الجزيرة:
2025-04-14@11:56:17 GMT

الأطماع التوسعية لإسرائيل في سوريا

تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT

الأطماع التوسعية لإسرائيل في سوريا

تواصل إسرائيل تعزيز وجودها العسكري على قمة جبل الشيخ، التي تُعدّ واحدة من أهم النقاط الإستراتيجية في جنوب غرب سوريا. وتثير هذه التحركات غير المسبوقة تساؤلات حول النوايا الحقيقية لتل أبيب في المنطقة.

فعلى الرغم من تبريرها هذه الخطوات بدعوى "تعزيز الأمن"، فإن الواقع يشير إلى سياسة توسعية تهدف إلى فرض واقع جيوسياسي جديد.

لم تقتصر إسرائيل على إنشاء مواقع عسكرية إستراتيجية على قمة جبل الشيخ، تمنحها تفوقًا استخباراتيًا وعسكريًا على الحدود السورية- اللبنانية، بل أعلنت أيضًا رفضها وجود أي دفاعات قد تُهدد أمنها.

وقد تزامن هذا الإعلان مع خططها لإقامة منطقة منزوعة السلاح داخل الأراضي السورية بعمق 65 كيلومترًا في الجنوب. ورغم أن فكرة المنطقة منزوعة السلاح ليست جديدة، فإن استغلال إسرائيل الظروف التي تمرُّ بها سوريا في مرحلة التعافي، يثير الكثير من التساؤلات حول أهدافها الحقيقية.

التحركات الإسرائيلية تتعارض مع مزاعمها بحماية الأمن والتصدي للتهديدات المحتملة، إذ يبدو أنها تستغل الفراغ الأمني في سوريا لتحقيق مكاسب إستراتيجية.

فمنذ سقوط نظام الأسد، شنّت إسرائيل ضربات على المعسكرات والمواقع العسكرية السورية، مستهدفة مصانع الأسلحة ومراكز إنتاجها؛ خوفًا من وقوعها في أيدي الثوار.

إعلان

وعلى الرغم من تصريحات الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، التي أكد فيها أنه لا يسعى إلى أي مواجهة مع إسرائيل بل يعمل لتحقيق السلام، فلا تزال تل أبيب تدّعي أن تحركاتها العسكرية تأتي لدواعٍ أمنية.

تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، التي تحدث فيها عن "مراقبة" الرئيس السوري من قمة جبل الشيخ، تؤكد أن إسرائيل تسعى إلى ترسيخ وجود عسكري دائم في المنطقة، وليس مجرد إجراءات أمنية مؤقتة.

لم تقتصر السياسة الإسرائيلية على تعزيز مواقعها العسكرية، بل امتدت إلى محاولات التدخل في الشؤون الداخلية السورية، خاصة من خلال التغلغل في صفوف الطائفة الدرزية، لا سيما في السويداء.

فقد أشارت تقارير صحفية إلى أن إسرائيل تحاول استمالة الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، عبر إغراءات مالية وسياسية بملايين الدولارات، بهدف تقويض وحدة الدولة السورية ودفع الدروز إلى الانفصال عن دمشق.

هذه التحركات تعكس إستراتيجية تل أبيب في استغلال مسألة "حماية الأقليات" لتعزيز نفوذها الإقليمي.

ظلّت جبهة الجولان هادئة لعقود تحت حكم الأسد، وهو ما فسّر الموقف الإسرائيلي الذي فضل بقاءه في السلطة، رغم امتلاكه أسلحة كيميائية استخدمها ضد المدنيين. ومع سقوط النظام، تبنّت إسرائيل نهجًا أكثر عدوانية، من خلال تكثيف هجماتها العسكرية في محاولة لإضعاف جهود إعادة بناء الدولة السورية.

تخشى إسرائيل من تصاعد الدور التركي في سوريا، وتخشى أيضًا من قيام حكومة سورية قوية متحالفة مع أنقرة. وهذا دفعها إلى تبني سياسة "فرق تسد" واللعب على وتر الطائفية لتعزيز الانقسامات الداخلية، خصوصًا بعد أحداث الساحل.

فقد عملت على نشر الفتنة الطائفية من خلال حملات تضليل إعلامي على منصات التواصل الاجتماعي. كما سعت إلى دعم قوات سوريا الديمقراطية في الشمال، من خلال الضغط لبقاء القواعد الأميركية في سوريا.

إعلان

كما حاولت كسب دعم الدروز، مستغلةً الزعيم الروحي للدروز في الجولان المحتل، الشيخ موفق طريف. وقد فتحت الحدود أمام الدروز الراغبين في زيارة الأراضي المحتلة، وحرصت على تنظيم رحلات عبر حافلات إسرائيلية لنقلهم لزيارة مقام النبي شعيب. قبل ذلك، هددت إسرائيل بالتدخل لصالح الدروز في جرمانا.

لكن طموحات إسرائيل في تقسيم سوريا اصطدمت برغبة الشعب السوري في الحفاظ على وحدة وطنه، حيث رفضت الغالبية العظمى من السوريين من جميع الطوائف التدخل الإسرائيلي، كما اصطدمت هذه الطموحات بتحركات الحكومة السورية الجديدة.

وقد اتخذت الإدارة السورية الجديدة خطوات حاسمة لإفشال المخططات الإسرائيلية، من بينها توقيع اتفاق مع "قوات سوريا الديمقراطية" يقضي بدمج القوات الكردية في الجيش السوري وتسليم المؤسسات الرسمية وحقول النفط للدولة.

كما عملت دمشق على احتواء تمرد فلول النظام في الساحل، وملاحقة المتورطين في المجازر الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، بادرت الحكومة بفتح حوار مع وجهاء السويداء ونشطاء الطائفة الدرزية لتعزيز وحدة البلاد ومنع أي محاولات خارجية لاستغلال الخلافات الداخلية.

على الرغم من هذه الإجراءات، فلا تزال التحديات قائمة، ما يتطلب تضافر الجهود بين السوريين لدعم حكومتهم في مواجهة التهديدات الخارجية.

ومن الضروري أن تتحرك الإدارة السورية الجديدة بسرعة لحماية البلاد من أي تدخل إسرائيلي محتمل. ويُعدّ توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية في وسط وجنوب البلاد، خطوة إستراتيجية لتعزيز الموقف العسكري السوري، وتقليل خطر التدخل الإسرائيلي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ت إسرائیل فی سوریا من خلال

إقرأ أيضاً:

أردوغان: إسرائيل تعمل على زعزعة الاستقرار في سوريا.. وتركيا لن تسمح بذلك

أنقرة-سانا

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن إسرائيل تستمر بعدوانها على فلسطين وهجماتها على سوريا ولبنان، وتستهدف استقرار المنطقة وتهددها وتثير المشاكل فيها، وتريد بث الفتنة في سوريا واستفزاز الأقليات ضد الإدارة الجديدة، مشدداً على أن موقف تركيا واضح في هذا الشأن، ولن تسمح لأحد بزعزعة استقرار سوريا.

وقال أردوغان في كلمة اليوم خلال افتتاح منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025 المنعقد تحت شعار “التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”: “نعلم بأن سوريا عانت منذ 15 عاماً حالة عدم استقرار، وتركيا من أكثر الدول التي تأثرت من هذه الحالة، وهناك اليوم فرصة ذهبية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولن نسمح لأحد أن يتسبب بإضاعة هذه الفرصة، ولن نغض الطرف عن أولئك الذين يحاولون بث الفتنة والتفرقة، فنحن لدينا حدود طويلة مع سوريا ونحترم سيادة سوريا ووحدة أراضيها”.

وأشار أردوغان إلى أن الشعب السوري أنهك تماماً من الحروب ومن الآلام، وبالتالي لا يحق لأحد أن يتسبب بهذا الأمر من جديد للسوريين، ولن تسمح تركيا بتكرار هذا الأمر وستستمر بحل المشاكل بالطريقة الدبلوماسية، مبيناً أنه على الجميع ألا يفهم هذا الأمر بشكل خاطئ، وألا يظن أنه لا يمكن لتركيا أن ترد على من يريد زعزعة استقرار هذه المنطقة.

وأضاف أردوغان: “نريد السلام والرفاهية لكل شعوب المنطقة بجميع أطيافها، ونريد الاستقرار والرفاهية والأمان لهذه المنطقة، وأيضاً وحدة الأراضي السورية والمحافظة على استقرارها أمر مهم، ونحن في تركيا على تواصل مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وكل أولئك الذين يلعبون دوراً في هذا الأمر من أجل تحقيق هذا الهدف، إضافة إلى ذلك سنقوم باتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ الاتفاقيات التي عقدناها مع الإدارة السورية الحالية لتحقيق هذه الأهداف في المنطقة”.

وفي الشأن الفلسطيني، أكد أردوغان أن إسرائيل دولة إرهاب حيث ترتكب منذ عام ونصف العام إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني متجاهلة كل حقوق الإنسان والقانون الدولي، مشيراً إلى أن الوقوف بوجه الهجمات الإسرائيلية على غزة بأقوى الأشكال واجب إنساني، أما السكوت على المجازر فيعدّ مشاركة في هذه الجرائم.

ولفت أردوغان إلى أن تركيا تريد رؤية المنطقة تنعم بالسلام بدلاً من النزاعات، وبالرفاه عوضاً عن الدماء والدموع والآلام والتوترات، داعياً مجلس الأمن والمجتمع الدولي مرة أخرى لوقف نزف الدماء في غزة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي لا يمكن لأحد أن يشوه نضاله البطولي ضد الاحتلال عبر وصمه بالإرهاب.

مقالات مشابهة

  • عرض الساحرة الأوزية في الجزيرة الوردية ضمن مسرح الطفل بكفر الشيخ
  • الشيخ محمد بن زايد للرئيس الشرع: استقرار سوريا وتعزيز أمنها هو مصلحة للمنطقة
  • بدء فتح الطرقات المؤدية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
  • انتشار مشترك لقوات الأمن العام ووحدات الحماية الذاتية في قوات سوريا الديموقراطية ضمن حي الشيخ مقصود لتعزيز الأمن في المنطقة
  • إسرائيل ومستنقع سوريا
  • وزير الخارجية الأردني يحذّر من تصعيد “إسرائيل” وممارساتها التوسعية
  • رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: الحكومة السورية الجديدة تريد الخير لمواطنيها ونحن مستعدون للتعاون معها 
  • أردوغان يتهم إسرائيل بمحاولة "نسف الثورة" في سوريا
  • أردوغان: إسرائيل دولة إرهاب ولن نسمح بالمساس بأمن سوريا
  • أردوغان: إسرائيل تعمل على زعزعة الاستقرار في سوريا.. وتركيا لن تسمح بذلك