البوابة نيوز:
2025-05-03@01:18:15 GMT

أطفال أبو دقة.. بين الركام وآلام الحرب في غزة

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في غزة، حيث تلتقي الأرض بالدماء، تصمت الكلمات في مواجهة آلام غير قابلة للوصف. لكن وراء كل قصة معاناة، هناك بشر لا يزالون يحتفظون بالأمل رغم كل شيء. هذه هي قصة أطفال عائلة أبو دقة، الذين نجا بعضهم من غارات جوية إسرائيلية دمرت حياتهم إلى الأبد، وحولتهم من أطفال يلعبون تحت الشمس إلى شهداء وأيتام يعيشون في صمتٍ مدمّر.

8 أكتوبر 2023: بداية الكابوس

في السابع من أكتوبر 2023، كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجراً حين استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزل عائلة أبو دقة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. منزل كان يوماً ملاذًا للفرح والأمل، قبل أن يتحول إلى كومة من الأنقاض بعد أن ألقت عليه قنابل الطائرات.

في تلك اللحظات، كانت الطفلة "آيلا" لا تزال في سريرها، لا تدرك أن الحياة التي عرفتها ستتغير للأبد. عندما تم انتشالها من تحت الركام، كانت رائحة الموت والدمار تملأ المكان، فيما كان جسدها الصغير يهتز خوفاً. لكن قلبها، الذي كان يحمل براءتها، كان لا يزال ينبض. والديها، اللذان ظلا حريصين على توفير الأمان لها منذ ولادتها، لم يكونا محظوظين. فقد فقدت آيلا أمها وأباها في تلك اللحظات المأساوية.

محمد وفاطمة: عيون لا تعرف النوم

"محمد" الذي كان في السابعة من عمره، شاهد أمام عينيه شقيقه الأكبر "سامر" وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، بينما كانت والدته "أم سامر" تصارع الموت. قبل تلك اللحظات، كان محمد يركض مع شقيقه في شوارع خان يونس، يلعب بكرة القدم ويضحك مع أصدقائه. لكن في لحظة واحدة، تغير كل شيء. "لقد فقدت كل شيء. فقدت عائلتي وطفولتي في لحظة"، هكذا قال محمد، الذي أصبح يشعر وكأن الحياة قد انتهت بالنسبة له.

 "فاطمة"، التي كانت تحب أن تلعب مع دُماها وتغني للأطفال في الحي، تحوّلت اليوم إلى طفلة تخاف من الظلام وتكره الهدوء الذي يسبق انفجار القنابل. "أريد فقط أن أعيش في مكان آمن حيث لا توجد طائرات ولا صواريخ"، تقول فاطمة، وهي تضع يدها على قلبها وكأنها تحاول تجميع شتات أحلامها الصغيرة التي تحطمت بفعل الحرب.

18 مارس 2025: ضربات لا تنتهي

في 18 مارس 2025، استهدفت الطائرات الحربية مرة أخرى منزل عائلة أبو دقة في بلدة عبسان، شرقي خان يونس، مخلفة دماراً هائلًا. هذه المرة، كانت الغارة أكثر دموية؛ فقد سقطت العديد من القنابل على المنزل في نفس اللحظة، مما أدى إلى استشهاد ستة أفراد من العائلة، من بينهم "بهاء أبو دقة" وزوجته وطفلهما.

عندما وصل المسعفون إلى المكان، كانت الأشلاء متناثرة على الأرض، وكان رجال الإنقاذ يحاولون استخراج الجثث والناجين وسط الدخان الكثيف. هذا المشهد الذي كان يكرر نفسه، أصبح مألوفًا في حياة هؤلاء الأطفال الذين نشأوا بين ركام البيوت وأصوات القنابل.

آلام الأيتام... وأمل السلام

ورغم جميع تلك الفظائع، يبقى الأمل في قلوب الأطفال الذين نجوا. "محمد" يحاول اليوم أن يجد طريقة ليعيش، بينما يتساءل "هل يمكن للسلام أن يعود؟"، في حين أن "فاطمة" لم تتوقف عن التفكير في حياة آمنة بعيدًا عن صراعات لا ذنب لها فيها.

"آيلا"، رغم فقدانها لأبويها، تحاول الآن التعلق بأي شخص في محيطها، فربما كان هذا هو السبيل الوحيد لإعادة الحياة إليها. لكن السؤال الكبير يبقى في قلبها: "هل هناك مكان آمن لي ولأصدقائي؟".

التأثير العالمي على حياة الأطفال

تاريخ عائلة أبو دقة، ومعاناة أطفالها، لا يقتصر فقط على غزة. هي قصّة تتكرر في العديد من أماكن النزاع، حيث يعيش الأطفال في دائرة من العنف المستمر، محاطين بحروب لا يفهمون أسبابها. لكن رغم ذلك، لا يزال هؤلاء الأطفال يتمنون الأمل في الغد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: خان يونس غزة

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي مستمر في غزة واستشهاد أطفال بـ مدينة خان يونس

أكد بشير جبر، مراسل «القاهرة الإخبارية» من قطاع غزة، طائرات الاحتلال شنت قبل قليل غارة على المنطقة الجنوبية لمدينة خان يونس، استهدفت خلالها منزلا لعائلة المصري، مما أسفر عن تدمير المنزل بالكامل وإصابة عدد من الفلسطينيين بجروح متفاوتة الخطورة.

وأضاف «جبر» خلال مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، الغارات الإسرائيلية لا تزال تتواصل على عدة مناطق في القطاع، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى، في تصعيد يُنذر بكارثة إنسانية متفاقمة.

وأضاف أن نفس المنطقة كانت قد تعرضت لغارة سابقة استهدفت منزلًا لعائلة أبو سحلول، وأسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين، من بينهم أطفال، في مشهد مأساوي يعكس حجم العنف الذي يتعرض له المدنيون.

وقال إنه في المحافظة الوسطى، وخصوصًا في مدينة دير البلح، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية وسط المدينة، مما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.

أكد المراسل أن القصف المدفعي الإسرائيلي لم يتوقف، حيث تواصل سقوط القذائف على الأحياء الشرقية، بما فيها الشجاعية والزيتون وتل الهوا وحي التفاح، في ظل أوضاع إنسانية صعبة تعيشها تلك المناطق.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، الغارات التي تؤكد استمرارها في عملية الإبادة الجماعية، وليس هناك ما يشير إلى وجود نوايا في التوقف عن الحرب في الوقت الحالي، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الانتصار على حماس خلال الحرب في قطاع غزة، بأنه يعد هدفا أكثر أهمية من إعادة المحتجزين هناك.

وتابع: «لدينا العديد من الأهداف في هذه الحرب. نريد أن نعيد جميع محتجزينا إلى الوطن، لقد أعدنا حتى الآن 147 شخصا أحياء، و196 بالمجمل».

وأضاف: «ما زال هناك ما يصل إلى 24 شخصا أحياء، و59 بالمجمل، ونريد أن نعيد الأحياء منهم والأموات، هذا هدف في غاية الأهمية، لكنه ليس الهدف الأعلى، الهدف الأسمى هو تحقيق النصر على أعدائنا، وهذا ما سنحققه».

ويتهم أقارب المحتجزين، نتنياهو بتعريض حياة المختطفين للخطر بالعملية العسكرية في قطاع غزة، فيما أكد منتدى عائلات المحتجزين أن موقف رئيس الوزراء يتعارض مع موقف غالبية الإسرائيليين.

اقرأ أيضاًالأردن يطالب مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بفتح المعابر وإعادة إعمار غزة

ارتقاء 19 شهيدا اليوم.. .وزوارق الاحتلال تستهدف صيادا على شاطئ بحر غزة

الصحة فى غزة: 51 شهيدا و113 مصابا حصيلة ضحايا عدوان إسرائيل خلال 24 ساعة

مقالات مشابهة

  • خدعة الطعام الصحي.. منتجات أطفال شهيرة تُهدد نموهم وتُضلل الأهالي!
  • «اليونيسف»: أطفال غزة يواجهون خطراً متزايداً من الجوع والمرض
  • أطفال غزة.. أرقام تنزف تحت نيران العدوان الإسرائيلي
  • شاهد.. أطفال غزة يتحملون المسؤولية ويركبون الصعاب
  • المجاعة في غزة: كيف يدفع أطفال القطاع ثمن الحرب والحصار؟
  • تصعيد إسرائيلي مستمر في غزة واستشهاد أطفال بـ مدينة خان يونس
  • شريط الأشباح رقم 10 الذي خاضت به أميركا الحرب النفسية مع فيتنام
  • الجحيم.. هذا ما يواجهه أطفال غزة
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • دراسة: الصداقات المتنوعة تعزز اللطف والتعاون بين الأطفال