في خطوة جديدة من سلسلة صراعاته المستمرة للحفاظ على حكومته من السقوط، شنّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا لاذعًا ضد ما يصفه بـ "الدولة العميقة" في إسرائيل، في تصعيد جديد يشمل أجهزة الاستخبارات والمخابرات.

ورحب اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم الإسرائيلي بخطة إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، مؤكدا أنها جزء من معركة "تطهير الأجهزة"، وهو مصطلح يشير إلى إقالة المسؤولين العسكريين والأمنيين الذين يعيقون خطط رئيس الحكومة.



ويأتي هذا التوجه في وقت حساس بالنسبة لنتنياهو، الذي يسعى للحفاظ على حكومته وراء ستار الحرب في غزة في ظل الضغوط السياسية والاتهامات بالفساد التي تلاحقه.


وبحسب تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الضغوط على بار ازدادت بشكل ملحوظ بعد محادثات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض الشهر الماضي، حيث تبادل الزعيمان الحديث عن الحاجة إلى تصعيد المواجهة مع ما يراه نتنياهو "الدولة العميقة"، التي يتهمها بأنها تعرقل تنفيذ سياساته الداخلية والخارجية.

لكن هذا التصعيد لا يقتصر على الأجهزة الأمنية فقط، بل يمتد ليشمل حربًا مفتوحة مع المؤسسة القضائية الإسرائيلية، ففي تغريدة مثيرة للجدل على "إكس"، قال نتنياهو إن اليسار والدولة العميقة في الولايات المتحدة وإسرائيل يستخدمون النظام القضائي لإحباط إرادة الشعب، وهو تصريح وصفه العديد من خصومه بأنه يهدف إلى تقويض استقلالية القضاء والنظام الديمقراطي في البلاد.

وفي خضم هذه الصراعات السياسية، جاء الهجوم على نتنياهو من حزب "يش عتيد" الذي وصف تصرفاته بأنها تعبير عن حالة من "الذعر" نتيجة الانكشاف المحتمل للفساد في حكومته، مع تزايد الشبهات حول تلقي أموال من جهات أجنبية.

وأدى ذلك إلى تزايد التحقيقات مع المقربين من نتنياهو، حيث ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على اثنين من المشتبه بهم في قضية تمويل أجنبي يعتقد أنه مرتبط بتوجيه أموال من جماعات ضغط إلى مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء.


وتكشف التحقيقات التي تم نشرها مؤخرًا ونشرت القناة الثانية الإسرائيلية تسجيلًا لرجل أعمال إسرائيلي يدعى جيل بيرجر، أكد فيه أنه قام بتحويل أموال من أحد أفراد جماعة ضغط حكومية أجنبية إلى المتحدث باسم رئيس الوزراء إيلي فيلدشتاين، مما يثير تساؤلات جديدة حول علاقات نتنياهو مع جهات أجنبية وكيفية تأثير هذه العلاقات على سياسة الدولة، وقد نفى محامو المتهمين هذه الاتهامات، مؤكدين عدم وجود أي تواصل بين أطراف القضية.

من جانبه، يواصل نتنياهو حربه المتناقضة مع الأجهزة الأمنية، التي كانت قد ضمنت له نجاحًا في مواجهة "محور المقاومة" الإيراني في المنطقة، لكنها في الوقت نفسه تقاوم بعض من سياساته في قضايا حساسة مثل السياسة العسكرية في قطاع غزة.

وعلى الرغم من مهارته في تطهير الأجهزة التي تعتبر عقبة أمام تنفيذ خططه، فإن هذه المناورات قد تؤدي إلى تصعيد في الوضع الأمني في المنطقة بدلًا من تحقيق استقرار، وهو ما حذر منه الخبراء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو الشاباك غزة الدولة العميقة غزة نتنياهو الدولة العميقة الشاباك ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تصعيد دموي جديد في خان يونس.. قصف إسرائيلي يحصد أرواح مدنيين ويستهدف المنازل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تصعيد دموي متواصل، استشهد عدد من المدنيين الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الإثنين، نتيجة قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلًا في بلدة خزاعة شرقي خان يونس، جنوب قطاع غزة، في إطار العدوان المستمر منذ أكثر من ستة أشهر.

وأكدت مصادر طبية وصول خمسة شهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى غزة الأوروبي، عقب الغارة التي طالت المنزل، بينما واصل جيش الاحتلال قصفه المدفعي على مناطق جنوب خان يونس، وسط إطلاق نار كثيف طال مناطق متفرقة جنوب القطاع، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.

جرائم مستمرة

كما واصلت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية المكثفة في رفح، حيث أفادت مصادر فلسطينية بإطلاق نار مباشر على مراكب الصيادين في منطقة المواصي، أسفر عن إصابة أحد الصيادين. وفي تطور آخر، أقدم جيش الاحتلال على تفجير منازل سكنية شمال مدينة رفح، في خطوة تصفها منظمات حقوقية بـ"سياسة الأرض المحروقة".

وامتد القصف ليشمل شرق مدينة غزة، حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية حي الزيتون، في حين شن الطيران الحربي غارات على منطقة الشعف، مما خلف دمارًا واسعًا في البنية التحتية السكنية.

ضحايا العدوان الإسرائيلي

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد ما لا يقل عن 50,944 مواطنًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 116,156 آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار تعذر وصول فرق الإسعاف والإنقاذ إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الركام أو في المناطق المستهدفة.

في ظل هذا التصعيد، تتعالى أصوات المطالبة الدولية بوقف فوري للعدوان، وفتح المعابر الإنسانية، وضمان حماية المدنيين، في وقت تتجاهل فيه إسرائيل الضغوط الحقوقية وتواصل عملياتها العسكرية بلا هوادة.

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر نتنياهو من فشل المهام في غزة
  • رئيس "الشاباك" يلوح بالاستقالة وسط أزمة سياسية وقانونية مع نتنياهو
  • تصعيد دموي جديد في خان يونس.. قصف إسرائيلي يحصد أرواح مدنيين ويستهدف المنازل
  • رغم قرار المحكمة ببقائه..رئيس الشاباك ينوي تقديم استقالته
  • رغم قرار المحكمة ببقائه.. رئيس الشاباك يقرر الاستقالة من منصبه
  • رئيس مياه القناة: الانتهاء من تطهير شبكات قرية الأبطال وتكثيف العمل بصرف صحي المستقبل
  • خلافات الإيجار تشعل سوق العقارات في تركيا
  • تصعيد غير مسبوق بين.. أدوات الاحتــــلال فــــي حضــرموت
  • نتنياهو يحتدّ على رئيس وزراء كندا بعد تعليقه على الإبادة الجماعية في غزة (شاهد)
  • فضيحة الشاباك تكشف هشاشة نتنياهو: من يحكم إسرائيل حقا؟