نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرًا يسلط الضوء على تزايد ظاهرة الانقلاب الذاتي عالميًا؛ حيث يستخدم القادة المنتخبون ديمقراطيًا سلطتهم لتقويض النظام الديمقراطي وتعزيز قبضتهم على الحكم، ويناقش مدى تأثر الولايات المتحدة بهذا الاتجاه في ظل رئاسة دونالد ترامب. 

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المستبدين المعاصرين أصبحوا يدركون أهمية الظهور كديمقراطيين، وبينما يُمارسون أبشع الحيل لإبراز شرعيتهم الديمقراطية، فإنهم يقوضون تلك الديمقراطية خلسة، ويومًا بعد يوم، يفككون ما يتظاهرون بحمايته على إنه انقلاب بالحركة البطيئة.



يمثل الانقلاب التقليدي زلزالًا سياسيًا، مع مشاهد دراماتيكية لدبابات تجوب الشوارع أو طائرات تقصف القصر الرئاسي. أما الانقلابات الذاتية، فهي نوع مختلف يستخدم فيه القادة المنتخبون ديمقراطيًا مناصبهم لتفكيك النظام المؤسسي وإدامة سلطتهم.

وقد حدث آخر انقلاب ذاتي في كوريا الجنوبية وفشل، ففي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية التي وضعت كل سيطرة الدولة في يديه، لكنه فشل في الحصول على الدعم الكافي من الجيش والهيئة التشريعية والقضاة والمجتمع، وباءت محاولته بالفشل، وانتهى به الأمر في السجن، مما يوضح أن الانقلاب الذاتي لا ينجح عادة في حالة وجود قائد ضعيف. 


وأوضحت المجلة أن الانقلابات الذاتية تكون ناجحة عندما يستخدم القائد الذي ينفذها القوة، ويعد الرئيس البيروفي السابق ألبرتو فوجيموري مثالًا على ذلك: ففي سنة 1992، عندما كان لا يزال في السلطة، قام بحل الكونغرس وحكم بمرسوم طوارئ بدعم من القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات في البلاد. 

وقد أصبحت الانقلابات الذاتية أكثر شيوعًا؛ فقد شهد العقد الأخير فقط ثلث محاولات الانقلابات الذاتية الـ 46 التي جرت منذ سنة 1945، والحقيقة الأخرى المثيرة للقلق هي أنه على الرغم من نجاح نصف الانقلابات "التقليدية" فقط منذ سنة 1945، إلا أن أكثر من أربعة من كل خمسة انقلابات ذاتية قادها قادة منتخبون ديمقراطيًا قد نجحت.

وأشارت المجلة إلى أن هناك عاملًا آخر جعل الانقلابات الذاتية أكثر قابلية للتطبيق، وهو المزيج السام من الشرور الثلاثة الكبرى في عصرنا السياسي: الشعبوية والاستقطاب وانعدام الحقيقة، وقد خلق هذا المزيج أرضًا خصبة مثالية لازدهار الانقلابات الذاتية.

فالشعبوية تقسم المجتمع بين "الشعب الحقيقي" و"الطبقة الفاسدة" التي تستغله، مما يبرر الإجراءات المتطرفة ضد المؤسسات التي يفترض أنها لا تمثل الشعب، ويحول الاستقطاب الخصوم السياسيين إلى أعداء لا يمكن التوفيق بينهم، مما يؤدي إلى تآكل القدرة على التعاون في الدفاع عن الديمقراطية، وتسمح مرحلة انعدام الحقيقة للقادة بخلق روايات بديلة تبرر أفعالهم المناهضة للديمقراطية وتربك الناخبين.

والأكثر إثارة للقلق هو أن هذا المزيج  يؤدي إلى تحييد المواطنين الذين يدافعون عن الديمقراطية عادة؛ حيث يميل الناس إلى تبرير الوضع باعتباره ”ضروريًا“ في مواجهة "التهديدات"، وحتى المواطنون المتعلمون وذوو العقلية المدنية يمكن أن ينتهي بهم الأمر إلى دعم الانقلاب الذاتي التدريجي، طالما أنه في "صفهم".

وتساءلت المجلة حول ما تثيره الإحصاءات بشأن نجاح الانقلابات الذاتية عن مدى قدرة الولايات المتحدة على تفادي هذا الاتجاه العالمي، وبشكل أكثر دقة، عما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعمد بالفعل تقويض الديمقراطية الأمريكية، وهل كانت أحداث السادس من كانون الثاني/ يناير 2021 في مبنى الكابيتول بروفة أم أنها كانت عملاً فاشلاً لن يتكرر؟ 

من الناحية النظرية، يجب أن تعمل الديمقراطية بطريقة تحمي الحقوق المدنية والسياسية؛ لكن هذه الحقوق غالبًا ما تُنتهك عندما تتصرف السلطة التنفيذية بنهم للحكم. في الأنظمة الديمقراطية، تلعب الدساتير والقوانين دورًا أساسيًا في منع أي من الفروع السلطة المختلفة من الاستحواذ على السلطة المطلقة.


