“التبادل المعرفي” يبحث تطوير شراكات التحديث الحكومي مع دول العالم
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
بحث مكتب التبادل المعرفي في وزارة شؤون مجلس الوزراء، خلال لقائه السنوي، الذي شهد مشاركة 60 دبلوماسياً من سفراء وقناصل الدول الشقيقة والصديقة الشريكة في مبادرات التبادل المعرفي الحكومي الإماراتي، سبل تعزيز الشراكات الهادفة لتطوير وتحديث العمل الحكومي بالاستفادة من أفضل التجارب وقصص النجاح الملهمة لحكومة دولة الإمارات، وشركائها من الحكومات حول العالم.
واستعرض المشاركون، مستجدات الشراكات الإستراتيجية في مجالات التحديث الحكومي بين حكومة دولة الإمارات وحكومات الدول الشقيقة والصديقة، وأهم الإنجازات التي تم تحقيقها والنماذج والقصص الملهمة التي تم تحقيقها.
وأكد معالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، في كلمة افتتاحية لفعاليات اللقاء السنوي، أن دولة الإمارات تتبنى نهج التعاون المشترك وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات مع شركائها الدوليين لتعزيز الفرص في مختلف المجالات مع مختلف الدول، مشيراً إلى أن التفاعل بين الدول وتبادل الخبرات يشكل عاملاً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة.
وقال إن دولة الإمارات، منذ تأسيسها، تبنّت نهجاً اقتصادياً ديناميكياً أسهم في بناء دولة حديثة قادرة على استقطاب الاستثمارات العالمية، وتسعى بشكل مستمر إلى تطوير التشريعات والقوانين لتعزيز بيئة الأعمال، مما جعلها وجهة رئيسية للمستثمرين ورجال الأعمال من مختلف دول العالم، حيث يجدون فيها بيئة استثمارية آمنة ومحفزة للنمو والتوسع.
وأضاف أن التبادل الثقافي والمعرفي والاقتصادي بين الدول يعزز من فرص التعاون المشترك، مشيراً إلى أن الإمارات، كانت في الماضي دولة تجارية تعتمد على الروابط التاريخية مع آسيا وأفريقيا ، وتواصل اليوم هذا النهج من خلال سياسات قائمة على الشراكة والانفتاح.
وأشاد معاليه بالدور الذي يقوم به السفراء في بناء جسور التواصل بين دولة الإمارات وبلدانهم، لافتا إلى أن هذا التعاون يمثل منصة مهمة لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات.
وأكد التزام دولة الإمارات بمواصلة جهودها لتعزيز التعاون والتبادل المعرفي والاقتصادي والثقافي مع مختلف الدول، تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة في بناء مستقبل مزدهر ومستدام للجميع
من جهته، أكد سعادة عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، أن مبادرات التبادل المعرفي تعكس التزام حكومة دولة الإمارات بمشاركة تجاربها الناجحة مع الدول الشريكة، وتترجم إيمانها بأن المعرفة أداة أساسية للنمو والتطوير الذي يحقق التطلعات والرؤى المشتركة، والهادفة إلى بناء مستقبل أفضل للمجتمعات.
وقال إن نجاح برنامج التبادل المعرفي الحكومي الإماراتي لا يقاس بحجم المبادرات المنفذة وحسب، بل بأثره المستدام في تعزيز الأداء الحكومي وتمكين المجتمعات من تبني حلول مبتكرة ومستدامة، مشيراً إلى أن التنافسية الحقيقية تكمن في التعاون والتعلم المستمر، وأن الحكومات تحقق نجاحات أكبر وتتقدم عندما تتشارك الأفكار وتبني على تجارب بعضها البعض، ما ينعكس إيجاباً على جودة حياة المجتمع.
وأشاد بالمستوى المتقدم للتعاون المثمر مع الدول الشريكة في البرنامج، والحريصة على تعزيز التبادل المعرفي، مؤكداً أهمية استمرار الشراكات لتطوير حلول مبتكرة تعود بالنفع على الجميع.
من ناحيته، أكد سعادة محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، في كلمته خلال اللقاء، أن تعزيز التعاون الدولي يشكل عنصراً أساسياً في دعم المبادرات التنموية العالمية، ويسهم في تبادل الخبرات وتوفير التمويل المستدام لتنفيذ مشاريع تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما يعزز التعاون الدولي دور دولة الإمارات مساهما رئيسيا في التنمية المستدامة، ويعكس التزامها بالحفاظ على الازدهار العالمي، ويرسخ مكانتها الريادية على الساحة الدولية.
وقال إن الصندوق يولي أهمية كبيرة لإقامة شراكات إستراتيجية مع الحكومات والمؤسسات التنموية العالمية، انطلاقاً من رؤيته الإستراتيجية الهادفة إلى تنفيذ مشاريع تنموية نوعية تُحدث أثراً إيجابياً ملموساً في حياة المجتمعات، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة على نطاق واسع.
