في مواجهة تفكيك الدولة: نهاية نتنياهو أو تحلل المشروع الصهيوني
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، كان السؤال المحوري هل تستطيع دولة الاحتلال تحقيق أهدافها في القضاء حماس عسكريا وسياسيا، وكانت عين المراقبين على نقاط القوة والضعف عند العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
جيش متفوق بمعايير التجهيز والتكنولوجيا الحديثة ومدعوم أمريكيا ودوليا بإمدادات لم تتوقف طوال مدة الحرب، في مقابل، فصائل مقاومة تملك الحد الأدنى من الأسلحة، لكنها تمتلك استراتيجيات القتال عبر الأنفاق، ومن داخل الأحياء، وتمسك بيدها ورقة الأسرى والمحتجزين للتفاوض.
على طول مدة الحرب كانت نقطتا ضعف الكيان الإسرائيلي: عجزه عن تحصين وحدة مؤسساته، ورأي عالمي مدين لأعمال إبادية للمدنيين انتهكت كل الاتفاقيات الدولية، بينما كانت نقطتا ضعف فصائل المقاومة الفلسطينيين، الجانب الإنساني، وانحياز القوى الدولية.
ورغم التهديد الأمريكي بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن، فإن اتفاق وقف إطلاق النار، سار في الاتجاه المعاكس، وقرئت مقتضياته على أساس أنها فشل كامل للعدوان الإسرائيلي، إذ انتهى الأمر إلى التفاوض السياسي، تماما، كما قالت حماس من قبل، ووضع الانسحاب من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإعمار غزة في مقابل الإفراج عن الأسرى والمحتجزين.
لا يهمنا كثيرا في هذا السياق تحليل دواعي إقدام دولة الاحتلال على الانقلاب على الاتفاق، ولا حتى أسلوب أمريكا في التعامل عبر وسيطها في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع مستحقات المرحلة الثانية، وكيف تلكأت دولة الاحتلال عن التفاوض حولها منذ اليوم 16 من المرحلة الأولى، وكيف سوغ اقتراح مقترح آخر، يخرج به عن الاتفاق الأول، لكن ما يهمنا بشكل أساسي، أن نسلط الضوء على تأثيرات العدوان على غزة على الكيان الصهيوني، وكيف انتهى به الأمر من وحدة الموقف للرد على «طوفان الأقصى» إلى الانقسام السياسي والمؤسسي في تعريف المصلحة الإسرائيلية بين الاستمرار في الحرب واللجوء إلى التفاوض للإفراج عن الأسرى والمحتجزين، إلى الدخول إلى مرحلة تفكيك الدولة.
طيلة شهور الحرب الخمسة عشر، كان الانقسام هو السمة العامة التي تطبع المجتمع الإسرائيلي، ولم ترجح كفة تفضيل صفقة تفاوض إلا مع بدء المفاوضات الأولى في مايو الماضي، كما لم يتفجر الانقسام بين المستوى السياسي والمستوى العسكري والأمني، بشكل حدي إلا مع استقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.
تشخيص الوضع اليوم، يختلف تماما، فإسرائيل لم تعد تعيش مجرد حالة انقسامية كما كانت في السابق، وإنما الأمر بلغ مستوى كبيرا من التوتر في الشهرين الأخيرين، إلى درجة بداية الحديث في دولة الاحتلال الإسرائيلي عن تفكيك رئيس الوزراء الإسرائيلي لبنية الدولة ومؤسساتها، والقضاء على قاعدتها الأساسية الرئيسي، أي مفهوم التعاقد بين الدولة والمجتمع اليهودي.
تفكيك الدولة للحفاظ على حكومة يمينية متطرفة، وتحويل مؤسساتها إلى مؤسسات خادمة لأجندة رئيس وزراء يعشق الاستمرار في السلطة، ويفلت من المحاسبة، هي الصورة اليوم في دولة الاحتلال العبري، ليس الصورة التي يراها خصومها، بل الصورة التي يرسمها أغلب الطيف السياسي والثقافي والإعلامي الإسرائيلي.