في الولايات المتحدة، أصبحت هذه الأفكار والقواعد والمؤسسات على المحك بطرق متنوعة، بعضها واضح للغاية، مثل تحركات ترامب لوقف تمويل الوكالات والبرامج الحكومية التي تقف في طريق خططه. والبعض الآخر أقل وضوحًا، مثل قرار ترامب بمهاجمة شركات المحاماة التي تمثل الأفراد والمؤسسات التي تقاضي إدارته.

وختمت المجلة التقرير بقولها إن الديمقراطية ليست الانتخابات فقط، ولكنها تشمل أيضًا ما يحدث خلال سنوات الولاية الرئاسية، وخلال هذه الفترات الفاصلة، تبدأ محاولات الانقلاب الذاتي في التبلور، بدعم من المواطنين الذين - الذين أعمتهم الاستقطابات والشعبوية وما بعد الحقيقة - يشيدون بتآكل الديمقراطية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الانقلاب الذاتي ترامب الديمقراطية امريكا الديمقراطية ترامب حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأردن والعراق يزعجان كوريا الجنوبية نحو إنجاز عربي تاريخي

أصبحت المجموعة الثانية في تصفيات قارة آسيا المؤهلة إلى مونديال 2026 الأكثر اشتعالاً في المنافسة على بطاقتي التأهل المباشر.

شهدت مباريات الجولة السابعة إثارة كبيرة، عقب تعادل كوريا الجنوبية مع عمان 1-1 وتعادل العراق مع الكويت 2-2 وفوز الأردن على فلسطين 3-1 في تصفيات كأس العالم 2026.

 

 

#الأردن يقفز للمركز الثاني بمجموعته بعد فوزه على نظيره الفلسطيني#الأردن_فلسطين #تصفيات_كأس_العالم_2026 https://t.co/HPXtznOx2I

— 24.ae | رياضة (@20foursport) March 20, 2025

 

 

ويعد "النشامى" أكبر المستفيدين من نتائج الجولة السابعة، بعدما قفز إلى المركز الثاني برصيد 12 نقطة متساوياً بالرصيد نفسه مع منتخب العراق، بينما يتصدر منتخب كوريا الجنوبية المجموعة برصيد 15 نقطة.

 

 

 

التعادل يحسم مباراة #العراق_الكويت في التصفيات الآسيويةhttps://t.co/GyePpkTcsfpic.twitter.com/0tLq1uB2vk

— 24.ae | رياضة (@20foursport) March 20, 2025

 

وستشهد الجولة المقبلة مواجهة من العيار الثقيل، حيث يلعب منتخب الأردن خارج أرضه أمام نظيره الكوري الجنوبي الثلاثاء المقبل، إذ يسعى "النشامى" إلى الانقضاض على الصدارة والاقتراب خطوة كبيرة من التأهل إلى كأس العالم 2026 أمريكا والمكسيك وكندا.

ويلعب المنتخب الأردني في الجولتين الختاميتين خارج أرضه أمام عمان ثم على ملعبه ضد العراق.

أما "أسود الرافدين" يلعب الثلاثاء المقبل خارج ملعبه أمام فلسطين ثم يستضيف كوريا الجنوبية، وينهي مشواره خارج ملعبه أمام الأردن.

من جهته يلعب المنتخب الكوري على أرضه أمام الأردن ثم خارج أرضه ضد العراق، وعلى أرضه أمام الكويت.

مقالات مشابهة

  • الأردن والعراق يزعجان كوريا الجنوبية نحو إنجاز عربي تاريخي
  • إيكونوميست: قراصنة كوريا الشمالية أكبر تهديد للعملات الرقمية
  • عُمان تعود بـ «نقطة ثمينة» من كوريا الجنوبية
  • ترحيب دولي بالوساطة القطرية التي جمعت الكونغو الديمقراطية ورواندا
  • عُمان تعود بتعادل ثمين من كوريا الجنوبية
  • عُمان تفرض التعادل على كوريا الجنوبية 1-1 في تصفيات مونديال 2026
  • العراق يُدشن خطا ملاحيا جديدا بوصول سفينة من كوريا الجنوبية لميناء ام قصر
  • ارتفاع الإصابة بالحمى القلاعية في كوريا الجنوبية إلى 10 في 2025
  • الباعور يبحث مع سفير كوريا الجنوبية استئناف عمل سفارة بلاده في طرابلس