بريغوجين.. من سجين إلى رجل أعمال مقرب من بوتين إلى مقاتل شرس "فقد عقله"
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
سمح النزاع في أوكرانيا لقائد مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين بفرض نفسه لاعباً أساسياً في روسيا، لكن مع التمرّد الذي قاده ضد القيادة العسكرية في أوخر حزيران/يونيو، تجاوز هذا الرجل المتهور الذي يصعب التنبؤ بتحركاته، نقطة اللاعودة.
قال مسؤولون روس إن زعيم مجموعة فاغنر شبه العسكرية الذي حقق القسط الأكبر من انتصارات روسيا المحدودة في أوكرانيا منذ 2022، قتل في حادث تحطّم طائرة خاصة يوم أمس الأربعاء.
وكان بريغوجين ابتعد عن الأضواء منذ قاد تمرّداً مسلّحاً ضدّ وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف، أدّى إلى مقتل عدّة عسكريين روس.
ففي حزيران/يونيو الماضي، اتهم الملياردير الحليق الرأس الجيش الروسي بقصف معسكرات مجموعة فاغنر بطلب من شويغو وأقسم أن "يوقفه" بالقوة.
ولكن الأمور سلكت طريقاً لا يبدو أنه صبّ في مصلحته.
رجلان يرفعان علم مجموعة فاغنر أمام مقرها في سانت بطرسبرغ بعد انتشار خبر مقتل بريغوجينDmitri Lovetsky/AP"فقد عقله"تقول تاتيانا ستانوفايا مؤسسة موقع R.Politiks الإخباري المستقل إن بريغوجين لم يكن خائناً كلاسيكياً بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل "فقد عقله" وتضيف أن ما واجهه الرجل "رسالة لآخرين".
وكان قائد فاغنر قال بعد التمرّد أن لديه "25 ألف" مقاتل يتبعون أوامره وقد دعا الجيش والمواطنين الروس إلى الانضمام إليه نافياً أن يكون قد أقدم على "انقلاب عسكري".
رداً على ذلك، باشرت الأجهزة الأمنية الروسية النافذة جداً تحقيقاً في حقه بتهمة "الدعوة إلى تمرد مسلح" وهي تهمة خطرة يمكن أن تدخله السجن لفترة طويلة. لكن ما من شيء مضمون عندما يتعلق الأمر ببريغوجين المتمرس في فن الاستفزاز وتغيير المواقف.
سيد الاستفزازبدا أن النزاع في أوكرانيا وفر فرصة من ذهب لرجل الأعمال للخروج إلى دائرة الضوء بعدما عمل لسنوات في الظل، ليفرض نفسه لاعباً أساسياً في روسيا.
في أيار/مايو 2023 بعد معارك شرسة ودامية، وصل بريغوجين إلى القمة بإعلانه سيطرة فاغنر على باخموت في شرق أوكرانيا محتفياً بانتصار نادر للقوات الروسية على أرض المعركة.
كان باب الكرملين مفتوحاً له إلى حدّ ما والتقى بالرئيس الروسي أكثر من مرة، حتى بعد التمرّد.
لكن خلال معركة باخموا أيضاً تفاقم التوتر مع هيئة أركان الجيش الروسي. فبريغوجين اتهم الهيئة بحرمان فاغنر من الذخائر وأكثر من اللقطات المصورة التي يشتم فيها القادة العسكريين الروس.
وهذا أمر لا يمكن تصوره من أي شخص آخر في روسيا التي تشهد قمعاً شاملاً.
اعلانبدأ بريغوجين يظهر إلى دائرة الضوء في أيلول/سبتمبر الماضي بالتزامن مع تكبد الجيش الروسي هزيمة تلو الأخرى في أوكرانيا ما شكل انتكاسة لقارعي طبول الحرب على غراره.
وأكد يومها للمرة الأولى علناً أنه أسس في 2014 مجموعة فاغنر المسلحة الناشطة في أوكرانيا وسوريا وإفريقيا كذلك. وفرض نفسه قائداً أساسياً.
وشدد على أن هؤلاء "الشباب، هؤلاء الأبطال دافعوا عن الشعب السوري وشعوب دول عربية أخرى وعن الفقراء الأفارقة والأميركيين اللاتينيين وأصبحوا إحدى ركائز وطننا".
في تشرين الأول/أكتوبر ذهب أبعد من ذلك عندما دشن بحفاوة مقر "شركة فاغنر العسكرية الخاصة" في مبنى زجاجي في مدينة سان بطرسبرغ في شمال غرب روسيا.
ونشر بريغوجين سيد الاستفزاز في شباط/فبراير مقطعاً مصوراً يظهره في طائرة حربية يقترح على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقرير مصير باخموت خلال منازلة جوية.
اعلانمليارديرلكي يبني جيشاً على قدر طموحاته، راح بريغوجين المولود كما بوتين في سان بطرسبرغ، يجند آلاف السجناء ليقاتلوا في أوكرانيا في مقابل العفو عنهم.