مؤشرات تفكيك الدولة تزداد يوما بعد يوم، فوزارة الدفاع التي واجهت رئيس الوزراء معتبرة أن الاستمرار في الحرب يسير ضد مصالح إسرائيل، باتت في يد يسرائيل كاتس، الذي يعرف إسرائيليا، بأنه مجرد رجع صدى لقرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي. ورئيس الأركان، إيال زامير الذي خلف رئيس الأركان السابق هيرتسي هاليفي، يعرف بأنه الجنرال الوحيد داخل الجيش الذي يحترم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
بعض المراقبين لحالة الانقسام بين المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي، يرون في هذين التعيينين، مجرد رغبة في إصلاح العلاقة بين المؤسستين لاسيما بعد ما نشر الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقه لأحداث السابع من أكتوبر التي أغضبت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن، في ظل خلاف حاد بين الجيش ورئيس الوزراء، تبدو هذه التعيينات أقرب إلى إفراغ مؤسسة الجيش من مضمونها، وتحويلها إلى مجرد ملحقة لتنفيذ قرارات رئيس الوزراء.
المؤشر الثاني، يبدو أكثر دلالة، أي الانقسام المؤسسي بين المستويين الأمني والسياسي، لاسيما بعد نشر جهاز الأمن العام «الشاباك» نتائج تحقيقه عن «طوفان الأقصى» تلك النتائج التي تعدت خلاصات مؤسسة الجيش، وانطلقت من إقرار الفشل إلى تحميل المسؤولية للمستوى السياسي، وهو الأمر الذي تجاوز حالة الانقسام إلى رغبة رئيس الوزراء في السيطرة على جهاز الشاباك من خلال إقالة رئيسه رونين بار.
المعارضة السياسية اعتبرت أن إقالة بار تسريع لخطوات تفكيك «ديمقراطية» إسرائيل، ولذلك قدمت التماسا للمحكمة العليا لوقف الإقالة، بحجة أنها جاءت شخصية وانتقامية بعد أن شملت تحقيقات الشاباك موظفين في مكتب نتنياهو حول ملفات فساد.
وإذا كانت المحكمة العليا رفضت هذا الالتماس بحكم أن قرار إقالة رئيس الأمن العام الإسرائيلي يدخل ضمن اختصاص الحكومة، فإن استعمال الصلاحيات بشكل سياسي، بعيدا عن المضمون الديمقراطي للدولة، والوظائف المستقلة للمؤسسات، يعزز تفكيك الدولة وهيمنة رئيس الوزراء على كل مؤسساتها.
المؤشر الثالث، وهو يعني هذه المرة المؤسسة القضائية، فالصراع الطويل الذي نشأ بين رئيس الوزراء ومستشارة الحكومة القضائية بهاراف ميارا، يعطي صورة عن أخطبوط تفكيك مؤسسات الدولة، والسيطرة على القضاء.
المستشارة القضائية للحكومة بدأت معركتها مع رئيس الوزراء بعد ملاحظة سعي الحكومة إلى إنتاج قرارات لا تتوافق مع القوانين الإسرائيلية، ثم تأججت أكثر بعد مطالبتها بفتح تحقيق رسمي في أحداث السابع من أكتوبر، وانتهت إلى معركة أكثر شراسة مع رئيس الوزراء بعد أن دعمت موقف النيابة العامة بضرورة تسريع المحاكمة الجنائية له، لتخوض معركة أخرى مع وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين، بعد رفضها الدفاع عن قانون إعفاء الحريديم من التجنيد وتصميمها على تطبيق القانون وحكم المحكمة العليا بهذا الشأن، إذ أرسلت تحذره من عدم تناسب بيانات تجنيد الحريديم في هذه السنة مع احتياجات الجيش وبند المساواة محتجة في ذلك بمواقف كل الجهات المهنية ورجال القضاء، وهو الأمر الذي دفع وزير العدل إلى بدء إجراءات عزلها.
في الواقع، يكشف هذا المؤشر جانبا آخر من الصراع بين المؤسسات في الدولة العبرية، وكيف يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن يفكك منطق المصلحة العامة، ويحل محله منطق المصلحة الحزبية الضيقة، فبينما يدفع تطبيق القانون ورعاية المصلحة في اتجاه إسقاط الحكومة بحكم ارتباط استمرارها بمرور الموازنة، وبحكم استحالة مرور الموازنة المالية السنوية بدون تمرير قانون إعفاء الحريديم، يسعى رئيس الوزراء أن يواجه أي سلوك مهني مستقل من أي مؤسسة تفضي إلى إنهاء مشواره السياسي الشخصي، وتحويل المؤسسات كلها إلى مؤسسات تكتفي بترديد صوته وقراراته من خلال اختيار أشخاص مذللين على رأسها.
