ترامب يدعم بالكامل هجمات إسرائيل على غزة وبيان أوروبي مخفف
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
أعلن البيت الأبيض اليوم الخميس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يدعم بالكامل" استئناف إسرائيل للضربات الجوية والعمليات البرية في قطاع غزة، في وقت أصدر قادة أوروبيون بيانا استنكر فيه انهيار اتفاق وقف إطلاق النار إلا أنه خفف من انتقاده لإسرائيل وتجنب لومها وحدها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كان ترامب يسعى إلى إعادة تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إن الرئيس الأميركي "يدعم إسرائيل والجيش الإسرائيلي بالكامل وكل الخطوات التي قاما بها في الأيام الأخيرة".
وأضافت "لقد قال الرئيس لحماس بكل وضوح أنه إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن فستفتح أبواب الجحيم، وللأسف اختارت حماس أن تلعب لعبة إعلامية، بالأرواح"، وفق زعمها.
وتابعت ليفيت أن تدهور الوضع "تتحمل مسؤوليته حماس بالكامل" بسبب هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدة أن ترامب يريد تحرير "كل الرهائن" المحتجزين في غزة.
تجنب لوم إسرائيل
في السياق نفسه، عبر قادة الاتحاد الأوروبي اليوم عن استيائهم لانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ورفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسليم المحتجزين المتبقين.
إعلانوجاء في بيان أن "المجلس الأوروبي يستنكر انهيار وقف إطلاق النار في غزة، والذي تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في الغارات الجوية الأحدث. كما يستنكر رفض حماس تسليم الرهائن المتبقين".
وكشفت مصادر دبلوماسية أن بيان الاتحاد خفف انتقاده لإسرائيل وتجنب لومها وحدها، رغم أنها من قام باستئناف الحرب على غزة وأوقعت خلال 3 أيام مئات الشهداء والجرحى من سكان القطاع المدمر.
أما رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن فعبر عن استيائه من "القصف الصادم" خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، والذي أسفر عن العديد من الضحايا الأبرياء في غزة.
كما انتقد تصريحات القادة الإسرائيليين ولا سيما تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس، التي اعتبرها عقابًا جماعيًا للفلسطينيين في غزة.
في سياق متصل، عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس جلسة طارئة بشأن حالة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط خالد خياري في إحاطة قدمها للمجلس إنّ استئناف القتال يهدد المدنيين في غزة.
وجدد خياري التأكيد على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش باستئناف محادثات جدية واحترام وقف إطلاق النار والدخول دون عرقلة للمساعدات والإفراج فورا ودون شروط عن المحتجزين.
أمّا دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوبة الأميركية الدائمة في مجلس الأمن فذكرت أنّ الرئيس ترامب كان واضحا بأن على حماس الإفراج عن ما تبقى من الأسرى الإسرائيليين أو عليها أن تدفع الثمن باهظا.
من جهته أشار جيمس كاريوكي نائب المندوبة البريطانية الدائمة لدى المجلس إلى أنّ معاناة أهل غزة استمرت طويلا وتحدث عن مقتل وإصابة عمال إغاثة داعيا إلى ضرورة التحقيق في هذه الحادثة ومحاسبة المسؤولين.
كما ندد بالتصريحات غير المقبولة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس محذرا من التدمير الكلي لغزة.
إبادة جماعية
من جانبه قال مندوب فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور، إن عائلات فلسطينية بأكملها أبيدت ومجتمعات اقتلعت بالقوة في قطاع غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية.
إعلانوخلال كلمة له أمام مجلس الأمن، قال منصور "نحن أمام خيارين؛ إما العدالة أو الانتقام". وأضاف أنه لا توجد أسرة في غزة ليس لديها شهيد أو أسير أو جريح أو مشرد.
ورفض مندوب فلسطين، التحريض على المدنيين في غزة، أو أي تبرير للعقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل. وأكد أن للفلسطينيين في غزة الحق في الحياة والعيش بسلام وكرامة على أرض أجدادهم.
في السياق نفسه دعا الأردن، الخميس، إلى تحرك دولي "فوري وبفاعلية" لإلزام إسرائيل وقف عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني، وإعادة فح المعابر لإدخال المساعدات إليه.
جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية أجراها وزير الخارجية أيمن الصفدي، مع عدد من نظرائه، وفق بيان للخارجية الأردنية، تلقت الأناضول نسخة منه.
وأكد الوزير الأردني على "ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، والتزام اتفاق التبادل الذي كان أُنجز بجهود قطرية ومصرية وأميركية بكل مراحله".
وأدان الصفدي، استئناف العدوان، واستخدام الغذاء سلاحًا، وفق البيان ذاته.
