لبنان ٢٤:
2025-02-09@03:26:29 GMT

الفلاش مموري... من تُخيف؟

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

الفلاش مموري... من تُخيف؟


مَن منّا لم يتذكّر عندما سمع بخبرية "الفلاش مموري" العائدة للحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة الحبكات البوليسية التي غالبًا ما يلجأ إليها كاتبو سيناريوهات المسلسلات الدرامية، فيضعوا أيًّا من شخصيات القصة في دائرة الخطر والتهديد والتصفية الجسدية، بعد تورّطه في عمليات تزوير أو احتيال أو الاشتباه بأن لديه علاقات مع منافسين لمشغّليه، فتكون ردّة فعله بإيداع ما لديه من معلومات سرّية عن تورّط كثيرين ممن واكبوه بالمهام المشبوهة، التي كانوا يكلفونه للقيام بها، لدى جهات يثق بها، وذلك تحت وقع التهديد المضاد في كشف المستور في حال تعرّضه لأي خطر.

وهكذا يظّن بأنه يحمي نفسه من أي خطر داهم أو أي تهديد محتمل.   هكذا فعل رياض سلامة لحماية نفسه من أي انتقام، خصوصًا أن ما ورد في التقرير الجنائي عن صفقات ورشوات قام بها قد تكون نقطة في بحر ما في هذه "الفلاش مموري" من تسجيلات ووثائق وأسماء، الذين كانوا يغطّون ما كان يقوم به مما يُسمى بـ "هندسات مالية" كانت مكلفة كثيرًا، وأدّت في نهاية المطاف إلى هذا الانهيار التراجيدي للقيمة الشرائية ليرة اللبنانية، التي كان يُقال لنا عنها بأن وضعها ممتاز، وأن لا خوف على انهيارها، وأن كل كلام عن احتمال تراجعها في السوق التنافسية ليس سوى شائعات، حتى اكتشف اللبنانيون بين ليلة وضحاها أن ليرتهم، التي كان يُقال إنها "متل الدهب"، بدأت تفقد قيمتها الفعلية شيئًا فشيئًا حتى أصبح سعر صرفها في الأسواق اللبنانية أقلّ قيمة من سعر ربطة الفجل.  فلو أن ما يروَّج له عمّا يحتويه هذا "الفلاش" من معلومات خطيرة ووثائق خطّية وتسجيلات تطاول جميع الذين غطّوا كل هذه الهندسات المالية، فإن ما يبادر إلى أذهان من لا يزال رأسهم على أكتافهم سؤال يبقى برسم القضاء اللبناني في الدرجة الأولى، على رغم ما قيل من إن بين الذين استفادوا من "مغارة سلامة" قضاة كبارًا، أن يثبت أنه لا يزال يشكّل خشبة خلاص لكثيرين من اللبنانيين تمامًا كما هو الجيش، الذي لا يزال صمام أمان السلم الأهلي. 
ولكي يستطيع القضاء اللبناني أن يثبت أنه لا يزال صوت الضمير ما عليه سوى أن يضع يده على هذا الملف الخطير، وأن يعمل بعيدًا عن السياسات المحورية، التي ميّعت الحقيقة في ملف انفجار المرفأ.   فالمودعون اللبنانيون، الكبير منهم والصغير، المقيم والمغترب، يعّلقون الآمال العريضة على القضاء لكي يكشف المستور، والعمل على ألاّ تضيع مدّخراتهم هباء كما ضاعت حقيقة جريمة العصر.   وعلى رغم أن ما أقدم عليه سلامة يمكن وصفه بالقرار الذكي جداً الذي قد يحميه من التصفية الجسدية، خصوصًا أنَّ المعطيات تشير إلى أنَّ المعلومات الواردة في "الفلاش" ستُنشر "أونلاين" في حال تعرّضه لأي مكروه، فإن المطلوب أن تُكشف كل تلك المعلومات عن طريق القضاء اللبناني لتبرئة نفسه أولًا، ولوضع النقاط على الحروف ثانيًا، مع ما يستلزم ذلك من شفافية مطلقة وصدقية لا تشوبها شائبة، بحيث يمكن الركون إلى ما يمكن أن يصدر عن هذا القضاء، الذي يجب أن يكون كامرأة قيصر، من قرارات قد تكون مقدمة لعودة الأمل باسترجاع ما قد نُهب من اللبنانيين على حين غفلة، وبعيدًا عن أي مراقبة.  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لا یزال

إقرأ أيضاً:

«دونالد ترامب على الشيزلونج».. استشاري علم نفس تكشف أجندته الداخلية: «كل شيء وعكسه»

يجمع بين الكاريزما التي تجذب الجماهير والتصريحات الحادة التي تنفر خصومه.. يظهر كأنّه رجل أعمال ناجح رغم سجله المليء بالإخفاقات المالية.. يقدم نفسه مدافعًا عن الأمريكي العادي بينما ينتمي إلى طبقة الأثرياء.. هكذا هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ترامب، داعم للإعلام الأمريكي رغم انتقاداته المستمرة للسياسات الإعلامية. هذه التناقضات ليست مجرد اختلافات سطحية، بل تعكس سمات نفسية أعمق، مثل النرجسية، التفكير الدفاعي، والقدرة على استغلال الإعلام لتحقيق أهدافه. وتحليل هذه السمات يساعد في فهم كيف تمكن ترامب من بناء قاعدة جماهيرية مخلصة رغم الجدل المستمر حوله.

من الناحية النفسية، يمكن تفسير ثقته العالية، حتى في مواجهة الرفض أو الانتقادات العالمية، بناءً على مجموعة من العوامل السلوكية والنفسية.

وفقًا للدكتورة ولاء شبانة، استشاري علم النفس، يظهر ترامب العديد من السمات النرجسية مثل الشعور بالعظمة والتميز، والبحث المستمر عن الإعجاب والاهتمام، ورفض الاعتراف بالأخطاء وتحميل الآخرين المسؤولية. هذه الصفات تمنحه ثقة شديدة في نفسه، حتى في ظل الانتقادات القاسية. كما أنه يتبنى عقلية "الفائز والخاسر"، حيث يرى العالم من منظور أبيض وأسود: هناك فائزون وخاسرون، وهو لا يقبل أن يكون ضمن الفئة الثانية.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وتتابع الدكتورة شبانة أن تفكير ترامب غالبًا ما يكون دفاعيًا، وعند مواجهة الانتقادات، يلجأ إلى استراتيجيات نفسية مثل الإنكار «رفض الاعتراف بالمشاكل»، والإسقاط «إلقاء اللوم على الآخرين»، والتقليل من شأن النقد اعتبار المعارضين أعداء أو فاشلين. منذ الثمانينيات، بدأ ترامب ببناء صورته كرجل أعمال ناجح، حتى في أوقات الإفلاس والخسائر، ما أتاح له القدرة على "إعادة اختراع نفسه". هذه القدرة تمنحه ثقة مصطنعة، لكن تبدو حقيقية أمام الجماهير.

ويُضيف وجود قاعدة جماهيرية تؤمن به وتدعمه بشدة دورًا مهمًا في تعزيز ثقته بنفسه. إذ أن الشعور بدعم قوي يجعل الشخص أقل تأثرًا بالرفض الخارجي. ثقة ترامب، إذًا، هي مزيج من سمات نرجسية، استراتيجيات دفاعية، وخبرة طويلة في الإعلام والجماهير، مما يجعله يظل مقتنعًا بأنه "الأذكى في الغرفة"، حتى لو واجه رفضًا عالميًا.

اقرأ أيضاً«ترامب رايح جاي»| حارب غيره لقمع الإعلام.. وألغى برنامج شهير بعد الوصول للحكم

«ترامب»: لا داعي للعجلة بشأن الوضع في غزة

إدارة ترامب توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة 7.4 مليار

مقالات مشابهة

  • بونو بعد التعادل : أكبر منافس للهلال هو الهلال نفسه ..فيديو
  • السنيورة: بالوجوه والكفاءات التي تضمها الحكومة الجديدة يمكن إنجاز الكثير
  • «دونالد ترامب على الشيزلونج».. استشاري علم نفس تكشف أجندته الداخلية: «كل شيء وعكسه»
  • ترامب يعين نفسه رئيساً لمجلس أمناء مركز كينيدي الثقافي
  • «المركزى الأمريكى»: البنك لا يزال ملتزمًا بهدف 2% بالنسبة للتضخم
  • تقرير المركزي الأمريكي للسياسة النقدية: البنك لا يزال ملتزما بتحقيق نسبة تضخم 2%
  • بودريقة ما يزال بالاحتجاز منتظرا إجراءات تسليمه إلى الرباط وفق النيابة العامة في هامبروغ
  • رائد سلامة: الحوار الوطني فرض نفسه كآلية عمل والقيادة السياسية تقدر أهميته
  • النور الخفي
  • فيديو مروع.. جريمة قتل تهز البصرة والجاني يسلم نفسه للأمن