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال نتنياهو احتلال غزة نتنياهو مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء الإسرائیلی دولة الاحتلال تفکیک الدولة
إقرأ أيضاً:
فلسطينيو الخارج: الفراغ السياسي وتوقف العمل الوطني أضعفا مواجهة التهجير
طالب المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج اليوم السبت بمواجهة مخططات التهجير وطرد الفلسطينيين من أرضهم والتمسك بحق العودة وعدم قبول أي وطن بديل عن فلسطين الأرض والهوية والوطن والانتماء، كما دعا كل من يمكنه العودة الفردية أو الجماعية إلى فلسطين لممارسة هذا الحق بشكل عاجل بوصف ذلك إجراء عمليا للردّ على مؤامرة التهجير.
وأكد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر أن "استمرار حالة الفراغ السياسي وشلل مؤسسات العمل الوطني يسهم في إضعاف قدرة شعبنا على مواجهة مخططات تصفية القضية وإلغاء حقوق شعبنا الفلسطيني، وهو ما يستدعي تحركًا عاجلًا للخروج من حالة الانسداد القائمة منذ سنوات طويلة".
وعلى مدى يومين، اختتمت في إسطنبول اليوم السبت فعاليات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، تحت عنوان "الشعب الفلسطيني يرفض مشاريع التهجير ولا بديل عن حق العودة"، وضم 5 جلسات رئيسية، وحضره نحو 250 شخصية تمثل كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، بالإضافة إلى مشاركة كيانات من الداخل الفلسطيني.
وقبيل بدء الجلسات الرئيسية، نظم المؤتمر دورة الانعقاد للهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وناقشت تقارير الهيئة العامة والأمانة العامة وعمل منسقيات المؤتمر في الدول المختلفة.
وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أن مؤسسات العمل الوطني الفلسطيني واجهت حالة من الشلل وتعطيل دورها منذ عقود ولا تزال، وتم إجهاض كل الجهود الهادفة لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وتمثيلية ولتفعيل مؤسسات العمل الوطني المشترك.
إعلانوإزاء ما يواجه القضية الفلسطينية والمشروع الوطني من تهديدات وأخطار وجودية، فقد أكد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر أن استمرار الفراغ السياسي وشلل مؤسسات العمل الوطني لا يسمح بمواجهة مخططات تصفية القضية، وهو ما يستدعي تحركًا عاجلًا للخروج من حالة الانسداد القائمة منذ سنوات طويلة.
وفي هذا السياق قدم البيان المقترحات التالية:
أولا- البدء بإجراءات عملية لفرز ممثلين لأبناء شعبنا الفلسطيني في الخارج في مختلف مناطق وجودهم حيث يكون ذلك متاحًا. ثانيا- أهمية المسارعة لتشكيل جبهة أو تحالف أو إطار أو هيئة وطنية تنسّق الجهود الوطنية في مواجهة الأخطار الوجودية التي تستهدف المشروع الوطني وللضغط من أجل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية ولتفعيل مؤسساتها المعطّلة. ثالثا- توحيد جهود الأطر والهيئات والمؤتمرات الوطنية الفلسطينية خارج فلسطين، وتنسيق جهودها في خدمة القضية الفلسطينية ومواجه مخططات تصفية القضية والمشروع الوطني والخروج من حالة الشلل والفراغ القائمة. رابعا- البدء بإعادة تفعيل الهيئات والاتحادات والنقابات والمؤسسات والأطر الفلسطينية التي جرى تعطيلها أو إغلاقها. خامسا- توحيد وتنسيق وتنظيم جهود الجاليات الفلسطينية في مواجهة مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية، وفي دعم صمود الشعب الفلسطيني، وفي حشد الجهود العالمية لصالح تأييد القضية الفلسطينية، وفي التعبير عن الموقف الفلسطيني المتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية.
