لم يعد مقبولاً بأي شكل من الأشكال أن تواصل إسرائيل حربها التدميرية المجنونة على قطاع غزة، وارتكاب المجازر اليومية بحق الأبرياء من المدنيين، وإلغاء وجود عائلات بأكملها من الحياة تحت ذرائع وحجج واهية، وممارسة سياسة التجويع بقطع المساعدات الإنسانية والمياه والكهرباء، والتهرب من الاتفاقات والالتزامات المتفق عليها، وانتهاك القانون الدولي الإنساني، في محاولة جديدة للعودة إلى سياسة التهجير.
إن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي في الواقع حرب على الإنسانية جمعاء، ويخوضها بنيامين نتانياهو لأسباب سياسية شخصية، وليس لأية أسباب أخرى. هي حربه وحرب ايتمار بن غفير من أجل إعادته إلى الحكومة، وضمان تصويته على الميزانية للحفاظ على الحكومة والحؤول دون سقوطها، إضافة إلى التغطية على قراره بإقالة رئيس الشاباك رونين بار والتحقيقات التي تجري معه بتهمة الفساد.
لم يعد الصمت على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل مقبولاً، فالعالم أمام تأجيج جحيم على الأرض بحق شعب أعزل، ما يؤدي إلى مفاقمة المعاناة واليأس، وتسعير التوتر في المنطقة، وقطع الطريق على كل الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للصراع.
ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة معنية مباشرة بالشعب الفلسطيني وقضيته وملتزمة بالوقوف إلى جانبه، فقد دانت بأشد العبارات الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، «ما يعد انتهاكاً لاتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني) الماضي»، محذرة من عواقب التصعيد العسكري الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، واستفحال المأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
وطالبت دولة الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية، المجتمع الدولي باتخاذ «خطوات عاجلة لوقف التصعيد، وضرورة بذل كافة الجهود بدون إبطاء للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين»، وأكدت أهمية «وقف الإجراءات العقابية المهددة للحياة، وإعادة الكهرباء وفتح المعابر، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ومستدام ودون أي عوائق»، وشددت على «ضرورة استئناف اتفاق الهدنة بين الطرفين»، وحذرت من أن «استمرار الغارات الجوية على المدنيين والمناطق السكنية سيؤدي إلى تأجيج الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار».
إن هذا الموقف يؤكد أن دولة الإمارات تدرك مسؤولياتها الوطنية والقومية تجاه ما يجري على الأرض الفلسطينية، كما تعي المخاطر والتحديات التي تواجه الفلسطينيين والعرب، لذلك تدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد، وحماية الشعب الفلسطيني من مزيد من المآسي والمذابح.
الواقع يؤكد أن إسرائيل لم تكن لتقوم بمثل هذه المجازر لولا صمت المجتمع الدولي، ويقينها بأنها خارج أي عقاب أو مساءلة، وأنها فوق كل القوانين والشرائع والمواثيق الدولية، ويكفيها أن تحظى بحماية أمريكية مطلقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الفلسطيني: وقف إطلاق النار بغزة أولوية لمعالجة الأوضاع الإنسانية وإعادة الإعمار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد رئيس الوزراء الفلسطينى وزير الخارجية محمد مصطفى، اليوم الجمعة، أن الأولوية الآن هى تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن كونه المدخل الحقيقي لمعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية، ولبدء عملية إعادة إعمار شاملة تمهد لإطلاق مسار سياسى جاد يُفضى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، تتحمل مسؤولياتها كاملةً فى غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وشدد مصطفى، خلال مؤتمر صحفي مع وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والتركي هاكان فيدان، عقب اجتماع أنطاليا الوزاري لأجل حل الدولتين والسلام الدائم في الشرق الأوسط، اليوم والذي ضم أعضاء اللجنة الوزارية العربية الإسلامية وعدد من الشركاء الدوليين، على ضرورة مساعدة وتمكين دولة فلسطين وحكومتها لقيادة عملية توحيد الأرض والمؤسسات، والمباشرة في الإعمار بدعم من الأطراف الدولية والعربية الشريكة، وذلك تماشيًا مع قرارات القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وركّز رئيس الوزراء الفلسطينى، على تصاعد الأعمال العدوانية المستمرة التي تمارسها قوات الاحتلال والمستوطنون والحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، والتي تطال كافة جوانب حياة الفلسطينيين السياسية والاقتصادية والاستيطانية، بالإضافة إلى ممارسات التدمير والانتهاكات اللاإنسانية.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال اجتماع لجنة الاتصال الوزاري العربية الإسلامية، مسئولية إسرائيل الأساسية عن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، مطالبًا بممارسة ضغوط دولية لوقف الحرب وإدخال المساعدات.
وحذر من استمرار الحرب الاقتصادية الإسرائيلية، بما في ذلك حجب عائدات الضرائب وتقويض السلطة الفلسطينية، مشددًا على الأهمية الملحة للمؤتمر رفيع المستوى في نيويورك.
كما أعرب عن رفضه الشديد لاستهداف إسرائيل الممنهج للمنظمات الدولية، وخاصة الأونروا، مؤكدًا الحاجة إلى عمل جماعي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والحفاظ على حل الدولتين وبناء مستقبل أكثر أمنًا للمنطقة، وكذا ضرورة إجبار إسرائيل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإنهاء الاحتلال.
وشدد على ضرورة تمكين دولة فلسطين وحكومتها لقيادة عملية توحيد الأراضي والمؤسسات والشروع في الإعمار بدعم دولي وعربي، وفقًا لقرارات القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مجددا التأكيد على الحاجة الملحة لوقف فوري لإطلاق النار، تماشيًا مع قرار مجلس الأمن 2735، مع الإعراب عن المعارضة الجماعية للضم والتهجير.