ويعرف يفغيني بريغوجين أوساط السجون جيداً، فقد أمضى تسع سنوات في السجن في الحقبة السوفياتية لارتكابه جرائم. لقد خرج من السجن العام 1990 عندما كان الاتحاد السوفياتي على شفير الانهيار وأسس شركة ناجحة لبيع النقانق.
وأرتقى السلم بعد ذلك وصولاً إلى فتح مطعم فخم أصبح من أهم مطاعم سان بطرسبرغ، حين كان نجم بوتين يصعد.
بعد وصول فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة في العام 2000 راحت مجموعة بريغوجين توفر خدمات طعام للكرملين فلقب بـ"طاهي بوتين" وقيل إنه حقق المليارات بفضل عقود عامة.
ويبدو أنه استخدم هذه الأموال لتأسيس فاغنر وهو جيش خاص ضم في صفوفه أولا مقاتلين قدامى أصحاب خبرة من الجيش وأجهزة الاستخبارات الروسية.
اعلانفي 2018، في حين كانت هذه المجموعة قد لفتت الانظار في أوكرانيا وسوريا وليبيا، بدأت تسري معلومات عن انتشارها في إفريقيا أيضاً.
وقد قتل ثلاثة صحافيين روس كانوا يجرون تحقيقاً حول هذه المجموعة في جمهورية إفريقيا الوسطى.
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: قتيلان على الأقل وجرحى في قصف روسي على مدينة خيرسون الأوكرانية شاهد: ثونبرغ تدعو من باريس إلى جانب ناشطين بيئيين لمكافحة الاحتباس الحراري حليف فاغنر وضحيتها في القيادة العسكرية الروسية.. من هو"الجزّار" سوروفيكين؟ فلاديمير بوتين تمرد - عصيان الجيش الروسي روسيا فاغنر - مرتزقة روسية الحرب في أوكرانيا اعلاناعلاناعلاناعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليوم روسيا الصين الهند الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل الصحة فيضانات - سيول مهاجرون فاغنر - مرتزقة روسية Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار روسيا الصين الهند الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فلاديمير بوتين الجيش الروسي روسيا الحرب في أوكرانيا روسيا الصين الهند الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل الصحة فيضانات سيول مهاجرون روسيا الصين الهند الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل فلادیمیر بوتین مجموعة فاغنر الجیش الروسی فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية، وذلك بعدما ضربت كييف العمق الروسي مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية.
وقال بوتين -في خطاب بثه التلفزيون العام- إن "الصراع بدأ يأخذ طابعا عالميا".
وأضاف "نعتبر أن من حقنا استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتنا، وفي حال تصاعد الأفعال العدوانية سنرد بقوة موازية".
كما أكد أن الهجوم الذي شنته بلاده اليوم على أوكرانيا جاء رد فعل على الضربات الأوكرانية لأراض روسية بصواريخ أميركية وبريطانية في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وأعلن أن روسيا سوف توجه تحذيرات مسبقة إذا شنت مزيدا من الهجمات باستخدام مثل هذه الصواريخ ضد أوكرانيا كي تتيح للمدنيين الإجلاء إلى أماكن آمنة، محذرا من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على اعتراض الصواريخ الروسية.
عابر للقاراتواتهمت كييف في وقت سابق اليوم الخميس روسيا بإطلاق صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي على أراضيها، وهو أول استخدام لهذا السلاح ويشكل تصعيدا غير مسبوق للنزاع والتوترات بين روسيا والغرب.
وقال سلاح الجو الأوكراني في بيان إن القوات الروسية استخدمت الصاروخ في هجوم في الصباح الباكر على مدينة دنيبرو (وسط) شمل أنواعا عدة من الصواريخ واستهدف منشآت حيوية.
وقال مسؤول أميركي كبير إن موسكو "تسعى الى ترهيب أوكرانيا والدول التي تدعمها عبر استخدام هذا السلاح أو إلى لفت الانتباه، لكن ذلك لا يبدل المعطيات في هذا النزاع".
ويأتي الهجوم في وقت بلغت التوترات أعلى مستوياتها بين موسكو والغرب، مع اقتراب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، والتي ينظر إليها على أنها نقطة تحول.
وعلى الطرف المقابل، استخدمت أوكرانيا قبل أيام صواريخ أتاكمز الأميركية التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وذلك لأول مرة ضد منشأة عسكرية في منطقة بريانسك الروسية بعد حصولها على إذن من واشنطن.
كما أكدت موسكو أن أنظمة الدفاع الجوي لديها أسقطت صاروخين من طراز "ستورم شادو" (ظل العاصفة) بريطانية الصنع، و6 صواريخ أميركية من طراز هيمارس، و67 طائرة مسيرة.
وزودت دول غربية عدة كييف بصواريخ بعيدة المدى، لكنها لم تسمح باستخدامها على الأراضي الروسية خوفا من رد فعل موسكو.
وعززت روسيا تحذيراتها النووية في الأيام الأخيرة، وفي عقيدتها الجديدة بشأن استخدام الأسلحة النووية -التي أصبحت رسمية أول أمس الثلاثاء- يمكن لروسيا الآن استخدامها عند وقوع هجوم "ضخم" من قبل دولة غير نووية ولكن مدعومة بقوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة.