إسرائيل تسعى لهدم نصف مخيم جنين.. ماذا يقول الأهالي؟
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
جنين- أمام كومة كبيرة من الحواجز الترابية (السواتر)، التي وضعتها جرافات الاحتلال على بوابة مستشفى جنين الحكومي شمال الضفة الغربية، وقفت أم يزن السعدي (63 عاما) تحاول اجتيازها للمرور للطرف الآخر المؤدي إلى مخيم جنين للاجئين.
بخطوات صعبة، ومحاولات متكررة لعبور كومة التراب المبللة بفعل الأمطار، استطاعت أخيرا أم يزن عبور الحاجز الترابي، وأصبحت أقرب لمدخل المخيم المجرف بالكامل.
تقول إنها تحاول الوصول إلى منزلها الذي تركته منذ 4 أشهر، وتحديدا عند بدء الأزمة بين أجهزة أمن السلطة والمقاتلين في مخيم جنين أواخر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
إنقاذ الذكريات
وأم يزن السعدي واحدة من عائلات كثيرة أبلغت أمس من الارتباط الفلسطيني بنية قوات الاحتلال هدم منازلهم في مخيم جنين، والتي يصل عددها إلى قرابة 66 بناية سكنية، موزعة على 5 حارات في المخيم.
وتسعى هذه العائلات للوصول إلى منازلها قبل هدمها، ونقل ما يستطيعون نقله من أغراض ووثائق مهمة وذكريات من داخلها.
تصف أم يزن، للجزيرة نت، شعورها وهي تحاول الوصول إلى منزلها الموجود في منطقة نادي مخيم جنين وبالقرب من ساحته الرئيسية، لإنقاذ الأوراق المهمة منه، "طوال 4 أشهر عاهدت نفسي أن لا أبكي أبدا، وكنت أقول إن العوض من الله، لكن أن يتم هدم المنزل اليوم هذا يعني أن كل شيء انتهى، لن يبقى لنا شيء في المخيم، الناس يقولون إنه يمكن أن نعود قبيل عيد الفطر، إلى أين سنعود بعد اليوم؟".
إعلانبكت أم يزن اليوم لأول مرة منذ نزوحها عن منزلها وتفرق عائلتها على 4 أماكن للنزوح في محافظة جنين.
تقول للجزيرة نت إن عودتها للمنزل الآن هي محاولة لإنقاذ ذكرياتها وذكريات أبنائها فيه، علّ ذلك يثبت بعد سنوات وجود مخيم لأكثر من 14 ألف لاجئ في جنين، "أريد أن آخذ ألبومات الصور الخاصة لأولادي وعائلتي، وأوراقنا الثبوتية المهمة، كل هذا العذاب والمخاطرة للوصول إلى المنزل هي لأجل ذكريات العائلة، لا أعرف كيف سأدخل المنزل بعد كل هذا الوقت، ولا أثق إن كان يمكن نقل قطعة ملابس من داخله أصلا"، تُتابع.
وتضيف "كنا 8 أفراد حين نزحنا من المنزل، انفصلنا بين أقاربنا، كل فردين أو 3 انتقلوا لمنزل قريب مختلف، كنا نأمل العودة للمخيم لنجتمع كأسرة من جديد".
الجيش الإسرائيلي: سنهدم منازل في مخيم جنين لأغراض عسكرية pic.twitter.com/h5xZXKvVih
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 19, 2025
أكبر عملية هدمخلال حديثها مع الجزيرة نت، كان بضعة أشخاص يخرجون من المنازل في محيط المخيم، وفي أيديهم أكياس وكراتين محملة بملابس وأغراض تمكنوا من نقلها من منازلهم.
فالتهجير لم يقتصر على أهالي المخيم وحدهم، لكنه شمل أحياءً وحارات في محيط المخيم من جهاته الأربع. ويتخوف هؤلاء من عدم تمكنهم من العودة بعد عملية الهدم التي تقوم بها إسرائيل في عمق المخيم.
مشاهد توثق توغل دبابات جيش الاحتلال في مخيم جنين#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/Nu2bX8JTek
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 17, 2025
ومنذ ساعات صباح اليوم الخميس بدأت قوات الاحتلال بدفع تعزيزات إلى داخل مخيم جنين، بهدف تنفيذ عملية الهدم.
وبذلك تكون إسرائيل نفذت أكبر عملية هدم في الضفة الغربية منذ سنوات، وحسب بلدية جنين، فإن الاحتلال أبلغها بنية هدم 66 بناية سكنية لإنشاء مكتب خدمات، وتوسيع الشوارع في المخيم.
إعلانوبعد عملية الهدم تحقق إسرائيل خطتها التي أعلنتها منذ بدء عملية السور الحديدي في جنين قبل شهرين والقاضية بتغيير جغرافية المخيم بشكل كامل، وإعادة صياغتها من جديد.
وهو ما يعني هدم نصف المخيم، وصعوبة إعادة بنائه، لأن الركام الناتج عن هدم المنازل ستقوم إسرائيل باستخدامه في شق وتأهيل وتوسيع الشوارع في المخيم.
وحسب الأهالي، فإن هدم 66 بناية يعني هدم أكثر من 100 منزل، لأن كل بناية تحوي منزلين على الأقل.
وكانت لجنة خدمات مخيم جنين أعلنت أن على الأهالي المتوقع هدم منازلهم تسجيل أسمائهم لديها، وإرفاق أرقام هوياتهم الشخصية لتقديمها للارتباط الإسرائيلي، بهدف الحصول على تنسيق للسماح لهم بدخول منازلهم.
سعاد أبو عطية سيدة من المخيم نازحة إلى واد برقين، تقول إنها حتى الآن لا تعرف إن كان منزلها الذي عاشت فيه مع أبنائها الستة، من ضمن منطقة الهدم أو لا، وأنها لا تعرف ما عليها فعله للتأكد من ذلك والوصول إلى المنزل، وتشرح أبو عطية أحاسيسها وهي تترقب هدم المخيم، بأنه إحساس بالعجز والضعف والحزن العميق.
"المخيم هو حياتنا كلها، سنوات عمرنا، ومنازلنا هي تعب السنين، سيختفي كل ذلك في لحظة لأن إسرائيل قررت ذلك، وأرادت انتهاء المخيم"، تقول أبو عطية.
وحتى مساء اليوم الخميس لم يبلغ أي طرف في المخيم أو حتى محافظة جنين إن كانت عملية هدم المنازل الـ66 ستتم عن طريق تفخيخها ونسفها، كما حدث حين نسفت إسرائيل مربعين سكنيين في حارة الدمج والحواشين، أم ستكون عن طريق الجرافات كما حدث في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم. حين هدم الاحتلال 10 منازل دفعة واحدة فيه.
في مقر لجنة الخدمات الجديد، الذي تم نقله من مخيم جنين الى المدنية بعد العملية الإسرائيلية العسكرية، سجل محمد الهندي اسمه في القوائم المزمع رفعها للارتباط، ويقول إنه يسكن حاليا في مركز النزوح بمساكن الجامعة العربية الأميركية، وإنه استطاع تمييز بيته ضمن المنازل المشار إليها للهدم ضمن الخارطة التي وزعها الاحتلال.
إعلانوعلى الرغم من يأس الهندي في تمكنه من الوصول إلى منزله أو سماح إسرائيل للنازحين بالدخول، فإنه قدم في لجنة الخدمات، يقول "بيتي في حي الدمج، أتيت على أمل أن يسمح لنا برؤية منازلنا للمرة الأخيرة قبل هدمها، ومع أني أستبعد أن يسمح الاحتلال لنا بالوصول إليها وتوديعها، فإنه لا خيار أمامي سوى المحاولة، لذا أتيت لأسجل وأحصل على تنسيق للدخول".