وضمن فعاليات اللقاء، عقدت جلسة حوارية بعنوان “تبادل الخبرات: قصص ملهمة من الإمارات”، أدارها راشد حارب الفلاحي، وشهدت مشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين الذين ناقشوا التجارب الناجحة التي تم نقلها عبر برنامج التبادل المعرفي، وتأثيرها في تطوير العمل الحكومي على المستوى الدولي.
واستعرضت سعادة المقدم دانة حميد المرزوقي مدير عام مكتب الشؤون الدولية في وزارة الداخلية، تجربة الإمارات في تعزيز الأمن والاستقرار كدعائم رئيسية للتنمية المستدامة.
وأشارت إلى الدور الفاعل للذكاء الاصطناعي في العمليات الأمنية، مستعرضةً تجربة التعاون مع أوزبكستان عام 2022، حيث قدمت الإمارات برامج تدريبية متقدمة في التحليل الجنائي القائم على الذكاء الاصطناعي لمكافحة الجرائم الإلكترونية، ما عزز قدرات أوزبكستان الأمنية وجعلها من الدول الرائدة في هذا المجال في المنطقة.
من جهته، تطرق سعادة المهندس محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات، إلى ريادة الإمارات في التحول الرقمي للخدمات الحكومية، مشيراً إلى التعاون الناجح مع الحكومة المصرية عام 2023، الذي أسفر عن إطلاق “مركز مصر الرقمي”، المستوحى من مراكز الخدمات الحكومية الإماراتية، حيث ساهم في تقديم أكثر من 100 خدمة عبر منصة موحدة، ما أدى إلى تقليص أوقات إنجاز المعاملات بنسبة 60%.
وتحدث الدكتور وليد آل علي ، الأمين العام للمدرسة الرقمية، عن أهمية التعليم الرقمي في دعم المجتمعات وتمكين الأفراد، مستعرضاً دور المدرسة الرقمية كمبادرة رائدة في تعزيز التعليم عن بعد، لا سيما للمجتمعات التي تعاني من نقص في الخدمات في جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن برنامج “المعلم الرقمي المعتمد”، الذي أُطلق بالشراكة مع جامعة ولاية أريزونا، أسهم في تدريب وتأهيل آلاف المعلمين عالمياً، مما يعكس التزام دولة الإمارات بدعم مسارات التعليم الرقمي عالمياً.
وفي ختام اللقاء، تم تكريم نخبة من المعلمين الرقميين المتميزين ضمن مبادرة “المعلم الرقمي المعتمد”، التي أطلقتها المدرسة الرقمية بالتعاون مع مكتب التبادل المعرفي الحكومي.
وجرى اختيار المعلمين بناءً على معايير شملت نسبة إتمام المستويات المطلوبة وسرعة الإنجاز، حيث تم تحديد الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى على مستوى الدول العشر الأوائل في المبادرة.
وحصدت المعلمة مادزينغيرا فادزاي من جمهورية زيمبابوي المركز الأول، وجاء في المركز الثاني المعلم شيميدتسيرين نيامسورن من منغوليا، أما المركز الثالث، فحصلت عليه المعلمة فوتي سانيليسيوي نكامبولي من مملكة إسواتيني.
كما احتفى اللقاء السنوي بدول التبادل المعرفي الأكثر تفاعلاً في مبادرة المعلم الرقمي، وهي كل من برمودا، وجمهورية باراغواي، وجمهورية صربيا.
يُذكر أن حكومة دولة الإمارات أطلقت برنامج التبادل المعرفي الحكومي بهدف نقل أفضل الممارسات والخبرات الحكومية إلى الدول الشقيقة والصديقة، وتعزيز التعاون في مجالات التحديث والتطوير الحكومي.
ومنذ إطلاقه عام 2018، نجح البرنامج في إطلاق شراكات مع عشرات الدول حول العالم، بهدف بناء القدرات المؤسسية وتطوير الأداء الحكومي من خلال تبادل المعرفة في مجالات التخطيط الإستراتيجي، والتميز الحكومي، وريادة الخدمات الحكومية، إضافة إلى تنفيذ مبادرات استراتيجية وبناء القدرات المؤسسية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
جناح الإمارات في "إكسبو 2025 أوساكا" يفتح أبوابه للعالم
افتتحت دولة الإمارات، يوم الأحد، جناحها الوطني في معرض "إكسبو 2025 أوساكا - كانساي" لترحّب بالعالم في تجربة تمزج بين عراقة التراث وروح الابتكار والتعاون الدولي في المجالات المختلفة.
وقامت نخبة من كبار المسؤولين الإماراتيين، بتدشين الجناح، في مقدمتهم الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والمبعوث الخاص لدولة الإمارات إلى اليابان، ونورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة في وزارة الخارجية، وشهاب أحمد الفهيم، سفير فوق العادة لدولة الإمارات لدى اليابان، والمفوض العام لجناح الدولة في "إكسبو 2025 أوساكا - كانساي"، بالإضافة إلى العديد من كبار الزوار والضيوف من دولة الإمارات واليابان وأنحاء العالم.
