سمح النزاع في أوكرانيا لقائد مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين بفرض نفسه لاعباً أساسياً في روسيا، لكن مع التمرّد الذي قاده ضد القيادة العسكرية في أوخر حزيران/يونيو، تجاوز هذا الرجل المتهور الذي يصعب التنبؤ بتحركاته، نقطة اللاعودة.

قال مسؤولون روس إن زعيم مجموعة فاغنر شبه العسكرية الذي حقق القسط الأكبر من انتصارات روسيا المحدودة في أوكرانيا منذ 2022، قتل في حادث تحطّم طائرة خاصة يوم أمس الأربعاء.

 

اعلان

وكان بريغوجين ابتعد عن الأضواء منذ قاد تمرّداً مسلّحاً ضدّ وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف، أدّى إلى مقتل عدّة عسكريين روس. 

ففي حزيران/يونيو الماضي، اتهم الملياردير الحليق الرأس الجيش الروسي بقصف معسكرات مجموعة فاغنر بطلب من شويغو وأقسم أن "يوقفه" بالقوة.

ولكن الأمور سلكت طريقاً لا يبدو أنه صبّ في مصلحته. 

رجلان يرفعان علم مجموعة فاغنر أمام مقرها في سانت بطرسبرغ بعد انتشار خبر مقتل بريغوجينDmitri Lovetsky/AP"فقد عقله"

تقول تاتيانا ستانوفايا مؤسسة موقع R.Politiks الإخباري المستقل إن بريغوجين لم يكن خائناً كلاسيكياً بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل "فقد عقله" وتضيف أن ما واجهه الرجل "رسالة لآخرين". 

وكان قائد فاغنر قال بعد التمرّد أن لديه "25 ألف" مقاتل يتبعون أوامره وقد دعا الجيش والمواطنين الروس إلى الانضمام إليه نافياً أن يكون قد أقدم على "انقلاب عسكري".

رداً على ذلك، باشرت الأجهزة الأمنية الروسية النافذة جداً تحقيقاً في حقه بتهمة "الدعوة إلى تمرد مسلح" وهي تهمة خطرة يمكن أن تدخله السجن لفترة طويلة. لكن ما من شيء مضمون عندما يتعلق الأمر ببريغوجين المتمرس في فن الاستفزاز وتغيير المواقف.

سيد الاستفزاز

بدا أن النزاع في أوكرانيا وفر فرصة من ذهب لرجل الأعمال للخروج إلى دائرة الضوء بعدما عمل لسنوات في الظل، ليفرض نفسه لاعباً أساسياً في روسيا.

في أيار/مايو 2023 بعد معارك شرسة ودامية، وصل بريغوجين إلى القمة بإعلانه سيطرة فاغنر على باخموت في شرق أوكرانيا محتفياً بانتصار نادر للقوات الروسية على أرض المعركة.

كان باب الكرملين مفتوحاً له إلى حدّ ما والتقى بالرئيس الروسي أكثر من مرة، حتى بعد التمرّد

لكن خلال معركة باخموا أيضاً تفاقم التوتر مع هيئة أركان الجيش الروسي. فبريغوجين اتهم الهيئة بحرمان فاغنر من الذخائر وأكثر من اللقطات المصورة التي يشتم فيها القادة العسكريين الروس.

وهذا أمر لا يمكن تصوره من أي شخص آخر في روسيا التي تشهد قمعاً شاملاً.

اعلان

بدأ بريغوجين يظهر إلى دائرة الضوء في أيلول/سبتمبر الماضي بالتزامن مع تكبد الجيش الروسي هزيمة تلو الأخرى في أوكرانيا ما شكل انتكاسة لقارعي طبول الحرب على غراره.

وأكد يومها للمرة الأولى علناً أنه أسس في 2014 مجموعة فاغنر المسلحة الناشطة في أوكرانيا وسوريا وإفريقيا كذلك. وفرض نفسه قائداً أساسياً.

وشدد على أن هؤلاء "الشباب، هؤلاء الأبطال دافعوا عن الشعب السوري وشعوب دول عربية أخرى وعن الفقراء الأفارقة والأميركيين اللاتينيين وأصبحوا إحدى ركائز وطننا".

