استطلاع للرأي يظهر انهيار ثقة الأوروبيين بالولايات المتحدة
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
أظهر استطلاع للرأي تراجعا في ثقة الأوروبيين بالولايات المتحدة ودعما لخطط زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي بديلا عن الدعم الأميركي، في أحدث مؤشر على التأثيرات المتلاحقة لقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ونقلت صحيفة لوباريزيان الفرنسية نتائج استطلاع الرأي التي أظهرت أن 70% من الأوروبيين يرون أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يعتمد "على قوته الخاصة لضمان أمنه"، بينما يثق 10% فقط ممن شملهم الاستطلاع بالولايات المتحدة لتحمل هذه المهمة.
وشمل الاستطلاع 9 دول هي: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ورومانيا، وبولندا، وإسبانيا، وهولندا، وبلجيكا، والدانمارك.
ففي ألمانيا مثلا، أظهر الاستطلاع أن 5% فقط من المشاركين يعتقدون أن أوروبا لا تزال تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان دفاعها، وربطت جيزين فيبر المتخصصة في الأمن والدفاع الأوروبي تلك النتيجة بتداعيات خطاب جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أمام مؤتمر ميونخ في فبراير/شباط الماضي حين وجّه انتقادات حادة للديمقراطيات الأوروبية.
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تراجعت الثقة بين طرفي الأطلسي، إذ اعتبر 51% من الأوروبيين ترامب "عدوا لأوروبا"، وقال 63% إن انتخابه يجعل العالم "أقل أمانا".
إعلانوامتد السخط ليشمل أعضاء إدارة ترامب، إذ يرى 8 من كل 10 أوروبيين أنه "لا يمكن الوثوق" بإيلون ماسك حليف ترامب والمسؤول عن إدارة الكفاءة الحكومية، وأيد 58% منهم مقاطعة شركته "تسلا".
وقالت الصحيفة إن أرقام الشركة المتخصصة في السيارات الكهربائية تؤيد هذا التوجه، إذ تراجعت التسليمات في الشهرين الماضيين بنسبة 44% في فرنسا و70% في ألمانيا.
ويرى 55% ممن شملهم الاستطلاع أن خطر نشوب نزاع مسلح في أوروبا خلال السنوات المقبلة "مرتفع"، وهو ما يجعل من مسألة تعزيز التعاون الدفاعي بين الدول الأوروبية أولوية.
وأوضحت فيبر أن "الأوروبيين يشعرون الآن بحاجة إلى الاستقلال عن الولايات المتحدة، هذا بوضوح تأثير ترامب".
غير أن الاستعداد لتعزيز الإنفاق الدفاعي يتفاوت من دولة لأخرى، فبينما يرى 62% من البولنديين أنه "من المُلح" زيادة استثمارات الاتحاد الأوروبي في الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لتوفير الحماية من التهديدات الخارجية، يعتقد 62% من الإيطاليين أن هناك "أولويات أخرى أكثر إلحاحا من الدفاع".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
يرى محللون سياسيون أن قرار إسرائيل باستئناف الحرب على قطاع غزة لن يؤدي إلى النتيجة التي يرجوها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحليفه الأميركي، لأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تستجيب للضغوط ولن تفرط بالورقة المتبقية لديها، وهي ورقة الأسرى الإسرائيليين الذين يحتجزون في غزة.
وكانت إسرائيل قد استأنفت الحرب على غزة فجر أمس الثلاثاء، وشنت غارات جوية عنيفة أسفرت عن استشهاد 429 شخصا وإصابة 528 آخرين، وذلك في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
ويرى الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن قرار نتنياهو باستئناف الحرب سببه الدعم الأميركي وسعيه للضغط على حركة حماس من أجل أن تعود لمقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، ولكن بالشروط الإسرائيلية والمتعلقة بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات في اليوم الأول للهدنة وإخراج الباقي في اليوم الأخير إذا تم التوافق على المخرجات السياسية لوقف إطلاق النار.
وخيار استئناف الحرب على غزة -يضيف الدكتور مصطفى- هو خيار إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل، مؤكدا أن حكومة نتنياهو استغلت فرصة تعرقل المفاوضات لتنفيذ هذا الخيار.
إعلانوبخصوص العملية البرية التي تلوح بها إسرائيل، يرى الدكتور مصطفى أنها عملية معقدة، بغياب إجماع على الحرب داخل إسرائيل، حيث إن المجتمع الإسرائيلي لا ينظر إلى الحرب الحالية كما كان ينظر إليها في السابق، "ولذلك من الممكن أن يتم تأجيل الهجوم البري".
ويعتقد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي أن قرار استئناف الحرب هدفه الضغط على حماس لكي تقبل بشروط لم تكن مطروحة سابقا، لكنه يرى أن الضغط سينعكس على إسرائيل أكثر من حماس، "لأن العمل العسكري لم ولن يؤدي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين".
وعن الضوء الأخضر الأميركي لنتنياهو، يرى مكي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تم إفهامه بأن حماس تعيش تحت النار والضغط وأنها بمبدأ "السلام من خلال القوة" يمكن أن تقبل بما يطرح عليها، غير أنه -أي ترامب- "لا يدرك أن حماس لم يعد لديها شيء لتخسره، وأنها لا يمكن أن تفرط بورقة الأسرى بدون ثمن حقيقي".
ورجح مكي أن يصل ترامب لاحقا إلى حقيقة أنه لا يمكن أن يؤدي الضغط العسكري إلى نتيجة مع حماس.
وعن خيارات حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، يؤكد مكي أن أي تنازل في هذه المرحلة سيكون خارج المطلوب، وسيحسب بأنه جاء نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل في كل الأحوال لن تتوقف عن قتل الفلسطينيين.
إجراء مؤقتوبحسب المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط توماس وريك، فإن المسار الذي يريده ترامب ومبعوثه ويتكوف هو الإفراج عن المزيد من الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية كإجراء مؤقت لحين انتهاء الأعياد اليهودية في منتصف أبريل/نيسان القادم، وهذا سيسمح ببدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف أن ويتكوف أراد أن تقبل حماس بفكرته المتعلقة بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرا إلى أنه هو من جعل ترامب يوافق على استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة.
إعلانوقال إن واشنطن ترى أن حماس هي العقبة أمام سلام دائم وليس إسرائيل، وأن حماس يجب أن تستثنى من حكم غزة، وكشف أن "ويتكوف أجرى لقاءات مع قادة عرب بهذا الخصوص وليس هناك أي مؤشر على أنهم توصلوا إلى اتفاق".
وحسب الدكتور مكي، فإن حماس رفضت حتى النقاش في موضوع خروج قادتها من غزة، وشدد على أن "حماس لا يمكن أن تنتهي بالحرب ولا بالصفقات".
وعن موقف الاتحاد الأوروبي من عودة الحرب على غزة، قال يونس عمرجي: نائب رئيس البرلمان الأوروبي إن "بروكسل أدانت الجرائم الإسرائيلية أمس"، ووصف ما حدث بأنه جريمة ضد الإنسانية، كما حمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما حصل أمس، ودعا إلى احترام اتفاق وقف اطلاق النار والإفراج عن كل الأسرى.
ومن جهته، أكد وليام شاباس رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بأن إسرائيل انتهكت بشكل صارخ وقف إطلاق النار على غزة، وقال إن العدوان الذي تمارسه يؤكد أنها لا تريد السلام وإنما تريد تدمير الشعب الفلسطيني.