أكد تقرير نشره موقع أفينيري الإيطالي أن العالم يشهد تشكل نظام عالمي جديد يحكمه منطق القوة ولا تُحترم فيه القوانين والمؤسسات الدولية، ونقل عن عدد من الخبراء دعوتهم لمواجهة هذا التحوّل الخطير في العلاقات الدولية.

وقال الكاتب دييغو موتا إنه في ظل تسارع الأحداث عالميا، بدءا من الحرب الروسية على أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022، ثم الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصولا إلى عقيدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رئاسته الثانية، أصبح من الواضح أن قانون الأقوى هو السائد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: احتضان واشنطن لبوتين يهدد بتقسيم الغربlist 2 of 2مظاهرات حول العالم تندد بالعدوان الإسرائيلي وأردنيون يطالبون بوقف التطبيعend of list

واعتبر الكاتب أن 60 يوما من حكم ترامب كانت كافية لإثبات أن منطق القوة هو الذي يحكم العالم، حيث تُتخذ القرارات المصيرية داخل المكتب البيضاوي، أو في منتجع مارالاغو الذي يستخدمه ترامب مقرا بديلا، أو خلال اجتماعات مغلقة بين ما تُعرف بـ"الدول الآمنة".

ترتيب المشهد

وحسب دييغو موتا، فإن المؤسسات الدولية أصبحت هامشية وغير مؤثرة، والقانون الدولي لم يعد يُحترم أو يُنظر إليه كمرجع أساسي في العلاقات الدولية، بل يمكن بكل سهولة تجاوزه وتجاهله وفقا للمصالح السياسية للقوى الكبرى.

ويتابع الكاتب أن ما يحدث حاليا يشير إلى أن القوتين العظميين، الصين والولايات المتحدة وبدرجة أقل روسيا تسعى جميعها إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي والدبلوماسي بشكل تدريجي.

إعلان

وتهدف العملية -حسب موتا- إلى إعادة ضبط العلاقات الدولية وفق مصالح هذه القوى، خاصة بعد فترة من الفوضى وعدم الاستقرار التي أثرت بشكل كبير على النظام العالمي، ووضعت أوروبا -رابع أكبر قوة عالمية- في أزمة عميقة.

ويضيف الكاتب أنه في ظل هذا الواقع الجديد، ستتركز السلطة في أيدي قادة الدول الكبرى الذين يعتقدون أنهم يمتلكون صلاحيات مطلقة، وأنهم قادرون على اتخاذ قرارات مصيرية دون الحاجة إلى أي توافق عالمي أو التزام بقرارات المؤسسات الدولية.

يشمل ذلك إشعال الحروب أو إنهاءها، وفقا لموازين القوة والمصالح السياسية، مما يعزز فكرة أن التوازنات الدولية لم تعد تُدار عبر القانون أو المؤسسات، بل عبر إرادة أفراد يتحكمون في مصائر الدول.

مصير المؤسسات الدولية

وينقل الكاتب عن كيارا راغني، أستاذة القانون الدولي في جامعة ميلانو، قولها: "نمرّ بمرحلة تاريخية تتطلب من الديمقراطيات الصمود على أساس القوانين والمبادئ التي ألهمتها".

ومن جانبه، يؤكد إدواردو غريبي، أستاذ القانون الدولي في جامعة تورينو، أن اعتقال الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي -المتهم بالمسؤولية عن آلاف جرائم الاغتصاب والتعذيب والقتل التي ارتُكبت خلال فترة حكمه- دليل على أن القانون الدولي لا يزال فاعلا ولم يتغير.

لكنه يحذر من تقويض شرعية المؤسسات الدولية، إذ إنه في الوقت الذي يعتقل فيه دوتيرتي، يُسمح لرؤساء دول كبرى ملاحقين دوليا مثل فلاديمير بوتين بالتنقل بحرية واستقبالهم في دول وقّعت على معاهدة روما وتعترف بالمحكمة الجنائية الدولية.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ويقول لوكا ماسيرا، أستاذ القانون الجنائي في جامعة بريشيا، إن "ما نشهده اليوم ليس انهيارا للقانون، بل انهيارا للسياسة"، مضيفا أن الساحة الدولية تشهد "عودة سياسة القوة الصرفة، التي تشكل الإطار العام لأي علاقة دولية، والتي تنتهي باعتبار وجود القواعد مجرد ديكور، لا أكثر. ولكن إذا انهارت البنية القانونية، فإن النظام بأكمله مهدد بالانهيار".

إعلان

ويوضح الكاتب دييغو موتا أن ما نراه حاليا من انتهاك للقوانين الدولية لا يقتصر فقط على الحروب والنزاعات المسلحة، بل إن العالم يشهد نوعا جديدا من الحروب، وهي الحروب التجارية التي تُدار عبر فرض الرسوم الجمركية، والتصريحات المتكررة في هذا الشأن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات المؤسسات الدولیة القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

غزو بري واسع.. مصطفى بكري يكشف ملامح الخطة الإسرائيلية «القوة والسيف» بقطاع غزة

أكد الإعلامي مصطفى بكري أن العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة التي أُطلق عليها اسم "القوة والسيف" هي تمهيد لغزو بري واسع لقطاع غزة خلال الأيام القادمة.

وأوضح خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" على قناة صدى البلد، أن إسرائيل تستهدف فصل القطاع الشمالي عن الجنوبي، خاصة بعد إعادة احتلال محور نتساريم لتوسيع نطاق المنطقة العازلة.

وأوضح مصطفى بكري أن الجيش الإسرائيلي كلف فرقة جولاني بالسيطرة على جنوب غزة، بينما تتمركز التشكيلات المدرعة في الجنوب استعدادًا للمرحلة القادمة من العمليات العسكرية.

وأشار «بكري» إلى أن هناك مخطط إسرائيلي جديد للتوغل في لبنان بهدف التقسيم، حيث تمكنت قوات الاحتلال من السيطرة على أكثر من 10 نقاط استراتيجية، وسط استمرار عمليات الزحف والتوسع.

وكما أوضح أن الرئيس السيسي والقوات المسلحة أكدوا على أنه لا تهجير للفلسطينيين ولا تصفية للقضية الفلسطينية، علاوة على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، بالتزامن مع دراسة أمريكا وإسرائيل موقف مصر والعرب من القضية.

وأضاف مصطفى بكري، أن الأمن القومي لمصر خط أحمر، ولا يمكن لأحد أن يتجاوزه مهما حدث، ومصر لن تفرط في أرضها.

مقالات مشابهة

  • في اليوم الدولي للغابات.. رئة الكوكب التي باتت تتقلص
  • غزو بري واسع.. مصطفى بكري يكشف ملامح الخطة الإسرائيلية «القوة والسيف» بقطاع غزة
  • بكري: العار مازال يلاحق العالم والقانون الدولي الإنساني بعد الجرائم التي ترتكب في غزة
  • استئناف إسرائيل عدوانها على غزة يظهر عجز المؤسسات الدولية
  • “نتنياهو” و”ترامب” يدوسون على القانون الدولي (كاريكاتير)
  • ترامب وبوتين وشي جين بينغ.. خطة جديدة لإعادة تقسيم العالم
  • قاض أمريكي يحكم بتأجيل إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
  • حوارات ثقافية| الكاتب أحمد عبدالعليم يكشف لـ «البوابة نيوز» استعدادات «القومي لثقافة الطفل» لشهر رمضان وعيد الفطر المبارك
  • بعد مكالمة الساعتين..الكرملين يكشف تفاصيل الاتصال بين بوتين وترامب