واستُلهم تصميم الجناح من النخلة، برمزيتها التاريخية والتراثية، وهو يسلط الضوء على معالجة معاصرة لنمط العريش المستمد من العمارة التقليدية الإماراتية، وذلك من خلال دمج مخلفات النخيل الزراعية مع براعة النجارة اليابانية. وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).
وتتجلى السمة المعمارية الأبرز في "غابة" مؤلفة من 90 عموداً من اليريد، ترتفع حتى 16 متراً لتشكّل مشهداً بصرياً لافتاً.
ويُجسّد جناح دولة الإمارات في "إكسبو 2025 أوساكا" روح التعاون العالمي، حيث يجمع بين الخبرات الإماراتية واليابانية والعالمية ضمن عملية تصميم تشاركية تمزج بين الأصالة والابتكار، تحت مظلة "مجموعة من الأرض إلى الأثير للتصميم"، وهي شبكة متعددة التخصصات، ليكون بمثابة شهادة على التعاون العالمي المتكامل.
ويستمتع الزوار في داخل الجناح بتجربة غامرة متعددة الحواس تحتفي بمستكشفي دولة الإمارات في الفضاء، وروّادها في الرعاية الصحية، وأمناء الاستدامة، وذلك من خلال الوسائط المتعددة، والأعمال الفنية التركيبية، والتصميم الداخلي المدروس بعناية.
وقال الدكتور سلطان الجابر إن المشاركة في 'إكسبو أوساكا' تهدف إلى تسليط الضوء على جهود دولة الإمارات الهادفة إلى تحويل الطموحات إلى إنجازات واقعية، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة، وبناء الشراكات وخلق فرص نوعية للاستثمارات المجدية اقتصادياً بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وتأهيل وتدريب وصقل كفاءات ومهارات وقدرات الكوادر البشرية، وتحقيق نقلة نوعية في تحديث وتطوير القطاع الصناعي، وتوفير حلول شاملة للجميع.
وأكد أن الشراكة القوية مع اليابان ومع الدول الصديقة في أنحاء العالم، ستسهم في رسم ملامح مستقبل يركز على تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام.
بدورها، قالت نورة الكعبي، إن المشاركة في "إكسبو 2025 أوساكا" تمثل امتداداً للمشاركة طويلة الأمد مع العالم من خلال المنصات التي تشجّع الحوار والتعاون والسعي نحو التقدّم المشترك، مؤكدة أن العودة إلى أوساكا تحديدًا ذات دلالة هامة كونها شهدت مشاركة أبوظبي لأول مرة في معرض "إكسبو" العالمي في عام 1970.
من جانبه، قال شهاب الفهيم، إن أهمية الجناح لا تقتصر على استعراض الإنجازات فحسب، بل إنه يعد بمثابة منصة للتبادل المؤثر والشراكة المتينة، معربا "عن الفخر بسرد قصة الإمارات في أوساكا وبتعميق العلاقة الخاصة التي تربط بين الإمارات واليابان والتي تمتد عبر خمسة عقود وتواصل نموها من خلال الطموح المشترك والاحترام المتبادل.
وتشترك دولة الإمارات واليابان تشتركان في قيمهما المتجذرة وتربطهما شراكة إستراتيجية طويلة الأمد تمتد لأكثر من 50 عاماً وتشمل التعاون في قطاعات الطاقة والتجارة والتعليم والثقافة والفضاء والتقنية، وقد شكلت أول مشاركة لأبوظبي في معرض "إكسبو"، علامة فارقة تاريخية في العلاقات المزدهرة بين الإمارات واليابان، وبعد مرور أكثر من خمسة عقود، تعود الإمارات إلى أوساكا بمنهج جماعي في التصميم يؤكد على التعاون الراسخ بين البلدين.
وتضطلع مجموعة السفراء الشباب المكونة من 46 شابًا، من بينهم 24 شاباً إماراتياً، بدور كبير في جناح الإمارات؛ ليجسدوا بفخر روح الدولة وقصة نجاحاتها على الساحة العالمية؛ إذ يصطحبون الضيوف في رحلة لاكتشاف ابتكارات الإمارات وتراثها وشراكاتها العالمية، إلى جانب 20 شاباً يابانياً واثنين من المغتربين المقيمين في اليابان، يتحدثون معاً سبع لغات.
ويعكس الجناح الأولويات الوطنية للإمارات وقطاعاتها التي تستشرف المستقبل، ويحظى بدعم من نُخبة من الشركات الوطنية الإماراتية، كشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، وشركة "سبيس 42"، وشركة "بيورهيلث"، ودائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي.
وسيستضيف جناح الإمارات، على مدى ستة أشهر، برنامجاً حيوياً من الفعاليات، بما في ذلك منتديات وورش عمل وبرامج ثقافية تركز على قضايا الاستدامة والتنقل والشباب والابتكار، كما يمكن للزوار أيضاً اكتشاف المطبخ الإماراتي في مطعم الجناح، وفي دكان الجناح، اقتناء منتجات حصرية مصممة خصيصاً لمشاركة دولة الإمارات في إكسبو، فضلاً عن مساحة مخصصة لورش العمل المتنوعة.