في تشرين الأول/أكتوبر ذهب أبعد من ذلك عندما دشن بحفاوة مقر "شركة فاغنر العسكرية الخاصة" في مبنى زجاجي في مدينة سان بطرسبرغ في شمال غرب روسيا.

ونشر بريغوجين سيد الاستفزاز في شباط/فبراير مقطعاً مصوراً يظهره في طائرة حربية يقترح على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقرير مصير باخموت خلال منازلة جوية.

اعلانملياردير

لكي يبني جيشاً على قدر طموحاته، راح بريغوجين المولود كما بوتين في سان بطرسبرغ، يجند آلاف السجناء ليقاتلوا في أوكرانيا في مقابل العفو عنهم.

ويعرف يفغيني بريغوجين أوساط السجون جيداً، فقد أمضى تسع سنوات في السجن في الحقبة السوفياتية لارتكابه جرائم. لقد خرج من السجن العام 1990 عندما كان الاتحاد السوفياتي على شفير الانهيار وأسس شركة ناجحة لبيع النقانق.

وأرتقى السلم بعد ذلك وصولاً إلى فتح مطعم فخم أصبح من أهم مطاعم سان بطرسبرغ، حين كان نجم بوتين يصعد.

بعد وصول فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة في العام 2000 راحت مجموعة بريغوجين توفر خدمات طعام للكرملين فلقب بـ"طاهي بوتين" وقيل إنه حقق المليارات بفضل عقود عامة.

ويبدو أنه استخدم هذه الأموال لتأسيس فاغنر وهو جيش خاص ضم في صفوفه أولا مقاتلين قدامى أصحاب خبرة من الجيش وأجهزة الاستخبارات الروسية.

اعلان

في 2018، في حين كانت هذه المجموعة قد لفتت الانظار في أوكرانيا وسوريا وليبيا، بدأت تسري معلومات عن انتشارها في إفريقيا أيضاً. 

وقد قتل ثلاثة صحافيين روس كانوا يجرون تحقيقاً حول هذه المجموعة في جمهورية إفريقيا الوسطى.

شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: قتيلان على الأقل وجرحى في قصف روسي على مدينة خيرسون الأوكرانية شاهد: ثونبرغ تدعو من باريس إلى جانب ناشطين بيئيين لمكافحة الاحتباس الحراري حليف فاغنر وضحيتها في القيادة العسكرية الروسية.. من هو"الجزّار" سوروفيكين؟ فلاديمير بوتين تمرد - عصيان الجيش الروسي روسيا فاغنر - مرتزقة روسية الحرب في أوكرانيا اعلاناعلاناعلاناعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم روسيا الصين الهند الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل الصحة فيضانات - سيول مهاجرون فاغنر - مرتزقة روسية Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار روسيا الصين الهند الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: فلاديمير بوتين الجيش الروسي روسيا الحرب في أوكرانيا روسيا الصين الهند الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل الصحة فيضانات سيول مهاجرون روسيا الصين الهند الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل فلادیمیر بوتین مجموعة فاغنر الجیش الروسی فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ترامب يخطط للقاء بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا

يناير 10, 2025آخر تحديث: يناير 10, 2025

المستقلة/- قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن هناك ترتيبات لعقد اجتماع بينه وبين فلاديمير بوتين.

وتحدث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الصحافيين في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا الخميس، قائلاً إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يريد الاجتماع، ونحن نرتب لذلك”.

وقال ترامب “لقد قال ذلك علناً، وعلينا أن ننهي هذه الحرب. إنها فوضى عارمة”.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الجمعة إن هناك “رغبة متبادلة” في عقد اجتماع، لكنه أضاف أنه لم يتم تأكيد أي تفاصيل حتى الآن، وأنه قد يكون هناك تقدم بمجرد تنصيب ترمب في 20 يناير/كانون الثاني.

وأضاف بيسكوف “لقد أعلنت موسكو مراراً وتكراراً انفتاحها على الاتصالات مع الزعماء الدوليين، بما في ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.

زأضاف: “إن المطلوب هو الرغبة المتبادلة والإرادة السياسية لإجراء حوار وحل المشاكل القائمة من خلال الحوار. نرى أن السيد ترامب يعلن أيضًا استعداده لحل المشاكل من خلال الحوار. نرحب بهذا. لا توجد تفاصيل محددة حتى الآن، ننطلق من الاستعداد المتبادل للاجتماع”.

