مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو ومغادرة روسيا إلى المنفى.
وعلى نحو غير معتاد، بعد أسابيع من التمرد، قال الكرملين إن بوتين عقد اجتماعا لمدة ثلاث ساعات مع قادة مجموعتي بريغوجين وفاغنر بعد أيام من التمرد. كما اعترف بوتين بشكل لافت بأنه سعى خلال الاجتماع إلى استبدال بريغوجين كقائد لمقاتلي فاغنر في أوكرانيا وفشل في ذلك.
بعد أن غادر في البداية إلى بيلاروسيا، حيث أقامت قوات فاغنر معسكرًا ودربت قوات الأمن المحلية، شوهد بريغوجين يتحرك بحرية ذهابًا وإيابًا بين موسكو ومسقط رأسه سان بطرسبرغ، وبحسب ما ورد كان يلتقط أكوامًا من النقود وسبائك الذهب التي كان يحتفظ بها في قصوره الفخمة.
شوهد بعدها بريغوجين يتحرك بحرية ذهابا وإيابا بين موسكو ومسقط رأسه سان بطرسبرغ، كما شوهد على هامش قمة روسية أفريقية كبرى في سان بطرسبرغ، حيث التقى بمسؤولين أفارقة في فندق يملكه.
ولم يتفاجأ أولئك الذين يعرفون بريغوجين، إذ اعتقدوا أن أمير الحرب في مرحلة ما ربما يدفع ثمن دخوله في السياسة الثورية. وفي محاولة لتفسير سلوك بوتين الخجول، قال المحللون إن الزعيم الروسي، الذي لم يواجه من قبل معارضة من الجناح القومي المتطرف، كان يتطلع إلى تهدئة حليفه السابق بدلا من تدميره.
لكن سلوك بريغوجين "الوقح" ترك الكثيرين في النخبة يتساءلون عما إذا كان بوتين لا يزال يسيطر على البلاد، وفقا لمسؤولين غربيين.
ومع تزايد التكهنات حول دور بوتين في الحادث، فإن مقتل أمير الحرب سيزيد بالتأكيد التوترات داخل الجيش الروسي. وبينما أدانت القوات المسلحة انتفاضته إلى حد كبير، فقد ظل شخصية شعبية بين بعض عناصر القوات الذين تعاطفوا مع انتقاداته للمؤسسة العسكرية الروسية والحرب المتعثرة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: یفغینی بریغوجین فی أعقاب
إقرأ أيضاً:
الطيران العُماني يُعلن عن تسيير رحلاته إلى موسكو على مدار العام
مسقط- الرؤية
أعلن الطيران العُماني عن تمديد تشغيل رحلاته الجوية بين مسقط وموسكو على مدار العام. يأتي هذا القرار استجابةً للنجاح الذي حققته الوجهة والطلب المتزايد على السفر بين سلطنة عُمان وروسيا. وسيُسيّر الناقل الوطني رحلاته في موسم الصيف لتصل إلى ثلاث رحلات أسبوعيًا بين مسقط والعاصمة الروسية خلال الفترة من مايو حتى نهاية سبتمبر، كما تُضاف هذه الرحلات إلى جدول الشتاء الذي يشمل ما يصل إلى ست رحلات أسبوعيًا يتم تشغيلها من أكتوبر إلى أبريل.
وفي هذا السياق، صرّح معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ورئيس مجلس إدارة الطيران العُماني، قائلًا: "يمثل إطلاق رحلات الصيف عودة التشغيل على مدار العام لخط موسكو، مما يعزز مكانة الطيران العُماني في هذا السوق الهام استراتيجيًا ويؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه الخط الجوي بين روسيا وسلطنة عمان في دعم السياحة والتجارة والتبادل الثقافي. ومع مواصلة الشركة جهودها للاستثمار في الأسواق ذات الأهمية الاستراتيجية، يسعدنا المساهمة في الأهداف الوطنية الرامية إلى تعزيز الانفتاح العالمي والتنويع الاقتصادي."
وأضاف كون كورفياتيس، الرئيس التنفيذي للطيران العُماني: " تعد موسكو إحدى الوجهات ذات الأداء المتميز ضمن شبكة وجهاتنا، كما أن تشغيلها على مدار العام يمكننا من تلبية الطلب المتزايد في مختلف المواسم والوصول إلى شريحة أوسع من المسافرين. هذا التوسع يعزز خيارات الربط لضيوفنا، ويدعم استراتيجيتنا الشاملة لشبكة الوجهات من خلال ربط روسيا بمختلف مناطق الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا عبر مركزنا التشغيلي في مسقط، بالإضافة إلى المساهمة الإيجابية في تحقيق أهداف سلطنة عُمان السياحية."
وخلال جدول الصيف، ستكون الرحلات بين مسقط وموسكو أيام الثلاثاء والسبت خلال شهري مايو ويونيو، على أن تُضاف رحلة ثالثة أيام الخميس اعتبارًا من شهر يوليو إلى نهاية سبتمبر. وسيتم تشغيل هذه الرحلات باستخدام طائرات بوينغ 737 ذات البدن الضيق، والتي تضم درجة رجال الأعمال والدرجة السياحية. وسيتمكن الضيوف من الاستمتاع بكرم الضيافة العُمانية الاصيلة وخدمة الطيران العُماني المتميزة الحائزة على جوائز، مما يضمن لهم تجربة سفر سلسة ومريحة على مدار العام.