تراجع نفوذ تركيا.. ضربة موجعة للأحزاب السنية في العراق
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
حذر الباحث في الشأن السياسي والأكاديمي في كركوك، علي العزاوي، اليوم الخميس (20 آذار 2025)، من تداعيات الانقسامات السياسية داخل تركيا على المشهد السني في العراق، مشيرًا إلى أن التغيرات في أنقرة قد تُضعف نفوذ بعض القوى السياسية السنية التي ارتبطت بشكل وثيق بتركيا خلال السنوات الماضية.
وقال العزاوي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "جناح الإخوان المسلمين في العراق سيتأثر بشكل مباشر بتراجع نفوذ أردوغان، نظرًا لاعتمادهم الكبير على الدعم السياسي والاقتصادي القادم من أنقرة". وأضاف: "لقد شهدنا صعودًا لنفوذ هذه الأحزاب بالتزامن مع توسع الدور التركي في الشرق الأوسط، خاصة بعد الأحداث التي جرت في سوريا".
وفيما يخص تأثير التغيرات المحتملة في السياسة التركية، أوضح العزاوي أن "ليس كل القوى السنية في العراق تعتمد على أنقرة، ولكن الأحزاب التي بنت مصالح اقتصادية وسياسية مع تركيا ستجد نفسها أمام واقع جديد إذا ما فقدت الدعم التركي، خاصة مع صعود تيارات سياسية علمانية داخل تركيا قد تعيد توجيه سياساتها نحو أوروبا والولايات المتحدة، بعيدًا عن التركيز على قضايا الشرق الأوسط".
وأشار العزاوي إلى أن "تركيا لم تكتفِ بدعم القوى السنية سياسيًا، بل كانت لاعبًا أساسيًا في تشكيل التحالفات داخل البيت السني، فضلاً عن توفير فرص اقتصادية واستثمارات لمقربين من تلك الأحزاب". وأضاف: "غياب أردوغان عن السلطة قد يؤثر بشكل واضح على امتيازات هذه الأحزاب، التي أقامت مكاتب وشبكات اقتصادية في تركيا، مما يجعلها أمام تحدٍ كبير في إعادة ترتيب علاقاتها الإقليمية".
ولم تكن العلاقة بين تركيا وبعض القوى السنية العراقية مجرد تقارب سياسي عابر، بل كانت شراكة استراتيجية امتدت إلى الاقتصاد والتنسيق الأمني. خلال سنوات حكم رجب طيب أردوغان، استفادت بعض الأحزاب السنية، وخصوصًا ذات التوجه الإسلامي، من الدعم التركي، ما عزز حضورها في المشهد السياسي العراقي.
لكن اليوم، ومع تصاعد الخلافات الداخلية في تركيا واحتمال تراجع أو سقوط أردوغان، تواجه هذه القوى أزمة حقيقية قد تهدد نفوذها داخل العراق. فالتحولات السياسية في أنقرة لا تقتصر على الداخل التركي، بل تمتد تداعياتها إلى حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم بعض القوى السنية العراقية.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: القوى السنیة فی العراق
إقرأ أيضاً:
أردوغان يتحدث في منتدى دولي عن دور تركيا المحوري في استقرار وأمن أوروبا
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي على دور أنقرة المحوري في تعزيز الأمن في أوروبا وفي استقرار المنطقة، رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، بما في ذلك التوترات مع إسرائيل وتداعيات الحرب في أوكرانيا وسوريا
قال أردوغان إن بلاده تُعد ركيزة أساسية للأمن الأوروبي، وأنها قادرة على تجاوز التحديات الجيوسياسية المتصاعدة، بما في ذلك تلك المرتبطة بأوكرانيا وسوريا والرسوم الجمركية الأمريكية التي أثارت حرباً تجارية عالمية.
وجاء ذلك خلال مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي السنوي، حيث يواجه الرئيس التركي اضطرابات داخلية بسبب الاحتجاجات على سجن منافسه السياسي البارز، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
شدد سيد أنقرة، في افتتاح منتدى أنطاليا الدبلوماسي السنوي الذي يستمر ثلاثة أيام، على أن "الأمن الأوروبي لا يمكن تصوره بدون تركيا"، مؤكداً استعداد بلاده لتحمل مسؤولية الأمن الأوروبي في المستقبل أيضًا.
وكان البيت الأبيض قد حذّر من أنه على القارة الأوروبية تحمل مسؤولية أمنها الخاص، بما في ذلك الوضع في أوكرانيا، دون إظهار استعداد لدعم قوة أوروبية كبيرة هناك في مواجهة التهديد الروسي. وفي هذا السياق، برزت تركيا كوسيط رئيسي في منطقة البحر الأسود، حيث نجحت في الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من أوكرانيا وروسيا.
ووسط الحديث عن العلاقة الشخصية الوثيقة بين أردوغان وترامب، قال الرئيس التركي أمام حشد من قادة العالم والدبلوماسيين: "أعتقد أن علاقاتنا مع الولايات المتحدة ستزدهر في جميع المجالات خلال الولاية الثانية للرئيس ترامب، بفضل صداقتنا القوية ومزيد من التعاون".