مخططات التهجير
وأمام مخططات التهجير وطرد الفلسطينيين من أرضهم، أكد فلسطينيو الخارج تمسّكهم بحق العودة كحقّ مقدّس لا يمكن التنازل عنه ولا يسقط بالتقادم، ودعوا إلى رفض كل عمليات التوطين الخارجية، وعدم قبول أي وطن بديل عن فلسطين. "كما ندعو كل من يُتاح له ممارسة العودة الفردية أو الجماعية إلى فلسطين لممارسة هذا الحق بشكل عاجل ودون تأجيل، فهذا جزء عملي من الردّ على مؤامرة التهجير".
إعلانوفي مقابلة مع الجزيرة نت، قالت المديرة العامة لمركز دراسات الوحدة العربية لونا أبو سويرح إن الاحتلال الإسرائيلي يريد إبادتنا، فهو لا يحارب المقاومة فقط، بل يريد إبادة الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه.
وأضافت أن "هذا مشروعه منذ 100 عام وأكثر، وهو مشروع تطهير عرقي يستهدف إخلاء أرض فلسطين من أهلها الأصليين، أهلها العرب الفلسطينيين، وإحلال مستوطنين غربيين يأتون من كل بقاع الأرض ليحتلوا أرضنا. نحن نقاوم مشروعًا استيطانيًا إحلاليًا اقتلاعيًا، وهو مشروع تدعمه كل قوى الغرب بالسلاح والعتاد والمال وبالسياسة والدبلوماسية".
وأمام هذا الخطر الوجودي الذي يتهدد القضية الفلسطينية، أشار هشام أبو محفوظ نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إلى أن هذه المخاطر لا تتوقف عند قطاع غزة، بل تتجاوز هذه الأزمات إلى أهلنا في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة، حيث يتعرضون لعمليات تجريف وتدمير وضمّ.
وأضاف أبو محفوظ -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج يستشعر بأن عليه دورا كبيرا من أجل أن يقوم بجهود أكبر لرفع الصوت عاليا والضغط على المجتمعات العربية والإسلامية والدولية من أجل أن يتوقف هذا العدوان.
إسناد غزة
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل عدوان إسرائيلي مستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، راح ضحيته حتى اليوم السبت نحو 51 ألف شهيد، في حين أصيب نحو 116 ألف شخص، فضلا عن نزوح كل سكان القطاع، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
ولذلك يرى المؤتمر أن إسناد جبهة غزة يمثل أحد أهم الأهداف التي يسعى المشاركون إلى تحقيقها، وجاء في البيان الختامي أن قطاع غزة "يواصل خوض معركة طوفان الأقصى المشرّفة، ويسطّر البطولات في مواجهة أبشع الجرائم الوحشية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر بدعم وإسناد أميركي ودولي غير محدود".
إعلانوتقول لونا أبو سويرح إن "هذا المؤتمر يأتي في إطار عمليات إسناد شعبنا الفلسطيني في حربه المستمرة لأكثر من عام ونصف العام، وفي حربه لتحرير أرض فلسطين لأكثر من 78 عاما".
أما أبو محفوظ فأشار إلى أن هذا المؤتمر ينعقد تحت عنوان رفض التهجير ومواجهة الخطر الذي يتهدد القضية الفلسطينية، وينعقد وقوفا مع أهلنا في غزة وإسنادا لهم ورفضا للتهجير، ومطالبة برفع الصوت عاليا من أجل وقف العدوان، ووقف هذا العدوان الوحشي والإبادة الجماعية التي تزداد عنفا على أهلنا في غزة.
ودعا المجتمعون في المؤتمر أيضا إلى تفعيل دور الأمة العربية والإسلامية على المستويين الرسمي والشعبي، لما له من "بالغ الأهمية في دعم صمود شعبنا الفلسطيني وإسناد حقوقه العادلة ومواجهة المؤامرات الصهيونية المدعومة أميركيًا".
يذكر أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تأسس في 25 فبراير/شباط 2017 في مدينة إسطنبول، عبر تجمع حاشد يزيد على 6 آلاف فلسطيني حول العالم، بهدف تفعيل دور الفلسطينيين بالخارج للمشاركة السياسية وفي صناعة القرار الوطني.