وفي أحد التقديرات لبلدية جنين، فإن إسرائيل هجرت سكان 3200 منزل في مخيم جنين، فيما ارتفع عدد النازحين في المخيم إلى 21 ألف نازح، ودمرت جرافات الاحتلال 100% من شوارع المخيم و80% من شوارع مدينة جنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی مخیم جنین فی المخیم
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقتحم مستشفى جنين و30 ألفا نازح من طولكرم
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين مستشفى جنين الحكومي المحاذي لمخيم جنين وسط المدينة، فيما أجبر أكثر من 30 ألف فلسطيني على النزوح من مخيمي طولكرم ونور شمس بالضفة الغربية.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال انتشرت في باحات المستشفى، ودهمت قسم الطوارئ والتسجيل واعتدت على أحد الموظفين بالضرب قبل أن تعتقل أحد المراجعين واقتادته الى جهة غير معلومة.
ويقع المستشفى ضمن دائرة الحصار الذي يفرضه الاحتلال على المخيم، وسبق أن تعرض لهدم أحد أسواره وإغلاق مدخله الغربي وإطلاق نار عليه خلال العدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها لليوم 84 على التوالي.
كما اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم بلدتيْ اليامون وكفرذان غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية ونفذت سلسلة مداهمات واعتقالات شملت عددا من الفلسطينيين.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينييْن خلال اقتحامها بلدة اليامون، كما داهمت منازل في بلدة كفرذان وفتشتها.
وتستمر العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها منذ 84 يوما، وأسفرت وفق مصادر طبية عن استشهاد 36 فلسطينيا واعتقال المئات، في حين أُجبر آلاف السكان على مغادرة منازلهم.
إعلان 30 ألف نازحوفي شمال الضفة الغربية، قالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن أكثر من 18 ألف فلسطيني نزحوا من مخيم طولكرم وإن 12 ألفا نزحوا من مخيم نور شمس بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وأضافت المصادر أن إسرائيل طردت الأونروا وأنهت دورها في المخيمات ما انعكس على وضع النازحين في الصحة والتعليم، موضحة أن عدوان الاحتلال امتد إلى محيط المخيمات في طولكرم مع أوامر لإخلاء عدد من العمارات السكنية.
في غضون ذلك، شنّت قوات الاحتلال حملة دهم وتفتيش واعتقالات في مدن وبلدات فلسطينية عدة. كما أصابت أربعة فلسطينيين بالرصاص الحي حاولوا التصدي لاقتحامٍ لمخيم الجَلَزون شمالي مدينة رام الله.
كما اعتقلت القوات الإسرائيلية عددا من الفلسطينيين خلال اقتحامها عددا من البلدات والمدن في الضفة الغربية.
وفي جنوب الضفة، أصيب مستوطن إسرائيلي، في حادث دهس، فيما تمكن السائق من مغادرة المكان، وفق هيئة البث الإسرائيلية التي قالت "أصيب شخص واحد بجروح طفيفة في هجوم دهس مرجح عند مفترق الظاهرية، جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية"، وذكرت أن السائق فر إلى قرية الظاهرية حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بمطاردته.
المسجد الأقصىفي هذه الأثناء، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العرب والمسلمين بتحرك عاجل لوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني ولحماية المسجد الأقصى.
ودعت حماس إلى "تصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين دفاعا عن أرضنا ومقدساتنا وقضيتنا الوطنية"، كما دعت "شعبنا بالضفة والقدس والداخل المحتل إلى تكثيف الرباط في الأقصى والتصدي لمحاولة المستوطنين تهويده".
واعتبرت الحركة أن اقتحام مستوطنين باحات الأقصى وأداؤهم طقوسا تلمودية وجولات استفزازية انتهاك متجدد لحرمة المسجد.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت مصادر للجزيرة، أن عددا كبيرا من المستوطنين أدى طقوسا تلمودية ورقصات استفزازية عند باب الأسباط في المسجد الأقصى، تزامنا مع نشر قوات الاحتلال مزيدا من الحواجز على مداخل المسجد لتأمين مرور المستوطنين والتضييق على حركة الفلسطينيين في البلدة القديمة.
إعلانكما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الاحتلال ومستوطنوه عدوانهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 947 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية.