تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال محمود بدر، النائب البرلماني، إننى «مريت بلحظة فارقة فى حياتى، لما مراتى كانت حامل فى ابنى إسماعيل وكنا بنتابع مع دكتورة عندنا فى البلد، (الدكتورة دي هى اللى ولدت على ايديها)، وفى الشهر السادس قلنا نروح عيادة تانى ونشوف شكل الجنين بالسونار، فالدكتور وقالها أنا عايز النائب يجي ضروري، فرحت، قالى: «فى ميه ضاغطة على مخ الجنين، وده حاجة خطيرة، وإنه لازم الجنين ينزل، عشان لو استمر الحمل الطفل بيبقى وضعه الصحي صعب، وممكن ينزل مشوه، وفى خطورة على والدته، فانزعجت جدا».

وأضاف «بدر»، فى حوار لبرنامج «كلّم ربنا»، الذي يقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، على «الراديو 9090»: «مفيش أغلى من الضنا، ولما حاجة تمس ابنك تبقي مزعجة جدا، لكن فضلت متمسك بالأمل، وكلمت اتنين من كبار الأطباء الدكتور محمد أبو الغار ، اللى قالى: (فى ميه ولازم ينزل، وانتوا لسه صغيرين، تروح بكرة تعمل السونار، ونحدد ميعاد)، فروحت للدكتور حسام بدراوي (وطول الوقت ده كنت بكلم ربنا وأقوله طيب لما أروح للمكان التانى مينزلش وأنا عشمان فيه، ووقته قرب، ومش عايزك تسبني)، وافتكرت أمي لما كانت تقولى ربنا هيشحتهولك، وكان عندى يقين إن ربنا مش هيسبنى، الدكتور حسام، قالى نفس الكلام لكن بطريقة شيك إنه ممكن يسحب الميه من رأس الجنين بعد ما ينزل، لكن نسية نجاحها ضعيفة 10%، لأن الجنين لم يكتمل».

واستطرد: «روحت ولما نمت شفت ابنى إسماعيل تاه منى فى السيدة زينب ومش لاقيه، وبعدين لقيت حد بيقولى ابنك هناك أهو، فروحت لقيته واقف قدام مشهد سيدنا الحسين، فخدته فى حضني، الكلام ده قبل موعد سونار العملية بـ48 ساعة، فحسيت إن فى أمل، فروحنا للدكتور بتاع السونار، بعد ساعة لقيت مراتي وأختى بيبكوا ويقولولى الدكتور بيقول الميه اتصرفت لوحدها، ودى بتحصل لكل طفل بين 50 مصاب تقريبا 2%، فروحت للدكتور حسام ولما شاف السونار قال لى: (إنت في بينك وبين ربنا حاجة، وربنا بيحبك، وقتها عجزت إنى أكلم ربنا بلساني فكلمته بقلبي كتير)».

وقال: «وضع الجنين بقي تمام والدنيا مستقرة، وجه إسماعيل الحمد لله ودلوقتى عنده 10 سنين، وبشعر إن الكلام مع الله سبب انفراجة الأزمة دي، لأنه مسبنيش، وحقق يقينى إن فى حاجة هتحصل تنجي ابنى، وطول الوقت كان عندى ثقة فى ربنا، واللحظة اللى اتولد فيها إسماعيل من أسعد لحظات حياتي، لأن ربنا حولنى من لحظة يأس كاملة إلى لحظة فرح، وصاحب الفرج مهما اشتدت الأمور».

ولفت النائب البرلماني، إلى أن الله هو الملاذ والسند والحصن الأول والأخير هو الموجود والحاضر فى كل شئ، مشيرًا إلى أنه فى كثير من الأوقات لا نجد أحد نستطيع التحدث إليه سوى الله، معبرا: «فى وقت معين تبقي محتاج ربنا تكلمه تشكيله تحكيله، تقوله اقف جنبي محدش هيقدر يساعدني غيرك»، مضيفاً: «فى لحظات معينة تشعر أن الله (طبطب عليك)، واستمع إلى شكوتك، وإن كل حديثك ودعائك لم يذهب سُدى».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الراديو 9090 الكاتب الصحفي أحمد الخطيب برنامج كل م ربنا محمود بدر

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: عروة.. “غاب بعد طلوع.. وخبا بعد التماع” (1)

1 أصدقكم القول إنني أكتب هذا المقال بعد أن توقفت ثلاث مرات وانصرفت عن كتابته نهائيًّا، إذ انتابتني تلك الحالة التي تحدث لي للمرة الثالثة، حين أبدأ في الكتابة عن صديق أو عزيز رحل، سرعان ما تفيض المآقي بالدموع، وأجد نفسي أبتسم حين تمر أطياف وصور ذكرياته وحكاياته الجميلة، ومرات أضحك ومرات ابكى وتغلبنى الكتابة ، لا أدري كيف تختلط هذه المشاعر وتتفاعل داخلي في ذات اللحظة الحزينة.

