يُمثل جامع الشيخ خليفة بن زايد الكبير الواقع في قلب مدينة العين، إضافةً نوعية إلى المشهد الحضاري للمدينة، كونه معلماً دينياً ثقافياً، يتمتع بتصميم آسر وثراء في الفنون والتفاصيل، منحه حضوراً لافتاً كونه يجمع بين عراقة الماضي، وحداثة التصاميم المعاصرة، ما يمنح الزائر انطباعاً يحاكي واقع المدينة التي تروي واحاتها عراقة ماضٍ أصيل، خالطت أصالته حداثة العصر لتنتج مزيجاً فريداً يبهر زائريها.


ورفع الجامع جاهزيته لاستقبال جموع المصلين الذين يتدفقون بشكل متزايد خلال الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، إذ سيؤم المصلين في صلاة التهجد الإمام يحيى عيشان، ولضمان انسيابية مرور المصلين والمفطرين، فتح الجامع جميع أبوابه ومداخله، ووفر 2,176 موقفاً للسيارات لاستقبال المصلين، خُصص منها 28 موقفاً مناسباً يراعي احتياجات كبار السن وذوي الهمم.
ويشهد الجامع إطلاق مدفع الإفطار يومياً من رحابه بالتعاون مع وزارة الدفاع، على مدار الشهر الفضيل، إيذاناً بموعد الإفطار، وإحياء لهذا الموروث الثقافي الراسخ في ذاكرة المجتمع الإماراتي. واستقبل جامع الشيخ خليفة الكبير أكثر من 339,428 ضيفاً في النصف الأول من شهر رمضان، من بينهم 124,740 مصلّياً.
وقدم الجامع ضمن مشروع «ضيوفنا الصائمون» 213,885 وجبة إفطار، وهو العام الأول الذي يستضيف الجامع خلاله مشروع «ضيوفنا الصائمون» الذي ينظمه مركز جامع الشيخ زايد الكبير عن روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، برعاية «مؤسسة إرث زايد الإنساني» وبالشراكة الاستراتيجية مع فندق إرث، حيث يتم تقديم ما يزيد على 15 ألف وجبة إفطار في الجامع يومياً.
(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات العين شهر رمضان جامع الشیخ

إقرأ أيضاً:

محمد خليفة المبارك: الإرث الثقافي الإماراتي رمز للفخر الوطني

سعد عبد الراضي  
في خضم التطور المتسارع الذي يشهده العالم، تبرز أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي وسيلة لصون الهوية، وتعزيز الانتماء، وربط الأجيال بجذورها الراسخة. من هذا المنطلق، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي حملة وطنية شاملة تحت عنوان «تقاليدنا راسخة»، في خطوة استراتيجية، تهدف إلى الاحتفاء بالتراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتعريف بمكوناته الغنية والمتنوعة، عبر مبادرات وفعاليات تتوزع على مدار العام.
تأتي الحملة كجزء من جهود دؤوبة تبذلها الدولة لتوثيق وصون التراث، من خلال تسليط الضوء على عناصره المختلفة، مثل العادات والتقاليد، الفنون الشعبية، الحرف اليدوية، الممارسات الاجتماعية، والأهازيج الشفوية، التي تمثل ركيزة من ركائز الهوية الإماراتية. وتُعنى «تقاليدنا راسخة» كذلك بإحياء قصص الأجداد ونقلها للأبناء، عبر عروض ثقافية، وورش عمل تفاعلية، وبرامج تعليمية، ومعارض متنقلة، وأفلام وثائقية، لتصل الرسالة إلى المجتمع بكل فئاته، وبخاصة الجيل الجديد.

أخبار ذات صلة الإمارات «رحلة ملهمة» في اليابان فنانون: فكرة رائدة وانفتاحٌ على الثقافات

ما يميّز الحملة هو تنوع أدواتها، وشراكاتها مع المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية، مما يمنحها بُعداً وطنياً شاملاً يتجاوز نطاق التوثيق إلى خلق تفاعل حيّ مع التراث، يجعل منه جزءاً من الحياة اليومية، لا مجرد ذكرى من الماضي. وفي حواره مع (الاتحاد)، تحدث معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن أهمية المبادرات التي تطلقها الدائرة، ودورها في ربط الماضي بالحاضر، وتعزيز مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية.
في البداية، يؤكد معالي محمد خليفة المبارك، أن رؤية دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تتمحور حول تعزيز الوعي العالمي بأنّ تراث الإمارات وثقافتها الفريدة يشكلان هويتها كشعب ودولة. فالتراث هو البوصلة التي تقود الطموحات والإطار، الذي يوجّه التطلعات كوجهة عالمية. ومن خلال احتضان الإرث الثقافي، تفتح أبوظبي آفاقاً جديدة لرسم ملامح مستقبل ينطلق من أصالة ماضيها العريق.
ويضيف: ترتكز استراتيجيات ومبادرات الدائرة على الاحترام العميق للتقاليد والقيم والعادات الإماراتية المتوارثة عبر الأجيال. فالموروثات الثقافية، مثل فن «العيالة، التلي، التغرودة، والصقارة»، ليست مجرد رموز ثقافية، بل تعبيرات أصيلة عن تفرّد الهوية الإماراتية والفخر بتراثها. ومن خلال هذه المبادرات، يتم تعزيز ارتباط المجتمع بهويته وترسيخ الصلة العميقة التي تربط الإماراتيين بجذورهم جيلاً بعد جيل، مما يعزّز الشعور بالانتماء والمسؤولية للحفاظ على هذا الإرث ونقله إلى الأجيال القادمة.
ويشير المبارك إلى أن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تؤكد التزامها بتعزيز التبادل الثقافي، عبر مشاركة عمق التراث الإماراتي مع العالم. ومن خلال سياسات ومبادرات وحملات مستمرة على مدار العام، يتم العمل على تعزيز التفاهم الثقافي المتبادل، ودعوة العالم لزيارة أبوظبي، والتعرّف على ما تتمتع به من أصالة وعراقة وضيافة استثنائية. فالاحتفاء بالتراث والحفاظ عليه، محلياً وعالمياً، يُعدّ أولوية استراتيجية تضمن استمرارية التقاليد وترسيخ الهوية وتعزيز الحضور الثقافي لأبوظبي عالمياً.
15 عنصراً
عن إدراج عناصر من التراث الإماراتي في «اليونسكو»، يقول رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: «تفتخر دولة الإمارات بإدراج أكثر من 15 عنصراً من تراثها ضمن قائمة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي. فمنذ انطلاق دائرة الثقافة والسياحة، تم الحرص على منح التراث الإماراتي مكانته المستحقة من خلال تطوير مبادرات متميزة، مثل مهرجان الحصن، ومهرجان التراث البحري، ومهرجان الحِرَف والصناعات التقليدية، وبيت الحِرْفيين، وسجل أبوظبي للحِرْفيين، ومنصة حِرَف أبوظبي. كما تم إعداد مجموعة واسعة من المواد التعليمية لتثقيف الأطفال حول قيم وأهمية التراث».
ويضيف: «تُعتبر حماية وصون وتعزيز التراث المادي وغير المادي جوهر رؤية الدائرة لأبوظبي وجهة عالمية، حيث يتم دمج التراث مع السياحة لخلق تجارب أصيلة تدعو المواطنين والمقيمين والزوار إلى استكشاف الملامح الثقافية وتعزيز الفهم الثقافي المتبادل. ويتجلى هذا الالتزام في تطوير معالم بارزة، مثل متحف زايد الوطني، أحد الإضافات المهمة لمنطقة السعديات الثقافية، حيث سيعرض تاريخ الإمارات، ويعزّز مكانة أبوظبي الثقافية. إضافة إلى ذلك، يتم العمل على مشاريع، مثل متحف العين، وإعادة افتتاح متحف دلما، وافتتاح مركز زوار جديد في جزيرة صير بني ياس، مما يتيح للجمهور فرصة استكشاف الإرث العريق للإمارات».
التقاليد الإماراتية
يؤكد معالي محمد خليفة المبارك أن العديد من المهرجانات والبرامج، التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تستمد إلهامها من التقاليد الإماراتية، حيث تشكل جزءاً مهماً من تقويم الفعاليات السنوي. مهرجان الحصن، على سبيل المثال، يعكس هذا المزج الفريد بين الماضي والحاضر، مما يجذب مجموعة متنوعة من الزوار، من الإماراتيين الذين يسعون إلى تعزيز ارتباطهم بتراثهم إلى الجماهير الدولية المهتمة باستكشاف الثقافة الإماراتية. وتعزّز روح الضيافة الأصيلة نجاح هذه الفعاليات، حيث يتم تحقيق توازن بين الفعاليات المستوحاة من التراث وبين الفعاليات الحديثة، مثل المعارض والحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية، مما يوفّر تجربة شاملة ومتنوعة.
رعاية ودعم الشباب
عن رعاية ودعم الشباب، يقول المبارك: في إطار سعي الدائرة إلى رعاية الأجيال القادمة، يتم دمج الشباب في استراتيجياتها وبرامجها، مما يتيح لهم فرصة المساهمة في المشهد الثقافي والسياحي. ويتماشى ذلك مع الاستراتيجية السياحية المحدّثة التي يُتوقّع أن توفر 178.000 وظيفة جديدة بحلول عام 2030، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام المواهب الإماراتية الشابة. وبهذا الصدد، تتم دعوة الشباب إلى تبنّي رؤية متجددة تعزز القيم الإماراتية، حيث يمثل إبداعهم وشغفهم بمشاركة الثقافة الإماراتية ضماناً لاستمرار تألقها على المستوى العالمي.
ويؤكد المبارك أنه مع استمرار دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في جهودها لحماية وصون التراث، يبقى الإرث الثقافي الإماراتي رمزاً للفخر الوطني وعلامة مميزة تضيء طريق المستقبل. فبفضل المبادرات المبتكرة والتعاون الدولي، يتم ترسيخ مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية تنبض بالحياة والتقاليد الأصيلة.

مقالات مشابهة

  • وزير صحة الخرطوم يقف على حجم الدمار الكبير والتخريب الذي الحقته المليشيا المتمردة بمستشفى بن سينا
  • محمد خليفة المبارك: الإرث الثقافي الإماراتي رمز للفخر الوطني
  • الفنانون يتوافدون على عزاء حماة رامي صبري في الشيخ زايد.. صور
  • محافظ شمال الباطنة يرعى افتتاح جامع التقوى بالخابورة
  • ما حكم المرور أمام المصلين أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • والدة الأشقاء المكفوفين: حلمي أن يؤم ابني المصلين في الحرم الشريف
  • زي النهاردة.. مبايعة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان خليفة للمسلمين
  • طريقة عمل المجدرة | وجبة اقتصادية
  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يعزّز الحوار الثقافي والتسامح
  • حصاد الجامع الأزهر في رمضان.. 12 إماما لصلاة التراويح و180 ألف وجبة إفطار وسحور