أدلى ترامب أيضًا ببعض التصريحات الخفيفة فيما يتعلق بالقاء بينه وبين الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما في جنازة جيمي كارتر يوم الخميس.

جلس الاثنان معًا في جنازة الرئيس الراحل في واشنطن العاصمة يوم الخميس، ويمكن رؤيتهما يتحدثان لعدة دقائق بينما كان بقية المعزين يتقدمون قبل أن تبدأ.

شوهد أوباما وهو يهز رأسه بينما كان ترامب يتحدث قبل أن يبتسم.

عندما سئل عن التبادل، قال ترامب: “لم أدرك مدى الود الذي بدا عليه.

“قلت، “يا إلهي، يبدو أنهما شخصان يحبان بعضهما البعض”.

وقال: “لدينا فلسفات مختلفة قليلاً، أليس كذلك؟ ولكن ربما يكون الأمر كذلك. لا أعرف. لقد كنا متوافقين. لكنني كنت على وفاق مع الجميع تقريبًا.”

أثارت عودة ترامب إلى البيت الأبيض مخاوف في كييف من أنه ينوي قطع المساعدات العسكرية لإجبار أوكرانيا على إبرام اتفاق سلام سريع من شأنه أن يضر بشدة بالبلد الذي مزقته الحرب.

وكان ترامب قد وعد مرارًا وتكرارًا بإنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون “24 ساعة”، إذا تم انتخابه. واعترف بعد أنتخابه بأن ستة أشهر هي هدف أكثر واقعية.

وقال مسؤولان أوروبيان لصحيفة فاينانشال تايمز إن المحادثات مع فريق ترامب كشفت أن الإدارة القادمة لم تستقر على كيفية إنهاء الحرب.

وتوقعا أن يستمر الدعم الأمريكي لأوكرانيا بعد التنصيب في وقت لاحق من هذا الشهر، زاعمين أن ترامب حذر حتى لا تتكرر الأخطاء التي ارتكبت أثناء الانسحاب الكارثي لجو بايدن من أفغانستان.

وقال أحد المسؤولين: “إن فريق [ترامب] بأكمله مهووس بالقوة ويبدو قويًا، لذا فهم يعيدون معايرة نهج أوكرانيا”.

وقد اقترح كيث كيلوج، مبعوث ترامب إلى أوكرانيا، أنه يهدف إلى إنهاء الحرب في غضون 100 يوم.

خلال الحملة الانتخابية العام الماضي، انتقد ترامب بشكل متكرر فولوديمير زيلينسكي، ووصفه بأنه “أعظم بائع على وجه الأرض” ووبخ جو بايدن لإرساله أكثر من 65 مليار دولار كمساعدات إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب.

اقترح كيلوج العام الماضي أن تقطع واشنطن المساعدات عن أوكرانيا إذا رفضت بدء محادثات السلام، ولكن أن تستمر إذا رفضت موسكو مفاوضات وقف إطلاق النار.

ويقال إن ترامب يفكر في خطط لتجميد الحرب في أوكرانيا مع منطقة منزوعة السلاح يحرسها جيوش بريطانية وأوروبية.

في أعقاب فوزه في الانتخابات، كان القادة الأوروبيون يكافحون للحفاظ على الوحدة بشأن دعم أوكرانيا، حيث حذر مارك روتي، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الرئيس القادم من أن الدعم الأمريكي حيوي لوضع كييف في أقوى موقف تفاوضي قبل بدء المحادثات.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • بايدن عن العقوبات الجديدة على روسيا: بوتين في وضع صعب
  • ترامب يخطط للقاء بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • روسيا تكشف عن حقيقة محادثات بوتين وترامب.. هل تنتهي حرب أوكرانيا؟
  • رئيس وزراء أوكرانيا: لن نوقف نقل النفط الروسي إلى أوروبا
  • ترامب يعلن عن لقاء مرتقب له مع الرئيس الروسي بوتين
  • ترامب: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد لقائي.. فيديو
  • الجيش الروسي يعلن أسر 18 عسكريا أوكرانيا في دونيتسك
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ 801 ألف و670 جنديا منذ بدء الحرب
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ 801 ألف و670 جنديا منذ بدء العملية العسكرية
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ801 ألف و670 جنديًا