ومنذ استئنافها حرب الإبادة بغزة فجر الثلاثاء وحتى مساء الخميس، قتلت إسرائيل 591 فلسطينيا وأصابت 1042 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام رسمية فلسطينية.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار فی مجلس الأمن قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تنديد أوروبي وأممي متواصل بتجدد الحرب الإسرائيلية على غزة
توالت ردود الفعل الأوروبية والأممية على استئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة والذي راح ضحيته نحو ألف بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء ومسنون.
فقد أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لانهيار وقف إطلاق النار في غزة ومقتل مدنيين منهم أطفال جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.
ودعا الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك إسرائيل إلى إنهاء عملياتها العسكرية، وجدد دعوته لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الإفراج الفوري عن جميع الأسرى.
كما حث إسرائيل على ضبط النفس واستئناف دخول المساعدات الإنسانية والكهرباء إلى غزة من دون عوائق.
صدمة بالمجلس الأوروبي
بدوره، عبر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عن صدمته وحزنه من الأخبار القادمة من غزة ومن العدد الكبير للضحايا المدنيين نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية.
وقال كوستا في حسابه على منصة إكس "يجب أن يتوقف العنف وينبغي احترام شروط اتفاق وقف إطلاق النار".
وحث على ضرورة الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين واستئناف المساعدات الإنسانية فورا.
من جانبها، دانت الخارجية الفرنسية الغارات الإسرائيلية على غزة، ودعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية التي تعرض جهود تحرير الأسرى وحياة المدنيين للخطر.
إعلانوطالبت فرنسا السلطات الإسرائيلية بضمان حماية المدنيين، وإعادة الوصول إلى المياه والكهرباء، ورفع جميع العوائق التي تحول دون دخول المساعدات الإنسانية، كما جددت دعوتها للإفراج غير المشروط عن الأسرى.
وفي السياق ذاته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يشعر بقلق بالغ إزاء الخسائر في صفوف المدنيين في غزة في أعقاب استئناف إسرائيل القتال.
وأضاف أن بلاده تشعر بالقلق تجاه الأسرى المحتجزين الذين يحملون الجنسية المزدوجة الألمانية والإسرائيلية. جاء ذلك خلال كلمته على هامش مباحثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بديوان المستشارية في برلين.
مستقبل معلّق
صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأن انتهاء وقف إطلاق النار في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية المكثفة أمر مثير للقلق الشديد.
واعتبرت بيربوك أن مصير الأسرى المتبقين ومستقبل الناس في إسرائيل وغزة والشرق الأوسط بأكمله أصبح الآن معلقا بخيط رفيع للغاية.
بدوره، شجب ماكسيم بريفوت وزير الخارجية البلجيكي ونائب رئيس الوزراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ودعا في لقاء مع الجزيرة إلى احترام شروط وقف إطلاق النار، مؤكدا أن ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعا عن النفس.
ودعا بريفوت، في منشور على منصة إكس، الطرفين إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق التي يجب أن تُمهّد الطريق لإعادة الإعمار وتحقيق السلام.
وحث المسؤول البلجيكي على المضي قدما نحو تنفيذ الخطة العربية بشأن غزة التي دعمها الاتحاد الأوروبي.
وفي الردود الأوروبية أيضا، وصف يونس عمرجي نائب رئيس البرلمان الأوروبي القصف الإسرائيلي على غزة بأنه جريمة ضد الإنسانية تتحمل مسؤولياتها جميع الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
أمميا، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن استئناف القتال في غزة وما يواكبه من محن وضحايا بالمئات أمر لا يطاق. ودعا حق في مقابلة مع الجزيرة إلى وقف القتال لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة الذين عانوا طويلا.
إعلانكما دعا توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى العودة لوقف إطلاق النار في غزة بشكل عاجل.
وأكد فليتشر، في جلسة لمجلس الأمن بشأن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أن منع وصول الغذاء والماء والدواء إلى المحتاجين في غزة أمر غير مقبول ويتعارض مع القانون الإنساني الدولي.
وقد ندد عدد من أعضاء المجلس باستئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة وطالبوا بالعودة لوقف إطلاق النار.
وكانت دول عدة، بينها قطر والسعودية ومصر والأردن وتركيا وإيران والنرويج وأيرلندا وإسبانيا والسويد وأستراليا والصين، قد نددت أمس بالعدوان الإسرائيلي ودعت للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة غاراتها الجوية على نطاق واسع بقطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 404 وأكثر من 562 إصابة، وفق وزارة الصحة بالقطاع، معظمهم أطفال ونساء ومسنون.
وتعد هجمات الثلاثاء أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.