انتابتني تلك الحالة عند وفاة أمي نفيسة بت الشيخ الريح، والمرة الثانية عندما غادر وارتحل صديقي ماجد يوسف إلى الفردوس الأعلى بإذن الله، وكذلك الحال كان مع استاذى عبد الله حمدنا الله والآن ها هو الفاتح عروة يعيدني لتلك الحالة.

عندما تنتابني تلك الحالة أتوقف عن الكتابة مباشرة، وقد لا أستطيع أن أكتب حرفًا أو أكملها، فأهجرها ولا أعود وقد افعل بعد زمن طويل.
بعد خبر وفاة #الفاتح_عروة هرعت إلى الكمبيوتر وحاولت أن أكتب عنه، وما أقسى الكتابة عن حبيب غاب من بعد طلوع وخبا بعد التماع. غالبت نفسي، وها أنا في اليوم الثالث نجحت في تجاوز تلك الحالة لأول مرة بعد عناء .. كيف لا أعرف،وأكتب الآن و الدموع في المآقي والبسمات التي تثيرها ذكريات وحكايات طويلة مع عروة وعنه، تعلو وجهي!!.
حين تنظر إلى التاريخ الذي كتبه عروة عبر مسيرة حياته، تتيقن أنه ذاهب إلى ربه بتلك النفس التي قال عنها سبحانه:(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي). لقد خضّر الفاتح دنياه، وعمّر آخرته بالأعمال الصالحة وفتح له صراطا مستقيما في كلا الدارين، كما أظن وأحسب.

2
كانت رحلة حياته عذابًا وصبرًا ومتعة، أسفار وإنجاز. غدرت به الدنيا مرات ومرات ولم يهتم، ورفعته مكانًا عليًّا فلم تبطره المناصب. عاش فقيرًا حينًا من الدهر فلم تقعده همته عن طلب المجد. صادق الزعماء والرؤساء، بل صنعهم بذكائه وجهده، ولكنه لم ينسَ قط أصدقائه.
عاش حياة عريضة، وما أجملها من رحلة حياة زاخرة وملهمة تفيض بالمآثر. لم يفته في الحياة ما يمكن أن يُؤسَى عليه. عاش حياته كما يجب أن تُعاش، عابدًا، ذاكرًا، شهمًا، كريمًا، ودودًا. أدى واجبه تجاه دينه ووطنه كما ينبغي، أكمل مشوار حياته وأدى رسالته ورجع إلى ربه، وإن إلى ربك الرجعى.
قال لي في آخر زيارة له إلى الدوحة وهو يحكي: “تعرف يا ود الباز، الموت المشينا نفتش ليهو في أدغال الجنوب، يطاردني الآن في مشافي أمريكا.”

وحكى لي قصة صراعه مع المرض اللعين وهو يضحك، ثم أهداني عطرًا. قلت: سبحان الله! رجل يمضي في طريق الموت يوزع الضحكات ويهديك أفخم العطور… يا له من رجل نادر!
تذكرت عبارة باهية لنجيب محفوظ في رائعته الحرافيش، جاءت على لسان عاشور الناجي:
“الخوف من الموت لا يمنع الموت، بل يمنع الحياة.”

وقد صدق. عروة لم يمنعه الخوف من الموت من الحياة، فعاشها بحقها، وترك وراءه أثرًا سيبقى بين الناس طويلًا.
3
قال لي أستاذي عبد الله علي إبراهيم (أمد الله في أيامه ونفعنا بعلمه): إن هناك لحظة في حياة الإنسان في نهاية العمر، يلتفت فيها خلفه، فينظر ليرى أنه خضّر تاريخه وجعله أرضًا ممتدة بالعطاء والبذل، وترك من الآثار ما يفخر به هو وأبناؤه وجيله، فتنشرح نفسه ويمضي بقية عمره هادئًا مطمئنًا فرحًا.

ولكن إذا التفت تلك الالتفاتة ووجد أنه أهدر عمره في سفاسف الأمور والتفاهات، فلا تصدّق ولا صلى،وغرته الدنيا بزبدها وبهرجها، ففي تلك اللحظة يُصاب الإنسان بالاكتئاب ويقضي بقية حياته في خوف وحذر. وشتان بين هذا وذاك.
لقد كان تاريخ عروة أخضر، حياته عامرة بالمعاني والعبر والإنجاز، ولذا مضى إلى ربه ضاحكًا مستبشرًا، ومقبلًا على الموت واقفًا له، كأن أبا الطيب المتنبي عناه حين قال وهو يمدح سيف الدولة الحمداني:
“وقفتَ وما في الموتِ شكٌّ لواقفٍ… كأنك في جفنِ الردى وهو نائمُ.”
4
ستجد كثيرين يحدثونك عن الفريق الفاتح عروة، وعن حكايايتو المضن والبقن، وعن مشاويرو الطويلة، اليها وداهو الزمن”. وما أكثرها وما أجملها وما أمتعها. إنه رجل له في خدمة الشعب دم وعرق.

ستجد من يكتب عن تاريخه في جهاز الأمن أيام نميري، وعن مجاهداته في القوات المسلحة (أعجبني وفاء الرئيس البرهان لرفاقه في الجيش، إذ كان أول من نعاه من خلال مجلس السيادة)، وعن بطولاته وفدائيته في معارك الميل (40) في تسعينيات القرن الماضي.
وستجد من يحكي لك القصص عن مدى تأثيره في القرن الإفريقي، حين غير معادلاته وأنظمته، وستجد من يحدثك عن معاركه الدبلوماسية في مجلس الأمن حين كان ممثلًا للسودان (كما فعل السفير الوفي عبد المحمود)، وبلا شك سيحدثك كثيرون عن بصماته في قطاع الاتصالات وكيف تطور على يديه، بل وماذا فعلت زين تحت قيادته وهو يصارع المرض العضال أثناء هذه الحرب، وكيف عادت زين إلى الخدمة في وقت وجيز بعد أن
تدمرت بنيتها التحتية تمامًا.
5
سيحدثك رفيق دربه وصديقه وتلميذه لسنوات، صالح محمد علي، عن مسيرة طويلة في زين الخرطوم و #أديس_أبابا وذكرياتها، كما سيفعل رفيقه في زين إبراهيم محمد الحسن، حين يحدثك عن “زواياه المخفية البعيدة”.
وتحدثك #سناء_حمد عن “عمو” الفاتح، الإنسان، الجد، والصديق.
يا ليتني أستمع لشهادة #الرئيس_البشير في صديق عمره الوفي الفاتح عروة ومواقفه معه.
كل ذلك ستجد من يحدثك عنه.
أما أنا، فسأختار الزاوية التي قدّرت أن لا أحد سيذكرها، وأخشى أن تُهمَل ونحن نسجل تاريخ رجل أعطى وطنه، وأنجز في مجالات شتى، ولم يستبق شيئًا، وهي زاوية بصمته فيها أوضح من الشمس، ولكن لا أحد يراها، ولم يذكرها كاتب، لا في حياته ولا الآن بعد رحيله. فما هي؟ … نواصل.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزب الجبهة الوطنية يعلن تشكيل هيئة مكتب أمانة القبائل والعائلات
  • رئيس الحكومة : الذكاء الإصطناعي لحظة فارقة في تاريخنا المعاصر
  • حسام حبيب ينفجر غضبًا: حياتي مش للتريند.. والقضاء هو الحل!
  • عادل الباز يكتب: عروة.. “غاب بعد طلوع.. وخبا بعد التماع” (1)
  • الزمالك يتقدم على حرس الحدود في الشوط الأول بهدف عبد الله السعيد
  • رمضان عبد المعز: الأخوّة نعمة إلهية وأعظم سند وشفيع في الآخرة.. فيديو
  • شلبي والجزيري يقودان الزمالك لمواجهة حرس الحدود
  • محمد سامي في رسالة غامضة: ربنا يكفينا شر الكره بعد المحبة
  • شائعات خطوبة حسام حبيب تثير الجدل .. وهذا أول رد من الفنان الشاب
  • عمرو أديب لـ إدارة الاهلي: خدوا حسين لبيب وكل حاجة مش فارقة